حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت
حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت يعد من أكثر الأحكام التي يريد معرفتها العديد من الأفراد الذين يريدون أن يتبرعوا بأحد أعضائهم، حيث أن تلك القضية أصبحت محل جدل كبير بين الأفراد لذلك سنعرض آراء العلماء بها حتى يمكنكم التعرف على حكم الشرع النهائي بها من خلال المقال التالي من خلال منصة وميض.
ومن هنا سنتعرف على: كم زكاة الفطر 2022 ووقت إخراجها وحكمها
حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت
لقد اختلف العلماء في الحكم الخاص تبرع الفرد بالأعضاء الخاصة به بعد وفاته، وإليكم آراء العلماء:
- قام بعض العلماء بجواز التبرع بالأعضاء ولكن بشروط معينة.
- ذهب بعض العلماء إلى عدم جواز التبرع بالأعضاء مثل الكلية والقلب والأرجل واليدين أو أي عضو آخر، ولقد علل بعض الفقهاء ذلك أنهم يخشون أن يقع من يفعل ذلك في المثلة وهو فعل منهي عنه في الشريعة الإسلامية، لذلك لديهم يعتبر من الأفضل الابتعاد عن هذا الأمر.
- ذهب جمهور آخر من العلماء أن الفرد إن مات وكان قد أوصى عائلته بالتبرع بأعضائه فإن ذلك جائز، وهذا يعد حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت.
شروط جواز التبرع بالأعضاء عند العلماء
إن جمهور الفقهاء الذي ذهب إلى جواز التبرع بالأعضاء قام بوضع بضعة شروط حتى يكون هذا الأمر مباح وهم كالتالي:
- يجب أن يكون العضو الذي سوف يتم التبرع به لا يؤثر على نسب الفرد ولا على الورث العام والخاص بالفرد، فلا يجوز التبرع بمبيض المرأة أو الخصية للرجل أو الخلايا الخاصة بجهاز الفرد العصبي وهذا ما وافق عليه أيضًا مجمع الفقه الإسلامي.
- يشترط العقل في الفرد الذي سوف يتبرع بالعضو بحيث يكون كاملًا للأهلية، وهذا ما أقر به جمهور الفقهاء، كما يجب أن يكون ذلك الفرد مؤهلًا للتبرع.
- يجب أن يكون الفرد الذي سوف يتم التبرع له بالأعضاء من الأشخاص معصومين الدم كأن يكون مسلم أو يكون كافر ولكنه مسالم ولا يؤذي المسلمين، ولكن إن ثبت عكس ذلك وكان محاربًا للمسلمين فلا يجوز أن نتبرع له لأن حكمه في الشريعة أنه مهدر الدم.
- إن التبرع للكافر المسالم يعد من الصدقة ودليل على مدى إحسان وعطف المسلم حتى على غير المسلمين، فقد روى عن أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْتُ وَهِيَ رَاغِبَةٌ أَفَأَصِلُ أُمِّي قَالَ: (نَعَمْ صِلِي أُمَّكِ.
- كما وافق على هذا الحكم أيضًا ابن قدامة واستدل بقوله تعالى ” ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا” حيث أن الأسرى في ذلك الوقت كانوا من الكفار فقط.
ومن هنا يمكنكم التعرف على: حكم الاحتفال بالمولد النبوي ابن عثيمين وحكم التهنئة به
شروط التبرع لدى الباحث يوسف بن عبد الله
لقد كانت رسالة البحث عن حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت في الإسلام وقام الباحث بتوضيح عدة شروط برسالته حتى يصبح التبرع جائز، وهم كالتالي:
- أن يكون هذا التبرع ليس له علاقة ببيع الأعضاء فلا يجوز أن يأخذ الفرد مقابل أمام تبرعه بعضو من أعضاءه لأنه يرى أن هذا يقلل كثيرًا من قيمة الفرد.
- ذكر أنه يجب أن يكون الفرد المتبرع له معصوم الدم كما وضحنا ولكنه أضاف أن المسلم إذا كان يقيم في بلد لغير المسلمين الغير المحاربين للإسلام فإنه يجوز له بعد وفاته التبرع بأعضائه حتى ينتفع منها المسلم أو الكافر المسالم وبالطبع سوف يكون له عظيم الأجر لأنه ساعد الكثيرين.
- أما إذا كان الفرد يقطن في بلد ليسوا بمسلمين ولكنهم يحاربون الإسلام فلا يجوز له أن يتبرع بأعضائه إلا للمسلمين فقط.
الأسئلة الشائعة حول التبرع
توجد العديد من الأسئلة التي تدور في ذهن الفرد الذي يريد أن يتبرع بإحدى أعضائه خلال حياته ومن أهم تلك الأسئلة التالي:
السؤال الأول
- يتخوف الكثير من الأفراد أنهم إذا قاموا بالموافقة على التبرع بأعضائهم فإن الأطباء لن يهتموا كثيرًا بصحتهم ولم يحاولوا بذل جهدهم لإنقاذ المريض، ولكن الحقيقة تكون منافية لهذا الاعتقاد حيث أن الأطباء سوف يحاولون فعل كل ما يستطيعون لأجل إنقاذ المريض دون النظر لأي اعتبارات أخرى.
