دعاء الزواج من فتاة أحبها
يحتاج الشاب كثيرًا إلى دعاء الزواج من فتاة أحبها، وخاصةً كلما كان الطريق إلى سعيه هذا صعبًا وشاقًا، ولكنه يحاول جاهدًا من أجل الوصول إلى ما يريده ويتمناه بما يرضي الله عنه ولا يغضبه منه، فالدعاء يقرب كل خير بعيد ويبعد كل شر قريب، ونظرًا لما يمثله هذا الدعاء سوف نقدم أفضله وأجمله من خلال منصة وميض، لكي يتثنى لكل شاب أن يردده ويدعو الله به دومًا.
دعاء الزواج من فتاة أحبها
بطبيعة الحال وسنة الحياة جعل الله الرجل قوامًا على المرأة، وخاصةً فيما يخص مسألة الزواج، فمنها لكي يكون أكثر تحملًا للمسؤولية وقادرًا على مواجهة الحياة بمعاناتها ومشقتها، ومنها لكي يعزز من قيمة ومكانة وكرامة المرأة.
كما وجعل الله من غير المروءة أن تسعى المرأة وتعمل وتجتهد وتعاني المشقة في الحياة لجني المال لكي تتقدم هي لخطبة الرجل وتتحمل مسؤولية وعبء الحياة الزوجية بالكامل من الناحيتين، أي الإنفاق على الأسرة وإعالتها، والحمل والولادة وتربية الأطفال.
لذلك لا عيب أن يدعو الرجل دعاء الزواج من فتاة أحبها، وفي الواقع لم يرد بالسنة أو الشريعة الإسلامية أنه يوجد دعاءً معينًا يوصف بشكل مباشرًا بأنه دعاء الزواج من فتاة أحبها بالنسبة إلى الرجل، ولكن هذا لا يمنع أبدًا أني يدعو الشاب ربه لكي يسر له أمر الزواج من بنت معينة يميل قلبه إليها.
“رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل العقدة من لساني، يفقهوا قولي. اللهمّ إنّي أسألك باسمك الأعظم الذي إذا سألك به أحد أجبته، وإذا استغاثك به أحد أغثته، وإذا استنصرك به أحد نصرته، أن تزوّجني المرأة الصالحة يا رب يا أرحم الرّاحمين، يا أرحم الرّاحمين، يا أرحم الرّاحمين”
من قال أن الرجال ليس لديهم مشاعر، ليس لأن الله قد جعل الرجل أكثر شدة وبأسًا من المرأة، وجعل فيه من قوة البدن وجعله قوامًا عليها، ننكر نحن بدورنا آدميته بالمرة، وننسى أنه في النهاية إنسان، له احتياجات معنوية ونفسية وعاطفية، وليس كما يعتقد البعض أن الرجال تقتصر احتياجاتهم الدنيوية على الاحتياجات الجسدية فحسب.
“اللهم زوّجنا واغننا بحلالك عن حرامك، يا الله يا كريم يا رب العرش المجيد، ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إني أسألك باسمك العليم أنك عالم بحالي، فبرحمتك يا رب زوجني بمن أحبها، واجعلني لها سندًا واجعلها لي قرة عين”
اقرأ أيضًا: هل قدر الزواج يتغير بالدعاء
أدعية لزواج الشاب من بنت يريدها
لا يجب أن نتعجب أبدًا إذا ما صادف ورأينا شابًا يدعو الله دعاء الزواج من فتاة أحبها، فإن الإنسان سيبقى إنسانًا مهما حدث ومهما فرضت عليه الحياة قيودًا ومسؤوليات وأعباء، فلا شيء في هذه الدنيا خير من أن ينعم الله سبحانه وتعالى على الرجل أو المرأة بقرة عين لهما بعضهما من بعض، لكي يؤنس كلًا منهما وحشة الآخر، ويدفع عنه شر الوقوع في الرذيلة.
“اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الذي لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، أقضي حاجتي وآنس وحدتي وفرج كربتي واجعل لي رفيقة صالحة، كي نسبحك كثيرا ونذكرك فأنت بي بصيرا”
التذلل والانكسار والتضرع إلى الله من القلب يجعل من إجابة الدعاء أمرًا محتومًا بإذن الله، فإن الله أرحم مما نتخيل جميعًا، فلا يرد عبده خالي الوفاض وقد أتى له بقلب سليم، وملؤه اليقين بأنه هو وحده الذي سوف يقضي حاجته ويرحم ضعفه، ويهب لقلبه ما يتمناه ويسعى إليه ويرجوه ويسعد به.
