حكم خروج الريح أثناء الصلاة هل يبطلها
حكم خروج الريح أثناء الصلاة هل يبطلهاالكثير يعاني من مشكلة خروج الريح أثناء الصلاة ويتساءلون جميعًا هل هذا الفعل يبطل الطلاة أم لا، لذا نود أن نوضح في هذه المقالة مدى حكم الدين في هذا الفعل وهل هو يبطل الصلاة حقًا أم لا يضر الصلاة بشيء ولا يؤذيهالذا سنقدم هذا المقال تحت عنوان حكم خروج الريح أثناء الصلاة هل يبطلها، فتابعونا من خلال منصة وميض
هل يبطل خروج الريح الصلاة حكم دار الإفتاء
- يتساءل الكثيرين عن. خروج الريح أثناء الصلاة وهذا الأمر مقلق جدا وقد يضطر المسلم أثناء صلاته إلى إعادة الوضوء عدة مرات ولكن هل إذا كان هذا الريح يخرج تباعًا بانتفاخ في القولون فهل يبطل الصلاة أم لابد من الوضوء؟
- ولكن إجابة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، بأنه إذا كان الأمر كما ذكر بالسؤال أي أن المتسائل تحصل له انتفاخات شديدة بسبب القولون، ويخرج منه أرياح رغم تناوله الأدوية مما يجعله يكرر الوضوء أكثر من مرة.
- فإنه يتحتم عليه أن يتوضأ لكل صلاة، ويصلي بهذا الوضوء ما شاء من الفرائض والنوافل.
- وأضاف بأنه: «يلغي هذا الوضوء بخروج الوقت الذي يقوم بالتوضؤ له، وكذلك صلاته سليمة حتى وإن خرج منه ريح؛ لأنه في هذه الحالة يعد من أصحاب المبررون، وهذا من ميسرة الإسلام وسماحته»، مستشهدًا بقوله تعالى: «وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ».
دلائل من السنة على حكم خروج الريح أثناء الصلاة
- “قال النبي ﷺ: لا ينصرف حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا، وفي لفظ آخر: إذا وجد أحدكم في بطنه شيئًا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا؟ فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا”.
- ومعنى هذا إن كان المسلم متأكد من خروج الريح أثناء الصلاة فإنه يبطل صلاته لابد من الطهارة مرة أخرى.
- وإذا كان خروج الريح مجرد شك فقط دون أن تتأكد تصلح صلاتك ولا يجب الطهارة مرة أخرى.
شاهد أيضا: ما حكم مسك الريح في الصلاة و جميع مبطلات الصلاة
خروج الريح أثناء الصلاة
- منع النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة مع مدافعة الحدث، والانغماس بإمساكه عن الخروج، ويتبن ذلك من الأحاديث الشريفة التالية:
- فعن عائشة رضي الله عنها قالت: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (لاَ صَلاَةَ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ، وَلاَ وَهُوَ يُدَافِعُهُ الأَخْبَثَانِ) رواه مسلم.
- قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في شرحه لصحيح مسلم (5/ 46):
- ” فِي هَذِهِ الْأَحَادِيث كَرَاهَة الصَّلَاة بِحَضْرَةِ الطَّعَام الَّذِي يُرِيد أَكْله، لِمَا فِيهِ مِنْ اِشْتِغَال الْقَلْب بِهِ، وَذَهَاب كَمَالِ الْخُشُوع، وَكَرَاهَتهَا مَعَ مُدَافَعَة الْأَخْبَثِان وَهُمَا: الْبَوْل وَالْغَائِط ” انتهى.
- لكن هذه الكراهة خاصة بموقف الدخول إلى الصلاة وهو يدافع الأخبثان، أما من ولج إلى الصلاة وهو لا يستشعر بمدافعة الغائط أو البول وإنما شعر بذلك وهو في متوسط الصلاة فلا بغضة حينئذٍ إذا لم تمنعه من إتمام صلاته.
- هناك العديد من التساؤلات التي وردت إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية بشأن هذا.
فكانت إجابة اللّجنة
- إنه لا يصح للمسلم الذي يقوم بأداء الفريضة وهو يدافع الغائط والدليل على ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. لا صلاة بحضرة الطعام ولا وهو يدافع الأخبثان. أخرجه مسلم في صحيحه.
