تجربتي مع سورة الطلاق
تجربتي مع سورة الطلاق من أكثر التجارب التي كان لها أثر عظيم في حياتي، الله سبحانه وتعالى لم يترك لنا مجالًا إلا وحدثنا عنه في القرآن الكريم ويحاوطنا دائمًا في حياتنا اليومية ويفعل لنا كل ما هو خير وسوف نتناول كافة التفاصيل التي تخص هذا الموضوع من خلال منصة وميض.
تجربتي مع سورة الطلاق
في بداية زواجي نشبت العديد من المشاكل بيني وبين زوجي دون وجود أي سبب وكلما تحدثنا كانت المشاكل تنشب بيننا أكثر.
كانت كثرة الخلافات التي مررنا بها كفيلة أن تجعلنا نأخذ قرار الطلاق، ولكننا أخذنا قرارنا وبالفعل تم الطلاق وذهب إلى بيت والدتي وأخذت أفكر في علاقتنا الزوجية.
ذهبت إلى والدتي وأخبرتها ما حدث معي وأنني لا أرى أي داعٍ لتلك الخلافات ولكن الأمور خرجت عن سيطرتنا ولا يحاول أيًا منا إصلاح ما آل إليه الأمر.
فأخبرتني والدتي أنها تريد أن تتحدث معنا نحن الاثنين وبالفعل جلست معنا والدتي وتحدثت معنا وأخبرتنا أن نقوم بقراءة سورة الطلاق لما من فضل في الصلاح بين الأزواج.
ثم جعلتني أقوم بقراءة الدعاء يوميًا بعد أن أقوم بقراءة سورة الطلاق وكان الدعاء كالآتي: “اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون ولا تؤاخذني بما يقولون، رب اجعلني مفتاحًا للخير، وأجرِ الخير على يدي، واجعلني مباركة أينما كنت.
اللهم يا مالك الملك ملكني قلب من أحوجتني إليه فأنت تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، وأتسلل سخيمة قلبه وأصلحه لي وأجعله لا يرى أحدًا غيري”.
بالفعل بعد فترة من الوقت قمنا بالتحدث عما كان يضايقنا وتوصلنا إلى حل وتفاهمنا وعدت إلى زوجي مرة أخرى وعلمنا أن فضل سورة الطلاق عظيم على حياتنا وأن تجربتي مع سورة الطلاق كانت لا مثيل لها.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة الأنعام
فضل سورة الطلاق
كانت شقيقتي تروي لي عن فضل سورة الطلاق وأخبرتني تجربتي مع سورة الطلاق جيدة للغاية وأنها تناولت العديد من الأمور لذلك قمنا بالبحث عن فضل سورة الطلاق، ووجدنا ما يلي:
كان فضل الله علينا عظيمًا في تنزيله لجميع آيات القرآن الكريم وسورة الطلاق واحدة من السور التي تناولت أهم المواضيع في حياتنا اليومية ويمكن أن نتعرف على فضل سورة الطلاق فيما يلي:
يظهر فضل سورة الطلاق في تفسيرها لأحكام الطلاق التي ذكرت بسورة البقرة وظهر ذلك في قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا).
تم تسمية سورة الطلاق بالنساء الصغرى وذلك يرجع إلى سورة النساء ولذلك سميت الصغرى فإن عدد آيات سورة الطلاق اثنا عشر فقط وهذا مقارنة مع سورة النساء التي يبلغ عدد آياتها مائة وست وسبعون آية.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة الحجر
دروس سورة الطلاق في الحياة الزوجية
كنت جالسة في إحدى المرات أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي ووجدت بعض القصص عن طلاق المرأة وظلمها في الزواج وهذا ما جعلني أشعر بالإحباط الشديد وظننت أن المرأة ليس لها أي حقوق وأنها ليس لها حقوق لتحصل عليها.
فذهبت لوالدي أخبره عن مخاوفي فقرأ لي سورة الطلاق وأخبرني أن لها فضل عظيم، ويوضح حقوق المرأة وأن لها العديد من الفوائد ومنها ما يلي:
- يوجه الله سبحانه تعاليم وتفاصيل معاملة الرجال مع المرأة من خلال سورة الطلاق.
