شعر عن غدر الصديق
قراءة الشعر عن غدر الصديق تكون ناتجة عن المرور بالعديد من المواقف الحياتية السيئة، فالعلاقات بين الأحبة تتقلب باستمرار بتقلب القلوب، وفي واقع الأمر هذا التقلب على الرغم من كونه شاقًا وقاسيًا إلا أنه في الكثير من الأحيان يكون خير للمرء، فما أكثر من لا يستحقون لقب الخليل حولنا، وعبر منصة وميض سنستعرض أبرز قصائد الشعر عن غدر الصديق.
شعر عن غدر الصديق
تُعتبر الصداقة من أجمل صور العلاقات الإنسانية والاجتماعية، ومن المُفترض أن تجمع هذه العلاقة وتربط بين شخصين أو أكثر، وتُبنى في المقام الأول على أساس الثقة، التعاون، المودة وحُب الخير لبعضهما البعض.
هي من أبرز الكنوز وأجملها، ولكن عند إخلال أحد الأطراف ببعض مبادئ الصداقة المُتبادلة كالحب، الإخلاص، التفاهم والتعاون الصادق حقًا يتسبب ذلك في ضرر كبير للطرفين على حدٍ سواء.
فلك أن تتخيل أن كافة اللحظات الجميلة التي جمعتكما ذهبت هباء الريح، ولكن بالتفكير في الموضوع بشكل عقلاني بعد الخروج من الصدمة الأولى لانتهاء الصداقة قد تصل في الكثير من الأحيان إلى كونك في حالٍ أفضل الآن مما كُنت عليه في السابق، فلا خير في صديقٍ لا يتحلى بخصال الصداقة.
ضرر من يحمل في قلبه الحقد، البغض والكراهية يكون أكبر في حال ما كان هذا الشخص صديقًا عن كونه عدو، فالعدو تعلم أنه لا يُحبك ويود أذيتك، ولكن الضرر من شخصٍ اعتبرته في يومٍ من الأيام أخًا لك لم تلده أُمك قد يجعلك تهلك من الناحية العقلية، الذهنية والعاطفية على حدٍ سواء.
منذ فجر التاريخ عرفت الصداقة الغدر والخسة، وهو سبب كتابة العديد من الشُعراء والأدباء لقصائد الشعر عن غدر الصديق، ومن أبرز هذه القصائد ما جاء على لسان شاعر الكويت الأول حامد زيد، وقد قال في هذه القصيدة:
يا كثر ما رافقت خلان وأحباب.. ويا كثر ما في شدتي هملوني
على كثر ما أعدهم ستر وحجاب.. على كثر ما احتجتهم واتركوني
من صارت الخوه ثمن حفنة تراب.. نفس الوجيه اللي نصوني نسوني
من غير ذكر فروق، وعروق، وأنساب.. كانوا ثلاثة والثلاثة جفوني
علمتهم وشلون الأهداف تنصاب.. ولما سواعدهم قوت صوبوني
لا نهاية ولا حصر لقصائد الشعر عن غدر الصديق، وبسبب انتشار هذا الأمر في وقتنا الحالي، نستعرض لكم أكثر صور هذه القصائد تعبيرًا ومن أمثلتها:
1- قصيدة أمير المؤمنين
أمير المؤمنين إمام المُسلمين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه ورضي عنه عُرف عنه حُبه للُغة العربية وإتقانه لأحكامها، وهو سبب كثرة المقولات التي يتم نسبها له، كما أن له بعض القصائد التي أُرخت في التاريخ الإسلامي والعربي على حدٍ سواء.
من أبرز هذه القصائد ما جاء من شعرٍ عن غدر الأصدقاء، فقد عبر فيها الإمام علي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراعة لغوية غير مُتناهية عن الموضوع، وقد وضَّح وصَّور الغدر والخيانة في العلاقة بين الأصدقاء من كافة الجوانب، وجاء تجسيد هذه الخصلة في الأبيات الآتية:
تَغَيَّرَتِ المَوَدَّةُ وَالإِخاءُ.. وَقَلَّ الصِدقُ وَاِنقَطَعَ الرَجاءُ
وأَسلَمَني الزَمانُ إِلى صَديقٍ.. كَثيرِ الغَدرِ لَيسَ لَهُ رَعاءُ
وَرُبَّ أَخٍ وَفَيتَ لَهُ بِحَقٍّ.. وَلَكِن لا يُدومُ لَهُ وَفاءُ
أَخِلّاءٌ إِذا اِستَغنَيتُ عَنهُم.. وَأَعداءٌ إِذا نَزَلَ البَلاءُ
يُديمونَ المَوَدَّةَ ما رَأوني.. وَيَبقى الوُدُّ ما بَقِيَ اللِقاءُ
وَإِن غُنّيتُ عَن أَحَدٍ قَلاني.. وَعاقَبَني بِما فيهِ اِكتِفاءُ
سَيُغنيني الَّذي أَغناهُ عَنّي.. فَلا فَقرٌ يَدومُ وَلا ثَراءُ
وَكُلُّ مَوَدَّةٍ لِلّهِ تَصفو.. وَلا يَصفو مَعَ الفِسقِ الاِخاءُ
وَكُلُّ جِراحَةٍ فَلَها دَواءٌ.. وَسوءُ الخُلقِ لَيسَ لَهُ دَواءُ
وَلَيسَ بِدائِمٍ أَبَداً نَعيمٌ.. كَذاكَ البُؤسُ لَيسَ لَهُ بَقاءُ
إِذا أَنكَرتُ عَهداً مِن حَميمٍ.. فَفي نَفسي التَكَرُّمُ وَالحَياءُ
إِذا ما رَأسُ أَهلِ البَيتِ وَلّى.. بَدا لَهُمُ مِنَ الناسِ الجَفاءُ
اقرأ أيضًا: كلام عن الصديق غير المخلص
2- قصيدة عن الصديق المُزيف
جاء في تُراث اللُغة العربية وتاريخها العديد من صور قصائد الشعر عن غدر الأصدقاء، منها ما اختص بالهجاء، ومنها ما مال إلى العتاب، أما قصيدتنا التي نتلوها عليكم فيما يلي فقد جمعت بين كافة هذه المشاعر والأساليب.