- إن الطبيب تعد حياتك هامة كثيرًا له مثل حياة أي مريض آخر لذلك سيكون باستقبالك فريق طبي متكامل على أعلى مستوى من المهارة والخبرة لعلاجك.
السؤال الثاني
- يخاف بعض الأفراد أن يكون لديهم فقط غيبوبة سكر وتكون ليست هذه الوفاة لديهم لذلك يخافون من تسرع المستشفى في إجراء عملية فصل الأعضاء عنهم، ولكننا نطمئن المريض أن المستشفى تقوم بالانتظار وعمل العديد من الفحوصات للفرد قبل الإقبال على العملية وذلك حتى يتم التأكد الكامل من أن المريض قد انتهى أجله.
- إن المستشفى لا تكلف عائلة المتوفى أي مصاريف إضافية مقابل هذا الفحص فهي تعتبر هذا من ضمن مسؤولياتها.
ومن هنا يمكنكم الاطلاع على: النوم على جنابة في رمضان وحكم تأخير الاغتسال من الجنابة أثناء الصيام
السؤال الثالث
- يخاف الكثير من الأفراد أن يكون هذا الفعل مخالف للشريعة الإسلامية، ولكننا قد وضحنا أن من قبل آراء العلماء والشروط التي تم وضعها حتى تكون عملية التبرع جائزة لذلك يفضل قراءتها قبل اللجوء لذلك.
- إن التبرع بالأعضاء يتواجد في معظم الأديان الموجودة والكثير من الأديان توافق على وجوده وتعتبره تضحية كبيرة من أفراد لديهم شعور مرتفع بآلام الآخرين.
السؤال الرابع
- يتساءل بعض الأفراد حول عمرهم ويرون أنهم صغارًا على أن يقوموا بمثل هذه العمليات وهذه الفئة لا يتعدى عمرها ال ١٨ عامًا، ولكن في بعض البلاد يمكن لهذه الفئة أن تقوم بالتسجيل في التبرع بالأعضاء، ولكنها مع ذلك لا تعطيهم هذا الحق إلا بعد موافقة الوصي عليهم.
- إن السبب الذي جعل تلك الدول تلجأ إلى هذا الأمر أنه يوجد العديد من الأطفال الذين يحتاجون الأعضاء وبالطبع لا يمكن للبالغين التبرع لهم لذلك حاولت الدولة إيجاد بديلًا آخر من الفئة ذاتها.
السؤال الخامس
- يتساءل بعض الأفراد عن أن الجنازة التي يكون بها النعش مفتوحًا هل تكون جائزة لمن تبرع بأعضائه أو النسيج الخاص به، إن تبرع الفرد بعضوه لا يمنعه من أن يوضع في نعش مفتوح مطلقًا.
- فيجب أن يعلم الفرد أن الطبيب لا يتركه مشوهًا ولا يهتم به لأنه توفى بل على العكس يكون لجسد الفرد كامل الاحترام، ويتم معاملته بحرص وعناية شديدة لذلك لا يكون هناك آثارًا واضحة عليه.
ومن هنا يمكنكم التعرف على: الإنسان مسير أم مخير في حكم الدين والفلسفة
السؤال السادس
- يعتقد الكثير من الأفراد الكبار في العمر أن السن يعتبر حاجزًا بينهم وبين التبرع بالأعضاء، ولكن عندما ننظر إلى حقيقة الأمر نجد أنه لم يتم تحديد عمر معين حتى يستطيع الفرد التبرع بأي عضو.
- إن ما يحدد جواز التبرع بالعضو أو لا هو مدى صحته، لذلك يلجأ أي فرد يريد التبرع إلى الكثير من الفحوصات التي تعد دقيقة بشكل كبير، فيمكن أن تصلح أعضاء فرد كبير بالعمر وشخص أصغر منه لا تكون أعضائه بنفس صحته.
السؤال السابع
- نجد العديد من الأفراد يعتقدون أنهم لا يستطيعون التبرع بالأعضاء نتيجة للمشاكل الصحية التي لديهم، ولكن في الحقيقة ليس أي مرض أو مشكلة يقف عائقًا بينك وبين التبرع.
- فكما وضحنا يجب ترك كل تلك الأمور إلى الطبيب وتركه يقرر هل يمكنك التبرع بأعضائك أم لا.
لقد تعرفنا من خلال المقال على حكم التبرع بالأعضاء بعد الموت بشكل تفصيلي ووضحنا الشروط التي تجعل هذا الأمر جائزًا، كما ذكرنا لكم عدة أسئلة شائعة ووضحنا الإجابة عليها بشكل شامل حتى يستطيع الفرد أن يأخذ قراره بشكل صائب.