حكم الافطار في رمضان
حكم الافطار في رمضان أشارت إليه السنة وكتاب الله في آياته، وقد يغفل عنه البعض مما يجعلهم يقعون في دائرة الإثم والإفطار دون وجه حق، وقد يجتهد البعض من الذين عفا عنهم الصيام مما يتسبب ذلك في تدهور صحتهم، وذلك بغرض تقربهم إلى الله خشية منه، لهذا سنوضح اليوم بمنصة وميض حكم الإفطار في الشهر الكريم وتلك الفئات التي يحل لها فقط الإفطار.
حكم الافطار في رمضان
أباح الإسلام الإفطار لبعض الأشخاص فقط الذي يؤثر الصيام على حالتهم الصحية أو يكون سبب في الإضرار بصحتهم في بعض الأحوال التي لا يكون لديهم قدرة على الصيام نظرًا لظروفهم الخاصة، وقد يختلط على البعض حكم الافطار في رمضان مما يجعلهم يقومون ببعض التصرفات واتخاذ قرار الإفطار في غفلة عن حكم حالتهم للقيام بذلك.
حيث ورد عن دار الإفتاء المصرية فيما يخص حكم الإفطار في رمضان دون عذر أو سبب يدفعه إلى ضرورة القيام بذلك أنه يعتبر من كبائر الذنوب التي يمكن أن يرتبها العبد، وعليه أن يتوب توبة نصوحة، لما ورد عن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم “ مَنْ أَفْطَرَ يَوْمًا مِنْ رَمَضَانَ، مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ وَلا مَرَضٍ لَمْ يَقْضِهِ صِيَامُ الدَّهْرِ، وَإِنْ صَامَهُ” [رواه أبو هريرة/ حديث ضعيف].
كما أن الصوم يعتبر فرض وركن على المسلم يجب أن يقوم به من ضمن الأركان الخمسة، وعدم الالتزام به يعتبر من أكبر الذنوب التي يعاقب عليها العبد يوم القيامة، بجانب أن التعمد في الإفطار دون وجود عذر يدعو لذلك.
لكن هناك بعض الأعذار التي يمكن فيها الإفطار وفيها يكون الإفطار واجب، لهذا من الضروري على المسلم أن يكون على علم بتلك الحالات التي يباح فيها الإفطار وما دونها يعتبر فيه الإفطار إثم كبير وذنب قد ارتكبه المسلم.
اقرأ أيضًا: ما حكم عدم قضاء صيام أيام من رمضان للمرأة
حالات يجب فيها الإفطار
صرح الإسلام لبعض الفئات من المؤمنين أن يفطروا نظرًا لما أصابهم من ظروف قد تؤثر على صحتهم، وتتمثل تلك الحالات في:
1- الحمل والرضاعة
يحرم الإسلام الصيام على الحامل أو المرأة أثناء فترة الرضاعة الطبيعية حتى لا يكون هناك خطر بموت أطفالهن أو أجنتهن، أو فقدان أنفسهن، أو المرض أو فقدان عقولهن، والسيطرة على الخوف مبنية على رأي محايد من طبيب مسلم، أو على أساس هيمنة الأم على الهلاك، سواء كانت الأم الحقيقية للطفل، أو امرأة تعمل في الرضاعة الطبيعية.
2- أثناء السفر
بما أن السفر من حجة الإذن بالإفطار، فقد وضع العلماء شروطاً للسفر، وهو عذر للإفطار، منها: السفر من قصر السفر المسموح به، والسفر لمدة لا تزيد عن مدة الصلاة المسموح بتقصيرها؛ فالمسافر بعد ذلك يعتبر مقيماً، وعلى المسافر أن يغادر المدينة التي يسكن فيها ويعبر عنها، كما قام العلماء بتفصيل حالات المسافرين ووضعوا لوائح مختلفة لكل حالة.
إذ إن كلًا من المذاهب الحنابلة والشافعية ترى أنه يجوز الإفطار في تلك الحالة وهذا لما ورد في آيات القرآن الكريم: (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) [البقرة: 184].
أما عن فكرة الأفضل للمسافر هو الصيام أم الإفطار فقد تعددت آراء الفقهاء وأهل المذاهب فقد ذهب جمهور الشافعية والمالكية والحنفية إلى أن الأفضل هو الصوم، أما الحنابلة فترى أن الإفطار هو الأفضل للمسافر.
3- المصاب بمرض
من الممكن أن يكون الصوم أمر شاق على المريض في بعض الأحوال، خاصةً في تلك الحالة التي يزيد فيها الصوم من مرضه، في تلك الحالة يجوز له أن يقوم بالإفطار بنهار رمضان وذلك لما اتفق عليه جمهور مذهب الحنفية والمالكية والشافعية.
