أسباب البراءة في تبديد المنقولات الزوجية
إن أسباب البراءة في تبديد المنقولات الزوجية من أهم ما يجب على كل من المرأة والرجل الاضطلاع عليه وإدراك مفهومه جيدًا، وذلك لكي يعرف كِلا الطرفين ما له من حقوق وما عليه من واجبات إذا ما لجأوا إلى تطبيق أبغض الحلال عند الله.
لذا سنتعرف من خلال منصة وميض إلى جميع أسباب البراءة في تبديد المنقولات الزوجية بالنسبة إلى المرأة، لكي يتثنى لها الحصول على كافة حقوقها عند الطلاق.
أسباب البراءة في تبديد المنقولات الزوجية
إن أسباب البراءة في تبديد المنقولات الزوجية تعني الدوافع أو المسببات التي تجيز للزوج أن يتصرف في ممتلكاتها أو منقولاتها الزوجية كيفما شاء، حيث إن للزوج منقولات زوجية خاصة به وللمرأة كذلك منقولات زوجية خاصة بها وهي مجموعة الأشياء التي اقتنتها في تجهيزها لبيت الزوجية، وهناك عدة أسباب تمنح الرجل ذلك الحق بعد الانفصال عن زوجته، وتلك الأسباب تتمثل في:
- يتم تبرئة الزوج في حال لم يقم باستلام تلك المنقولات الخاصة بزوجته من الأساس.
- أن يكون هناك إقرارًا من الزوجة يؤكد أنها قامت باستلام جميع المنقولات الزوجية الخاصة بها من الزوج.
- تتم تبرئة الزوج في حال كانت القائمة تشتمل على جميع المنقولات التي تم تضمينها بشكل غير معتمِد، بمعنى أنها لا تعتمد وفي حال أثبت الزوج صحة هذا الأمر يتم تبرئته على الفور.
- إذا تم إثبات أن الزوجة قد حصلت بالفعل على كافة منقولاتها الزوجية من قبل الزوج، وذلك الإثبات يأتي بإحضار شهود على ما حدث أو توقيع إقرار موثق في الشهر العقاري بذلك، عندها فقط يتم تبرئة الزوج.
- يبرأ الزوج من تبديد منقولات زوجته في حال قام بعرض المنقولات الزوجية على زوجته لكي تأخذها أكثر من مرة، ولكنها رفضت ذلك.
اقرأ أيضًا: ما هو الخلع وما هي شروطه؟ وما حكم طلب الخلع وأركانه
هل الذهب يصنف من المنقولات الزوجية؟
في إطار تقديم أسباب البراءة في تبديد المنقولات الزوجية يجدر بنا الإشارة إلى أمر هام، حيث تسعى المرأة وكذلك الرجل إلى معرفته عند الانفصال وتحديد أمر المنقولات الزوجية الخاصة بالزوج وكذلك بالزوجة، ألا وهو الذهب وذلك لكونه يعد من الأشياء الخاصة بالمرأة وحدها ويصنف من ممتلكاتها.
لكون هذا الأمر محل جدل ونزاع من قبل الرجال والنساء لان الرجل يرى أن الذهب من حقه لأنه هو من قام بشرائه، بينما ترى المرأة أنه من حقها لذا قامت محكمة النقض بالحكم الفصل في هذا الأمر، حيث قضت بأن الذهب من حق المرأة لأنه جزءًا من زينتها ولا يحق للرجل استرداده.
أي أن المرأة عندما تعتزم أمرها على الخروج من بيت زوجها مقررة الانفصال يحق لها الحصول على كافة منقولاتها الزوجية التي قامت بإحضارها معها عند الزواج، كما يحق لها أن تأخذ الذهب الذي قام الزوج بشرائه لها سابقًا سواءً وقت الخطبة أو بعد الزواج لأنه من ممتلكاتها، هذا إلى جانب ضرورة وجود شهود على أن الزوجة حصلت على كافة منقولاتها بالفعل.
كما أنه من حق المرأة أن تقوم بالتنازل عن قائمة المنقولات الخاصة بها كما يحق لها أن تتنازل عن شبكتها والذهب الخاص بها، ويمكنها كذلك الاحتفاظ بهم وانتزاعهم مرة أخرى كحق من حقوقها المدنية والشرعية، لكن شرط أن تكون المرأة عاقلة بالغة راشدة وعلى مستوى من العقل يجعلها مؤهلة لاتخاذ قرار مثل هذا.
