حكم المداعبة الفموية في رمضان
حكم المداعبة الفموية في رمضان من الأحكام الشرعية التي يجب على المسلم أن يكون ملمًا بها، حتى يضمن أن صومه صحيح، دون أن يقع في أمر قد نهى الله عنه دون أن يعلم، لذا ومن خلال منصة وميض سوف نتعرف بشيء من التفصيل على حكم من يقوم بمداعبة الزوجة في نهار رمضان، للتعرف على أحد التشريعات الهامة التي فرضها الله علينا.
حكم المداعبة الفموية في رمضان
فرض الله -عز وجل- الصيام على المسلمين في رمضان، حيث قال -عز وجل- في سورة البقرة الآيتين رقم 183، 184:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ* أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ“.
فحرم في النهار بعد الأمور التي لا حرمانية فيها في المعتاد مثل تناول الطعام والشرب، وجماع الزوج مع زوجته، وذلك من الفجر إلى المغرب، وشرع للمسلم بعد ذلك أن يمارس حياته على النحو الذي يريد إلى أن يأتي الفجر مرة أخرى، فقد قال تعالى في سورة البقرة الآية 187:
“أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ“.
من الآية السابقة نستنتج أن الله قد شرع للزوج أن يطأ زوجته إلى مطلع الفجر فقط، أما عن المداعبة الزوجية مثل التقبيل أو ملامسة الزوج للزوجة بشيء من الشهوة أثناء نهار رمضان، الأمر يحتمل اتجاهين من أجل الوصول إلى الحكم الصحيح، وسوف نتعرف على كليهما من خلال السطور التالية:
1- حكم المداعبة فمويًا في نهار رمضان بدون إنزال
في إطار التعرف على حكم المداعبة الفموية في رمضان، يجب أن نتناول الأمر بشكل صحيح، حتى لا يختلط على كثير من المسلمين، فالأحكام الإسلامية لا يستهان بها، فقد قال الله -عز وجل- في محكم التنزيل في سورة الحج الآية رقم 32: “ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ“.
أما عن حكم من يقوم بمداعبة زوجته من خلال التقبيل أو اللعق دون أن يحدث إنزال سواء من الزوج أو الزوجة، فإن الصوم صحيح، مع كراهة ذلك، لما فيه من استخفاف بمقدار الصوم والاستهانة به والعياذ به.
كما أن ذلك خطوة من خطوات الشيطان لإفساد الصوم، فمن المحتمل ألا يملك الزوج أو الزوجة القدرة على السيطرة على أنفسهم، ومن ثم يحدث الجماع، وهو المحرم في نهار رمضان، لذا على المرء أن يحاول أن يقوم بالابتعاد عن ذلك قدر المستطاع في نهار رمضان كي يضمن أن يصح صومه بنسبة مائة بالمائة.
كذلك اتقاءً من الوقوع في المحظور على الرغم من أن العلاقة الزوجية أمر حلله الله عز وجل، إلا أنه في شهر رمضان الكريم لا يجب أن تتم تلك العلاقة إلا في وقت معين.
اقرأ أيضًا: حكم خروج الزوجة بدون إذن زوجها
2- حكم المداعبة الفموية في نهار رمضان مع الإنزال
كذلك في سياق التعرف على حكم المداعبة الفموية في رمضان علينا أن نعرف أنه في حالة الإنزال جراء حدوث مداعبة بين الزوجين في نهار رمضان، سواء من قبل الزوجة أو الزوجة، فإن الصيام قد بطل، ولا يصح.
حيث يجب على من قام بذلك القضاء والتكفير عن ذلك الذنب، فهو كالمحتلم في تلك الحالة، وعليه الاغتسال أيضًا من أجل الصلاة، ويجب الحرص على ألا يتكرر ذلك مرة أخرى، حتى لا يضيع الشهر الكريم هباءً.
