تجربتي مع سورة الليل
تجربتي مع سورة الليل أدهشتني، فعلى الرغم من أنها من قصار السور بيد أنها حوت من الفوائد والمعاني الإيمانية ما كان سبب في زيادة إيماني وحصولي على السكينة، وتيسير أموري وقضاء كافة حوائجي فكلام الله كله خير تحصل به الهداية والسلام والأمان، لذا عبر موقع وميض أسرد تفاصيل تجربتي.
تجربتي مع سورة الليل
كنتُ في كرب شديد وانعزلت عن كل من حولي، فضّلت الوحدة، وانسقتُ وراء همي وكدري حتى اشتدت وحشتي وازداد حُزني..
نصحتني أمي بالتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة، فبدأت أستمع إلى الدروس الدينية، حتى وقع على مسامعي نصيحة إحدى الشيوخ بملازمة كتاب الله، وأخبر أن بعض السلف كان يلازم قراءة سورة الليل وحصل له كثير من النفع والخير.
لازمت كتاب الله، وقرأت سورة الليل كثيرًا، وشعرت بهدوء وسكينة أدهشني، لذا من خلال تجربتي مع سورة الليل يمكن القول بأني الآن في قمة سعادتي، ها قد تغلبت على مخاوفي، وهزمت حزني وهمي، واستجمعت قواي، وكان هذا بفضل القرآن.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة النور
فضل قراءة سورة الليل
سألت شيخي عما إذا خصت سورة الليل بأفضال معينة واردة في السنة أم لا، بيد أنه أخبرني أنه لم تخص السورة عن غيرها بأفضال معينة، بيد أن فضلها سائر سور القرآن الكريم، يثاب عليها، ويحصل لصاحبها من الخير والبركة.
- في ذلك يقول الله عز وجل: “ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ“ [يونس: 57].
- ذلك لما رواه أبو أمامة الباهلي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ.”
- روى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله أنه قال: ” منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ.”
فكان ذلك دليلًا على عِظم سور القرآن الكريم كلها، وأنه يحصل بها النفع، ويزداد بها الأجر، وتُرفع بها الدرجات، وقد لامست ذلك خلال تجربتي مع سورة الليل، لاسيما أنني كنت أعاني من اكتئاب، وكنت شديدة الحزن والكرب، وما إن لازمتها وتعمقت في معاني آياتها، إلا ازداد قلبي سكينة، وزال حزني، وانفرج همي.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع قيام الليل بسورة البقرة
فوائد سورة الليل
من خلال تجربتي مع سورة الليل وتدبري لمعاني السورة أدركت الكثير من الفوائد، والتي يمكن للعبد استنباطها من الآيات بسهولة، وتفيد في حياته العملية كثيرًا، تمامًا كما حدث معي، من تلك الفوائد:
- بيّنت أن الجزاء من جنس العمل، ففيها حثٌ للمؤمن على الاستزادة من وجوه الخير المختلفة والعمل للآخرة، والرغبة فيما عند الله.
- فيها حث على الإكثار من العطاء المادي ومعنوي، وأن الله عز وجل يجازي العبد على إحسانه للآخرين، ويضاعف له الثواب، ويحصل له الخير في الدنيا والآخرة.
- الدعوة إلى التذكير والوعظ، وبيان أن الإنسان ليس عليه سوى التذكير؟، إنما الهداية فمن الله تعالى.
- أن المال الذي ينفقه العبد في سبيل الله، دون رياء أو سمعه، هو ما يجازى عليه.
- أن قراءة السورة يحصل بها السكينة والهداية، وتكون سببًا في زيادة إيمان العبد، ومحوًا لذنوبه.
- بيان قدرة الله عز وجل، فهو الخالق لهذا الكون والمبدع فيه، أيعجزه أن يزيل همك ويفرج كربك!
- دعوة للأخذ بالأسباب، والتوكل على الله عز وجل.
سورة الليل لقضاء الحوائج
سمعت كثيرًا أن قراءة سورة الليل يكون سببًا في قضاء الحوائج، لذا سألتُ شيخي عن مدى صحة ذلك، وأخبرني خلال تجربتي مع سورة الليل أنه على الرغم من أن السورة لم يرد فيها دليل يدل على ذلك..
بيد أنه لما كانت من سورة القرآن، ولها من الفضل ما لغيرها، فإنها يحصل بها النفع والخير، وتكون سببًا في البركة والشفاء والسكينة.
بيد أنه لا ينبغي على العبد أن يحدد سورة من سور القرآن يتلوها معتقدًا بها أمرًا معينًا مما لم يرد في كتاب أو سنة، لذا يجب أن يجدد العبد نيته حال قراءة أي سورة، ويعلم أن كل سورة يحصل بها الخير، إذ إن هذا الأمر لا مجال للاجتهاد فيه.
لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواته عنه السيدة عائشة رضي الله عنها: “ مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ.”
اقرأ أيضًا: سورة لتفريج الهم وقضاء الحوائج
سورة الليل سبب في الرزق والخير
من خلال تجربتي مع سورة الليل يمكن أن أقول إنها سبب في جلب الرزق والخير لي، ذلك أني قد تعرضت لضائقة مادية وضاقت بيّ السبل، فنصحتني صديقتي بقراءة سورة الليل لجلب الرزق.
تساءلت الشيخ حول هذا الأمر.. فأخبرني أنه لم يرد دليل من قرآن أو سنة على أن قراءة سورة الليل تجلب الرزق، وعلى الرغم من حدوث ذلك بالفعل لدى الكثير، إلا أنه لا ينبغي قراءة السورة بتلك النية، بيد أن القرآن كله خير وبركة، ومُلازمته تتسبب في رفع البلاء، وقضاء الحاجات.
لذا يمكن قراءتها وقراءة غيرها من السور معها، وكذا الاستزادة في الطاعة والإكثار من العبادات والدعاء، ولم يمض الكثير من الوقت إلا وقد أتاني الرزق من حيث لا أحتسب، ورفع عني البلاء، وحصل لي من الرضا ما لم يحصل لغيري.
سورة الليل من السور القصار، عدد آياتها إحدى وعشرون آية، سميت بسورة الليل؛ لأن الله أقسم فيها بالليل، وعلى الرغم من قِصرها إلا أنها تشتمل على كثير من الموضوعات والمقاصد التي تكون سببًا في فلاح العبد في الدنيا والآخرة.