الصبر على موت الزوجة
ما جزاء الصبر على موت الزوجة؟ وما أفضل الأدعية للزوجة المتوفاة؟ لا شك أن فاجعة الموت كبيرة ومن شأنها التأثير على الصحة النفسية لدرجة كبيرة، فألم الفراق لا يستطيع الكثير من الناس تحمله، ولذلك فإن الله عز وجل مَن علينا بنعمة النسيان رحمة ورفقة حالنا بعد الموت، ويعتبر فراق الزوجة لزوجها بعد الموت أمرًا في غاية الصعوبة، ولذلك وضع الله له جزاء كبير، وسوف نتعرف على جزاء الصبر على موت الزوجة، من خلال منصة وميض.
الصبر على موت الزوجة
مما لا شك فيه أن الموت هو الحقيقة الوحيدة المُثبتة في الحياة، ولذلك لا داعي لإيقاف الحياة بعد موت أحد الأشخاص القريبون، ولكن يوجد الكثير من النماذج من الرجال الذين يصبرون على وفاة زوجاتهم بشكل كبير الأمر الذي يمكن أن يقودهم إلى حالة من الاكتئاب والعُزلة.
يظهر ذلك الأمر واضحًا في قول سمرة بن جندب رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
“ليس في الدنيا حسرة إلا في ثلاث: رجل كان له سقي وله سانية يسقي عليها أرضه فلما اشتد ظمأ أرضه وخرج ثمرها ماتت سانيته فيجد حسرة على سانيته الذي قد علم السقي أن لا يجد مثله، ويجد حسرة على ثمرة أرضه أن تفسد قبل أن يحيل لها حيلة، ورجل كان على فرس جواد فلقي جمعاً من الكفار فلما دنا بعضهم من بعض انهزم أعداء الله فبقي الرجل على فرسه فلما كرب أن تلحق كسر به فرسه وترك قائماً عنده يجد حسرة على فرسه أن لا يجد مثله، ويجد حسرة على ما فاته من الظفر الذي كان قد أشرف عليه، ورجل تحته امرأة قد رضي هيئتها ودينها فنفست غلاماً فماتت بنفسه فيجد حسرة على امرأته يظن أنه لن يصادف مثلها ويجد حسرة على ولدها يخشى أن يهلك ضيعة قبل أن يجد له مرضعة”.
نظرًا لِما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نجد أن حسرة الرجل على فراق زوجته لم تكن سهلة أبدًا، فمن منا لا يتذكر حُزن الرسول صلى الله عليه وسلم على فراق زوجته أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها؟ لذلك أوصنا الرسول الكريم على حُسن معاشرة الزوجة، لأنها تعتبر عمود الأسرة وبموتها يتشتت شملها.
هنيئًا لمن صبر على قضاء الله عز وجل، فقال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:
﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ [البقرة: 155 – 157].
من المعروف أن العرب لا يقدمون على البكاء على فراق زوجاتهم حتى لا يقول الناس
أن هؤلاء الرجال جزعوا أو أصابهم الضعف، لذلك كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يعلم الناس كيفية معاملة الزوجة التي كرمها الإسلام.
اقرأ أيضًا: دعاء للميت في ليلة القدر
أفضل أدعية للزوجة المتوفاة
في صدد التعرف على كيفية الصبر على موت الزوجة، يجب العلم أن كل نفس ذائقة الموت، وذلك الذي لا يمكن لأحد أن يتجاهله، لذا فمن أحب الأشياء التي يجب أن يفعلها الرجل الذي لا يقدر على فراق زوجته أن يدعو لها الله أن يرحمها ويضعها في أعلى مكانة في الجنة.
لذلك سوف نذكر بعض الأدعية التي يمكن الدعاء بها للزوجة المتوفاة من خلال النقاط التالية:
- اللهم أرحم زوجتي قرة عيني، ونور منزلها، وأنزل عليها الرحمة والسكينة في داخل قبرها، وأغفر لها ما تقدم من ذنب وما تأخر، فأنت الغفور الرحيم وعلى كل شيء قدير.
