تجارب الزواج من رجل أربعيني
تعد أغلب تجارب الزواج من رجل أربعيني في البلاد العربية والشرق الأوسط بوجه عام سلبية، إلا أننا نجدها ناجحة ومتألقة وموفقة جدًا لدى المجتمع الأوروبي وفي الغرب، فما هو السر وهل العيب من الرجل أم من المرأة أم من كلا الطرفين أو من المجتمع والبيئة المحيطة بالكامل، ونظرًا لما يتسم به هذا الأمر من حساسية، سوف نعرض نماذج لهذا النوع من الزواج من خلال منصة وميض.
تجارب الزواج من رجل أربعيني
لم يعد مصطلح تجارب الزواج من رجل أربعيني أمرًا غريبًا أو غير مألوف في مجتمعنا الشرقي، ففي الماضي وبالتحديد خلال القرن العشرين كانت الفتاة تتزوج رجلًا يكبرها في العمر بخمشة عشر عامًا أو عشرين أو حتى خمسة وعشرون عامًا، ولكننا لم نكن نسمع من الأهل أو الجد والجدة الذي عاصروا تلك الحقبة الزمنية أن الرجل كان يفعل العكس.
مثلًا لم نكن نسمع خلال هذه الفترة بأن الرجل كان يتزوج من فتاة أو امرأة أكبر منه في العمر ولو حتى بأشهر معدودة، كذلك لم يكن يرضى بأن يتزوج من امرأة من نفس عمره الأربعيني حتى وإن كانت عذراء، وأيضًا لم يكن ليوافق على الزواج من امرأة أصغر منه بالعمر ولكنها كانت متزوجة فيما مضى وانفصلت أو ترملت.
بمرور الوقت وبالدخول في الألفية الجديدة بدأت تلك الأفكار في التراجع بعض الشيء، فنجد مثلًا أن الرجل لا يزال يرى أنه من حقه أن يتزوج أي فتاة بالمواصفات التي يريدها أيًا كان وضعه لمجرد أنه رجل وهي امرأة يجب أن ترضى بالأمر الواقع، بينما نجد أن الفتاة أصبحت أكثر تمدنًا وتحضرًا وبدأت تفكر في فارق السن بينها وبين الشخص الذي يتقدم إليها لكي يتزوج بها.
هذا كله لم يقضِ تمامًا على فكرة وجود زواج بين الرجال في سن الأربعين والنساء في سن العشرين أو الثلاثين، وفيما يلي نموذجين مختلفين تمامًا عن بعضهما وكلاهما من الواقع، وتروي صاحبة كل تجربة ما مرت به في تجارب الزواج من رجل أربعيني بنفسها.
اقرأ أيضًا: تجارب الزواج من رجل ستيني
التجربة الإيجابية في الزواج من رجل أربعيني
أنا امرأة من دولة الإمارات العربية المتحدة أبلغ من العمر اثنين وثلاثين سنة حاليًا، ولقد خضت واحدة من تجارب الزواج من رجل أربعيني بنفسي وكانت أفضل وأجمل ما مررت وأمر به حتى الآن، أنا خريجة كلية الفنون الجميلة بجامعة الإمارات وكنت خلال فترة الدراسة أجهز لمشروع معرض لوحات خاص بي، واجتهدت جدًا حتى تمكنت من تنفيذه عقب التخرج مباشرة.
كنت مشغولة في متابعة خط سير مشروعي الخاص وفي نفس الوقت قررت أن أبدأ في تحضير دراسات عليا خاصةً بالفن التجريدي في الرسم، وحينما وصلت إلى سن الخامسة والعشرين كان هناك إعجابًا متبادلًا بيني وبين أحد الأشخاص وكان زميلًا لي في الجامعة من قبل، وكان أكبر مني بعام واحد فقط ولقد ارتبطنا رسميًا وأعلنا خطبتنا بعدها مباشرة.
كنت شديدة التعلق به وأحببته جدًا وكانت فترة الخطوبة المحددة هي عام واحد من بعدها يتم الزواج، ولكن من بعد الشهر الثالث بدأت أن ألاحظ شيئًا سيئًا فيه ولكنني تعمدت التغاضي عنه وتجاهله، وهو غيرته من كل وأي نجاح أقوم به مهما كان بسيطًا، لم أكن يومًا متكبرة ولم يكن يساعدني في أي شيء، ولكنني كنت حريصة كل الحرص على أن أشعره دومًا أنه لولا وجوده ما كنت لأصبح ناجحة في يوم من الأيام.
بدأت الخلافات في التزايد وكنت أحاول أن أتنازل وأتقدم أنا بالاعتذار منه بالرغم من كونه هو المخطئ ولست أنا، وأكثر من مرة في وسط شجارنا يقول لي أنني مهتمة فقط بنجاحي ولا أهتم بمشاعره، وحينما تكرر نفس الكلام في كل مرة تأكدت أنه يغار ولا يحب أن يراني في تقدم، وزاد الخلاف لدرجة أنه خيرني بين عملي وبينه لأنه يستغل حبي له ومشاعري الفياضة تجاهه.
