تجربتي مع شرب المر
إن تجربتي مع شرب المر كانت من أكثر التجارب نجاحًا بالنسبة إلىَّ فيما يتعلق بالعلاج العشبي أو العلاج بالطب البديل، فهي قد ساعدتني جدًا في علاج مشكلة الربو المزمن التي يعاني منها الكثير من الناس خلال فصل الشتاء وحققت من خلال استخدامه فارق كبير في علاج حالتي، لذا سوف أعرض تجربتي بالتفصيل من خلال منصة وميض لكي يستفيد منها الجميع.
تجربتي مع شرب المر
إن تجربتي مع شرب المر لم تكن قديمة أو منذ وقت طويل، فأنا من محافظة أسوان بجمهورية مصر العربية وأبلغ من العمر خمسة وثلاثين عامًا بالضبط، منذ أن كنت صغيرة وأنا أعاني من مشكلة الربو وحساسية الصدر الشديدة، وخاصةً خلال فصل الشتاء فبمجرد أن يبدأ تبدأ معه نوبات من الشعور بالاختناق والسعال الشديد المستمر.
كنت دائمًا ما استخدم أدوية لعلاج السعال وكذلك الأدوية الموسعة للشعب الهوائية والأدوية المضادة للالتهابات، وفي كثير من الأحيان كانت الحالة تسوء إلى درجة أن أكون في حاجة ماسّة إلى جلسات للتنفس الصناعي لكي أتمكن من استعادة التنفس الطبيعي لكيلا أموت من شدة السعال وضيق التنفس.
إلى جانب ذلك كله كنت أتناول المشروبات الساخنة الطبيعية والعشبية مثل الينسون والكمون والكراوية والنعناع وغيرها من المشروبات المغلية الأخرى، كما أنني كنت لا أتحرك أبدًا ولا أذهب إلى أي مكان من دون بخاخ الربو الخاص بي، لأنني كنت دائمًا ما أصاب بأزمة السعال وضيق التنفس وأنا في أي مكان مما كان يسبب لي الكثير من التثاقل والحرج.
بحثت كثيرًا عن حل لتلك المشكلة المؤرقة والخطيرة إلا أنني لم أجد أبدًا لكونها مشكلة صحية مزمنة لا علاج نهائي لها، وكنت لذلك استخدم بعض الأدوية وكذلك البخاخات المختلفة التي تحتوي جميعها على مادة الكورتيزون التي تتسبب في انتفاخ الجسم وزيادة الوزن لذا توقفت عن استخدامها لكيلا أخسر شكل جسمي.
في إحدى المرات ذهبت إلى زيارة جدة زوجي لأنها كانت مريضة وهناك أصيبت بنوبة شديدة من السعال، وبدأ وجهي يميل إلى اللون الأزرق من شدة الاختناق وعدم القدرة على التنفس، ولم يستقر الأمر إلا عندما خرجت إلى البلكونة واستخدمت بخاخ التنفس الخاص بي.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع الكرفس للتنحيف
نتيجة تجربتي مع شرب المر
استكمالًا لعرض تجربتي مع شرب المر أذكر أنني هدأت من نوبة السعال قليلًا إلا أنها قد بدأ مرة أخرى، ولكن كان السعال وبالرغم من شدته إلا أنه كان متقطعًا وليس متواصلًا، هنا نصحتني الجدة بأن استخدم المر كعلاج طبيعي آمن وفعال لمشاكل التنفس مثل السعال الشديد واحتقان الصدر والتهاب الرئة والتهابات الشعب الهوائية.
لم أكن أعرف ما هو المر أصلًا وفي البداية اعتقد أنه منقوع الصبار الذي يتميز بطعمه شديدة المرارة، إلا انها أخبرتني أنه من إحدى المكونات الطبيعية والعشبية التي توجد عند أي محل عطار، ولكنها توجد باسم لبان الدكر وليس المر ونصحتني بشرائها وتجربتها.
بالفعل ذهبت في اليوم التالي إلى محل العطار وطلبت منه كمية من لبان الدكر، وسألته عن طريقة الاستخدام فقال لي أن أقوم بنقع حفنة صغيرة منه في مقدار قليل من الماء، وأتركه لليلة واحدة وفي اليوم التالي آخذ حبات المر وأقوم بمضغها مثل العلكة، أما الماء المنقوع فيمكن شربه لكي يوسع الشعب الهوائية.
في البداية كان الأمر بالغ الصعوبة لأن لبان الدكر طعمه مر وسيء للغاية، ولكن لا أنكر أنني منذ أن بدأت في استخدامه بالطريقة التي أخبرني بها العطار بدأت أشعر بتحسن واختلاف فارق، حيث شعرت بارتياح وأصبحت نوبات السعال أخف وأهدأ بكثير، ولم أعد أعاني من الاختناق وضيق التنفس.
