تجربتي مع تأخر الكلام
ظلت تجربتي مع تأخر الكلام لدى طفلي مستمرة لفترة طويلة من الوقت، حيث إنها أخذت جزء كبير جدًا من طاقتي حتى نصل إلى نتيجة مُرضية، وها هنا نحن اليوم نتذكر تلك الفترة بما وقع فيها من أحداث، منها السيئ ومنها الجيد، لكن نحمد الله على ما وصلنا إليه، واليوم من خلال منصة وميض سأقص تجربتي مع طفلي لمعالجة تأخر الكلام محتوية على كافة التفاصيل المتعلقة بهذا الأمر.
تجربتي مع تأخر الكلام
“يُعد تأخر الكلام أحد أبرز المشكلات الخاصة باضطراب التواصل، والتي قد تؤثر على حاستي السمع والإدراك بعد ذلك، لكن يُمكن تشخيصها وحلها بسهولة نسبية إذا لم تظهر على الطفل أعراض تدهور الحالة” قرأت هذه الكلمات قبل أن أذهب إلى الطبيب المختص بساعات قليلة، أجزم أن هذا هو ما دفعني إلى التحرك فورًا إلى الطبيب والمعرفة بضرورة بدء تجربتي مع تأخر الكلام لدى طفلي.
عندما شاهدني الطبيب أخبرني بأنه لا داعي للقلق والتوتر ثم طلب مني أن أقص عليه كافة الأعراض التي لاحظتها على طفلي وجعلتني أدرك أنه مُصاب بتأخر الكلام، وقبل أن أبدأ الحديث أخبرني أن تأخر الكلام لدى الأطفال بعد عمر سنتين هو أمر شائع بين عدد كبير من الأطفال، وبعد أن أخبرته بالأعراض التي لاحظتها على طفلي أراد أن يُشعرني بالاطمئنان فقال لي أن الأعراض لا تُشير إلى أي شيء يستدعي القلق، ومن خلال الفقرات التالية سوف أخبركم بكل جزء من هذه التجربة وكيف انتهت.
تجربتي مع أعراض تأخر الكلام لدى طفلي
بدأت تجربتي مع تأخر الكلام لدى طفلي الصغير عندما لاحظت بعض الأعراض غير الطبيعية عليه، حتى أنني اعتقدت أنه مُصاب بمشكلة صحية أو مرض ما، لكن بعد استشارة الطبيب وقراءة الكثير حول إصابة تأخر الكلام لدى الأطفال تمكن من التعامل مع حالة طفلي، ومن خلال السطور التالية سوف أذكر لكم كافة الأعراض التي مر بها طفلي بالإضافة إلى بعض الأعراض التي سألني الطبيب ما إذا كانت تحدث مع طفلي أم لا:
- فقدان القدرة على نطق الكلمات أو تشكيلها بشكل صحيح.
- التحدث بالكلمات غير المفهومة.
- إيجاد صعوبة في تحريك الفم عند محاولة التحدث.
- عدم قدرة الطفل على ترديد الكلمات السهلة.
- التركيز على تجزئة الكلمات عند نطقها.
- نطق عدد قليل من الكلمات والعبارات بصعوبة.
اقرأ أيضًا: علاج تأخر الكلام عند الأطفال الذكور
تجربتي مع أسباب إصابة طفلي بتأخر الكلام
كان السبب الرئيسي لبدء تجربتي مع تأخر الكلام لدى طفلي هو أنه غير قادر على التواصل مع الآخرين نظرًا لعدم اختلاطه مع الكثير من الأشخاص حوله، وهو ما أخبرني به الطبيب المختص، لكن في ظل تجربتنا أخبرني بالعوامل الأخرى التي من شأنها جعل الطفل يتأخر في الكلام دون ملاحظة الأهل ذلك، وهي العوامل التي سوف أسردها عليكم في السطور التالية حتى تكون كل أم على علم تام بما قد يحدث ويؤدي إلى تأخر الكلام لدى الطفل:
- إصابة الطفل بمشكلة في حاسة السمع، مثل التهاب الأذن المزمن.
- معاناة الطفل من أحد المشاكل العضوية، مثل شلل أجزاء معينة من الدماغ تؤثر بشكل سلبي على الحديث.
- شيوع استخدام أساليب القسوة والعنف مع الطفل أو مع الآخرين أمامه، مما أثر عليه وجعله خائف من التحدث طوال الوقت.
- فرط نشاط حركة الطفل مع عدم قدرته على التركيز، وهو تحديدًا ما يتسبب في عدم قدرته على إخراج الكلام بشكل طبيعي مثل الأطفال الآخرين في عمره.
- تجمع الماء حول مناطق النطق المسئولة عن الكلام في مخ الطفل، مما أدى إلى صعوبة النطق والتحدث.
- عدم القدرة على التواصل مع الآخرين أو عدم الاختلاط بأشخاص من حوله، مما أدى إلى التوحد وصعوبة التحدث نظرًا لأنه لم يتعود على ذلك.
- تحدث الأشخاص حول الطفل باستخدام لغة مختلفة عن التي يعرفها، مما يقلل من تركيزه ويُزيد من تشتته، وبالتالي يصبح غير قادر على التحدث، وهو ما يحدث بسبب استقرار الأسرة في بلد آخر تتحدث بغير اللغة الأم، أو بسبب كون الأبوين من بلدين مختلفين.
- عدم التحدث إلى أي شخص داخل الأسرة أو خارجها، مع مشاهدة التلفاز لفترات طويلة من الوقت، حيث يُعد ذلك أحد أخطر العوامل المسببة بدورها تأخر الكلام لدى الطفل.
- إصابة الطفل باضطراب ما في نظام النمو العقلي يتسبب في تأخر نضوجه ويؤثر بشكل سلبي على قدرته على التعلم والفهم والإدراك.