كذلك مذهب الحنابلة سمح للمريض الإفطار ويكون غير جائز له الصوم، كما أن الشريعة الإسلامية قد أوجبت الفطر على المريض وحرمت عليه الصوم في بعض الحالات التي يتسبب فيها الصوم في إضرار صحته، كما هو الحال للشخص المريض بمرض شديد أو مستعصي، قد يكون الامتناع فيه عن الأكل أو المياه أو تناول الدواء سبب في موته.
إلا أنه غير جائز على المريض أن يتخذ نية الإفطار لدى كلًا من المذهب الحنفي والمالي والحنبلي بخلاف مذهب الشافعي الذي أوجب نية الأخذ بنية الإفطار في حالة المرض.
اقرأ أيضًا: دعاء الفطور في رمضان
4- التقدُّم في السنّ
هناك إجماع بين الفقهاء ورجال الدين حول جواز إفطار الرجل المسن وكذلك المرأة المسنة إن كان في غير استطاعتهم الصيام، وفي تلك الحالة من الضروري إخراج الفدية لهم، نظرًا لعدم قدرتهم على الإفطار، وهذا لما ورد بآيات القرآن الكريم) وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) [البقرة: 184].
حيث إن تلك الفدية تكون على هيئة إطعام مساكين في كل يوم يكون فيه المسن فاطر، وكذلك الحكم بالنسبة للشخص المريض، الذي ليس هناك توقع بشفائه من هذا المرض الذي يمنع صيامه، أما إن كان عاجز عن الصيام في رمضان فقط فيمكن له أن يعوض تلك الأيام بأخرى، وفي تلك الحالة لا يكون هناك فدية عليه.
5- الحيض والولادة وفترة النفاس
حرم الإسلام الصيام لمن جاءت حيض أو ولدت طفلاً، وفي رمضان يجب أن تفطر في النهار، وعليها قضاء الأيام التي أفطرتها بعد انتهاء رمضان.
ما يترتّب على مَن أفطر عمداً في رمضان
ينتج عن إفطار المسلم عمدًا الكثير من الأمور غير المستحبة له، وذلك إن كان قاصدًا وهو ما ورد في الشريعة الإسلامية فيما يخص حكم الإفطار في رمضان عمدًا، وذلك يتمثل فيما يلي:
1- ارتكاب إثم كبير
إن الإفطار في نهار رمضان دون وجود سبب عن عمد يترتب عليه إثم كبير يكتب على المسلم، لأنه بذلك التصرف قد انتهك حرمة الشهر الكريم، وتعمده بعدم تأدية العبادة في وقتها المشار إليه، ولفعله ما يحرم عليه في هذا الشهر.
قد يزداد الأمر سوءًا إن اعتقد أنه لا يوجد من الأساس فريضة للصيام في رمضان، فهو بذلك يعتبر قد خرج من الإسلام.
2- القضاء مُطلقاً
يتمثل هذا التصرف في نفي ضرورة الصيام في وقته، مما يجعل العبد يقوم بها في أوقات أخرى، دون وجود عذر لذلك، وهو ما يترتب على الوجوب المقيد بوقت، وعلى ذلك من الضروري على من يقوم بالإفطار في يوم من أيام رمضان عمدًا دون وجود عذر شرعي أن يقضي هذا اليوم بعد انتهاء شهر رمضان، وهو ما جاء عن الحكم فيما يخص القضاء المطلق.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الإفطار في صيام القضاء
3- الإمساك بقيّة اليوم
اتفقت جميع المذاهب على أن من قام بصيام رمضان عليه أن يستمر في صيامه نظرًا لحرمة الوقت، وقد كان رأي الحنفية أن للإمساك أساسان هما لكل من وجب عليه صوم أول النهار إلى آخره، ومن كان لديه القدرة على الصيام ولم يتم صومه.
أما المالكية فقد كان رأيها هو الإمساك على الذي يفطر بلا عذر بغض النظر عن سبب الفطر أما من أباح له الإفطار فلا إمساك له، على عكس الحنابلة التي أوجبت الإمساك على من كان أهلًا ومن أخطأ في الإفطار كما هو من ظن أنه ما زال الليل فأفطر ثمّ تبيّن له طلوع الفجر.
صوم رمضان هو ركن من أركان الإسلام التي لا يمكن مخالفتها عن عمد، فيما عدا الحالات التي أشار إليها الإسلام مباح لها الإفطار فيما يخص حكم الافطار في رمضان.