ألم الرجلين بعد الحقن المجهري
هل يُعد ألم الرجلين بعد الحقن المجهري أمرًا طبيعيًا ومُتوقعًا؟ وما هي أبرز العلامات والأعراض التي تُشير إلى نجاح عملية الحقن المجهري من عدمه؟ لا يُمكن لأحدٍ أن يُنكر كون هذه الأسئلة دائمًا ما تكون لسان حال السيدات اللاتي يخُضن تجربة الحقن المجهري، وعبر منصة وميض سنسعى لمُساعدتكُن بالإجابة عن هذه الأسئلة.
ألم الرجلين بعد الحقن المجهري
الحقن المجهري أو ما يُعرف علميًا باسم الإخصاب في المُختبر يُعد واحدًا من أشهر الاستراتيجيات والآليات التي يتم من خلالها المُساعدة في الإنجاب بشكل علمي، ويتم اللجوء إلى هذا الإجراء في حال ما كان هُناك مُشكلة لدى الزوجين في الإنجاب.
من المعروف أن الحقن المجهري يمُر بالعديد من المراحل، فتتمثل الخطوات التي يتم إجراء هذه العملية فيها على كُل ما يلي:
- تنشيط المبيضين لتعزيز عملية إنتاج البويضات الناضجة والصالحة للتخصيب.
- سحب البويضات من المبيض الخاص بالمرأة.
- العمل على تخصيبها بشكل خارجي عن طريق استخدام أقوى الحيوانات المنوية وأكثرها صحة وكفاءة.
- بعد تخصيب البويضة يبدأ الجنين في التكون ويكون الحمل في الأمتار الأولى له بشكلٍ خارجي.
- في هذه الخطوة يُمكن تجميد البويضة المُخصبة بالجنين أو نقلها وإعادتها إلى رحم المرأة في حال ما رغبت في بدء الحمل، وحينها يُستأنف الحمل ليبدأ بشكله الطبيعي في جوف الأُم كما هو الحال مع الحالات الطبيعي للحمل.
من الجدير بالذكر أن هُناك العديد من العوامل التي تختلف وتتفاوت باختلاف حالة الخلل التي يُعاني منها الزوجين أو أحدُهُما، ولكن من الثوابت فيما يخص الحقن المجهري ظهور بعض الأعراض الجانبية غير المرغوب فيها على السيدة التي خضعت إلى هذا الإجراء الطبي والعلاجي.
بالاطلاع على ما تم إجراؤه من أبحاثٍ ودراسات نجد أن هُناك أعراضٌ أكثر شيوعًا من غيرها، ويتربع على عرش هذه القائمة ألم الرجلين بعد الحقن المجهري، وقد يكون هذا الألم مصحوبًا بأوجاعٍ حول منطقة الثديين، كما أن النزيف والتشنجات العضلية تُعد من الأمور التي يُحتمل حدوثها.
يرجع السبب الرئيسي وراء كافة هذه الأعراض إلى ما يشهده جسم السيدات اللواتي خضعن للحقن المجهري من تغيُراتٍ هرمونية، فتظهر هذه الأعراض بعد نقل الأجنة، وتزداد في حدتها على إثر تناول عقاقير هرموني البروجسترون والاستروجين.
اقرأ أيضًا: أعراض الحمل بعد عملية الحقن المجهري
علامات تُفيد نجاح عملية التخصيب الصناعي في المُختبر
من المؤكد أن عملية التخصيب لا تشتمل فقط على الجانب السيئ والسلبي وما يحتوي عليه من آثار جانبية مثل ألم الرجلين بعد الحقن المجهري، إذ أن هُناك بعض العلامات التي تظهر وتطرأ على السيدة لتُثبت كون ما تم الخضوع له من إجراءات كان ناجحًا.
فمن المعروف لدى الجميع كون اختبار الحمل يُقام بعد إتمام عملية الزرع والحقن المجهري في المُختبر بقرابة الأسبوعين، وفي واقع الأمر تمُر هذه الأيام على السيدة التي خضعت للعلاج أشبه بكونها أبدية، لذا يتم الميل إلى مُلاحظة العلامات الإيجابية الأولية لنجاح الإجراء، ومن أبرز العلامات التي تُبشر بذلك كُل ما يلي:
1– التشنجات العضلية Cramping
يتم الإشارة إلى التشنجات العضلية بكونها أولى العلامات التي تُبشر بنجاح عملية نقل الأجنة، والتي تُعد بدورها من خطوات الحقن المجهري أو التخصيب في المُعمل والمُختبر، مع العلم أن هذه التشنجات قد تُصيب الساقين، اليدين وغيرها من الأنسجة العضلية.
هذا يعني أن الشعور بألم الرجلين بعد الحقن المجهري قد لا يكون بسبب ارتفاع نسب ومُعدلات الهرمونات مثل البروجسترون والاستروجين.
فقد يكون السبب وراء هذه الآلام نجاح عملية التخصيب وإطلاق صافرة بدء الحمل بشكلٍ رسمي، وفي واقع الأمر لا يُمكن الاستناد إلى كون هذه التشنجات دليلًا قاطعًا على نجاح التخصيب، وإنما من العوامل التي قد تُبشر بذلك.