“ربِّ أعنِّي ولا تُعِنْ عليَّ، وانصُرني ولا تنصُرْ عليَّ، وامكُر لي ولا تَمكُر عليَّ، واهدِني ويسِّرِ الهدى لي، وانصُرني على من بغَى عليَّ، ربِّ اجعَلني لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، لَكَ رَهَّابًا، لَكَ مُطيعًا، إليكَ مُخبتًا، إليكَ أوَّاهًا مُنيبًا، ربِّ تقبَّل تَوبَتي، واغسِل حَوبَتي، وأجِب دعوَتي، واهدِ قلبي، وسدِّد لساني، وثبِّت حجَّتي واسلُلْ سَخيمةَ قلبي”
إن استحضار النية والغرض والحاجة في القلب أثناء الدعاء يعد أمرًا بالغ الأهمية، لأن الله لن يترك قلبه عبده يتألم ويتلهف إلى شيء يريده ويميل ويصبو إليه، ويمنعه عنه خاصةً إذا كان فيه الخير له، حتى وإن أخّر الإجابة فإنه يؤخرها لسبب وغرض وحكمة وخير للعبد.
“يا حيُّ يا قيُّومُ، برَحمتِكَ أستَغيثُ، أصلِح لي شأني كُلَّهُ، ولا تَكِلني إلى نَفسي طرفةَ عينٍ اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ عِلمًا نافعًا ورزقًا طيِّبًا وعملًا متقبَّلًا“
لا يجب على الشاب عند ترديد دعاء الزواج من فتاة أحبها أن يتعجل الإجابة، فإن هذا ليس من التأدب والوقار مع الله وليس فيه من آداب الدعاء شيء، فالله وحده هو من يقول للشيء كن فيكون بأمر منه، وليس العبد من يطلب من الله ويقول له كن فيكون، فإن إرادة الله فوق كل شيء وأكبر من أي سعي.
اقرأ أيضًا: دعاء للمقبلين على الزواج وأهميته
تأثير الدعاء في تيسير الزواج للشباب
لا شك أن الدعاء بوجه عام من شأنه أن يحقق المعجزات وأن يقلب الأقدار، ويجب على كل شاب يهفو قلبه للزواج من فتاة معينة يحبها، أن يصدق ويؤمن بأن رحمة الله وسعت كل شيء، وأن الله لن يعزّ عنه شيئًا فيه الخير له أبدًا، وحتى إن أبعده عنه عليه ألا يحزن، وأن يشكر الله من كل قلبه لأنه ما كتب له سوى الخير حتى وإن لم يكن مدركًا لذلك أو مقدرًا لقيمته.
“اللهمّ بحقّ قولك: وَاللَّـهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ، وبحقّ قولك: إِنَّ اللَّـهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وقولك الحقّ: بَدِيعُ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ، اللهمّ اجمع بيننا بالحق، وافتح بيننا بالحق، وأنت الفتّاح العليم، وقولك: وَاللَّـهُ جَعَلَ لَكُم مِن أَنفُسِكُم أَزواجًا وَجَعَلَ لَكُم مِن أَزواجِكُم بَنينَ وَحَفَدَةً، ارزقني زوجة تقرّ بها عيني وتقرّ بي عينها، اللهمّ إني أعوذ بك من تأخّر الزواج وبطئه، وأسألك أن ترزقني خيراً ممّا أستحق”
يجب على كل رجل وكل شاب وكل إنسان بوجه عام، ألا ييأس من رحمة الله وأن يؤمن بقضاء الله خيرًا كان أم شرًا بالنسبة إليه، والزواج في النهاية رزق من عند الله، وكل رزق يحمل الخير فيه سعادة للعبد، وكل رزق يرى العبد أنه ليس فيه من الخير، عليه أن يرضى به لأنه من عند الله، وإن لم يؤمن بمجريات الأحداث حوله عليه أن يؤمن برحمة الله ويقر بها.