- يا رب أبدل زوجتي دارًا غير دارها، وأهلًا خيرًا من أهلها، وأرزقها الجنة من غير حساب، اللهم أكفها شر وحشة وعذاب القبر، وشر عذاب النار يا إله العالمين.
- أملأ يا رب قبر زوجتي بالنور والرحمة، وأجعل آخرتها خيرًا من دنياها، واجمعها مع الرسول الكريم، وصلِ اللهم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآلة أجمعين خاتم الأنبياء والمُرسلين.
- اللهم أرزقها شفاعة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وكفلها من شر عذاب النار وأجمعني بها يا الله في أعلى منازل الجنة.
- إلهي أنت تعلم أن زوجتي أحب الخلق إلى قلبي، وآنس وحشتها يا رب العالمين، وأنر قلبها بصالح أعمالها وتجاوز عن سيئاتها.
- اللهم أغسلها بالماء والثلج والبرد، وأسكنها فسيح جناتك وارزقني الصبر لأتحمل الحياة من دونها، فأنت على كل شيء قدير.
- اللهم وسع قبرها واجعلها في رعايتك، واملأه نورًا وسرورًا فأنت على كل شيء قدير، وأمهلني يا رب الصبر والسلوان على فراقها.
- يا رب إن زوجتي عندك فأرحمها تحت الأرض وأسترها يا إلهي في يوم العرض عليك، ولا تخزها يوم البعث، وأجعل قبرها روضة من رياض الجنة، آمين يا أرحم الراحمين.
- ربي إن زوجتي توفت وأتت عندك فعاملها بما أنت أهله ولا تعاملها بما هي أهله، وتجاوز اللهم عن سيئاتها وعن الذنب والإساءة فأنت الغفور الرحيم.
- اللهم ارحم زوجتي الغالية نقها من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأكفها يا رب شر عذاب القبر.
اقرأ أيضًا: دعاء للميتة بالرحمة والمغفرة والتعرف على أفضل أدعية للميتة
كيفية مواصلة الحياة بعد وفاة الزوجة
في صدد التعرف على كيفية الصبر على موت الزوجة، سنتطرق إلى ذكر الطريقة التي يمكن بها أن يتخطى الزوج فاجعة موت زوجته، والجدير بالذكر أنه لا يمكن إنكار أن تلك الفاجعة من الفواجع المؤلمة، فشعور الفقد يترتب عليه الكثير المشاعر السلبية التي بإمكانها تدمير الحياة، ولكن يمكن السيطرة على ذلك الشعور بعِدة طرق سنعرفها فيما يلي:
1- خذ وقتك في الحزن
يظن الكثير من الأشخاص أن الصبر على موت الزوجة من الأشياء المستحيلة، ولكن في حقيقة الأمر لا يجب أن يحاول الشخص تخطي أحزانه عن طريق تجاهلها أو التظاهر بنسيانها، لذلك من الأفضل التعامل مع الموقف بشكل عقلاني وأخذ الوقت الكافي في نخطي الأحزان.
من الممكن أيضًا المرور بتلك المرحلة مع أحد الأشخاص القريبون، لأن ذلك الأمر من شأنه تقليل وقت الشعور بالحزن لدرجة كبيرة، ولكن عليك أن تتقبل الأمر الواقع في النهاية بكل ما فيه وتوخي الحذر من أن تأخذ تلك الفترة وقت كبير.
2- تنفيذ رغبات الزوجة في الحياة
من أكثر الأشياء التي تجعل الزوج سعيدًا بعد وفاة زوجته أن يقوم بتحقيق كافة الأشياء التي كانت تحلم أن تحققها وهي على قيد الحياة، فمثلًا التبرع بالأموال للمؤسسات الخيرية، أو إنفاق الصدقات فلا شك أن كل تلك الأشياء من ثواب الحياة التي تقوم بفعلها كل امرأة.
