ألم في منتصف القفص الصدري عند التنفس
ما هو سبب الشعور بألم في منتصف القفص الصدري عند التنفس؟ وما هي طرق تشخيص سبب هذا الألم؟ هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذا الألم، لذا من الضروري الخضوع لتشخيص دقيق لمعرفة هذا السبب والعمل على علاجه، وسوف نتعرف من خلال منصة وميض على أسباب الشعور بألم في منتصف القفص الصدري عند التنفس
ألم في منتصف القفص الصدري عند التنفس
إن ألم في منتصف القفص الصدري عند التنفس يرجع لأسباب عديدة ومتنوعة، قد تشمل أسباب ورئوية عضلية ولأسباب عصبية وعظمية أو قلبية أيضًا، فإن أي مرضٍ ينتج عنه إصابة أي نسيجٍ أو عضوٍ يتشارك في تكوين الصدر من شأنه أن يؤدي إلى الإحساس بالألم الصدري، وسوف نستعرض الآن أهم وأبرز أسباب ألم منتصف الصدر عن التنفس فيما يلي:
1- مشاكل بأضلاع القفص الصدري
إذا أصيب الشخص بكسر في الأضلاع فنجد أن الألم يتفاقم ويزداد سوءً عند التنفس العميق أو الكحة، وفي الغالب ما يقتصر الألم على مكان محدد، ومن الممكن أيضًا أن يشعر بالألم الحاد عند الضغط على الضلع المكسور، كما أنه قد تصاب المنطقة التي تلتقي فيها الأضلاع مع عظم القَصِ بالالتهاب.
اقرأ أيضًا: ألم في الجانب الأيسر من البطن
2- التهاب التامور
هو عبارة عن التهاب الكيس المحيط بالقلب، وهذا الألم الذي يشعر به الشخص يتشابه مع ألم الإصابة بالذبحة الصدرية، وعلى الرغم من ذلك، فإنه في الغالب ما يؤدي إلى الشعور بوجع حاد في الصدر من المنتصف ويمتد حتى منطقة الرقبة بالإضافة إلى عضلات الكتف، كما أن المريض يشعر بوضعه يزداد سوءًا عندما يتنفس أو عند مضغ الطعام أو في حال الاستلقاء على الظهر.
3- استرواح الصدر
يعد استرواح الصدر من أسباب الشعور بألم في منتصف القفص الصدري عند التنفس، فهو يحدث نتيجة إلى الإصابة في منطقة الصدر، الأمر الذي يؤدي إلى تضرر في جزءٍ من الرئة، ممَّا يؤدي إلى إطلاق الهواء في تجويف الصدر، وبناءً على ذلك فمن الممكن أن يزداد هذا الألم سوءًا عند التنفس، كما أن هذه المشكلة لها بعض الأعراض الأخرى، التي تتمثل في: انخفاض مستوى ضغط الدم نتيجة لضغط الهواء على القلب.
4- التهاب الجنبة الرئوية
يعتبر التهاب الجنبة الرئوية من ضمن أسباب الشعور بألم في منتصف القفص الصدري عند التنفس، وهو عبارة عن تهيج في بطانة الرئة والصدر، ويزداد الشعور بهذا الألم ليس عند التنفس فقط، بل عند الكحة والعطاس، وهو يحدث نتيجة لأسباب شائعة منها: الإصابة بالالتهابات الجرثومية أو الفيروسية، بالإضافة إلى الصمة الرئوية، والريح الصدرية، أما عن الأسباب الأخرى نادرة الأقل انتشارًا التي تشمل: (التهاب المفاصل الرثياني – الذئبة الجهازية والسرطان).
5- داء ارتداد الحمض المعدي
يعرف باسم متلازمة الجزر المعدي المريئي، وهو يحدث نتيجة عودة محتويات المعدة إلى المريء، الأمر الذي قد يؤدي إلى الشعور بمذاق حامض في الفم وحرقان في منطقة الصدر والمريء، ويعرف باسم “حرقة المعدة”، كما أن هذا المرض يحدث بسبب بعضهم العوامل والأسباب التي تتمثل في الإصابة بالسمنة والتدخين والحمل أو تناول الأطعمة التي تحتوي على التوابل أو الحاوية على دهون نسبة عالية.
هذا الألم يتشابه هذا الألم مع ألم السكتة القلبية، وذلك بسبب أن القلب والمريء موجودان بالقرب من بعضهما البعض، ومشتركان في الشبكة العصبية نفسها.