“اللهم بلطيف صنعك في التسخير وخفي لطفك في التيسير الطف بي ويسّر لي أمر الزواج وتمّمه بخير ولطف، واصرف عني السوء والشر إنك على كل شيء قدير”
إلى جانب سعي الرجل في الحياة العملية لكي يتمكن من الزواج من الفتاة التي يحبها، عليه أن يداوم على ترديد دعاء الزواج من فتاة أحبها، لأن هذا الدعاء من شأنه أن ييسر له الكثير من الأمور، ويولد فيه القوة والطاقة والعزيمة لمواصلة السير في هذا المشوار حتى يبلغ نهايته ويجد ما سعى من أجله.
“اللهمّ يا دليل الحائرين، ويا رجاء القاصدين، ويا كاشف الهم، ويا فارج الغم، اللهمّ زوّجنا وأغننا بحلالك عن حرامك يا الله يا كريم يا ربّ العرش المجيد ارحمنا برحمتك يا أرحم الرّاحمين”
إن بعد المحب عمن أحب لسبب ما مهما كان قويًا، لو كان في جمعهما مع بعضهما مرة أخرى خيرًا لهما، لعجل الله لهما الرجوع وقرب بينهما المسافات، فلا أحد يريد بالإنسان خيرًا مثلما يريد الله، ولا أحد أرحم به مثلما يرحم الله.
اقرأ أيضًا: دعاء للزواج بسرعة البرق
أدعية من القرآن للزواج
لقد سبق وأخبر الله عباده جميعهم في سورة طه أنه لم ينزل هذا القرآن لكي يشقى من بعده الإنسان، بل نزله لكي يكون فيه شفاءً ودواءً وسدًا لكل حاجاته وبلسمًا لقلبه إذا ما أثقلته هموم الحياة، وفي القرآن الكريم الكثير والكثير من الآيات التي أتت في صيغة دعاء وكان يرددها أنبياء الله تعالى، لكي يعينهم على تبليغ رسالاتهم كما ينبغي.
لا مشكلة ولا مانع في أن ينتقي الشاب إحدى تلك الآيات الدعائية الجميلة، ويدعو الله بها لكي تكون في نفسه راسخة بنية دعاء الزواج من فتاة أحبها،
(هُوَ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنها زَوجَها لِيَسكُنَ إِلَيها) [سورة الأعراف، الآية رقم 189]
كلما أدرك الشاب أو الفتاة تلك الآية ووعياها بالفعل، كلما كانت المسافات بينهما هينة لينة قريبة غير بعيدة، فإيمان الشاب والفتاة اللذان يحبان بعضهما بالله يقرب بينهما ويؤلف بين قلوبهما، فإن الله لا يقرب بين إنسان وإنسان إلا على ما يحبه ويرضاه طالما فيه خير لكليهما.
(وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا) [سورة الفرقان، الآيات 74، 75]
الله يحب من يدعوه بأن يرزقه بالزوجة أو الزوج الصالح، لأنه عند الله يرتجي الحلال ويسعى إليه، ويريد أن يمتثل لسنة الحياة ويلبي رغباته كإنسان ولكن من دون أن يغضب الله منه أو عليه، ذلك العبد التقي له من المنزلة عند الله أكرمها لأنها يخشاه ويرعاه في كل شيء يقوله أو يفعله أو حتى يتمنى حدوثه في حياته دومًا.
(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِين) [سورة الأنبياء، الآيات 83، 84]
إذا شق الأمر كثيرًا على الشاب الذي يردد دعاء الزواج من فتاة أحبها وتأثر نفسيًا وحزن قلبه بشدة لبعد حبيبته عنه أو لصعوبة الطريق أثناء المحاولة في الوصول إليها، فإنه يجب أن يردد ذلك الدعاء الجميل بالذات، فهو الذي نادى به نبي الله أيوب عليه السلام ربه عندما مسه الضر من كل حدب وصوب، فاستجاب له وكشف عنه الغمة وآتاه ما يحبه ويرضاه.
إذا دعا الرجل دعاء الزواج من فتاة أحبها حتى ملأ دعائه السماوات والأرض، فإن الله إذا لم يستجب له يجب أن يدرك بأن ما يدعوه ويتمناه ليس فيه له من الخير، ولو استمر في الدعاء طيلة حياته فإن الله لن يجيبه طالما في دعائه شر له، فرب الخير لا يأتي أبدًا إلا بالخير.