حكم ترك الزوج زوجته حزينة
حكم ترك الزوج زوجته حزينة من المسائل الفقهية التي يسأل عنها الكثير من الرجال والنساء، خاصة وأن الكثير من الأزواج تتعامل بطريقة خاطئة مع زوجاتهم.
لهذا سوف نتعرف عبر موقع وميض على حكم الشرع في هذه المسألة لكي ينتبه الرجال ولا يرتكبون هذا الذنب بدون معرفة عقاب ذلك عند الله تعالى.
اقرأ أيضًا: حكم الزوجة التي تفضل أهلها على زوجها
حكم ترك الزوج زوجته حزينة
لكل رجل يسأل عن حكم ترك الزوج زوجته حزينة عليه معرفة الآتي:
- كل الرجال تعلم أن الزوجة التي تنام وزوجها غاضب عليها، فإنها تكون آثمة وذلك للحديث النبوي الشريف: قَالَ رَسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«ثَلَاثَةٌ لَا تجَاوِز صَلَاتهمْ آذَانَهم: الْعَبْد الْآبِق حَتَّى يَرْجِعَ، وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجهَا عَلَيْهَا سَاخِطٌ، وَإِمَام قَوْمٍ وَهمْ لَه كَارِهونَ» رواه الترمذي (رقم/360) وحسَّنه.
- أما في حالة ما إذا لم تكن الزوجة مخطئة وباتت وهي زوجها غاضب عليها، ليس عليها إثم في ذلك.
- بل أن الرجل الذي يبيت زوجته حزينة وتبكي عليه إثم كبير ولا تقبل صلاته وذلك لقول النَّبيّ صلَّى الله علَيْه وسلَّم:
ثَلاثَةٌ لا يَقْبلُ اللهُ لَهُم صَلاةً، رَجُلٌ أمَّ قَومًا وهُم له كَارِهُونَ، وامْرأةٌ باتَتْ وزَوجُها عليها سَاخِطٌ، وأخَوانِ مُتَصَارِمَانِ .
وقيل أن هذا الحديث ضعاف.
- ولهذا فإن الرجل الذي يترك زوجته حزينة، فإن صلاته لن تصعد إلى السماء لأنه يكون ظالم لها أمام الله تعالى.
اقرأ أيضًا: ما حكم الزوجة التي تكره أهل زوجها
حكم هجر الزوج لزوجته في الفراش
الكثير من الرجال تهجر زوجاتها بدون سبب في الفراش، ويكون جزاء ذلك الآتي:
- قال الله سبحانه وتعالى:
(يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنوا لا يَحِل لَكمْ أَنْ تَرِثوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلا تَعْضلوهنَّ لِتَذْهَبوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتموهنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مبَيِّنَةٍ وَعَاشِروهنَّ بِالْمَعْروفِ فَإِنْ كَرِهْتموهنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّه فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)
سورة النساء، 19.
- هذه الآية الكريمة نص صريح من الله تعالى بعدم ظلم الزوجة إلا لو أتت بفاحشة مبينة، ومن لم يفعل ذلك، فإنه لا يجوز شرعًا هجر الزوجة في الفراش.
- من أشكال العشرة الطبيبة هي مبيت الزوجة في فراش زوجها وتأدية حقه الشرعي، ولا يجوز ترك هذا الفراش إلا لمانع شرعي.
- قد قال الله تعالى:
﴿وَلَهنَّ مِثْل الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْروفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾ [البقرة: 228].
- كذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم:
«إنَّ لَكم مِن نسائكم حقًّا، ولنسائكِم عليكم حقًّا» رواه ابن ماجه.
- وكل هذه الأدلة الشرعية توضح بأنه لا يجوز لكل من الزوج أو الزوجة هجر الطرف الآخر والامتناع عن إقامة العلاقة الزوجية، لأن من يقوم بفعل ذلك يكون عليه إثم وذنب عظيم، سواء كان ذلك الفعل صادر من الرجل أو المرأة.
اقرأ أيضًا: حكم الزوجة التي تكلم غير زوجها
حكم قهر الزوج لزوجته
ينبغي معرفة حكم ترك الزوج زوجته حزينة وقهرها، لأن الإسلام حثنا على الرفق بالنساء في المعاملة والدليل على ذلك:
- النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
«اللَّهمَّ إنِّي أحَرِّج حَقَّ الضَّعِيفَينِ: اليَتِيم وَالمَرْأة» رواه النسائي.
- ومن هذا الحديث الشريف يستدل منه على أن الرسول أوصى بحسن المعاملة للمرأة لأنها مخلوق ضعيف وتستحق الرحمة في التعامل.
- قد شبه الرسول عليه الصلاة والسلام النساء كذلك بالزجاج في الرقة والضعف في البنيان وذلك عندما قال:
«ويحكَ يا أَنْجَشَة، روَيْدَكَ بِالقَوَارِيرِ».
