كم تعيش البويضة بعد انفجارها
كم تعيش البويضة بعد انفجارها؟ وما هي العمليات التي تحدث بعد أن يتم التخصيب؟ تُعد عمليات التخصيب والتبويض من أكثر ما يشغل فكر السيدات اللواتي يرغبن في الإنجاب، فعلى عكس الرجل لا تكون السيدة قادرة على الإنجاب في أي وقت، وفي واقع الأمر هُناك عملية دقيقة تتم في سبيل الوصول إلى هذه الغاية سنُعرفكم عليها عبر منصة وميض.
كم تعيش البويضة بعد انفجارها
في كُل دورة شهرية للسيدات يعمل أحد المبيضين في الجهاز التناسلي المهبلي لديهُن على إطلاق بويضة ناضجة، وتبدأ هذه البويضة في النمو بين اليوم الثامن والتاسع من بداية الحيض، وتصل إلى مرحلة الاكتمال والنُضج التام في اليوم الرابع عشر تقريبًا.
من الجدير بالذكر كون هذه العملية تتم في كيس خلوي من الأنسجة يُعرف باسم الجريب (باللُغة الإنجليزية follicle)، وفور انتصاف الدورة الشهرية البالغة 28 يومًا يعمل الجُريب على إطلاق البويضة وتحريرها بعد أن يتمزق، وتحدث حينها العملية المعروفة باسم الإباضة وهي العملية المنشودة من هذه الدورة.
عملية تمزق الجريب تُعتبر غاية في الأهمية، فعدم حدوثها قد يتسبب في العديد من الاضطرابات الصحية مثل حدوث التكيس الذي يُعتبر أبرز المُضاعفات وأكثرها شيوعًا على الإطلاق، ويخرج نتاج عملية الإباضة في سبيل الالتقاء بالحيوان المنوي المُنتصر بين ملايين الحيوانات الأخرى الناتجة عن عملية الجماع وقذف الرجل للسائل المنوي خاصته داخل المهبل.
لكن يبدو الأمر مُعقدًا بعض الشيء، وهذا صحيح، فالحيوان المنوي لا يصل إلى البويضة بالسُرعة التي تتخيلها، فهو يسبح باستخدام الأهداب الخاصة به بحثًا عنها، وهي بدورها تتحرك من مكانها بعد أن خرجت بغية الالتقاء بالحيوان المنوي.
ما يعني أن أحدهُما عليه انتظار الآخر في الغالب لفترة قد تطول، وهذا يجعلنا نطرح سؤال منطقي ألا وهو كم تعيش البويضة بعد انفجارها؟ وفي واقع الأمر لا تقوى البويضة على العيش أكثر من فترة زمنية تتراوح من 12 وحتى 24 ساعة من حدوث عملية التبويض.
في حين أن الحيوانات المنوية قد تستغرق فترة تتراوح من 30 دقيقة وحتى 12 ساعة للوصول، ويرجع السبب في هذا التفاوت إلى مدى صحة وقوة الحيوان المنوي، ما يجعل احتمالية التقاء الحيوان المنوي بالبويضة أصعب مما يُخيل لنا، ولكن الحيوان المنوي السليم له القُدرة على العيش حتى ستة أيام داخل جسم المرأة.
اقرأ أيضًا: علامات تلقيح البويضة قبل موعد الدورة
رحلة البويضة بعد التخصيب
بعد أن عرفنا بالإجابة عن سؤال كم تعيش البويضة بعد انفجارها كون البويضة تعيش من 12 وحتى 24 ساعة قبل أن تموت، وهي الفترة التي تكون فيها قابلة للتخصيب، وفي حال ما سارت الأُمور كما خُطِط لها سيعمل الحيوان المنوي على تخصيب البويضة والدخول فيها.
ثُم سيتحركان سويًا بعد أن أصبحت البويضة مُخصبة وقادرة على العيش لفترة زمنية تطول كثيرًا عن 24 ساعة ليدخُلا إحدى قناتي فالوب وصولًا إلى الرحم، وفيه ستعمل البويضة على الانغراس في الجدار الخاص به.
