أسباب تحريم النكاح من الدبر

تحرير: عمرو في 28 سبتمبر 2023 0

أسباب تحريم النكاح من الدبر تتعدد، فقد شرع الله تحريم أن يأتي الزوج زوجته من الدبر، كما نهى عنه الرسول- صلى الله عليه وسلم-، وذلك بسبب العديد من العوامل التي يكون من السيئ القيام بهذا الأمر، لذلك سنعرض لكم الآن من خلال منصة وميض أسباب تحريم النكاح من الدبر وحكم الدين في هذا الأمر.

أسباب تحريم النكاح من الدبر

من الجدير بالذكر أن للمرأة حق في ألا تطيع زوجها في هذا الأمر، وإذا كان حجة الزوج أنه لا توجد آية في القرآن الكريم تنهي عن النكاح من الدبر، فلا بد من ذكر أن الأحكام الشرعية لا يقتصر أخذها على القرآن فقط.

بل تؤخذ من السنة أيضًا، ولدينا دليل على ذلك وهو قول الله تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) [سورة الحشر: الآية 7].

أما عند الحديث عن أسباب تحريم النكاح من الدبر، فالإتيان من هذا المكان لا يحقق المقصد، حيث لا يدخل ماء الرجل المحتقن كما يكون في الفرج، مع الحاجة إلى القيام بحركات صعبة جدًا مخالفةٍ للطبيعة البشرية.

بالإضافة إلى أن هذا المكان خُصص لخروج القذارة والغائط منه، حيث إنّ في ذلك إزالةً لنعم الله تعالى، وجلبًا للنقم، مع انعدام الحياء، فمن المخاطر الصحية الناتجة عن الجماع من الدبر على الرجل والمرأة، ما سنعرضه لكم في النقاط التالية:

ارتخاء عضلات الشرج وحدوث توسع في فتحته عند المرأة، مما يؤدي إلى عدم القدرة على التحكم بخروج البراز والغازات.
إصابة الطرفين بالأمراض المنقولة جنسيًا، وذلك لأن فرصة انتقال الأمراض الجنسية تحديدًا الإيدز، والتهاب الكبد الوبائي، والكلاميديا، مرض السيلان، والسفلس هي الأعلى من خلال الجنس الشرجي، فهذا الضرر يُعد من أبرز اضرار النكاح من الخلف.
ظهور الثآليل التناسلية.
قد يؤدي الجنس الشرجي إلى حدوث نزيف، وذلك نتيجة عدم وجود أنسجة للحماية داخل فتحة الشرج، فهذا الأمر يُعد من أكثر أضرار النكاح من الدبر سوءًا، وذلك لأنها تحتاج لتدخل طبي، كما تزيد فرصة انتقال العدوى وحدوث التهابات في هذه المنطقة.
زيادة فرصة الإصابة بالالتهابات المهبلية والتهابات المسالك البولية عند كلا الطرفين.
تفاقم البواسير.
من الممكن أن يحدث ثقب في القولون والمستقيم، ويُعد هذا من أضرار الممارسة الخلفية النادرة ولكنها محتملة كثيرًا عند تكرار هذا الأمر.
الإصابة بسرطان الشرج.
التعرض لمرض الناسور.
التهاب المستقيم.
التهاب الجلد المُحيط بالشرج، بالإضافة إلى تكون الدمامل.
تشقق الشرج.
من أخطر الأمراض التي يُمكن أن يُسببها النكاح الشرجي، هي العقم.

حكم الدين في النكاح من الدبر

يُعد إتيان الزوجة من الدبر من الكبائر التي حرمها الله على عباده، بالإضافة إلى أن الرسول الكريم قد نهى عن فعل هذا الأمر، حيث يقول في حديثه الشريف: “ملعون من أتى امرأة في دبرها” رواه أبو داود، وهنا يلعن الرسول الرجل الذي يأتي المرأة من الدبر.

بالإضافة إلى قول الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم-:“لا ينظر الله إلى رجل أتى رجلا أو امرأة في دبرها”، رواه الترمذي والنسائي، فيقول الرسول في هذا الحديث أيضًا أن الرجل الذي يقوم بإتيان المرأة من دبرها فلا ينظر الله إلى وجهه، فهو ملعون إلى يوم الدين.

فقد نهى الله ورسوله إتيان الزوج لزوجته من الدبر، وذلك حتى لأن هذا الموضع من الممكن أن يتسبب في العديد من الأمراض المختلفة سواء للرجل أو للمرأة.