ليس من الضروري أن تكون الأشياء التي كانت تقوم بها الزوجة مُكلفة، حتى إن كانت ترغب في باقة من الزهور قُم بشرائها وزيارتها في قبرها، سوف يُحسن ذلك الأمر من نفسيتك بشكل كبير، يجب العلم أن الرجوع إلى الحياة الطبيعية من الممكن أن يستغرق وقت كبير ولذلك لابد التعايش مع الأمر.
3- التفرقة بين الحزن والاكتئاب
هناك فروقات عديدة بين دخول الشخص في حالة من الحزن الطبيعي والمؤقت، وبين الدخول في حالة شبيهة بالاكتئاب الحاد الذي تكون نتائجه سلبية، فإنك عند وفاة أحد الأشخاص من الممكن أن تشعر ببعض مشاعر الحزن واليأس وقليل من تأنيب الضمير وذلك الأمر يعتبر طبيعيًا ويمكن تخطيه بسهولة بعد فترة من الوقت.
لكن لابد التعرف على الفرق الكبير بين الشعور بالحزن والدخول في موجة من الاكتئاب والتي تكون على هيئة حالة من اليأس والشعور بالملل والفراغ، علاوة على ذلك ينتاب الشخص بعض الميول الانتحارية الغير قابلة للتعافي، لذلك عند الوصول إلى ذلك الأمر من الأفضل الاستعانة بطبيب نفسي.
4- المشاركة في العمل التطوعي
لا شك أن المشاركة في الأعمال التطوعية من الأمور الهامة التي تساهم في تخطي فترات الحزن سريعًا، علاوة على أنها واحدة من صور الخير فذلك العمل يساعد على قضاء وقت طويل بين مجموعات مختلفة من الناس وبالتالي سوف لا يشعر الشخص بمرور الوقت.
ليس من الضروري أن يأخذ العمل التطوعي الكثير من الوقت في اليوم الواحد، فساعة يوميًا كافية على تحسين الحالة المزاجية، ولابد أن تعلم أنك حتمًا سوف تنسى الشعور بالألم، ولكن أبدأ في الابتعاد عن العوامل السلبية مثل الغوص في ذكريات الماضي أو التفتيش في أغراض الزوجة، حيث إن كل تلك الأشياء سوف تزيد من صعوبة الأمر.
اقرأ أيضًا: هل تلتقي الزوجة بزوجها بعد الموت
5- السعي لتحقيق الأحلام
بدلًا من أن تظل جالسًا تبحث عن طرق الصبر على موت الزوجة، فأبدأ بالسعي من جديد مرة أخرى، وأبحث عن أحلامك التي قُمت بتأجيلها منذ وفاة زوجتك، وإذا لم يكن لديك أحلام تهدف إلى الوصول لها فقم بالبحث عن أحلام جديدة وأعمل على تحقيقها، فلن تشعر بمتعة الحياة من غير الخوض في معاركها والبحث عن ذاتك.
من صور الأشياء التي يمكن السعي للنجاح فيها أخذ الدورات التدريبية في مجال تصليح الهواتف والأجهزة الكهربائية، إذا كان الأمر لا يروق لك أبحث عن الفرص التي يمكن من خلالها العمل في ضيافة أو قادة الطائرات، من النقط الأبرز والواجب وضعها في الاعتبار الجهاد للوصول لحال الرضا التام بقضاء الله عز وجل.
كذلك إذا كان هناك فرصة للزواج مرة أخرى فلا تردد في فعل ذلك نظرًا لأن العُمر ما زال أمامك فلا تضيع فرصتك في العيش من جديد.
لا شك أن ألم الموت والفراق كبير، لذلك منحنا الله نعمة النسيان، ولذلك لابُد أن يرضى الإنسان بقضاء الله عز وجل لكي يستطيع مواصلة العيش.