العلاقة بين التعليم والتعلم
العلاقة بين التعليم والتعلم قد يخطر على بال البعض سؤال ما الفرق بين التعليم والتعلم؟ ولذا وجب ذكر العملية التربوية، حيث تعتبر الركيزة الرئيسية للعملية التنموية، والتي تستلزم تفاعل عناصرها وهم المعلم والمناهج والمتعلم، فهي عملية متكاملة وهادفة وممنهجة، ونعرض لكم الإجابة التفصيلية خلال المقال التالي عبر موقع وميض.
اقرأ أيضًا: ما الفرق بين التعليم والتعلم
مفهوم التعليم
عند البحث عن العلاقة بين التعليم والتعلم يجب أولًا توضيح مفهوم كلًا منهما وشرحهما بالتفصيل، ونبدأ بعرض مفهوم التعليم كما يلي:
التعليم عبارة عن عملية تفاعلية ما بين المعلم والمتعلم، بحيث تنتقل بها كافة الخبرات والمعلومات والمعارف التي توجد في ذهن الأول إلى ذهن الثاني، والغرض الرئيس منها إيصال كافة تلك المعلومات بشكل مباشر إلى المتعلم.
لا ترتبط عملية التعليم بوقت محدد، حيث تنتهي بمجرد إتقان المتعلم لما يتعلمه وإن لم يتمكن من إتقانه فسوف يكون بحاجة لمزيد من الوقت حتى يتقنه.
مفهوم التعلم
من خلال البحث عن العلاقة بين التعليم والتعلم وجب شرح وبيان مفهوم التعلم بالتفصيل كما يأتي:
التعلم عبارة عن سلوك خاص يقوم الشخص بإجرائه؛ بهدف اكتساب المزيد من الخبرات والمعلومات والمعرفة، وبالتالي يتمكن بواسطتها أداء وشغل عملًا ما، حيث يتمثل الهدف الرئيس للمتعلم في التعلم وذلك من خلال البحث عما يناسبه ليحقق عن طريقه ما يريد.
على سبيل المثال: المدرسة، والجامعة، والمعهد، والكتب، وشبكات الإنترنت والتدريب وما إلى ذلك من الأدوات التربوية أو التعليمية، وبذلك يمكن توضيح وجود علاقة وطيدة ما بين التعليم والتعلم، ويذكر أن التعلم يقوم على العديد من الأساسيات المهمة وهم كما يلي:
- الدافع الذي يدفع الأفراد إلى زيادة معرفته واكتسابه للمزيد من المعلومات والخبرة والعلم.
- الإرشاد والتوجيه من أهم الأساسيات التي تقوم عليها عملية التعلم، فمن خلاله يتمكن الفرد من تحديد المسار الصحيح للعلم.
- التشجيع المسؤول عن رفع محبة الفرد وإرادته في التعلم ورفع معدل حصيلته العلمية.
- البيئة السليمة والصحية تدعم الفرد وتساعده في استيعاب، ورفع حصيلته العلمية واستطاعته على التأقلم مع الإدارة والتفاعل معها.
- التدريب المسؤول عن رفع نسبة التعلم والنجاح وتقليل الأخطاء لدى الفرد.
- المشاركة الفعالة وأيضًا غير الفعالة تساعد في دفع الفرد إلى التفكير في التعلم.
اقرأ أيضًا: فضل العلم والتعلم
العلاقة بين التعليم والتعلم
على الرغم من كون تعريف كلًا من عملية التعلم والتعليم كافيًّا لتحديد الاختلاف بينهما، إلا أن معظم الباحثين يتعرضوا للخبطة والخلط بينهما، مما يؤدي إلى استعمال كلًا من المصطلحين في مواضع خاطئة، ولذلك نعرض إجابة تفصيلية أكثر لسؤال ما الفرق بين التعليم والتعلم؟ كما يلي:
- الشخص الذي يقوم بعملية التعليم يسمى المعلم، أما الذي يقوم بعملية التعلم يسمى المتعلم.
- تكون خبرة وعلم ومعرفة المعلم واسعة وهائلة، بينما تنمو خبرة المتعلم ومعرفته بالتدريج.
- لا يمكن أن يتحقق التعلم سوى عن طريق التعليم، فبمجرد أن يتم توافر عملية التعليم يتم حدوث التعلم، وعن طريق التعليم تزداد مهارة ومعرفة المتعلم، لذا من الضروري أن يتم قياس أداء وخبرة ومعرفة المتعلم قبل التعليم وبعده.