حيث قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في حدثيه الشريف بخصوص هذا الأمر:” مَن أتى حائضًا أو امرأة في دُبرِها، أو كاهنًا: فقد كفرَ بما أنزلَ علىّ محمَّدٍ“، فيحثنا الرسول الكريم في هذا الحديث على حرمانية إتيان الزوجة من دبرها، حيث من يقوم بهذا الأمر يكون قد فعل شيء من الكبائر، ويكون قد كفر.

حكم إتيان الزوجة من الدبر دون الإيلاج

من خلال حديثنا حول أسباب تحريم النكاح من الدبر، فمن الجدير بالذكر أن الله -عز وجل- أباح للرجل أن يستمتع بزوجته في أي موضعٍ شاء، باستثناء باطن الدبر، ولدينا دلالة على ذلك من قول الله تعالى: (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [سورة البقرة: الآية 223].

من هذه الآية الكريمة، نستطيع أن نستدل على أن هذا الأمر جائز للرجل، فهو له الحق نكاح الزوجة من أي موضع كان، وذلك لأن ظاهر الدبر كباقِ أجزاء الجسد، ما عدا باطن الدبر فهو محرم على الرجل.

حكم إتيان الزوجة من الدبر دون تعمد

من خلال حديثنا حول أسباب تحريم النكاح من الدبر، فلا إثم على من جامع زوجته من الدبر إذا كان هذا الجماع حدث دون تعمد منه أو معرفة بأنه خطأ أو شيء محرم، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ اللهَ تعالى وضع عن أُمَّتي الخطأَ، والنسيانَ، وما اسْتُكرِهوا عليه”.

فيقول الرسول الكريم في هذا الحديث الشريف أن الله عز وجل لا يُعاقب من فعل المعصية دون العلم بعواقبها أو إذا نسى العبد أن هذا الفعل محرم عليه.

حكم إتيان الزوجة من الدبر مع استعمال الواقي الذكري

حرم الله عز وجل الإيلاج بشكل عام من الدرب، فلم يضع حالات لهذا الأمر، فقد حثنا الرسول أيضًا في الأحاديث النبوية التي جاءت بالنهي عن جماع الزوجة من الدبر، ولكنه أيضًا لم يفرق بين الإيلاج بوجود حائل كالواقي الذكري أو عدم وجود حائل.

فلا يُمكن وضع احتمالات لهذا الأمر، دون وجود أي دليل عليه فالحكم يشمل الإيلاج بشكل عام، وبناء على ذلك فإنه يحرم على الزوج إتيان زوجته من دبرها سواء أتم استخدام الواقي الذكري أم لم يستخدمه.

فالدليل على هذا الأمر هو قول الله تعالى في كتابه المجيد🙁 فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ) [سورة البقرة الآية 222]، فقد أمر الله الرجال بأن يأتوا نسائهم أو ينكحوهن من الفرج، ونهى عن الإيلاج من الشرج عامةً ولم يُخصص أنه يُمكن أن يكون مُحلل في بعض الحالات، ففي جميع الحالات هذا الأمر من الكبائر التي لا يحل للرجل أن يقوم بها.

أقوال بعض علماء الدين في النكاح من الدبر

من خلال حديثنا حول أسباب تحريم النكاح من الدبر، فقد قال العديد من علماء الشريعة الإسلامية الكثير من الأقاويل في هذا الأمر، حيث وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره (3/ 95):

“أحاديث صحيحة حسان وشهيرة رواها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنا عشر صحابيا بمتون مختلفة، كلها متواردة على تحريم إتيان النساء في الأدبار.

فقد ذكرها أحمد بن حنبل في مسنده، وأبو داود والنسائي والترمذي وغيرهم، وقد جمعها أبو الفرج بن الجوزي بطرقها في جزء سماه (تحريم المحل المكروه)، وهذا هو الحق المتبع والصحيح في المسألة، ولا ينبغي لمؤمن بالله واليوم الآخر أن يُعرِّج في هذه النازلة على زلة عالم بعد أن تصح عنه، وقد حُذِّرنا من زلة العالم”.

كما قال الحافظ الذهبي رحمه الله في سير أعلام النبلاء (14/ 128): “قد تيقنا بطرق لا محيد عنها نهي النبي – صلى الله عليه وسلم – عن أدبار النساء، وجزمنا بتحريمه، ولي في ذلك مصنف كبير”.
حرم الله الإيلاج من الدبر، وذلك بسبب أن لهذا الأمر العديد من المخاطر التي لم يكن الإنسان عالم بها في أيام الجاهلية، ولكنه أصبح عليم بها الآن، فلا بد من الابتعاد عن فعل هذا الأمر.