- لا ينبغي أن يخرج الزوج زوجته من بيتها إلا إذا انقضت عدتها، وإلا فيخرج هو ويترك لها البيت.
- في حالة رغبة الزوج في بقاء الزوجة يجب أن يقوم بإبلاغ ذوي العدل، ويقومون الشهود شهادة الله عز وجل، قال الله تعالى: (وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ) [الطلاق:2]، ولم يقل (واشهدوا لله)، ولكنه قال: (وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ)، أي أدوها بحق.
- إذا كان الزوج يتقي الله سبحانه وتعالى في معاملة زوجته ويتوكل على الله في قرارات النكاح أو الطلاق، هذا يعمل على زرع الثقة وزيادة الإيمان، فكفي بالله حسيبا، يقول الله -تعالى- (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) [الطلاق:2-3].
- توضح سورة الطلاق أن انقضاء العدة ثلاثة أشهر لمن انقطع عنها حيضها.
- إذا كانت المراة حامل وقام الزوج بتطليقها في أول حملها فعدتها تنقضي عندما تضع مولودها، وإذا طلقها زوجها قبل أن تلد مولودها بلحظات فإن عدتها لحظات.
- في حالة أن الحامل تحيض وقام الزوج بتطليقها فتنتهي عدتها بعد انتهاء ثلاث حيضات لقوله -سبحانه-: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ)، وأما هنا، فإنه قال: (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ) [الطلاق:4].
- من يتق الله في معاملته مع زوجته يجعل الله أموره يسيرا لقوله تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)، ثم قال بعد ذلك: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا) [الطلاق:5]،
- الإنفاق يكون بناءً على قدرة الزوج وسعته لقوله تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا)، وأيضًا (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ)، فإن كان رزقه ضيقًا ودخله قليلًا فلينفق مما آتاه الله، فقال تعالى: (وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا).
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة الأعراف
الدروس المستفادة من قراءة سورة الطلاق
من أحب السور إلى قلبي هي سورة الطلاق لما تحمله من قيم وأخلاق ومبادئ، واتباع أوامر الله سبحانه وتعالى وكانت تجربتي مع سورة الطلاق من أفضل التجارب، ويمكن أن أخبركم بالدروس المستفادة منها وهي كالتالي:
- أن يتوقع المرء الخير دائمًا من الرب الرحيم، فإن الله معنا في جميع في المعاناة والفرح وكل ما نمر به ويجب أن يكون المرء في غاية التأكد من رحمة الله وأنه معنا في السراء والضراء.
- حذرنا الله سبحانه وتعالى من معصيته والانحراف عن أوامره، والخوف من تحذيرات الله وعقابه وأن يتق الله في كل فعل وعمل وتقوى الله في قلوبنا والوفاء بوعوده واتباع حدوده، فمن يفعل ذلك يسهل الله أمره، ويكفر عنه سيئاته فقد وضع الله حكمه على كل شيء
- معرفة الشخص أوامر الله وما ينهى عنه، والعمل بأوامره -سبحانه -تعالى- فمن فعل ذلك فهو من أهل الفكر وأولي العقول، والذين لا يفعلون لهم حسابهم عند ربهم.
- اتباع وصية الله، فإن الله سبحانه وتعالى يجازي من يطيع أوامره بالجنة والفوز في الآخرة ولهم أجر عظيم.
- أن يكون المرء متأكدًا من عظمة ربه سبحانه وتعالى، وأنه خلق الكون بأكملها وخلق السماء وخلق كل شيء على الأرض وخلص الإنسان فإذا كان هذا محددًا في قلب العبد.
- يبث الرهبة في قلبه، فهو يعلم مجد الله وهيبته، وأن الله كلي القدرة على كل شيء، وأن الله أحاط بكل شيء من أعماله أو من ذاته الداخلية
تجربتي مع سورة الطلاق لها أثر عظيم في حياتي، عند قراءتها تشعر أن الله سبحانه وتعالى لا يترك عبده أبدًا وأنه معه في كل مراحل حياته.