- يعتمد التعليم على مجموعة من العناصر والتي تتمثل في الغرض من حدوثه، أي عرض خبرات ومعرفة المتعلم التي تمكن من اكتسابها عن طريق الاستماع، والحفظ والتلقي، كي يتم تثبيت المعلومات.
- يكون المعلم مسؤول عن عملية إرسال المعرفة إلى المتعلم، الذي يقع على عاتقه استقبالها وتحليلها.
- تكون عملية التعلم هدفًا للوصول إلى غاية محددة، بينما تكون عملية التعليم وسيلة لتحقيق ذلك الهدف، باختصار لولا وجود عملية التعليم لما حدث التعلم من الأساس.
- التعلم يكون متاح خلال أي وقت وأي مكان، مقارنة بالتعليم الذي يكون محدد بوقت وبمكان، على سبيل المثال: التعليم داخل المدارس.
- التعليم يكون لمجموعة مراحل محددة ويعتمد على فترات معينة، بينما يكون التعلم للشخص المتعلم فقط.
- يقوم التعلم على وجود المتعلم فقط، مقارنة بالتعليم الذي يشترط وجود جميع عناصر وأساسيات العملية التعليمية.
- التعلم يمكن أن يحدث بدون المعلم لكن ليس بدون المتعلم، على عكس عملية التعليم التي تتطلب وجود كلًا من الطرفين، حيث لا تتم إلا بوجود كلا المتعلم والمعلم.
- يمكن أن تكون عملية التعلم في بعض الأوقات غير ذاتية وذاتية، على عكس عملية التعليم التي تكون غير ذاتية، نظرًا لحصول الفرد على المعلومات والمعرفة من خلال المعلم.
- تتغير عملية التعلم بصورة مستمرة بحسب الخبرات والظروف وأيضًا المواقف، على عكس عملية التعليم التي تعتبر من الحقائق والمسلمات التي لا يمكن أن تتغير مطلقًا.
- تتضمن عملية التعليم العديد من الأسئلة والأنشطة والاختبارات، على عكس عملية التعلم التي لا تحتوي على أيًّا من تلك الأمور.
- التعلم لجميع الأفراد سواء الجيدة أم السيئة، على عكس التعليم الذي يكون للأفراد الجيدة فقط.
اقرأ أيضًا: بعض العلماء الأجلاء واذكر بعض مؤلفاتهم
ما الفرق بين التعليم والتعلم في علم النفس التدريسي
بالطبع لمجال علم النفس التدريسي إجابة أخرى لسؤال ما هي العلاقة بين التعليم والتعلم؟ والتي تتمثل في السطور التالية:
1_ من حيث الغرض الرئيس
حيث إن الغرض الرئيس من التعليم هو استطاعة المعلم لنقل خبرته ومعرفته مع مراقبة التغيرات الحادثة في تصرفات وسلوك المتعلم، أما عملية التعلم تهدف لمعرفة وفهم المعلومات، بحيث يشرح المعلم كافة المعلومات ويسعى المتعلم لمعرفة معلومات جديدة أخرى خلال التعلم.
2_ الخبرة
بالطبع تتمتع عملية التعليم بمستويات مرتفعة من الخبرة، تحديدًا عند مقارنتها بعملية التعلم، فمن المعروف أن التعليم يشتمل على العديد من المعلومات والمعرفة التي تجعل المعلم أكثر خبرة داخل العديد من المجالات المتنوعة.
3_ ردود الفعل
إن عملية التعليم تساعد الأفراد بصورة كبيرة في ملاحظة، التصرفات والسلوكيات الجيدة وغير الجيدة أيضًا، والتي تستدعي التغيير، على عكس عملية التعلم التي تعتمد على منح الأفراد القدرة على معرفة وفهم التعليقات الواردة بشأن تلك السلوكيات ثم القدرة على تعديلها وتغييرها.
نجد أن عملية التعليم تزيد من فضول الأفراد بشكل كبير، بحيث تجعله دائم البحث والرغبة في معرفة كل المعلومات الحديثة والجديدة، على عكس عملية التعلم التي تتوقف على اكتساب الأفراد للمهارات، التي قد تكون مشتركة ما بين الحيوان والإنسان.
لكن عملية التعليم تقتصر فقط على البشر.
4_ الفضول
5_ الوعي
تتمثل عملية التعليم في قدرة الأفراد على تعليم الأفراد الآخرين، الأمر الذي يستدعي وجود الإدراك والوعي، بينما يقصد بعملية التعلم استمرار الأفراد في المعرفة والتعلم طيلة الحياة سواء بوجود الوعي أم لا.
