تجربتي مع صيام الدوبامين
تجربتي مع صيام الدوبامين التي أثرت على طريقة رؤيتي للعالم من حولي، يرى أصحاب نظرية صيام الدوبامين أن هناك أمورًا روتينية في الحياة يمكن جعلها ممتعة ومشوقة إذا التزام المرء بتجربة هذا الصيام والابتعاد عن المشتتات التي تأخذ من الحياة طعمها الطبيعي الفريد، ومن خلال موقع وميض نطلعكم على أبرز التجارب بهذا الصدد.
تجربتي مع صيام الدوبامين
أستطيع أن أحكي لكم تجربتي مع صوم الدوبامين مع مجموعة أخرى من التجارب المشوقة بترتيب زمني لرصد التغير والتطور الذي طرأ على حياتي يومًا بعد آخر، والجدير بالذكر أن لا أحد يستطيع تطبيق الصيام الكامل ولكننا نجتهد للحصول على أفضل النتائج.
اليوم الأول
اليوم الأول كانت بدايتي غير مستقرة، حيث كان عليّ أن أهتم بضبط عدد ساعات النوم لأقصى حد ممكن من التنظيم، ولكنني من كثرة التخطيط سهرت ولم أستطع النوم إلا لساعات قليلة.
النقطة الثانية التي ركزت عليها من يومي الأول هو التدوين والتزام الكتابة وحفظ الملاحظات، ولكن من الصعب أن تدون كل خواطرك وأنت مركز على اصطياد كل فكرة جديدة تدور برأسك لتخُطها.
هذا الالتزام بأن أكتب شيئًا في اليوم الأول منع عني أي أفكار ملهمة أو خواطر صالحة للتدوين، رغم هذا الإخفاء لكنني استطعت أن أنهي يومي الأول دون استعمال أي جهاز لوحي أو النظر إلى أي شاشة.
اليوم الثاني
اليوم الثاني كنت أكثر استعدادًا وانضباطًا، حصلت على ساعات نوم كافية وانغمست في بعض الأنشطة المفيدة، وأنهيت اليوم الثاني دون استعمال أي وسائل إلكترونية، هنا راودتني فكرة وهي أن هناك الكثير ليفعله الإنسان بدون منصات التواصل التي يعيش أغلبنا في إدمان لها.
خصصت وقتًا للتأمل والاسترخاء وقد تأملت وانتفعت من هذه الخلوة التي جعلتني أعيد التفكير والنظر في حياتي وأنفذ إلى معاني كانت مستترة عني وهذه كانت أبرز معالم تجربتي مع صيام الدوبامين.
اليوم الثالث
بدأت القلاقل تعرض لي في اليوم الثالث، حيث شعرت برغبة عارمة في تناول السكريات، وكذلك تمنيت لو أطلع على صفحتي على الفيسبوك لأرى كل ما نشر في غيابي اليومين السابقين.
هنا تذكر الحكمة القائلة إن انتصار الإنسان على رغباته هو انتصار له في كافة مشاغل الحياة ومشاكلها، ولهذا فقد كان خطتي هي البدء بممارسة الرياضة حتى أفرغ طاقتي، والرياضة هي مران البلد مثلما الصلاة هي مران الروح.
اليوم الرابع
انتهى اليوم الثالث بصعوبة في النوم وهو ما جعلني لا استبشر خيرًا باليوم التالي، وهذا ما حدث عندما استيقظت بعدد ساعات أقل من المطلوب، ولكنني استطعت تحقيق المطلوب خلال اليوم وإكماله بصورة طبيعية.
أخيرًا، فإنه حسب تجربتي مع صيام الدوبامين فالعقل يستطيع التركيز والتفكير بصورة أوضح منذ اليوم الثالث، وهذا لأنه بدأ يعتاد على نظام مختلف من المشتتات.
اليوم الخامس
لم تستمر تجربتي مع صيام الدوبامين لليوم الخامس، فرغم أنني بدأت بالصورة المعتادة إلا أن إحساسي بالفتور والملل جعلني أتصفح الإنترنت وأدخل إلى حساباتي الشخصية بدعوى مطالعة الأخبار، وهو ما لم ينتهي أبدًا وتوسع بي الأمر إلى قضائي لساعتين خلال اليوم أشاهد الفيديوهات والمقاطع المتنوعة.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع الصيام المتقطع
فوائد الصيام الدوبامين
- الإحساس بقيمة الوقت وجدواه، وفهم معنى أن حياة الإنسان رغم قصرها إلا أن أيامه فيها طويلة.
- تجربة الكتابة والتدوين تسمح للعقل إعادة قراءة واستحضار الوقائع مما يحسن قدرته على الربط.
- تطور على الصعيد الروحاني وشعور بالسكينة والأمل.
- ساعدتني التجربة على تقدير قيمة الأشياء والإحساس بالنعم التي نعيشها ولا نضعها في الحسبان إلا عندما نفقدها.
- شعرت بتطور حقيقي ملموس على مستوى الذاكرة والتركيز.
- صيام الدوبامين يحرمك من الأشياء المستساغة فيجعلك تعيد النظر في الأمور الغير محببة التي تنالها في الأيام العادية، ولذلك فهي فرصة للتوبة والاستدراك.
