حكم الزواج من غير مسلمة
حكم الزواج من غير مسلمة الزواج في الإسلام ما هو؟ حيث أنه رباط ديني قائم على الرحمة والمودة المتبادلة بين الطرفين، ويتضمن العديد من الأحكام التي لابد من توافرها، ونتناول أحد أهم هذه الأحكام خلال مقالنا.
عند البحث عن حكم الزواج من غير مسلمة، وجدنا أنه من الأمور التي تعرض على الساحة الفقهية كثيرًا لما بدر من العديد من الأحاديث والفتاوي التي تتباين آرائها حول ذلك الشأن والتي تعرف عليها تفصيلًا، لذا هيا بنا لنتعرف عليها عبر موقع وميض.
اقرأ أيضا: حكم زواج الرجل على زوجته بدون سبب
حكم الزواج من غير مسلمة
نعم يجوز للمسلم أن يتزوج الكافرة الكتابية المحصنة، والمتعارف عليها بالبعد عن الفواحش، أي لابد أن تكون حرة وعفيفة.
- كما ورد في الكتاب الكريم بسورة المائدة الآية 5 لقوله تعالى:
“الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ”.
- فعليه أن يختار المحصنات من أهل الكتاب، فالإسلام أجاز للمسلم أن ينكح المحصنة سواء من اليهود أو النصارى.
- لكن البعد عن ذلك أفضل مع الاكتفاء بالمسلمات لتجنب الفتنة التي قد تحدث، لأن نكاحها قد يؤدي الزوج للانجراف إلى دينها، وينطبق الحال على الأولاد أيضًا.
- لذا كره ذلك العديد من الصحابة أصحاب النبي ﷺ وكان يخشون الوقوع أو الاقتراب من ذلك.
- وفيما يخص النساء المشركات من غير أهل الكتاب، سواء مجوس أو ملحدين أو شيوعيين أو وثنيين هن لا يجوز نكاحهن من الرجل المسلم وهذا محرم شرعًا، إنما الشرع أجاز نساء أهل الكتاب فقط.
اقرأ أيضا: حكم إتيان الزوجة من الدبر عند المالكية
شروط الزواج من أهل الكتاب
الزواج من الشئون العامة التي حرص المولى جل وعلا بكتابه الكريم أن تبنى على ضوابط وأحكام ثابتة دون المساس بها، وسوف نتناول شروط الزواج من كتابية في الفقرة التالية:
- على المسلم التأكد من أنها من أهل الكتاب دون غيره، لتحريم ما يخالف ذلك.
- كذلك الحرص على أن تكون عفيفة ومحصنة وحرة.
- لابد أن تكون من الفتيات الكتابية الغير معادية للدين الإسلامي، تفاديًا لحدوث أي من الفتن مستقبلًا.
حكم الزواج من غير المسلم
هذا الأمر يعد على خلاف حكم الزواج من غير مسلمة، فقد أباح الإسلام الزواج من غير المسلمة ولكن الزواج من غير المسلم محرم شَرْعًا، ونوضح ذلك في السطور التالية:
- أصدر الدكتور “على جمعة” مفتي الديار المصرية الأسبق، أن زواج المسلمة بغير المسلم يعد “زنا” حتى لو كان الزوج من أهل الكتاب لما في ذلك من مخالفة لأصول الشريعة الإسلامية.
- وقد استدل على حديثه بسورة البقرة الآية 221 لقوه تعالى:
“وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُم”.
- حيث أن أهل الكتاب “اليهود والنصارى” تقر بهم الشرائع السماوية، وأن الدين عند المولى جل وعلا هو “الإسلام” لما ورد في سورة آل عمران الآية 19 لقوله تعالى:
“إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ”.
أسباب إباحة الزواج من غير المسلمة
- زواج المسلم من أهل الكتاب، مباح شَرْعًا لأن الزوج المسلم يؤمن بسيدنا عيسى عليه السلام، وسيدنا موسى عليه السلام، والذي يعد أحد الشروط الإيمانية لاكتمال دينه وهو الإيمان بالرسل جميعها.
- بالإضافة إلى أن الدين الإسلامي يأمر المسلم بتمكين الزوجة غير المسلمة من أداء كافة الشعائر الدينية الخاصة بها، ولا يجوز منعها من الذهاب لأداء العبادات، ولا يحق للزوج إهانة أي من مقدساتها.
- إذًا فالمودة والتوافق هنا متوافر ويوجد احترام للزوجة ولمعتقداتها التي تتماشى من الشريعة التابعة لها سواء كانت يهودية أو نصرانية.
اقرأ أيضا: حكم نفور الزوجة من زوجها
لماذا لا يجوز للمرأة المسلمة أن تتزوج من غير المسلم؟
- من أهم أسباب التحريم هو عدم تنسيب الأولاد لغير المسلم، نظرًا للوقوع في حيرة بين النسل والأب الكتابي والأم المسلمة.
- كما أن الأب الكتابي لا يؤمن بسيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وهو ما يفتح الباب إلى احتمالية الإساءة لخاتم المرسلين أو ربما حدوث تطاول على مقام سيد الخلق.
- هذا فضلًا عن كون الزوج هو من له القوامة في البيت، ففي حالة زواج غير المسلم من المسلمة تفوق سلطته عليها وهو ما يخالف ما ورد بسورة النساء الآية 143 لقوله تعالى:
“وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلا”.
نتائج زواج المسلم من أهل الكتاب
مما لا شك فيه أن الزواج من المسلمة أولى وأفضل للمسلم، ولكن في حالة رغبته في الزواج من أهل الكتاب فهناك العديد من الأمور التي يجب وضعها في الحسبان، ونوضحها فيما يلي:
- قد تكثر العنوسة للفتيات المسلمات، ففي حين أقبل العديد من الرجال على ذلك، فيترتب عليه أثر سلبي لمعدلات العنوسة.
- عدم تمكن الزوج المسلم من الولاية، وهو ما يترتب على وجود اختلاف بين الشريعة الإسلامية والشرائع الأخرى، وقد نجد في ذلك التباين ما يفسد العلاقة والتفاهم.
- التأثير القوي على الأولاد ومعرفة تعاليم دينهم، فيتوجب على الرجل المسلم حال ذلك أن يراعي ويلاحظ كافة التفاصيل لأولاده لتعليمهم الفقه الإسلامي والشريعة الصحيحة.
اقرأ أيضا: حكم الشرع في الزوجة التي تخون زوجها عن طريق الإنترنت
وإلى هنا نكون قد انتهينا من مقال حكم الزواج من غير مسلمة، وأوضحنا كافة الأدلة القرآنية على الحكم، ونرجو من الجميع مشاركة المقال حتى تعم الفائدة على الجميع، ولكم منا خالص التقدير.