أنواع التعليم والتعلم
في الواقع هناك أنواع مختلفة لكلًا من عمليتي التعليم والتعلم، بحيث يقوم الفرد باختيار ما يلائمه من بينهم، وذلك عن طريق الاعتماد على الأسلوب الذي يتناسب مع مكانه ووقته، حيث تسهم معرفة الأنواع في فهم الإجابة عن سؤال ما العلاقة بين التعليم والتعلم؟ بشكل كبير.
تتمثل أنواع التعليم والتعلم في النقاط التالية:
- التعلم الذاتي.
- التعليم الفني أو المهني.
- التعلم التعاوني.
- التعليم العام.
- التعلم التنافسي.
- التعليم الإلكتروني.
- التعلم الجماعي.
اقرأ أيضًا: رؤية 2030 في التعليم
نظريات التعليم والتعلم
إن معرفة نظريات التعليم والتعلم تساهم بشكل كبير، في معرفة المزيد عن الفروق ما بين عمليتي التعليم والتعلم، وتعد تلك النظريات مجموعة من الفروض التي تم وضعها بدءً من أوائل القرن الـ 20، وتتمثل تلك النظريات في النقاط التالية:
1_ النظرية السلوكية
تعد من المدارس الأولى المسؤولة عن البحث ومعرفة وسائل التعليم والتعلم، وقد تم تأسيسها من قبل جون واطسون في دولة أمريكا، ومن مميزات تلك المدرسة عدم اعتمادها على كل ما هو مجرد بحت، ولكنها تختص بدراسة السلوك عن طريق علاقته بمجال علم النفس.
2_ التعلم البنائي
يكون جان بياجيه هو مؤسس تلك المدرسة، حيث رفض جميع النظريات التي تم دراستها وطرحها، عن كلًا من عملية التعلم والتعليم داخل المدارس الأخرى، فهو يعتقد أن عملية التعلم لا تحدث إلا من خلال منبع ومسار خارجي فقط.
3_ التعلم الغشتالتي
تم تأسيس تلك المدرسة من قبل 3 علماء مهمين، وهم: العالم كورت كوفكا، وماكس فريتمر، والعالم جالج كوهلر، حيث اهتموا بمشاكل عمليتي التعليم والتعلم من حيث سيكولوجيا التفكير، والمعرفة.
أهمية التعليم
بالطبع تتمتع عملية التعليم بالكثير من الأهمية في حياة كل فرد، وتتمثل أهمية عملية التعليم في النقاط التالية:
- تساهم عملية التعليم في اكتساب المعرفة والخبرة داخل جميع مجالات الحياة المختلفة وبالتالي اتساع أفق الفرد ومهاراته العلمية.
- يعطي التعليم الاستطاعة للفرد، بحيث يتمكنوا من تقييم كافة المواقف والأمور المختلفة، كما يمنح الأفراد القدرة على التفرقة ما بين الصحيح والخطأ.
- توفر عملية التعليم العديد من المؤهلات للأفراد، ما يمنحهم العديد من الفرص لشغل مناصب مهمة في العمل.
- يزيد التعليم من وعي الأفراد داخل المجتمع، كما يسهم في تعديل سلوكهم والمساهمة في تحقيق العدالة والمساواة فيما بينهم.
أهمية التعلم
لا تقتصر الأهمية فقط على عملية التعليم، بل على العكس تتمتع أيضًا عملية التعلم بالعديد من المزايا والفوائد للأفراد، والتي تتمثل في النقاط التالية:
- تظهر أهمية عملية التعلم منذ الولادة، وذلك عند تعلم الأفراد للمهارات في عمر صغير ليحيا بها، مثل: تعلم التحدث، والتأقلم مع الأخرين والانخراط معهم، وحب الأفراد المحيطين به والتعاون.
- تزيد عملية التعلم من حب الأفراد للإنجاز والتطور.
- تساعد عملية التعلم الأفراد على التأقلم مع البيئة وكافة الظروف الجديدة.
- تزيد عملية التعلم من قدرات ومعرفة الأفراد ما يسهم في منحهم القدرة على حل الاضطرابات والمشاكل المختلفة.
اقرأ أيضًا: ما هو علم النفس
في ختام رحلتنا عن الرغبة في معرفة العلاقة بين التعليم والتعلم نكون بذلك قد عرضنا لكم الإجابة التفصيلية من كافة الجهات المختلفة، حيث يعد كلًا من التعليم والتعلم عمليتين مكملتين لبعضهما البعض، ولا يمكن أن يكتسب الفرد الخبرات والمعرفة والمعلومات إلا من خلالهما.