6- الإصابة بالانصمام الرئوي
يعتبر الانصمام الرئوي هو عبارة عن حالة تنتج عن انسداد أحد الأوعية الدموية التي توصل إلى الرئتين؛ بسبب وجود خثرة دموية، وهي تشمل أحد الأعراض الآتية:
- التنفس بسرعة كبيرة أو انقطاع التنفس.
- الإصابة بدوار أو دوخة.
- سعال، وقد يكون هذا السعال مصحوب بدم.
- التعرق الزائد.
- عدم انتظام ضربات القلب.
تجدر الإشارة تعتبر من أسباب ألم في منتصف القفص الصدري عند التنفس الخطيرة، والتي من الممكن أن تؤدي إلى تدمير الرئتين، وذلك في حال لم يتم تلقي العلاج المناسب لها بشكل صحيح.
7- مشكلة الألم العضلي الليفي
تعتبر هذه المتلازمة من ضمن الحالات المزمنة التي تؤدي إلى الشعور بألم في جميع أجزاء جسم الإنسان، وقد تم تقدير الحالات التي تؤثر عليها هذه المشكلة حوالي 2 – 4% من الأشخاص من الحالات المصابة تكون من النساء، كما أن أعراض هذه الحالة يشعر المريض بألم كبير يشبه الحرقة أو مثل الطعن بألة حادة.
من الممكن أن تؤدي هذه المشكلة أيضًأ إلى الشعور بألم في القفص الصدري عند التنفس ويكون الألم الذي يصيبه مثل الألم الذي يصيب باقي أجزاء الجسم.
8- التهاب غضاريف القفص الصدري
إن التهاب غضاريف القفص الصدري أو ما يسمى بمتلازمة تيتزا هي ألم الأسباب الأكثر رواجًا لآلام منتصف القفص الصدري، وهي الحالات الصحية التي تحدث نتيجة لالتهاب في الغضاريف التي تتواجد داخل القفص الصدري، وخصوصًا في نقاط الاتصال بالجزء الأعلى منه.
كما يرافق الإصابة بهذا المرض مجموعة من الأعراض تتمثل في: الشعور بألم ومرونة في منطقة القفص الصدر عند لمسه، وهذا الألم يتراوح ما بين الألم شديد أو بسيط، ونجد أن هذه الحالة من الممكن أن تشفى من نفسها دون الخضوع لأي جراحات.
9- سرطان الرئة
قد يكون ألم منتصف القفص الصدري مع التنفس نتيجة للإصابة بسرطان الرئة، لذا يجب الحذر من هذا الأمر، وذلك لأنه يعتبر من الأعراض الشائعة له، حيث يزداد تفاقم الألم مع التنفس بعمق أو الكحة أو الضحك، ولكن هنا بعض الأعراض الأخرى التي تصاب هذا المرض، والتي تتضمن ما يلي:
- كحة مصحوبة بدم أو بلغم.
- صفير في الصدر.
- انقطاع في النفس.
10- أسباب أخرى لألم منتصف القفص الصدري
هناك عدة أسباب أخرى قد تؤدي إلى الشعور بألم في منتصف القفص الصدري عند التنفس، وهي تشمل الآتي:
- من الممكن أن ينتج هذا الألم نتيجة التعرض للخوف الشديد، مثل نوبات الهلع التي تصيب الإنسان بألم في منطقة الصدر، وسرعة في نبضات القلب، وازدياد في التنفس، بالإضافة إلى التعرق بشكل كبير، وضيق في التنفس، فضلًا عن الشعور بالغثيان، والدوار الشديد.
- الإصابة بالهربس النطاقي ويعتبر مشكلة تحدث عند استعادة فيروس جدري الماء نشاطه، ومن الممكن أن ينتج عنها ألم، بالإضافة إلى ملاحظة ظهور بثور حول منطقة الصدر.