- من تشكك في طلوع الريح منه لا ينتقِض وضوؤه بمجرد هذه الريبة، بل عليه الاستمرارية في صلاته، ففي هذه الحالة تكون الصلاة صحيحة ولا تكرار عليه إلا إذا تأكد مغادرة الحدث منه.
- روى البخاري ومسلم عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ، وَعَن عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ: ” أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّجُلُ الَّذِي يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلاَةِ، فَقَالَ: (لاَ يَنْفَتِلُ-أَوْ لاَ يَنْصَرِفُ-حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا).
- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ فِي بَطْنِهِ شَيْئًا فَأَشْكَلَ عَلَيْهِ، أَخَرَجَ مِنْهُ شيء أَمْ لاَ. فَلاَ يَخْرُجَنَّ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا) رواه مسلم.
- لكن يحتم الأمر إلى أنّ المعني المقصود بسماع الصوت، وشم الرائحة: الدلالة على التأكد من حصول الحدث وناقض الوضوء، أيا كان ذلك الناقض.
- قال الحافظ ابن حجر: ” ودل حديث الباب على صحة الصلاة ما لم يتيقن الحدث، وليس المراد تخصيص هذين الأمرين – أي الشم والسماع -باليقين .
شاهد أيضا: ما هي شروط الوضوء؟ وسنن الوضوء المستحب القيام بها
ومن” فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ” (5 / 255):
- ومن ضمن الأسئلة التي وردت إلى اللجنة الدائمة للبحوث متى يكون خروج الريح مبطل للصلاة هل عند الصوت فقط أم الشم والصوت معا؟ إذا أتأكد الفرد من خروج الريح بشم رائحة أو سماع صوت فهذا يدل على أنه متأكد من ذلك.
- فهذا يبطل الصلاة أما إذا كان الأمر مجرد وسواس وأنه لم يسمع شيئا ولم يشم رائحة في هذه الحالات تكون الصلاة صحيحة ولا يجب عليه الوضوء مرة أخرى.
قال الإمام النووي – رحمه الله تعالى -:
- ” وهذا الحديث أصل من أصول الإسلام، وقاعدة عظيمة من قواعد الفقه، وهي أن الأشياء يحكم ببقائها على أصولها حتى يتيقن خلاف ذلك، ولا يضر الشك الطارئ عليها، فمن ذلك مسألة الباب التي ورد فيها الحديث، وهي أن من تأكد الطهارة وريب في الحدث حكم ببقائه على الطهارة، ولا فرق بين حدوث هذا الشك في نفس الصلاة، وحصوله خارج الصلاة؛ هذا مذهبنا ومذهب جماهير العلماء من السلف والخلف …
- ومن قضايا القاعدة المذكورة: أن من شك في تطليق زوجته، أو تحرر عبده، أو دناسة الماء الطاهر، أو طهور الدنس، أو دناسة اللبس أو المأكل أو غيره، أو أنه صلى ثلاث ركعات أو أربعًا، أو أنه ركع وسجد أم لا، أو أنه نوى الصوم أو الصلاة أو الوضوء أو الاعتكاف، وهو في خلال هذه العبادات، وما أشبه هذه الأمثلة: فكل هذه الشكوك لا تأثير لها، والأصل عدم هذا الحادث.
- وقد استبعد العلماء قضايا من هذه القاعدة، وهي مشهورة في كتب الفقه لا يستوعب هذا الكتاب لنشرها، فإنها منتشرة، وعليها احتجاجات، ولها أجوبة، ومنها مختلف فيه “.
شاهد أيضا: كيفية الغسل من الجنابة والطريقة الصحيحة للاغتسال
وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى -:
- ” أقصد البناءَ على الاقتناع وطرحَ الشَّكِّ -: قاعدة مهمَّة، أشار إليها قولُ النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم: إِذا تشكك أحدكم في صلاته فليطرح الشَّكَّ وليَبْنِ على ما أدرك، ولها شعب عديدة جدًّا في الطلاق والعقود وغيرهما من أبواب الفقه، فمتى أخذ بها الإنسان تحللت عنه تعقيد كثيرة، وتلاشى عنه العديد من الوَساوس والريب، وهذا من نعمة كلام النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم وحكمه.
وفي ختام هذه المقالة نكون قد تعرفنا على حكم خروج الريح أثناء الصلاة هل يبطلها أم لا، مع ذكر العديد من الدلائل الإسلامية من أحاديث نبوية شريفة أو أيضًا كلام نقل عن أشهر المشايخ رحمهم الله.