حكم خيانة الزوجة لزوجها بالهاتف
حكم خيانة الزوجة لزوجها بالهاتف من الأحكام الدينية التي ينبغي على كل مسلم ومسلمة التعرف عليها، كون الأمر قد انتشر بشكل كبير في الآونة الأخيرة بعد أن أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أكثر استعمالًا، فأصبح العالم متفتحًا بنسبة كبيرة عن الفترة الماضية، لذا ومن خلال منصة وميض سوف نتعرف على ذلك الحكم من الناحية الدينية عبر السطور التالية.
حكم خيانة الزوجة لزوجها بالهاتف
شرع الله لكل مسلم ومسلمة أن يقوما بالزواج، وجعله قائمًا على المودة والرحمة، فقد قال المولى عز وجل في سورة الروم الآية رقم 21:
“وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ“.
كما أنه جعل الزواج ميثاقًا غليظًا، حيث قال الله تعالى في محكم التنزيل في سورة النساء الآية رقم 21: “وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا“.
فكيف يهون الأمر على المسلم أو المسلمة، فتقوم بخيانة زوجها حتى وإن كان ذلك عن طريق الهاتف فقط، أي أنها لم تقع في حد من الكبائر وتصل إلى الزنا، والذي قال عنه المولى جل في علاه في سورة الإسراء الآية رقم 32: “وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا”.
إلا أنه لا يوجد أي مسمى للأمر سوى الخيانة، وهو ما نهانا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله في رواية أبي هريرة: “اللَّهمَّ إني أعوذُ بك من الجوعِ، فإنَّهُ بئس الضجيعُ، ومن الخيانةِ، فإنها بئستِ البطانةُ“ (صحيح).
عليه فإن المرأة التي تقوم بذلك فإنها تأثم إثمًا مبينًا وعليها العودة إلى طريق الله -عز وجل- قبل أن تتمادى في الأمر وتصل إلى ما لا يحمد عقباه، فتكون النتيجة أن يقوم الله -عز وجل- بافتضاح أمرها أمام زوجها، وفي تلك الحالة سوف تكون النتيجة بالطبع وخيمة.
فمن يقبل على نفسه أن تكون امرأته لا تمتثل لأوامر الله وتحفظ نفسها وتعفها عن الوقوع في المحرمات، حتى وإن كان الأمر مجرد محادثات في الهاتف، فهو شيء ليس بهين، ومن شأنه أن يكون سببًا في خراب البيت إن لم ترجع الزوجة إلى صوابها.
اقرأ أيضًا: حكم الزوجة التي تكلم غير زوجها
أشكال خيانة الزوجة لزوجها عن طريق الهاتف
بعد أن تعرفنا على حكم خيانة الزوجة لزوجها بالهاتف ينبغي أن نعلم أن هناك الكثير من أشكال الخيانة التي تحدث عن طريق استعمال التليفون المحمول، فعلى الرغم من أن كلها تندرج تحت سقف المحرمات، إلا أنها تأتي على درجات، وسوف نتعرف عليها من خلال ما يلي:
1- الرسائل والمحادثات
أخف أنواع الخيانة عن طريق الهاتف هو أن تقوم المرأة بمراسلة الرجل الأجنبي عنها وهي مازالت على ذمة زوجها، فعلى الرغم من أنها مذنبة وينطبق عليها حكم خيانة الزوجة لزوجها بالهاتف إلا أنها الأخف ذنبًا في تلك الحالة.
2- المكالمات الصوتية
الدرجة الثانية من الخيانة عن طريق الهاتف أن تكون الزوجة متحدثة إلى ذلك الشخص من خلال المكالمات، فهي في تلك الحالة تقترف ذنب الخيانة ولا تمتثل لأمر الله عز وجل حين قال في سورة النساء في الآيتين رقم 32،33:
“فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرً“.
اقرأ أيضًا: كيف تعرف أن زوجتك تخفي عنك شيء
3- المكالمات المرئية
أما عن أبشع أنواع الخيانة بالهاتف هو أن تقوم المرأة بمحادثة الرجل عن طريق المكالمات المرئية التي من شأنه أن يراها فيها، فلا تكون حفظت نفسها ولا زوجها، فعلى الرغم من أنه لا يلمسها، إلا أن العين من شأنها أن تزني من خلال النظر، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي هريرة:
“العَينانِ تَزنيانِ، واللِّسانُ يَزني، واليَدانِ تَزنيانِ، والرِّجْلانِ تَزنيانِ، ويُحَقِّقُ ذلك أو يُكَذِّبُه الفَرْجُ” (صحيح).
كذلك تكون قد خرجت عن صفات الزوجة الصالحة التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عبد الله بن عباس حين قال:
“لمَّا نزلت هذه الآيةُ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ قال كبُر ذلك على المسلمين فقال عمرُ رضي اللهُ عنه أنا أُفرِّجُ عنكم فانطلق فقال يا نبيَّ اللهِ إنَّه كبُر على أصحابِك هذه الآيةُ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إنَّ اللهَ لم يفرِضِ الزَّكاةَ إلَّا ليُطيِّبَ ما بقي من أموالِكم وإنَّما فرض المواريثَ لتكونَ لمن بعدكم فكبَّر عمرُ ثمَّ قال له ألا أُخبِرُك بخيرِ ما يكنِزُ المرءُ المرأةُ الصَّالحةُ إذا نظر إليها سرَّته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفِظته“.
اقرأ أيضًا: علامات خيانة الزوجة في المنام
حكم القانون في خيانة الزوجة بالهاتف
بعد أن تناولنا حكم خيانة الزوجة لزوجها بالهاتف بشيء من التفصيل وتعرفنا على الأشكال التي تأتي في خيانة الزوجة لزوجها عن طريق الهاتف، فإنه من الضروري أن تعرف التي تقوم بذلك أن هناك قانونًا رادعًا من شأنه أن يحكم في الأمر، حيث يكون ذلك على النحو التالي:
- في البداية يجب أن يكون هناك من الرسائل والتسجيلات ما يثبت الواقعة، كما ينبغي أن يقوم الزوج بتحديد إن كان الأمر كان يقف عند حد المحادثات أم أن هناك مقابلات، كما ينبغي أن يكون كلامه موثق بالدلائل.
- ففي تلك الحالة يتم إحضار الطرفين ومواجهتهما بالأمر والتأكد من أن كافة الأدلة صحيحة ولا يوجد بها أي طمس أو تدليس.
- بعد الاعتراف بالواقعة، يتم تطبيق القانون عليهم، والذي يقضي بسنتين حبس لكل منهما، على أن تكون الرسائل خارجة من الهاتف الخاص به بالفعل، والتسجيلات بصوته وصوتها.
- الجدير بالذكر أن تلك الأدلة لا تحتاج إلى توقيعات أو بصمات أو إذن من النيابة، كما أن ذلك القانون لا يطبق إلا على المتزوجة، أما العزباء فإن كانت تقوم بذلك، فإن الأمر يرجع لها وعليها التوبة كونها تقوم بالفحشاء.
- في الكثير من الأحيان لا يتمكن الزوج من إثبات خيانة زوجته إن قامت بالتخلص من الأدلة، كما أنها في تلك الحالة من شأنها أن تطلب منه الطلاق كونه يسعى إلى تشويه سمعتها، بل وتطلب منه التعويض في الكثير من الحالات.
ينبغي على المسلمة أن تتقي الله في بيتها وزوجها، حتى لا تقع في إثم كبير كما رأينا في حكم خيانة الزوجة لزوجها بالهاتف.