حكم زواج الرجل على زوجته بدون رضاها
حكم زواج الرجل على زوجته بدون رضاها يحدد ما إذا كان حلال أم حرام حسب التزامه ببعض الشروط، فإن الرجل هو المتحكم في جعل زواجه الثاني ذنب عليه أم لا، وفي حالة طلبت المرأة الطلاق منه عند كشفها عن زواج الرجل عندها يجب عليها أن تدرك أن الطلاق منه حرام ما إذا كانت من حالات معينة، ومن خلال منصة وميض سنتعرف إلى حكم زواج الرجل على زوجته بدون رضاها، وأهم التفاصيل الخاصة بهذا الشأن.
حكم زواج الرجل على زوجته بدون رضاها
إن الزواج من الأمور التي يجب أن تبنى على المودة والرحمة، فإن اختيار الرجل لامرأة تكون شريكة حياته يجب أن يبنى على أسس معينة، ولكن في بعض الحالات يلجأ الرجل للزواج من امرأة أخرى لمختلف الأسباب دون أن يكون لديه رغبة في طلاق الزوجة الأولى.
عندها يكون الرجل لديه رغبة في معرفة حكم زواج الرجل على زوجته بدون رضاها، تأكدًا منه أن زوجته لن توافق على زواجه من امرأة أخرى، وكان رأي الدين أنه لا يوجد مانع في زواج الرجل من امرأة ثانية بدون أن ترضى الأولى فلا ذنب عليه لما جاء في الآية الكريمة:
(فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَلَّا تَعُولُوا) [سورة النساء: الآية 3].
لكن هناك شرط هو ما يجعل الحكم في هذا الأمر حلال أو حرام وهو العدل بينهم، وهذا يؤكد أن الرجل هو من بيده يجعل زواجه من امرأة ثانية خير أم شر له، فقد جاء في حديث شريف عن الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – “ أَحَقُّ ما أوْفَيْتُمْ مِنَ الشُّرُوطِ أنْ تُوفُوا به ما اسْتَحْلَلْتُمْ به الفُرُوجَ”.
هذا يؤكد أن زواج الرجل من امرأة أخرى دون رضا الأولى حلال، طالما كان الرجل يعدل بين الزوجتين ويعطي كل منهما الحقوق مثل الأخرى.
اقرأ أيضًا: حكم زواج الرجل على زوجته بدون سبب ومتى يسمح له بالزواج
متى يرتكب الرجل ذنب عند زواجه بأخرى؟
بالرغم من أن الدين الإسلامي يسمح للرجل بالزواج من امرأة أخرى دون رضا الأولى، وبالطبع يكون هذا إعفاء له من أخذ الذنوب فإن الراغب في الكشف عن حكم زواج الرجل على زوجته بدون رضاها، يشير إلى أنه رجل صالح يحرص على طاعة الله ولا يحب تنفيذ أي أمر يأتي منه ذنب.
يمكن أن يكون حب الرجل لزوجته الأولى الذي يؤكد رفضها للاستمرار معه بالحياة عند معرفته للزواج، يجعله يشعر بالحزن الشديد على ما مر به من أيام جميلة لزواجه من أخرى، حيث إن كل تلك الأسباب تجعله يتزوج دون علمها، ولكن في تلك الحالة يجب أن يعلم أن عدم العدل بين الزوجتين يجعله يحصل على كثير من الذنوب.
إن عدم وجود ذنب للزواج لا يسمح له بعدم التفكير في الطريقة التي سوف يعدل بها بين الزوجتين حيث جاء حديث شريف عن عائشة أم المؤمنين قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – “ اللَّهمَّ هذَا قَسْمي فيما أملِكُ فلا تُؤاخِذْني فيما تملِكُ ولا أملِكُ” [حديث ضعيف].
كان الرسول محمد يردد ذلك الحديث بشكل متكرر خوفًا من الوقوع في الذنب لعدم العدل بين الزوجات، وهذا يؤكد أن الحكم الذي يبحث عنه الرجل يكون حلال إن استطاع العدل ولكم إن لم يعدل بين الزوجتين فهذا حرام وإثم كبير، ويظهر العدل من خلال الأموال التي ينفقها ومرات الجماع.
إن ميل الرجل لزوجة أكثر من الثانية يجعله ينال عقاب من الله، فقد جاء في كتاب الله الكريم:
(وَلَن تَسْتَطِيعُوا أَن تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۖ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ ۚ وَإِن تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا) [سورة النساء: الآية 129].
اقرأ أيضًا: هل الزواج من فلان مكتوب أم اختيار
حديث شريف يحرم طلب الزوجة للطلاق لكشفها عن زواجه
جاء في حديث شريف عن ثوبان مولى قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم – “ أيُّما امرأةٍ سألتْ زوجَها الطلاقَ، منْ غيرِ ما بأسٍ، فحرامٌ عليها رائحةُ الجنةِ”، عند ربط هذا الحديث مع حكم زواج الرجل على زوجته بدون رضاها يساعد هذا في تهدئة الرجل لزوجته عندما تكتشف أنه تزوج بامرأة أخرى.
إن المجتمعات الشرقية توجب على المرأة الشعور بالغضب الشديد والتقليل من نفسها عندما تسمح للزوج أن يتزوج بأخرى، ولكن عندما تتدبر الموضوع تجد أن الزوج لم يفعل ذنب بفعلته هذه.
طالما يبادلها الزوج المعاملة الحسنة وينفق عليها هي وأبنائها ويعطيها حقوقها الشرعية، فلا يجوز لها أن تطلب الطلاق حتى لا ترتكب إثم كبير فهناك حالات فقط هي التي تسمح للمرأة بالطلاق دون أن يكون عليها ذنب، وهذه الحالات تتمثل في الآتي:
- في حالة كان يعجز الزوج عن إعطائها الحقوق الشرعية الخاصة بها.
- إذا كانت تتلقى الزوجة من زوجها إهانة كبيرة بالضرب أو السب أو اللعن، فيحق لها أن تطلب الطلاق عندما يتكرر ذلك ولا إثم عليها.
- إن كان الزوج مسافر لمدة أكثر من 6 أشهر وهي في تلك المدة لم تستطع تدبر أمور حياتها، فإن خوفها من الفتنة يسمح لها بطلب الطلاق ولا حرج عليها في هذا.
- حبس الزوج من ضمن الحالات التي يسمح للزوجة بها أن تطلب الطلاق، وهذا إن كانت مدة الحبس طويلة.
- قيام الرجل بفعل كبائر الذنوب والمعاصي التي تجعل علاقته بالله بعيدة ولا يقوم بفعل العبادات التي يفترض أن يقوم بها.
- إن كان الرجل يعاملها بطريقة سيئة جعلتها تتحمل وتصبر لمدة طويلة.
- في حالة كان الزوج يمنع زوجته من رؤية أهلها وتحديدًا إن كان الأب والأم.
اقرأ أيضًا: حكم تقبيل الفرج لابن باز
تحديدًا ما إذا كان حكم زواج الرجل على زوجته بدون رضاها يكون ذنب أم لا، يكون على حسب اتباع الرجل لشروط الزواج من أخرى.