تجربتي مع سورة الفتح
تجربتي مع سورة الفتح والتي تعد واحدة من أعظم التجارب القرآنية التي يمكن أن يلتزم بها المرء، كل القرآن مبارك ومكرم، إلا أن بعضًا من سوره قد تنزلت في أحداثٍ مباركة وهامة، ومن هذه السور، سورة الفتح، والتي نزّل بها الله جبريل على نبيه محمد بِيوم الحديبية، فهيا بنا نتعرف على تجربتي مع سورة الفتح عبر منصة وميض.
تجربتي مع سورة الفتح
نزًل الله الوحي بآيات سورة الفتح على نبيه محمد تبشيرًا للرسول وللمؤمنين بفتح مكة المكرمة، وتأييدًا لصدق رؤية رسول الله عليه الصلاة والسلام أمام المؤمنين، والوعد الذي قد وعدهم الله جل شأنه به، وبيانًا لصدق وعود الله تعالى.
تمكنت الآيات الخاصة بسورة الفتح من إدخال السعادة على قلب النبي والمسلمين، وتمكين السرور منهم، فحين نزل جبريل رضي الله عنه بقول الله تعالى: “إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا” هنا أتى دور المسلمين ليتساءلوا عن نصيبهم من هذه السورة المباركة، لينزل قوله تعالى: “ليدخل المؤمنين والمؤمنات جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزًا عظيمًا”.
وقد ورد على لسان أحد الأشخاص عن تجربتي مع سورة الفتح حينما واجهته الكثير من العقبات على مستويّ الحياة العملي والشخصي، وقد واجه مشقة في تخطي هذه المشكلات والتصدي لها، حيث كثرة الخلافات الزوجية مع شريكة حياته وهو ما قد أدى لسوء الأمور بينهم وقرب وقوع طَلاقهم لا محالة، وكان ذلك تزامنًا مع تدبر عدد من زملاء العمل للمكايد والخدع له، مما تسبب في تضرره من سوء صنعهم.
وقد أخذ أثر ضَررهم بي بالظهور واضحًا جليًا على الحياة المادية لي، حيث قمت بخسارة مبالغ طائلة، مما أثر بالسلب أيضًا على العامل النفسي لديّ، ومن هنا أخذت أقرأ عن فضل التزام قراءة عدد من السور القرآنية، ليكون الله معك وتغلب بمشيئته أعداءك.
فهي تعمل على محاربة المشاكل، القضاء عليها، وتفريج الهموم والكروب، ومن أشهر السور التي يمكن اللجوء لقراءتها والتحصن بها، هي سورة الفتح، فهي من السور المباركة، تغير المواظبة عليها من كافة أشكال ومناحي الحياة، فما تلبث أن تنحل العقد، تنفلج الكرب، وتأخذ في التحسن تدريجيًا إلى أن تنسى ما قد مررت به من قبل، وبالفعل هذا ما حدث بحياتي.
فقد انتهت كل العقبات والصعاب بأمر الله، حُلت مشاكلي الزوجية، تمكنت من استعادة مكانتي بالعمل، لأدْرك حينها قوله تعالى في كتابه العزيز: “وعدكم الله مغانم كثيرةً تأخذونها فعجل لكم هذه وكف أيدي الناس عنكم ولتكون آيةً للمؤمنين ويهديكم صراطًا مستقيمًا”.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع سورة التوبة
أسرار خاصة بسورة الفتح
تتميز سورة الفتح بالعديد من الخواص والأسرار، ومن الأدلة على هذا، ما تمت روايته عن الصحابي أبي بن كعب رضي الله: من قام بقراءة سورة الفتح، فكأنما حضر الفتح مع رسول الله عليه الصلاة والسلام.
ويعد واحدًا من أعظم الأسرار الخاصة بسورة هي مسيرة رسول الله عليه وعلى آله السلام والرحمة، في عدد من أسفاره مع الفاروق عمر بن الخطاب ليلًا، ليقوم سيدنا عمر بتقديم السؤال لرسول الله عليه وعلى آله السلام عن أحد الأمور، ليصمت الرسول دون أن يعطي الفاروق إجابة، ليكرر الفاروق سؤاله، والرسول على موقفه لا يجيب، ليكرر الفاروق ذلك ثالثةً والرسول كذلك على موقفه، ليرد عمر بن الخطاب قائلًا: ” ثكلتك أمك يا عمر! قمت بنزر الرسول عليه الصلاة والسلام 3 مرات.