فور حدوث هذا الانغراس يعمل رحم المرأة على إطلاق تحفيز إطلاق بعض الهرمونات وأبرزها هرمون الحمل البروجستيرون، والذي يقوم بدوره بتثبيط عملية نزول نزيف الطمث أو الحيض للدورة الشهرية، وذلك في سبيل حماية البويضة المُخصبة من خطر النزول.
إذ أن حدوث الحيض يُفيد في تجدد البطانة الداخلية للرحم، ويتم ترميمها طوال فترة الدورة الشهرية التي تليها في سبيل تهيئة الرحم لاستقبال البويضة المُخصبة وحدوث الحمل.
فيُمكننا من ذلك أن نستشف كون حدوث النزيف الشهري يدل على عدم انغراس البويضة وحدوث الحمل، وعلى العكس تمامًا، يُعبر انقطاع الدورة الشهرية بشكل صريح عن بداية فترة الحمل الأولى.
في نهاية المطاف تنغرس البويضة المُخصبة بين خلايا جدار الرحم الداخلي مُعلنةً بداية تسعة أشهر أو أربعين أسبوعًا من الحمل، ويحدث خلالها العشرات من التغييرات الهرمونية والاضطرابات الجسدية في سبيل تحقيق رغبة السيدات الأولى وهي الحصول على طفل.
اقرأ أيضًا: كيف أعرف أن البويضة انفجرت
تحريض الإباضة
في الكثير من الأحيان تُعاني السيدات وخاصةً عند التقدم من العُمر والاقتراب من بلوغ ما يُعرف بسن اليأس من ضعف الإباضة، وهذا لا يعني بكل تأكيد عدم قُدرة المرأة على الولادة وبشكل طبيعي، ولكنه يُقلل من الاحتمالات إلى حدٍ كبير.
الجدير بالذكر أن ضعف التبويض قد يُنتج بويضة لا تقوى على العيش للمُدة التي تتراوح من 12 وحتى 24 ساعة كما كانت الإجابة عن سؤال كم تعيش البويضة بعد انفجارها، وقد يحدث نمو ولا يتمزق الجريب ما يتسبب في تليف وتكيس داخل المبيضين.
من أبرز الوسائل التي يتم اللجوء إليها في سبيلا مُعالجة هذه الحالة المرضية والاضطراب هي تحريض الإباضة، وهي عملية علاجية غير جراحية يتم فيها إعطاء السيدة التي لا تقوى على التبويض الطبيعي بعض الأدوية الفموية أو الحُقن الموضعية التي تُساهم بشكل كبير في تعزيز قُدرة الجريبات على النمو والتمزق فور إطلاق البويضة.
ما يعني أن مُقدم الرعاية الطبية يدخل كالعامل الحفاز لتسهيل وتسريع عملية نمو البويضة بدلًا من ترك الاحتمالية مفتوحة بين النجاح والفشل، والجدير بالذكر كون إجراء هذا التدخل لا يعني ضرورة نجاح الحمل، فهو يعمل فقط على زيادة فُرص حدوثه.
من أبرز الحالات التي يتم نُصحها باللجوء إلى هذا النوع من الإجراءات العلاجية هي السيدات اللواتي يُعانين من عُقم الإباضة وغيرها من مُتلازمات تكيس المبايض أو حتى الدورات الشهرية الطويلة وغير المُنتظمة.
من الجدير بالذكر كون التحريض له وسائل عِدة أبرزها وأسرعها حقن البويضات، فيتم زراعة أكثر من بويضة واحدة لزيادة فُرص الحمل، كما يُمكن اللجوء إلى التلقيح باستعمال الحيوانات المنوية، ويتم في هذه العملية اختيار أسرع الحيوانات وأنشطها لزيادة فُرص الحمل، ويعمل الطبيب حينها على إدخال هذا الحيوان حتى جوف المهبل ومشارف قناة فالوب.
أثبتت العديد من الدراسات كون أفضل الأيام التي يجب خلالها مُمارسة الزوجين للعلاقة الجنسية الحميمة أو الجماع هي الأيام الستة حول يوم التبويض أو مُنتصف الدورة الشهرية، وهي الأيام الثلاثة التي تلي التبويض أو تسبقه، كما يُمكن أيضًا مُمارسة الجماع في يوم التبويض.