اقرأ أيضًا: آلام عظام القفص الصدري والظهر
طرق تشخيص سبب ألم في منتصف القفص الصدري عند التنفس
في حال كان الشخص يعاني ألم في وسط القفص الصدري عند التنفس فمن الضروري الذهاب إلى الطبيب وعدم إهمال الأمر، وذلك لأنه قد يكون هذا الألم هو عرض لمرضٍ ما قد يشكل خطرًا على صحة المريض، لذا فمن الضروري أن يخضع الطبيب للتشخيص الصحيح، وسنتعرف على طرق التشخيص التي يلجأ لها الطبيب لمعرفة السبب الكامن وراء هذا الألم، وهذا ما سنقوم بعرضه في الآتي:
1- تصوير الصدر بالأشعة السينية
إن هذا الفحص يقوم بالتشخيص من خلال إطلاق جرعات خفيفة من الأشعة المتأينة من خلال جهازٍ مخصص لذلك؛ حيث يعمل عبر اختراق جزء من طبقات الأنسجة، والتي تقوم بالعمل على انعكاس الصورة إلى الأجزاء الداخلية للجسم، الأمر الذي يؤدي إلى مساعدة الطبيب على اكتشاف أي شيء يشير إلى وجود أي مشكلة في هذه الأعضاء، كما أن هذه الأشعة تساهم في تحديد ألم الصدر الذي ينتج عن كلٍ مما يلي:
- بعض أنواع السرطانات: التي تتمثل في السرطانات أو الأورام التي تتواجد في الأجزاء التي يتم تصويرها بمنطقة الصدر.
- الخلل الرئوي: تقوم هذه الأشعة بتشخيص كلٍ من: (التهاب الرئة – تورم الرئة – تجمع السوائل في الرئة).
- المشاكل القلبية: كما تقوم أيضًا بالكشف عن تلف عضلة القلب وغير ذلك.
2- إجراء تخطيط صدى القلب
من الممكن أن يلجأ الطبيب إلى عمل هذا الإجراء، حيث يتم عبر استخدام موجات فوق صوتية من خلال جهاز صدى القلب، الأمر الذي يساعد على تكوين صورةٍ للقلب، حيث تتميز بأنها عبارة عن تصوير متحرك، وبناءً عليه فإن هذا سيساعد في على إيجاد تشخيص دقيق للغاية فيما يتعلق بالصحة القلبية.
لكن على الرغم من دقة هذا التشخيص، إلا أنه في حال لم يكن الطبيب يشك في وجود خللٍ ما القلب، فهو لا ينصح بإجرائه في متابعة حالات ألم الصدر غير الناتجة عن خلل القلب، ومن ضمن الحالات التي يمكن استخدامه فيها ما يلي:
- أمراض الشرايين التاجية.
- اضطرابات في صمامات القلب.
- خلل في الشريان الأبهر.
- اضطرابات في عضلة القلب.
3- فحوصات الإجهاد
إن هذا الإجراء يدل على الإجراء الذي يتم فيه عمل تخطيط للقلب طويل المدة وذلك أثناء عمل المريض نشاط جسديٍ مجهد يكون بحاجة إلى عمل القلب بطريقة أكبر من المعتادة، ويتم إجراء هذا الاختبار غالبًا عند المشي على جهاز المشي الكهربائي، حيث يتم خلال عمل هذا المجهود تسجيل ومراقبة المعايير التي تعطي تقييم عن صحة القلب، والتي تشمل الآتي:
- السيالات الكهربائية للقلب.
- سرعة نبضات القلب.
- قياس ضغط الدم.
4- فحوصات الدم
بعد قيام الطبيب من التأكد من أن تخطيط القلب بشكل طبيعي، فهذا الأمر لا يشير بالضرورة إلى عدم وجود خلل في القلب، لذا فمن الضروري أن يتأكد الطبيب من خلال طلب بعض الفحوصات الأخرى التي تتمثل في فحص التروبونين، وهذا يشير إلى وجود أي خلل في أنسجة القلب، حيث يتم الكشف من خلال نسبة البروتين القلبي.
5- عمل تخطيط كهربائية القلب
هذا الإجراء يتم في الغالب بهدف تتبع السيالات الكهربائية داخل القلب، حتى يتم الكشف على ما إذا كان ألم منتصف القفص الصدري ناجم عن وجود خلل في القلب أم لا.
في هذه الحالة يتم وضع عدة أقطاب كهربائية على منطقة الصدر، والعمل على البدء بإجراء تخطيط، والنتيجة التي تنجم عن هذا التخطيط هي عبارة عن ترجمة مكتوبة للموجات الكهربائية في القلب، لذا يقوم الطبيب بملاحظة أي خروج لهذه الموجات عن الحد الطبيعي، والتي من الممكن أن تدل على وجود خلل قلبي، ويتم تأكيد هذا الأمر من قبل الطبيب المعالج.