هنا كان القرار أن أتخلى عن حبي له ولكن ليس من أجل عملي ومستقبلي فقط، بل لأنه لا يستحق هذا الحب ولا تليق به هذه المشاعر الجميلة، فقررت أن احتفظ بمشاعري وبمستقبلي معًا حتى وإن تألمت بسبب هذا القرار.
اقرأ أيضًا: مميزات وعيوب الزواج من امرأة أكبر منك
نتيجة تجربتي مع الزواج من رجل أربعيني
استكمالًا لعرض تجربتي التي تندرج تحت عنوان تجارب الزواج من رجل أربعيني، قررت بعد فسخ الخطبة أن أركز في عملي وأن أطور من نفسي لكي أتجاوز هذه الأزمة العاطفية، ونسيت أن أنظر إلى حياتي المستقبلية فيما يخص الزواج وتكوين أسرة سعيدة ورجل يشاركني نجاحي وسعادتي ويكون هو السبب في كل منهما.
كنت أخشى من فكرة الزواج وقررت أنني لن أتزوج وسوف أقضي ما تبقى من حياتي على هذه الحالة أعمل وأعيش لنفسي فقط، حتى أتممت عامي الثلاثين، في نفس السنة التقيت بالصدفة برجل في أول الأربعينيات من العمر، يحمل الجنسية المغربية وكان يأخذ جولة في المعرض الفني الخاص بي وكان عميلًا مميزًا.
لاحظت أنه يحاول لفت انتباهي إليه بأي شكل ويحاول أن يفتح معي أي حديث ليخلق مجالًا للتعارف، لست أدري حتى الآن لماذا شعرت تجاهه بتلك الراحة الغير مألوفة، ولكن ما أعرفه أنني بدأت تدريجيًا أهتم لأمره وأستجيب لدعواته من أجل الكلام.
كان رجلًا لطيفًا وكريمًا على خلق ودين، ولم يتزوج من قبل لأنه ولد في أسرة بسيطة وكان يسعى ويجتهد ليغير من مستوى أسرته المعيشي حتى أصبح من أثرى رجال الأعمال في المغرب، وبمرور الوقت شرحت له كل ما مررت به من قبل من صدمة عاطفية وتحديات قاسية لكي أحافظ على مستقبلي.
لقد رحب بكل شيء وطلب يدي للزواج ولا مانع لديه من أتابع عملي بعد الزواج شرط أن أنتقل معه في الزيارات الطويلة التي يذهب فيها إلى مدينة الرباط، لأن عمله في الأساس بمدينة دبي بالإمارات أي في نفس المدينة التي أعيش بها، ولقد تقدم لخطبتي وتم الزواج في أقل من ثلاثة أشهر استطاع من خلالها أن يجعلني أحبه بكل ما أوتيت من قوة.
لم أنظر إلى أن فارق السن بيني وبينه أبدًا وحتى أنني لم أشعر به، وبعد الزواج عشت ولا أزال أعيش معه في حالة من السعادة والهدوء والاطمئنان والراحة، ومضى على زواجنا حتى الآن عامان كاملان ولقد رزقت منه منذ بضعة أشهر بطفلة جميلة ورقيقة وبشوشة مثل والدها. من خلال ما رزقت وأنعم به يجب أن أوضح أنه ليست كل تجارب الزواج من رجل أربعيني سلبية أو قاسية، ولا يعد فارق السن عائقًا كبيرًا ولا يجب الاكتراث إليه إذا كان الشخص بالفعل جيد ويستحق كل ما لدينا من حب وطاقة.
اقرأ أيضًا: تجارب الدعاء للزواج من شخص معين
التجربة السلبية في الزواج من رجل أربعيني
أنا سيدة شابة أبلغ من العمر ثلاثين سنة بالضبط، أنتمي لإحدى محافظات الوجه البحري في جمهورية مصر العربية، تخرجت في كلية الآداب بقسم اللغة العربية وحصلت على درجة الماجستير في اللغة، كانت تجربتي التي مررت بها من أسوأ تجارب الزواج من رجل أربعيني على الإطلاق.
بدأ الأمر منذ تعييني كمدرس للغة العربية في إحدى مراكز تعليم اللغة العربية للأجانب، وهناك التقيت بأحد الزملاء وحدث التعارف ومن ثم بدأ الإعجاب المتبادل بيننا، وكنت حينها أبلغ من العمر خمسة وعشرون عامًا وهو كان في الحادية والأربعين من عمره، لم أكن أهتم بعمره لأنه لم يكن يبدو عليه السن مطلقًا وأيضًا كان بشوشًا ومرحًا ومنطلقًا على الدوام.