الجدير بالذكر أن الإنزال غير معلق بالمني فقط، وهو خروج ماء الشهوة بعد حدوث ما تسمى بالهزة الحميمية، والتي يصل فيها الزوج أو الزوجة إلى أعلى مراحل الاستثارة، إلا أن الأمر يشمل المذي أيضًا، فكلاهما مفسد للصوم، تبعًا لأحكام الفقهاء الحنبلي والمالكي.
بينما جاء في المذهب الشافعي والحنفي أنه إذا قام الزوج بمداعبة زوجته في نهار رمضان وقد خرج منه المذي فصومه صحيح.
لكن على المسلم أن يعظم من شعائر الله عز وجل، ويبتعد عما نهانا عنه، وأن يتجنب الوقوع في الأمور الشائكة، والتي تسمى الشبهات، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رواية النعمان بن البشير: “أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خطَب فقال في خُطبتِه إنَّ الحلالَ بَيِّنٌ والحرامَ بَيِّنٌ وبَيْنَهما أمورٌ مُشتَبِهةٌ وإنَّه مَن يَرْعَ حَوْلَ الحِمَى يُوشِكْ أنْ يُخالِطَه“.
اقرأ أيضًا: حكم من يتوب ثم يعود إلى نفس الذنب
حكم الجماع في نهار رمضان
أما من يطأ زوجته بشكل كامل في نهار رمضان، فإنه لا شك أنه قد فسد صومه، كونه أصاب أمرًا من الأمور التي نهى الله عن القيام بها في نهار رمضان، كما لو أنه تناول الطعام أو الشراب عمدًا، وعليهما في تلك الحالة أن يغتسلا من الحدث الأكبر.
كذلك على الزوج حينها أن يقوم بالتكفير عن ذلك الذنب كما جاء في الحديث الشريف الصحيح، والذي رواه أبو هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “أنَّ رَجُلًا وقَعَ بامْرَأَتِهِ في رَمَضَانَ، فَاسْتَفْتَى رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: هلْ تَجِدُ رَقَبَةً قالَ: لَا، قالَ: هلْ تَسْتَطِيعُ صِيَامَ شَهْرَيْنِ قالَ: لَا، قالَ: فأطْعِمْ سِتِّينَ مِسْكِينًا“.
لذا على المسلم أن يحرص على الالتزام بشعائر الدين في تلك الأيام المعلومات، فهي أيام تتضاعف فيها الحسنات، وكذلك السيئات.
اقرأ أيضًا: حكم نفور الزوجة من زوجها
حكم الجنس الفموي في رمضان
لا زلنا في سياق التعرف على حكم المداعبة الفموية في رمضان، وكذلك الأحكام الأخرى التي تدور حول تلك الأمور، من أجل أن يمر الشهر الكريم على المسلم، دون أن يقع في حد من حدود الله.
فالجنس الفموي هو إيلاج الزوج العضو الذكري في فم الزوجة، على الرغم أنه في المعتاد من الأمور غير المحرمة، إلا أنه من الأفعال المكروهة، لما فيه من تقليد أعمى لأفعال غير المسلمين، وإهانة للوجه الذي كرمه الله عز وجل، وذلك من خلال ملامسته لعضو يخرج منه النجاسة مهما بلغت نظافة الزوج الشخصية.
أما بخصوص ذلك الأمر في رمضان، فإن صاحب تلك الممارسة الإنزال من قبل الزوج، فإنه قد بطل الصوم وعليه القضاء والتكفير عن الذنب، أما في حالة عدم خروج ماء الشهوة، فالأمر مكروه إلا أن الصوم صحيح.
كذلك بالنسبة للمرأة، فإن وصل شيء إلى جوفها، فإن صيامها قد بطل وعليها القضاء، وإن لم يصل، فليس عليها من الأمر شيء.
دين الإسلام دين يسر وليس عسر، لذا على المسلم أن يتبع شعائر الله عز وجل، لينعم بالسعادة في الدارين، الأولى والآخرة.