6- التصوير المقطعي المحوسب
إن هذا الإجراء يعتبر من الطرق التشخيصية التي يتم إجراؤها في العيادات الخارجية، وهو لا يستوجب ذهاب المريض إلى الدخول للمشفى، وذلك لأنه يتم إجراء العديد من الصور الشعاعية المقطعية التي توضح الأعضاء الداخلية، والتي ينتج عنها صورة ثلاثية الأبعاد، على الرغم من أن هذه التقنية مفيدة في تشخيص الحالة، إلا أنه من الضروري أخذ الحذر عند استخدامه؛ وذلك لأنه يؤدي إلى التعرض للإشعاع.
طرق علاج الألم في منتصف القفص الصدري عند التنفس
في إطار ذلك مسببات الألم في منتصف القفص الصدر عند التنفس وجب توضيح بعض الطرق العلاجية التي يتم استخدامها لعلاج هذه الآلام، والتي نعرضها لكم من خلال السطور التالية:
- إذا كان الشخص يعاني من ألم في منتصف القفص الصدري بسبب الإصابة بالجزر المريئي أو الحموضة، فإن الطبيب يقوم بوصف الأدوية المضادة للحموضة.
- من الممكن أن يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية الفعالة التي تساعد على توسيع شرايين الصدر، وعادةً ما تكون هذه الأدوية عبارة عن حبوب يتم وضعها تحت اللسان، كي تعمل على المساعدة على تدفق الدم بصورة طبيعية إلى الشرايين، والعمل على الحد من الضغط على منطقة الصدر.
- كما أن الطبيب نجد أنه قد يصف الأسبرين للعمل على علاج مشكلة التنفس ووجع الصدر، وهذا إذا كان المريض يعاني من وجود أي اضطرابات في القلب.
- العلاج من استعمال أدوية الاكتئاب، وهذا إذا كان ألم الصدر يأتي بسبب الإصابة بنوبات الهلع.
- أما إذا كانت ألم منتصف القفص الصدري ناتج عن الإصابة بنوبة قلبية، فمن الممكن أن يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية المضادة للتخثر.
اقرأ أيضًا: آلام عظام القفص الصدري والظهر
كيفية الوقاية من آلام في منطقة الصدر عند التنفس
هناك بعض الطرق والنصائح التي ينصح بها الكثير من الأطباء والتي تعمل على علاج الكثير من مشاكل التنفس وألم الصدر، وهذه النصائح تتمثل فيما يلي:
- العمل على منع تناول الأطعمة التي تحتوي على توابل أو الأطعمة الحامضة في حال كنت تعاني من الحموضة وحرقة المعدة، وذلك لأنها من الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بالارتجاع المريء.
- العمل على المحافظة على ممارسة تمارين التنفس، وهي تساهم في الحد من الضغط على الحجاب الحاجز.
- الحرص على ممارسة التمارين الرياضية التي تساهم في تقوية عضلات الصدر.
- يحب تغيير نمط الحياة، وذلك من خلال اتباع نظام غذائي صحي.
- من الضروري الحرص على ترك العادات الصحية السيئة والتي تتمثل في: تناول المشروبات الكحولية والمشروبات الأخرى التي تضر بالصحة، والامتناع عن التدخين.
- الحرص على عدم التعرض للإرهاق البدني مثل: تجنب ممارسة التمارين الرياضية الثقيلة، والتي تتمثل في ممارسة رياضة حمل الأوزان الثقيلة.
- العمل على ضبط وزن الجسم، وعدم التعرض لمشكلة السمنة المفرطة؛ وهذا لأنها تؤدي إلى الأمراض القلبية والمشاكل التنفسية، وغير ذلك.
- من الضروري أن يراعي الشخص الاهتمام بالنظافة الشخصية والعمل على غسل اليدين بشكل مستمر، وذلك لمنع الإصابة بالعدوى أو الالتهابات التي تسبب ألم الصدر وصعوبة التنفس.
- تناول الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن الأساسية للجسم والضرورية لتقوية العضلات.
- الحرص على أخذ قسط كافِ من النوم، وتوفير عدد ساعات للراحة، كي لا يتم إرهاق العضلات.
- من الضروري الحرص على الوقاية من الإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا والالتهاب الرئوي بالإضافة إلى النزلات الشعبية، لذا يفضل أن يتم تناول اللقاح الموسمي المضاد للإنفلونزا، وخاصةً في فصل الشتاء.
إن ألم منتصف القفص الصدري عند التنفس أو العطاس أو الكحة له أسباب عديدة، ومن الضروري ألا يهمل الشخص هذا الشعور، وذلك لأنه قد يكون ناتج عن مرضٍ ما يشكل خطورة على صحته، ويحتاج إلى التدخل الطبي في الوقت المناسب وتلقي العلاج.