طفلي في الشهر التاسع ولم يحبو
من الوارد أن نرى أمًا تقول طفلي في الشهر التاسع ولم يحبو لأن كثيرًا من الأطفال يعانون من تأخر هذه العملية الحركية، مما يعد نذيرًا بالخطر بالنسبة إلى الأمهات ويبحثن نتيجة لذلك عن حل لإنقاذ الوضع.
من الممكن أن يكون الطفل مصابًا بمشكلة صحية أو جسدية في نموه تعوق قدرته على الحبو وربما يكون التأخر لديه أمر طبيعي، وسنتعرف إلى ماهية الأمر بالتفصيل من خلال منصة وميض.
طفلي في الشهر التاسع ولم يحبو
كثيرًا ما نجد على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي تعليقات من كثير من النساء تحمل عنوان طفلي في الشهر التاسع ولم يحبو، وفي الواقع هذه المشكلة شائعة جدًا بين الأطفال وغالبًا ما تكون غير مقلقة ويكون مجرد تأخر طبيعي وآمن، بينما يكون في بعض الأحيان الأخرى بنسب متفاوتة نتيجة قصور ما في نمو الطفل.
تروي صاحبة تجربة طفلي في الشهر التاسع ولم يحبو تفاصيل تجربتها وتقول:
“لقد كان حملي في طفلي الأول والوحيد إلى الآن طبيعيًا مثل سائر النساء ولم أعاني من مشكلة صحية مع ابني بعد ولادته، بل العكس تمامًا كان وضعه طبيعيًا آمنًا وكان نموه يسير على وتيرة متزنة إلى حد ما.
عندما بلغ ابني سبعة أشهر تقريبًا بدأ يحاول الجلوس إلا أنه كان كسائر الأطفال يترنح ويسقط وهكذا إلى أن اعتاد الجلوس باتزان أكثر في الشهر الثامن.
كانت معلوماتي عن سن جلوس وحبي الطفل تقتصر على أنه الطفل يجلس ثم يحبو بالتدريج عند سن الثمانية أشهر، إلا أن هذا الاعتقاد خاطئ كليًا وما دفعني إلى التفكير بهذه الطريقة أنني كنت أرى أطفال أصدقاء وكذلك الأقارب يحبون وهم في هذا العمر تقريبًا.
انتظرت قليلًا حتى أصبح ابني في منتصف الشهر التاسع ولكنه لم يحاول حتى أن يحبو لو للخلف كما يفعل الأطفال، فخفت جدًا من هذا الأمر وخاصة أن ابني قد أخذ جميع التطعيمات التي يأخذها الأطفال منذ اليوم الأول للولادة وحتى هذا السن، وأول ما راود تفكيري هو أن ابني يعاني من شلل في قدميه أو كساح الأطفال.
توجهت في اليوم التالي إلى طبيب الأطفال وأخبرته بكل ما يحدث وما يدور في ذهني إلا أن رده كان صادمًا، فلقد أخبرني بأنني شخصية هستيرية إلى حد ما وأن كل ما أمر به هو أمر طبيعي ولا يدعو للقلق أو الخوف وأنني هوّلت الأمر كثيرًا وبالغت فيه.
لكي يطمئنني الطبيب على حالة ابني ويثبت لي عكس ما أعتقده قام بفحص ابني جيدًا وأجرى له التحايل والفحوصات والأشعة اللازمة للاطمئنان على حالة العظام، وكانت نتيجة كل الفحوصات تؤكد أن ابني في صحة جيدة ووضعه طبيعي، ولكن أخبرني الطبيب بأنه من الأفضل أن استخدم نوع معين من نقط الكالسيوم لدعم صحة عظامه وكان اسمها V. Drop
سرت على تعليمات الدكتور وأعطيت طفلي هذه النقط وظل الوضع كما هو وفي غضون شهر آخر بدأ ابني يحبو بشكل طبيعي، وهذا ما أثبت لي حقيقة وجود مبدأ الفروق الفردية بين الأطفال في كل شيء حتى في النمو الجسدي والعقلي بالرغم من أن عمرهم واحد”
اقرأ أيضًا: كم مرة يجب استحمام الرضيع
أسباب تأخر الحبو عند الأطفال Reasons for delayed crawl in children
في إطار عرض تجربة طفلي في الشهر التاسع ولم يحبو يجب أن نتطرق قليلًا إلى الحديث عن مشكلة تأخر الحبو عند الأطفال وأسبابها، وتلك المشكلة تتمثل في تأخر الطفل سن عام تقريبًا من دون أن يقوم بالحبي، ولقد أوضح الأطباء الأسباب التي ترد إليها هذه الحالة وهي تتمثل في:
1- ضعف النصف العلوي من الجسم Weakness of the upper half of the body
في حال كان الطفل يعاني من ضعف في الجزء أو النصف العلوي من جسمه، فإن هذا يفقده القدرة على الحبو وهنا يجب على الأم أن تقوم بوضع الطفل على بطنه، وذلك لكي يحاول أن يقوم برفع نفسه إلى الأعلى لدعم وتقوية منطقة الجذع لديه، ويفضل أيضًا أن تعمد الأم إلى هذه الحركة عندما يكون الطفل في سن ثلاث شهور.
2- ضعف العضلات الرئيسية Major muscle weakness
إن عضلات البطن والظهر من أهم العضلات التي تساعد الطفل في علمية الحبي وفي حال إصابة هذه العضلات بالضعف فإن الطفل لا يقوى على الحبو، وهنا ينصح بأن تقوم الأم بممارسة بعض الألعاب مع الطفل مثل الركل، لكي تدعم عضلات البطن والظهر كما ينصح أيضًا بأن تساعد الأم طفلها في الاستلقاء على جانبه.