إن هذا لا يعني أن مشكلة الربو وحساسية الصدر قد انتهت بشكل تام، فهي إحدى المشاكل المرضية المزمنة التي لا يوجد سبيل للتخلص منها نهائيًا بل توجد طرق وقائية أو أدوية تخفف من حدة أعراضها فقط وليس علاجها، وهذا ما يفعله منقوع المر ولكن بشكل قوي وفعال.
لقد كانت تجربتي مع شرب المر لعلاج حساسية الصدر والربو موفقة وذات نتائج إيجابية إلى أبعد حد، ولكن هذا لا يعد مبررًا للتوقف عن تناول الأدوية التي وصفها الطبيب لعلاج حالتي، فإلى جانب العلاج الطبيعي أو العلاج بالطب البديل يجب ألا يتم الاستغناء عن العقاقير الطبية.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع خل التفاح والليمون
ما هو المر
في ظل عرض تجربتي مع شرب المر يجب أن أوضح لمن لا يعرف ماذا يكون المر، ويمكننا تعريف المر على أنه نبات ينتمي إلى فرع البلسان وهي أشجار شوكية ذات حجم صغير يبلغ أقصى ارتفاع لها حوالي ثلاثة أمتار، أما الموطن الأصلي لها فهو قارة أفريقيا وبعض دول شرق البحر المتوسط إلى جانب بعض المناطق في جنوب شبه الجزيرة العربية.
يخرج من الشقوق التي توجد في لحاء هذه الشجرة سائل لزج له لون أصفر فاتح أو لون أبيض، وبمجرد أن يتعرض هذا السائل إلى الهواء الطلق يصبح جافًا ثم يتحول إلى كتل صغيرة ذات لون بني محمرّ منقط بنقط بيضاء، وهو يتوفر في أكثر من نوع مثل مر البطارخ والمر الأسود والمر الحجازي.
فوائد المر
من خلال تجربتي مع شرب المر عرفت أن الفوائد التي حققتها من استخدامه لم تتوقف عند ذلك الحد ولا تقتصر فقط على علاج مشاكل حساسية الصدر، بل يوجد له الكثير والكثير من الفوائد العامة الأخرى مثل:
- الوقاية من خطر الإصابة بالسمية الكبدية التي تنتج عن عنصر الرصاص، وذلك لكونه يحتوي على مضادات طبيعية للأكسدة تحد من مستوى الإجهاد التأكسدي.
- الحد من انتشار الخلايا السرطانية.
- الحد من الألم الناتج عن آلام الأعصاب.
- علاج التهاب المفاصل من النوع الروماتويدي.
- يدخل المر في إعداد بعض الوصفات الطبيعية والمنتجات التجميلية الخاصة بالعناية بالبشرة.
- مساعدة جسم المرأة على التخلص من آثار الإجهاض.
- علاج المعدة والأمعاء التي أصيبت بطفيليات الكريبتوسبوريديوم.
- علاج قرحة المعدة.
- علاج نوبات السعال.
- علاج حالات البواسير.
- التخلص من مشكلة عسر الهضم.
- علاج احتقان والتهاب الحلق.
- الوقاية من خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا مثل داء المشعرات.
- الوقاية من خطر الإصابة بمرض المتورقات.
- تحسين حالة الذاكرة.
- علاج مشكلة السمنة والتخلص من الوزن الزائد.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع شرب الحلبة لتكبير الثدي
محاذير استخدام عشبة المر
من المهم جدًا ان أشير إلى وجود بعض المخاطر أو المحاذير التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل القيام باستخدام عشبة المر، ومن بينها:
- لا يجب استخدام المر بالتزامن مع استخدام أدوية علاج مرض السكر، حيث إن استخدام المر يؤدي بطبيعة الحال إلى تقليل نسبة السكر في الدم.
- استخدام المر خلال فترة الحمل قد يؤدي إلى الإجهاض.
- يفضل أخذ الإذن من الطبيب قبل استخدام المر بالنسبة إلى مرضى القلب.
- من الممكن أن ينتج عن استخدام المر تنشيط الرحم وزيادة كمية دم الحيض أو حتى الإصابة بالنزيف.
- استخدام المر بإفراط قد يؤدي إلى الإصابة بالتسمم.
- لا يفضل استخدام المر قبل الخضوع إلى العمليات الجراحية بأسبوعين كحد أقصى.
- الإصابة بالإسهال.
- حدوث تهيج في الكلى.
- اضطراب معدل نبضات القلب.
- انخفاض معدل ضغط الدم.
- نزول الدم في البول.
لقد كانت تجربتي مع شرب المر موفقة إلى حد كبير بالنسبة إلىَّ كشخص يعاني من الربو المزمن وضيق التنفس، إلا أن هذا لا يمنع من ضرورة التحذير من استخدام هذه العشبة دون إذن الطبيب.