فاختصت بالحديث بشكل خاص عن الفرق بين الصداقة الحقيقية والصداقات العابرة التي تخلو من الأفعال، وعلى الرغم من عدم الوصول إلى كاتبها الحقيقي إلا أنها تُعتبر من أشهر صور الشعر عن غدر الأصدقاء، وجاءت أبيات هذه القصيدة كما يلي:
كم من صديق باللسان وحينما.. تحتاجه قد لا يقوم بواجب
إن جئت تطلب منه عوناً لم تجد.. إلّا اعتذار بعد رفع الحواجب
تتعثر الكلمات في شفتيه.. والنظرات في زيغ لأفق ذاهب
يخفي ابتسامته كأنك جئته.. بمصائب يرمينه بمصائب
والصحب حولك يظهرون بأنهم.. الأوفياء لأجل نيل مآرب
وإذا اضطررت إليهم أو ضاقت.. الأيام مالك في الورى من صاحب
جرب صديقك قبل أن تحتاجه.. إنّ الصديق يكون بعد تجارب
أما صداقات اللسان فإنّها.. مثل السراب ومثل حلم كاذب
اقرأ أيضًا: شعر عن الصديق النذل
3- قصيدة فاروق جويدة لخليله القديم
يُعتبر فاروق جويدة واحدًا من أشهر شُعراء الأدب المصري الحديث، وهو من الأصوات الشعرية التي سعت كثيرًا إلى جعل الشعر العربي يتحول إلى شعر مُعاصر، وقد نظم في سبيل ذلك العديد من ألوان الأدب الشعري، ولم يبخل في جهده.
بدأت رحلته في تجديد الشعر العربي من القصائد العمودية، وانتهت بالمسرح الشعري الذي أصبح من فنون الأدب الخالد حتى يومنا هذا وإلى أبد الدهر، وقد أثرى فاروق المكتبة العربية بما لا يقل عن 20 كتابًا، نصفهم اختص بكونه مجموعة شعرية حملت في طابعها تجارب شخصية عاشها جويدة.
أما على الصعيد المسرحي فله من المسرحيات الشعرية ثلاث مسرحيات لاقت انتشارًا واسعًا ونجاحًا مُنقطع النظير عند إصدارها ألا وهي الوزير العاشق، دماء على ستار الكعبة والخديوي، أما فيما يخص الشعر عن غدر الصديق فقد قيل إنه من التجارب الشخصية لفاروق، وهو سبب حُسن قصيدته التي قال فيها:
ورجعتُ أذكرُ في الرَّبيع عهودَنا أيَّامَ صُغـناها عبيراً للزَّهَر
والأغنياتُ الحَالماتُ بسحـرِها سَكِرَ الزَّمانُ بخمرِها وغَفا القَدَرْ
اللَّيلُ يجمعُ في الصَّباح ثيابَه واللَّحـنُ مشتاقاً يعانقه الوَترْ
العُمر ما أحلاه عِند صَفائهِ، يـومٌ بقربِكَ كانَ عِندي بالعمرْ
إني دَعوتَ الله دعوةَ عَاشقٍ ألَّا تفرِّقنا الحَياةُ ولا البَشرْ
قالوا بأنَّ الله يغفِرُ في الهَوى كُلَّ الذُّنوبِ ولا يُسامِحُ مَن غَدَرْ
ولقد رَجعتُ الآن أذكرُ عَهدنا، مَن خَان مِنَّا، مَن تنكَّر، مَن هَجَرْ
فوجدتُ قلبكَ كالشِّتاء إذا صَفا سَيعودُ يعصفُ بالطيور وبالشَّجَرْ
يوماً تَحملت البعادَ مع الجفا ماذا سأفعلُ خبريني.. بالسهرْ!
مَن خانَ مِنا؟، صدِّقيني إنَّني ما زلت اسأل أين قلبُك هل غدر؟
فلتسأليه إذا خلا لَكِ سَاعة كَيفَ الرَّبيع اليَومَ يغتالُ الشَّجر؟
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن الصداقة بالعناصر والاستشهادات
الصداقة واحدةً من أبرز النعم التي يمن الله بها على عباده، فأحسن اختيار أصدقائك، ولا تتعجل في الإقدام على هذه الخطوة، فليس كُل من أعجبك كلامه أصبح خليل، ولا ترد صديقًا حقيقيًا يطلب منك المُساعدة حتى وإن كان عليك بعبءٍ ثقيل، فالأفعال هي ما تُعزز من الصداقات وتقويها.