اقرأ أيضًا: كيفية إثبات أن الذهب مع الزوجة
عقوبة تبديد المنقولات
عرفنا ما هي أسباب البراءة في تبديد المنقولات الزوجية بالنسبة إلى الزوج، ويجب أن نكون على علم أيضًا بالعقوبة التي يتم توقيعها على الرجل في حال قام بتبديد ممتلكات زوجته التي تشتمل عليها قائمة منقولاتها دون وجه حق، ولقد جرت العادة بأن الزوج لا يحق له التصرف بمقتنيات زوجته دون إذن أو حق له في ذلك ولا يمكنه التصرف بها وتبديدها إلا إذا كانت قد تنازلت عنها له.
عندما يقوم الزوج بتبديد منقولات زوجته عند الانفصال أو بعده مباشرة توقع عليه عقوبة الحبس لمدة سنتين كحد أدنى وثلاث سنوات كحد أقصى، وهذا وفقًا لما أوردته المادة رقم ثمانية عشر من قانون العقوبات والتي تتناول هذه المشكلة.
ماذا يحدث لو رفض الزوج تسليم المنقولات لزوجته؟
إن القانون لم يترك مجالًا للنزاع فيما بين الأزواج عند الانفصال ولقد حكم في كل شيء تقريبًا لكي يحسم أي اشتباك قد ينتج في هذه الظروف، وفي بعض الأحيان نجد أن نماذج من الرجال يرفضون تسليم المنقولات الزوجية لزوجاتهم عند الطلاق، بالرغم من أن الشرع والدين والقانون يلزمونه بتسليم كل ما نصت عليه قائمة المنقولات الخاصة بالمرأة التي وقع عليه بإمضائه عند الزواج.
في تلك الحالة ضمن القانون للمرأة حقها بالكامل حيث أتاح لها إمكانية رفع دعوى قضائية ضد الزوج، يلزمه فيها القانون بإعادة المنقولات الزوجية للزوجة بالكامل دون زيادة أو نقصان وتسمى تلك الدعوة باسم دعوى الاسترداد، وعلى إثر رفع هذه الدعوة يطلب من كافة الشهود بإدلاء شهاداتهم التي تؤكد على أن الرجل رفض أن يعطي المرأة قائمة المنقولات الخاصة بها.
يتم هنا الإعلام بأن الرجل قد حصل على كافة المنقولات الزوجية إلا أنه رفض تسليم المرأة ما لها من منقولات خاصة بها، إلا أن هناك مشكلة أخرى تصادف كثيرًا من النساء وهي أن ولي أمر الزوجة عندما قام بتزويجها لم يلزم الرجل بالتوقيع على قائمة منقولات من الأساس، مما يعني أنه لا يسمح للمرأة أن تسترد منقولات الزوجية.
في هذه الحالة تقوم المرأة بعمل محضر معين في قسم الشرطة التي تتبع له وهذا المحضر يطلع عليه اسم إثبات حالة، حيث إن هذا المحضر يفيد بأن جميع المنقولات الزوجية الخاصة بالمرأة لا تزال موجودة في منزل الزوج، ومن الضروري للمرأة أن تخبر النيابة أن الزوج قد رفض تسليمها منقولاتها الزوجية مع الإدلاء بوصف مفصل لكل منقولاتها، لكي تتمكن النيابة من إصدار أمر بالتوجه لبيت الرجل والتأكد من وجود المنقولات.
اقرأ أيضًا: هل دعوى صحة التوقيع تثبت الملكية
أسباب سقوط دعوى المنقولات
سبق وأشرنا أن المرأة يحق لها أن ترفع دعوى لاسترداد منقولاتها الزوجية وأشرنا كذلك إلى أسباب البراءة في تبديد المنقولات الزوجية، وهنا يجب أن نوضح الأسباب التي يؤدي وجود ولو واحد منها إلى بطلان وسقوط دعوى استرداد المنقولات الخاصة بها، وتلك الأسباب تتلخص في:
- إذا تم إثبات أن عقد الاتفاق على الزواج فيما بين الرجل والمرأة قد نصت أحد بنوده على تنازل الزوجة عن منقولاتها الزوجية.
- في حال تم تقديم إقرار موقع من المرأة بأنها قد استلمت جميع المنقولات الزوجية الخاصة بها من الزوج في وقت سابق.
- تسقط الدعوى في حال انقضاء مدة محددة ولم يتم للمرأة الحصول على حكم فيها نتيجة لعدم توافر إحدى الشروط الواجب استيفائها، أو في حال تم الحصول على حكم في الدعوى ولكن لم يتم تنفيذه لفترة لا تقل عن الثلاث سنوات.
من خلال التعرف إلى أسباب البراءة في تبديد المنقولات الزوجية، يمكننا القول بأن المرأة يجب أن تتخذ كافة احتياطاتها، وأن تحسب حسابًا لما يمكن أن يخبئه لها الغد، وذلك بأن تضمن حقوقها قبل الزواج.