ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن
ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن هي ايه من القرآن الكريم جاءت في كتاب الله عز وجل جملة من الأوامر والنواهي، ومنها قوله تعالى ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن، والذي سنتعرف عبر موقع وميض على تفسيره والمراد منها في هذا المقال.
اقرأ أيضًا: ومن يتق الله يجعل له مخرجًا سبب نزول الآية
ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن
- ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن هو جزء من آية في كتاب الله عز وجل في سورة النور.
- حيث جاءت في ختام الآية 31 وهي الآية الآمرة بالحجاب وغض البصر للنساء وفيها جملة من الأحكام الأخرى.
- والآية بتمامها يقول الله عز وجل فيها:
“وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ
أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ
وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”
النور 31.
اقرأ أيضًا: تفسير إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب
سبب نزول ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن
- جاء عن أهل العلم بالتفسير في سبب نزول هذه الآية أنه كان هناك نساء في الجاهلية يلبسن الخلخال، حيث كُنَّ يردن التباهي بلبسه وإظهار جمالهن وحسنهم للناس، فكن إذا مشين قمن بالضرب بأرجلهن.
- وهذا الضرب بالأرجل كان يُسمع الناس قعقعة هذا الخلخال فيكون وقعه عليهم شديدا حيث أنه يلفت لهن الأنظار، فجاء في الآية الأمر بالستر وإخفاء الزينة وكذا النهي عن الضرب بالأرجل لما فيه من العلة المشابهة لإبداء الزينة.
تفسير ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن
- بعدما ذكر الله عز وجل النهي عن غض البصر للنساء تكلم سبحانه عن النهي عن إبداء الزينة ثم جاء الحديث عمن يجوز كشف الزينة لهم وهم محارم المرأة ومن يلحق بهم في الحكم من الأطفال وغيرهم.
- ثم جاء الحديث عن الضرب بالأرجل إلحاقا له بمبدأ الزينة المذكور في بداية الآية فقال
“ولا يضربن بأرجلهن”.
- أي لا يتعمد النساء الضرب بقوة في الأرض أثناء المشي لتصدر الحلي التي يلبسونها صوتا يلفت أنظار الرجال.
- ثم قال تعالى:
“ليعلم ما يخفين من زينتهن”.
- فذكر العلة من هذا النهي وهي أن هذا الضرب في الأرض وإبداء الزينة.
- فهي للنظر ليست ظاهرة ولكن بهذا الضرب في الأرض أصبحت كالظاهرة بل أكثر إلفاتا لنظر الرجال.
- ثم جاء بعدها الأمر بالتوبة لجميع المؤمنين والمؤمنات ممن كانوا يقعون في هذه المنهيات فقال “وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون”.
اقرأ أيضًا: الله يتوفى الأنفس حين موتها
فوائد من ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن
تضمنت الآية الكريمة فوائد عظيمة منها:
- قاعدة سد الذرائع والتي يقصد بها أن الأشياء التي تؤدي للحرام تأخذ حكمه.
- فقد جُعلت المحرمات على قسمين محرمات لذاته ومحرمات لغيرها أي لما تفضي إليه من محرم.
- وفي كل منهما حكمة يعلمها الله عز وجل لمن يشاء من عباده، وقد أراد الله عز وجل أن يكشف لنا العلة في هذا الحكم.
- ومن الفوائد كذلك حفظ الله عز وجل لعباده بأمره بما ينفعهم ويصلح دينهم ودنياهم ونهيه عما يفسدهم أو يؤدي بهم إلى الفساد.
- ومن الفوائد أيضا أن الله عز وجل لم يحرم الزينة نفسها بل أباحها فقال:
“قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ” الأعراف 32.
- ولكن الذي حرم هو إظهارها لغير أهلها فأعطى للمرأة الحق في التمتع بكل زينة ولم ينهها عن فطرتها.
- وإنما حد ذلك بحدود وأشخاص معلومين يمكنها التزين أمامهم وأما عموم الناس فلا حفظا لها واهتماما بشأنها.
أحكام فقهية مستنبطة من ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن
جاءت الآية بكثير من الأحكام الفقهية التي تخص المرأة المسلمة والتي لا تستغني عنها في معرفة دينها، ولا عجب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خص سورة النور فأمر النساء بتعلمها وتعليمها للبنات، ومن الأحكام الفقهية في الآية:
- تحريم لبس الخلخال الذي يسمع صوته أمام الرجال الأجانب، ومنها أنه من الواجب على النساء ستر أقدامهن فإذا كان مجرد إظهار الصوت محرما فكيف بالقدم نفسها.
- وقد استنبط بعض العلماء من هذه الآية عدم جواز رفع المرأة لصوتها في وجود الأجانب، فقالوا إذا كان صوت خلخالها منهيا عنه فكيف بصوتها هي الذي هو أبلغ في الفتنة وأوقع في قلوب الرجال.
- ومن الأحكام الفقهية كذلك جواز لبس الخلخال في حال أنه لم يظهر للأجانب وكذلك لم يسمع له صوت.
- ومنها أن الله عز وجل لم يحرم شيئا إلا وجعل من المباحات ما يرفع عن المؤمنين حرج تحريمه.
اقرأ أيضًا: كيفية قراءة سورة يس لقضاء الحوائج
وهكذا ذهبنا في رحلة ماتعة في رحاب قوله تعالى ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن فلتحرص النساء على تعلمها والعمل بها.