- يصبح الطفل أكثر عُرضة للإصابة بتأخر الكلام إذا كان هناك سابقة عائلية بنفس الإصابة.
اقرأ أيضًا: علاج تأخر الكلام عند الأطفال 3 سنوات
تشخيص تأخر الكلام لدى الأطفال
لم يتضح مسار تجربتي مع تأخر الكلام لدى طفلي إلا بعد أن قام الطبيب المختص بالإجراءات اللازمة لتشخيص حالته والكشف عن مرحلة تأخر النطق لديه، والتحديد ما إذا كانت بسيطة يُمكن معالجتها بسهولة أو كانت قد تطورت وتدهورت من الصعب التخلص منها في هذا الوقت، حيث أتت معايير التشخيص التي تُشير إلى إصابة الطفل بتأخر الكلام على النحو التالي:
- عدم رؤية الطفل يردد أي مقطع من الكلمات بعد أن يبلغ من العمر عام واحد.
- عدم القدرة على نطق العبارات التي تتكون من كلمتين أو ثلاث كلمات عندما يصل إلى عمر عامين ونصف.
- فقدان القدرة على نطق جمل مفهومة حتى وإن وصل إلى سن الرابعة من عمره.
تجربتي مع علاج طفلي من تأخر النُطق
كانت مرحلة العلاج هي آخر مرحلة من مراحل تجربتي مع تأخر الكلام لدى طفلي، وذلك عندما أخبرني الطبيب بأن علاج كل حالة من حالات الإصابة بتأخر الكلام يختلف عن الأخرى، وذلك نظرًا لأن العلاج يعتمد على التخلص من المسبب الرئيسي لتلك المشكلة، وهي المسببات التي قد ذكرناها بشكل تفصيلي فيما سبق.
كان المسبب الرئيسي لمشكلة تأخر الكلام لدى طفلي هو عدم قدرته على التواصل مع الآخرين خاصةً أن والده كان مغترب يعمل بالخارج، أما نحن فلم نكن نزور أقاربنا كثيرًا، مما قلل قدرة طفلي على التواصل مع الآخرين، لذلك كانت طريقة العلاج المتاحة له هي الالتحاق ببرنامج تأهيلي تحت إشراف مُعالجين مختصين في النطق، بالإضافة إلى الحرص على جعله يرى أشخاص حوله ويتواصل معهم بأشكال مختلفة.
أذكر ذلك الآن حتى لا تمر كل أم بما مررت به من أيام الحيرة والخوف والقلق، لذا إن كانت مشكلة طفلك مماثلة لمشكلة طفلي يُمكن زيارة الطبيب للتأكد من أن طريقة العلاج ستكون نفسها، أما إذا كان هناك المزيد من الأعراض الأخرى التي تظهر عليه وعدم معرفة السبب وراء ذلك عليكِ استشارة الطبيب فورًا لتحديد السبب، فإذا كان السبب الرئيسي هو وجود مشكلة في حاسة السمع فإن تأخر الكلام يُعالج بعد معالجة المشكلة أولًا.
اقرأ أيضًا: علاج تأخر الكلام عند الأطفال 4 سنوات
كيفية مساعدة الطفل للتخلص من تأخر الكلام
من خلال تجربتي مع تأخر الكلام لدى طفلي ومعالجته منه أجزم لكم أن دور الأم لا يقل أهمية عن دور العلاج الطبي، حيث إنه يؤثر على الطفل من الصعيد النفسي بشكل كبير، وهو ما يساعد على تعزيز سرعة التخلص من مشكلة تأخر النطق، وفضلًا عن أن كلما كان وقت اكتشاف المشكلة مبكر زادت فرصة علاج الطفل بسهولة.
إلا أن هناك بعض التعليمات التي يُمكن لكِ الاستعانة بها إذا كنتِ تعانين مع طفلك نفس المعاناة التي مررت بها مع طفلي، وهي الأمور التي عملت بها وساعدتني كثيرًا أنا وطفلي بمرور الوقت على الانتهاء من تلك التجربة بنجاح، وهي الآتية على النحو التالي:
- إدخال بعض الكلمات التي تُشير إلى أنه قد قام بشيء خاطئ مع الإشارات التي تفعلينها بيدك، مثل كلمة “لا”.
- التركيز على إضافة الكلمات ذات المقاطع الصوتية البسيطة إلى الحديث.
- تنبيه الطفل إلى الأصوات المختلفة التي تصدر من حوله ومساعدته على معرفة مصدر هذا الصوت، مثل صوت جرس الباب.
- شراء الألعاب المتحدثة التي تصدر أصوات مختلفة للطفل وجعله يسلي نفسه بها.
- إخراج الأصوات المصطنعة أثناء اللعب مع الطفل.
- استخدام الجمل التي تعتبر كبيرة بالنسبة إلى الطفل بشكل تدريجي، مثل طرح سؤال “أين اللعبة؟” عليه.
- التحدث مع الطفل باستمرار من خلال قول الكلمات والعبارات البسيطة التي تنبهه إلى فعل شيء ما، مثل “هيا نلعب” كما يُمكن إدخال بعض الألفاظ الدارجة بين الأطفال في الكلام.
- الحرص على تعليم الطفل أسماء الألوان، أو الخضروات والفواكه، أو الحيوانات التي يراها حوله سواء في الحقيقة أو من خلال التلفاز.
تأخر النطق هو عدم قدرة المُصاب على إخراج الكلمات من فمه بشكل طبيعي، وهي المشكلة التي تواجه عدد كبير جدًا من الأطفال، خاصةً الذكور منهم مقارنةً بالعدد القليل من الإناث الأطفال اللاتي يعانين من تلك المشكلة.