3- عدم رغبة الطفل في ملامسة الأسطح The child does not want to touch surfaces
هناك بعض الأطفال يواجهون بعض الصعوبات في وضع باطن كف اليد على الأرض أو أي نوع آخر من الأسطح، مما يدفعهم إلى الحبو على قبضة اليد وهذا يسبب لهم ألمًا وفي النهاية سوف يتأخر حبو الطفل، وينصح في هذه الحالة بأن تقوم الأم بمساعدة الطفل في الإمساك بالأسطح أو الأشياء المختلفة لكيلا يشعر بالخوف منها.
4- عدم اتزان الرقبة Neck imbalance
نجد الكثير من الأطفال يميلون إلى حني الرقبة أو الرأس بشكل كلي إلى أحد الجانبين، وهذا من شأنه أن يؤثر بالسلب على توازن جسم الطفل بالكامل ويعوق قدرته على الحبي، وينصح للأمهات هنا لعلاج هذه المشكلة بأن يقومن بمنع الطفل من حني رأس بهذه الطريقة باستخدام اليد، أو من خلال وضع وسائد لينة وداعمة للسيطرة على حركة الرقبة.
5- عدم وجود مساحة للحبو No space to crawl
لكي يستطيع الطفل أن يحبو يجب أن يتم توفير مساحة كافية أمامه لكي يقوم بذلك ويتحرك بحرية، وفي حال كان الحيز ضيقًا ولا توجد مساحة مناسبة بالنسبة إلى الطفل لكي يحبو بها فإنه سوف يتأخر في الحبو، ويمكن علاج هذه المشكلة من خلال توفير مساحة كافية للطفل لكي يتحرك فيها ويطور مهارات النمو والاستكشاف للمكان المحيط به.
اقرأ أيضًا: متى يبدأ الرضيع بشرب الماء
6- تسطح قدم الطفل Flat feet
تتسبب طبيعة قدم الطفل المسطحة جدًا إلى تأخره في الحبو بحيث تبدو قدم الطفل وكأنها منحنية إلى الداخل، ولعلاج هذا المشكلة ينصح بوضع تقويم لقدمي الطفل لفترة مؤقتة.
7- طبيعة شخصية الطفل The nature of the child’s personality
من الممكن أن يكون الطفل ميالًا إلى فعل أشياء أخرى من وجهة نظره هي الأكثر جذبًا ولفتًا لانتباهه وتسعده أكثر من الحبو، وهنا لا يمكن تغيير طبيعة وشخصية وميول الطفل ولكن يمكن استغلال ذلك في تحفيزه على الحبو، وهذا من خلال وضع بعض الأشياء اللافتة على مسافة بعيدة منه لتشويقه إليها وعندها لن يجد حلًا سوى الحبو لكي يصل إليها.
8- زيادة وزن الطفل Baby weight gain
تتسبب زيادة وزن الطفل في عرقلته وتقييد حركته بشكل طبيعي وبالتالي تأخر الطفل في الحبو، وبالمقارنة بين الطفل ذو الوزن الثقيل والطفل ذو الوزن الخفيف سنجد أن الطفل الأقل وزنًا هو الأكثر قدرة على الحبو من الطفل الأثقل وزنًا ويكون أسرع في حبوه أيضًا، ويمكن علاج هذه المشكلة من خلال تصحيح النظام الغذائي الخاص بالطفل وتشجيعه على الحركة من خلال اللعب واللهو.
اقرأ أيضًا: أفضل أسبوع للولادة في الشهر التاسع
ما هي أهمية الحبو للطفل What is the importance of crawling for a child?
إن عرض تجربة طفلي في الشهر التاسع ولم يحبو تدفعنا بشكل أو بآخر إلى الحديث عن الأهمية التي يمثلها الحبي، بالنسبة إلى الطفل على المدى القريب عامةً وعلى المدى البعيد خاصةً، ويمكن تلخيص أهمية الحبو لدى الأطفال في الآتي:
- الحبو يشير إلى أن البناء الجسدي والعقلي للطفل يسير على النحو السليم، ويطمئن الأم أيضًا على حالة طفلها الجسمانية والعقلية من حيث التطور والنمو.
- الحبو يساعد الطفل في تقوية عضلات جسمه وبالأخص اليدين والمرفقين والرسغين والكتفين لكي يتهيأ إلى المشي فيما بعد.
- الحبو يساعد الطفل في اكتشاف المهارات وتطوير نموه من الناحية العقلية.
- الحبو يتيح الفرصة للطفل الصغير من أجل التعرف على العالم أو المكان الذي يحيط به، حيث يتمكن من الإمساك بالأشياء ومعرفة الألوان وملاحظة التغيرات التي تحدث من حوله بصورة أوضح.
- الحبو يساعد الطفل في تطور ونمو التركيز لديه وكذلك القدرة على التنسيق فيما بين العين واليد، بحيث ينظر الطفل إلى جهة معينة لكي يحاول الحركة متوجهًا إليها.
الحبو يسهم في تنمية الإحساس بقيمة الذات وذلك لأن الطفل عندما يحبو محاولًا الوصول إلى هدف معين، يشعر بسعادة غامرة لأن هذا من وجهة نظره الصغيرة إنجازًا خارقًا للعادة، وهو بذلك يقوم باتخاذ قرار ما ويطبقه بنفسه دون الحاجة إلى المساعدة مثلما كان عليه في السابق.