- نمى لدي استعداد للإقدام على أمور لم أكن أميل إليها عادةً، وخلال هذه الأيام القليلة استطعت المذاكرة بتركيز أكبر وحماس أعلى من الأيام العادية.
ما هو صيام الدوبامين؟
عندما تحدثت عن تجربتي مع صيام الدوبامين أمام الأصدقاء بدأوا يطرحون عليّ الأسئلة حول معنى صيام الدوبامين وخصائصه المميزة عن برامج الامتناع عن المشتتات العادية.
بدا عليّ الارتباك في البداية لأنني لم أستطع إيجاد فرق بين برامج منع المشتتات وصيام الدوبامين، وهو ما جعلني بدوري أطرح نفس السؤال: ما ماهية صيام الدوبامين تحديدًا؟
عندما بحثت وجدت طبيب متخصص في العلاج المعرفي السلوكي اسمه كاميرون سيبا، وهو الذي اخترع نظرية صيام الدوبامين خصيصًا من أجل العاملين بالمجال التكنولوجي والذين يستعملون التقنيات الإلكترونية بإفراط.
الهدف الرئيسي الذي وضع صيام الدوبامين لأجله هو تخليص الدماغ من انجذابه على مثيرات مثل إشعارات رسائل الهاتف ورنة الهاتف المميزة، وعندما أجرى الدكتور كاميرون الاختبارات وجد أن المشاركين استجابوا وأصبحوا ينزعجون من صوت رنة الهاتف بدلًا من أن ينتظرونها بفارغ الصبر.
الدوبامين ناقل عصبي يلعب دورًا مهمًا من الناحية العضوية والنفسية للدماغ، وهو المسؤول عن تحديد معدل الشعور بالبهجة والسعادة، حيث ينشط في أوقات ممارسة الأنشطة المحفزة.
لا يتوقف صيام الدوبامين على الأجهزة والتقنيات المصممة لجذب عين المشاهد لأطول فترة، ولكن يصل أيضًا إلى الطعام المليء بالسكريات والذي يحفز النواقل العصبية لإفراز الدوبامين ومن ثم يتحول الآيس كريم إلى مادة إدمانية يحتاجها الدماغ حتى يعيد إفراز المعدل المطلوب من الدوبامين.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع صيام الماء
أهمية صيام الدوبامين
تختلف ترجمة مصطلح صيام الدوبامين بين dopamine detox أو dopamine Fasting وكلا العبارتين يشيران إلى تخفيض استهلاك الدوبامين أو الامتناع عنه، والمقصود هنا لمن لم يصل إلى المغزى أن هرمون السعادة (الدوبامين) يتم الحصول عليه في نمط حياتنا الحالية بطرق غير صحية.
انظر إلى ألعاب الفيديو أو الأطعمة عالية الدسم التي يتم استهلاكها بصورة بها إفراط واضح، وأيضًا مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت تقتطع من أوقاتنا اقتطاعًا، وكلها أمور تدفعني وغيري إلى بدء برنامج للصيام من الدوبامين.
تكمن فكرة صيام الدوبامين في تجربة الملل بصورة صحية، حتى يتعود عليه وتختفي مؤثرات الدوبامين الخارجية مع الوقت، ويستطيع الصائم ممارسة أنشطة تعويضية مثل القراءة والرياضة والأكل الصحي، وخلال أسبوع مثلًا يبدأ بملاحظة تغير واضح.
بجانب فوائده العضوية للمخ فإن صيام الدوبامين ينعكس على شخصية الصائم بالإيجاب حيث يدفعه إلى سلوك أكثر استرشادًا وأقل تفريطًا، حيث يخلصك الصيام من سلوكيات عديدة غير مرغوبة.
- الإحساس بالجوع العاطفي والأكل العاطفي بعدها.
- الإفراط في استهلاك مواد التواصل الاجتماعي.
- السلوك الإدماني تجاه ألعاب الفيديو.
- يمنع التسوق المفرط وسلوكيات الشراء الاستهلاكية الغير مرغوبة.
- يساعد في إيقاف تناول الكحوليات والمخدرات.
- يفتح الفرصة أمام العادات الإيجابية البديلة مثل القراءة، اليوجا… إلخ.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع صيام يوم وإفطار يوم
هل نظرية صيام الدوبامين علمية
رغم أن نشأته كانت على يد خبراء ومتخصصين في علم النفس إلا أن الأبحاث التي أجريت عليه ليست قاطعة وليست دالة على فوائد ملموسة تعطي مؤشرات مباشرة إلى نسب التحسن المطلوبة.
الجدير بالذكر أن فعالية صيام الدوبامين تظهر فقط في حالات السلوك الإدماني، ولكن فكرة الصيام نفسها لا تعني أن الجسم يتوقف عن إفراز الدوبامين إذا انقطع عنه المصدر الخارجي ولكنه يقطع الممارسات التي تفرز الدوبامين لفترة قصيرة بشكل مركز.
من خلال تجربتي مع صيام الدوبامين فإن تجربة الانقطاع عن المؤثرات الخارجية والمشتتات هي أفضل الوسائل لتمرين الدماغ على إتباع نمط حياة صحي خالي من الملهيات ومثيرات البهجة الزائفة.