كل هذا ولم يجب، ليقول عمر: فقمت بتحريك بعيري لأتقدم صفوف المسلمين، خوفًا من نزول أي من آيات القرآن فيّ، فما نشبت حتى سمعت أحدهم يصرخ بي، قال: فقلت: لقد خشيت نزول القرآن فيّ، وذهبت إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وقمت بالسلام عليه، ليقول رسول الله: لقد أنزلت عليّ الليلة سورة، وإنها لأحب إلىّ مما طلعت الشمس عليه، ثم تلا: “إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا”.
وعن عبد الله بن مغفل أن رسول الله عليه وعلى آله السلام والرحمة: أنه قام بقراءةٍ عامة في إحدى مَسيراته لسورة الفتح على الراحلة الخاصة به، ليعود في قراءته، ليقول معاوية: لولا أنني أخشى اجتماع الناس عليّ، لحكيت لكم قراءة رسول الله”.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه، أنه قال: ” إن ثمانين رجلًا وفي رواية أخرى ثلاثين رجلًا من أهل مكة قد هبطوا على رسول الله عليه الصلاة والسلام من الجبل المعروف بجبل التنعيم، يحملون أسلحتهم يبتغون غزو نبي الله رضي الله عنه والصحابة معه، ليقوم المسلمون بأسرهم وأخذهم.
وقد حدث ذلك خلال الفترة التي كان يمشي السفراء فيها بالصلح بين المسلمين وآل قريض، فقام رسول الله عليه الصلاة والسلام بِإطلاقهم، وقد تنزل قول الله تعالى في هذه الحادثة، إذ قال تعالى في كتابه العزيز: “وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرًا”.
وقد قال أحد الأئمة، وخاصةً ” برهان الدين البقاعي” أن المقصد من سورة الفتح يظهر بيانًا من اسمها، فهو يعم فتح مكة، وما تم تقديمه من صلح الحديبية، فتح خيبر، وغيرهم، وما لاقاه الخبر من تصديق بشأن غلبة أهل الروم لأهل فارس، وما تم تفريغه من فتوح مكة المكرمة من إسلام ساكني جزيرة العرب وأهلها، قتال أهل الردة، وجميع الفتوح التي خضعت لها البلاد، والذي يقوم إظهار الدين على الدين بجمعه كله.
ويتم تضمين هذا كله ضمن الغاية الخاصة بالظهور، لكل ما نطق به سواء ابتداؤها وأثناءها في عدد من المواضع، والتي منها: “لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق”، وانتهائها “ليظهره على الدين كله ” 28″ “، “محمد رسول الله ” 29″ ” إلى قوله تعالى: “ليغيظ بهم الكفار ” 29″ ” أي بالفتح الأعظم وما يليه من سائر الفتوحات “وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة”.
كما حدث في أولها لرسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام “وأجرًا عظيمًا” وهكذا بباقي الفتوحات وما احتوت عليه من قوائم بخصوص الثواب العظيم بشأن ذلك في دار الجزاء.
اقرأ أيضًا: من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة
معلومات عن سورة الفتح
من السور المدنية القصيرة، تبلغ عدد آياتها 29 آية، نزلت السنة السادسة من الهجرة، عقب نزول سورة الجمعة، تسبقها سورة محمد بالترتيب المصحفي، تبدأ آيات السورة بتبْشير النبي بنجاحه في فتح مكة، ونشر الإسلام.
قامت السورة بتناول الوعد الذي أهداه الله للمؤمنين، وكذلك وعيده للمنافقين والكافرين، وقد تناولت بشرى تحقيق رؤيا رسول الله عليه وعلى آله السلام والرحمة، وهذه الرؤية قد رآها الرسول بالمدينة، حيث رأى دخولهم المسجد الحرام بسكينةٍ وأمان، وقد ختم الله السورة بـ 3 أمور، وهم:
- إرسال رسول الله عليه وعلى آله السلام والرحمة، بدين الحق والهدى لإظهار الدين كله.
- وصف رسول الله عليه الصلاة والسلام والمؤمنين معه بالرحمة تجاه بعضهم البعض والغلظة على الكافرين.
- وعد الله للمؤمنين الذين يعملون العمل الصالح بالأجر العظيم والمغفرة.
ونؤكد في إطار تجربتي مع سورة الفتح نجحت سورة الفتح في تفريج همي وكربي، فالانتظام عليها أعظم النعم التي قد يمن الله على المرء منّا بها، وهي من السور المدنية القصيرة التي نزلت لتبْشير الرسول بفتح مكة وتصديق منَام الرسول، ووعد الله للمؤمنين ووعِيده للكافرين.
اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة التحريم
وبهذا نكون قد وفرنا لكم تجربتي مع سورة الفتح وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.