- بالإضافة إلى الحديث النبوي للرسول صلى الله عليه وآله وسلم:
«خيركم خيركم لأهْلِهِ، وأنا خيركم لأهْلِي» رواه الترمذي عن عائشة رضي الله عنها.
- بجانب قول الله تعالى:
«وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكمْ مِنْ أَنْفسِكمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكنوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرونَ» (الروم: 21).
- كل هذه الأدلة الشرعية توضح أهمية الرفق في التعامل مع الزوجة واللين معها، لأنها مخلوق ضعيف يحتاج إلى الاحتواء من الرجل.
- قد كان الرسول عليه الصلاة والسلام خير الناس في التعامل مع زوجاته ولم يضرب أي زوجة نهائيًا والدليل على ذلك ما ذكرته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:
«مَا ضَرَبَ رَسول اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطّ بِيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إِلَّا أَنْ يجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَمَا نِيلَ مِنْه شَيْءٌ قَطّ، فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ، إِلَّا أَنْ ينْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»
أخرجه مسلم.
- لهذا ينبغي أن نتخذ من رسول الله أسوة حسنة ونقتدي به في كل الأعمال والسلوكيات الخاصة بها ومنها سلوكياته ومعاملته مع زوجاته.
اقرأ أيضًا: حكم خيانة الزوجة لزوجها بالهاتف
حكم ضرب الزوجة الناشز
الكثير من الرجال قد يخطئ في فهم الشرع في مسألة ضرب الزوجة ولهذا ينبغي معرفة الآتي:
- قال الله تعالى:
«وَاللَّاتِي تَخَافونَ نشوزَهنَّ فَعِظوهنَّ وَاهْجروهنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبوهنَّ».
- من هذه الآية الكريمة يستدل على أن الله تعالى طلب من الزوج في البداية النصح وبعدها الهجر ويكون الضرب هو الحل الثالث بعد استنفاذ باقي الحلول.
- لكن ينبغي العلم أن الضرب المقصود في الآية الكريمة ليس الضرب بشكل عدواني ولكن الضرب الخفيف الذي يكون الغرض منه التأديب فقط، حيث يكون هذا الضرب بالسواك أو فرشاة الأسنان وما شابه ذلك بغرض كسر تكبر المرأة وإصلاحها.
- والمقصود من الزوجة الناشز التي ذكر الضرب لها هي الزوجة التي تمتنع عن أداء حقوق زوجها، أو تخرج بدون أذنه وما إلى غير ذلك من حقوق طاعة الزوج.
- أما إذا لم تكن الزوجة ناشز، فلا يحق للرجل ضربها على الإطلاق خاصة وأن الله تعالى قال:
«وَاللَّاتِي تَخَافونَ نشوزَهنَّ».
- والتي يستدل من هذه الآية على أن طبيعة المرأة ليست النشوز في الغالب، وما يحدث من نشوز المرأة يكون خارج عن طبيعتها لفترة مؤقتة ويحتاج للإصلاح.
اقرأ أيضًا: ما حكم معاشرة الزوجة بعد الطلقة الثالثة
عقاب الرجل الذي يبكي زوجته
لكل رجل يبكي زوجته عليه أن يعلم أن ذلك ذنب كبير وإثم عظيم.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“مَن كانَ يؤْمِن باللَّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ، فَإِذَا شَهِدَ أَمْرًا فَلْيَتَكَلَّمْ بخَيْرٍ، أَوْ لِيَسْكتْ، وَاسْتَوْصوا بالنِّسَاءِ، فإنَّ المَرْأَةَ خلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أَعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أَعْلَاه، إنْ ذَهَبْتَ تقِيمه كَسَرْتَه، وإنْ تَرَكْتَه لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، اسْتَوْصوا بالنِّسَاءِ خَيْرًا” (صحيح).
- هذا الحديث الشريف نص صريح من الرسول عليه الصلاة والسلام يأمر فيه الرجال بالتعامل اللين مع المرأة، وذلك بسبب طبيعتها.
- كما ينبغي العلم أن الزوجة التي تبيت وهي تبكي وتدعي على زوجها، بأن دعائها مقبول وذلك لقول رسول الله:
“مَن كانَتْ عِنْدَه مَظْلِمَةٌ لأخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْه مِنْها، فإنَّه ليسَ ثَمَّ دِينارٌ ولا دِرْهَمٌ، مِن قَبْلِ أنْ يؤْخَذَ لأخِيهِ مِن حَسَناتِهِ، فإنْ لَمْ يَكنْ له حَسَناتٌ أخِذَ مِن سَيِّئاتِ أخِيهِ فَطرِحَتْ عليه”
(صحيح).
اقرأ أيضًا: حكم خروج الزوجة بدون إذن زوجها
في النهاية وبعد التعرف على حكم ترك الزوج زوجته حزينة في الشريعة، يجب أن يحذر الرجل من المعاملة السيئة لزوجته ومن الخروج خارج ما نصت عليه الشريعة وظلم الزوجة، حتى لا يقع في ظلم كبير وذنب عظيم.