في إحدى الأيام أتى لي وصرح بحبه وإعجابه الشديد بشخصيتي وبذكائي، وطلب مني أن أحدد له موعدًا مع عائلتي لكي يتقدم لخطبتي منهم رسميًا، وبالطبع ما أن أخبرتهم بأنه أكبر مني بستة عشرة عامًا وكان متزوجًا من قبل ولكنه انفصل، حتى رفضوا الفكرة تمامًا ولم يدعوا أي مساحة للمناقشة.
بقيَ مصرًا ومصممًا على موقفه وبتمسكه هذا جعلني أزيد من إصراري على موقفي أنا أيضًا، وعاندت أهلي وتحديتهم كثيرًا وهددت بأنني لن أتزوج غيره وإن حاولوا أن يزوجوني بغيره سوف أنتحر، وأمام إصراري أنا وتصميمه هو الآخر وافق أهلي مضطرين على إتمام هذه الزيجة، ولم تكن فترة الخطبة طويلة بل دامت لستة أشهر فقط ثم تم الزواج.
مرَّ أول عام بيننا بعد الزواج بشكل هادئ وكانت الحياة تسير على وتيرة ممتازة، حتى انقلبت الأمور رأسًا على عقب وأصبحت أشعر أنني أعيش مع شخص أراه لأول مرة، فلقد تحول إلى شخص غيور بشكل جنوني يصل إلى الشك في كل شيء، أصبح يرفض كل طلب أطلبه منه مهما كان بسيطًا مع العلم أنه ميسور الحال.
يعرف أنني أحب عملي جدًا واجتهدت حتى حصلت عليه فمنعني عنه، وصل به الحد إلى التعدي اللفظي والجسدي، وتحملت كثيرًا وحاولت أن أصحح الوضع ولكنه كان من سيء لأسوأ، فقررت أن أنفصل عنه ولكنني تفاجأت بأني حامل في الشهر الثاني ولا يجوز شرعًا ودينًا أن أجهض هذه الروح البريئة بسبب مشاكل لا ذنب لها فيها.
عشت في هذا النزاع وتلك المأساة طوال فترة الحمل وحتى بعد ولادتي لابنتي الوحيدة، وكان والدها قد أصبح شديد الشح والبخل وسوء المعاملة، فخفت جدًا أن تتربى ابنتي في هذا الجو المسموم وتصبح معقدة، طلبت منه الانفصال بهدوء ولكنه رفض، فاضطررت إلى رفع دعوى طلاق في المحكمة ولقد كان الحكم في صفي بعد ستة أشهر.
اشتريت شقة جديدة أعيش فيها مع ابنتي في هدوء واستقرار ولكن هذه التجربة ضمن تجارب الزواج من رجل أربعيني كانت السبب في أ أصبحت نظرتي للمستقبل سوداوية، ودفنت في كياني ما كنت أتمتع به من مشاعر إيجابية وروح طفولية مرحة.
اقرأ أيضًا: هل الزواج قدر مثل الموت
مميزات الرجل في سن الأربعين
في إطار عرض أبرز تجارب الزواج من رجل أربعيني يجب أن نلقي نظرة أكثر عمقًا إلى هذا الأمر، ونعرف ما الذي يتميز به الرجل الأربعيني ويجعله مرغوبًا في هذه السن من قبل النساء، ومن أهم ما يميز الرجل في سن الأربعين:
- النضج والعقلانية.
- الهدوء والثبات الانفعالي.
- سعة الأفق وتفهم المجتمع والأشخاص المحيطين به.
- التفاهم والقبول.
- حرية التعبير ولكن بطريقة متزنة.
- توليه اهتمام كبير بالعلاقات الاجتماعية عامةً والعلاقات الأسرية خاصة.
- الحكمة في اتخاذ القرارات.
- الاستقرار المادي والعاطفي.
- الدقة المتناهية في الاختيار.
اقرأ أيضًا: الرجل قبل الزواج وبعده
سلبيات الرجل في سن الأربعين
كما توجد مميزات في تجارب الزواج من رجل أربعيني توجد في المقابل بعض السلبيات التي توجد في شخصية الرجل بعمر الأربعين، ومن بين أبرزها:
- تراجع الهرمونات الذكورية مثل التستوستيرون، مما يجعل الرجل لا يتمتع بالقدرة الجنسية الفائقة مثل السابق.
- قلة الانفتاح الفكري من ناحية العادات والتقاليد.
- زيادة الاحتمالية بالإصابة ببعض الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم أو الإصابة بمرض السكر أو أمراض القلب.
- سوء الحالة النفسية نتيجة القلق والتوتر من الدخول في سن الأربعين.
- الدخول في أزمة منتصف العمر.
- النظر لكل من هم حوله على أنهم أفضل منه بكثير.
- تراجع الثقة بالنفس.
تعتبر كل تجارب الزواج من رجل أربعيني حتى وإن لم تكلل بالنجاح التام، كانت في يوم من الأيام تحمل ولو طابعًا واحدًا إيجابيًا، ويجب على كل امرأة أن تركز وتمعن النظر في كل ما يخص شريكها الأربعيني من قبل الزواج.