2- تقرحات والتهابات الثديين Sore breasts
التهاب الثدي والشعور بالحساسية المُفرطة لمنطقة الهالة والحلمتين يُعد من أبرز ما يُشير إلى نجاح عملية التخصيب، فمن المعروف كون هذا الالتهاب والتورم يُعتبر من علامات الحمل المُبكرة، وكُلما زاد الشعور بالألم على إثر لمس الأثداء كُلما زادت احتمالية الحمل.
لكن من الضروري أن تستمر هذه الآلام لفترة من الزمن حتى يُشار إليها بشكل رسمي على كونها من علامات نجاح عملية التخصيب، إذ أن ما تتناوله السيدة من عقاقير هرمونية أثناء هذه الفترة العلاجية قد يكون سببًا في هذه الآلام.
فهذه العلاجات تُحاكي فترة الحمل وما يحدث للجسم من تغيُرات هرمونية واضطرابية على إثرها، مع العلم أن تناول هذه العقاقير بشكل فموي أو عن طريق الحقن له نفس الآثار الجانبية.
اقرأ أيضًا: أعراض الحمل بعد عملية الحقن المجهري
3- زيادة الرغبة في التبول Increased need to pee
الرغبة المُتزايدة في الدخول إلى الحمام وخاصةً ما يتسبب منها بالاستيقاظ من النوم أثناء الليل قد تكون من أكثر علامات ودلالات الحمل المُبكر شيوعًا على الإطلاق، كما أن هذا التبول قد يكون مصحوبًا بانقطاع الدورة الشهرية، وعلى الرغم من ذلك تُعتبر كثرة ارتياد المرحاض من العلامات التي تُلاحظ بنسبة أكبر مما يُصيب الدورة الشهرية من انقطاع.
السبب الرئيسي في كثرة الرحلات إلى الحمام يرجع إلى ارتفاع نسبة هرموني الحمل والأنوثة على حدٍ سواء، وفي حال ما نجح الحمل يتزايد مُعدل التبول على إثر ارتفاع نسبة الدم في الجسم عن الاحتياج الطبيعي للسيدة.
لكن في الوقت ذاته قد تكون كثرة التبول ناتجة عن الإصابة بالتهاب المسالك البولية، مع العلم أن هُناك علامات أُخرى قد تتزامن مع كثرة التبول في حال ما كان السبب وراءها التهاب، ومن أبرز هذه العلامات:
- الرغبة في التقيؤ.
- الميل إلى الغثيان.
- النزيف.
- عدم القُدرة على تخزين البول في المثانة.
- الشعور بألم أثناء التبول.
- الإصابة بالحُمى.
آلية إجراء الإخصاب الصناعي في المُختبر
على الرغم من كثرة الأعراض الجانبية التي تتزامن مع القيام بالإخصاب الصناعي في المُختبرات الطبية مثل ألم الرجلين بعد الحقن المجهري وغيرها من تشنُجات البطن، العضلات وآلام العظام إلا أن هذا النوع من الإجراءات ساهم كثيرًا في جعل فكرة الحمل على الرغم من كثرة الاضطرابات والحالات الصحية المرضية التي يُعاني منها الشريكين أمرًا مُمكنًا إلى حدٍ كبير.
من الجدير بالذكر أن سلسلة الإجراءات التي يتم اتباعها في سبيل تطبيق عملية الحقن المجهري تعتمد في المقام الأول على الحالة الخاصة بالزوجين، وعلى إثر ذلك يتم اللجوء إلى إحدى الوسائل الآتي ذكرها:
- استعمال بويضة الأُم وتخصيبها بحيوانات منوية خاصة بمُتبرع غير الأب.
- استعمال بويضة الأُم مع تخصيبها بالحيوانات المنوية للشريك.
- استعمال بويضة من مُتبرعة غير الأُم وتخصيبها بالحيوان المنوي للشريك.
- استعمال بويضة وحيوانات منوية نتاج التبرع ووضعهما في رحم الأُم.
- العمل على زرع جنين مُتبرع به بالفعل إلى رحم الأُم التي ترغب في الحمل.
كما أنه في بعض الأحيان قد يلجأ الطبيب المُختص إلى زرع الأجنة الناتجة عن بويضة الأُم والحيوانات المنوية للأب في جسد امرأة أُخرى، وهو ما يُعرف علميًا باسم زرع الأجنة في بديل “implant embryos in a surrogate”.
نظرًا لاختلاف العوامل والسُبل التي يُمكن من خلالها تطبيق عملية الحقن المجهري تختلف على إثر ذلك درجة نجاح العملية، إذ أن مُعدل نجاح التلقيح الاصطناعي يتراوح وفقًا لما جاء من تقارير على لسان جمعية الحمل الأمريكية من 41 وحتى 43% من إجمالي الحالات، وهذا للسيدات دون سن الخامسة والثلاثين.
أما عند بلوغ السيدات ما يُعرف بسن اليأس وهو السن الذي يتم الوصول إليه فور تخطي حاجز العقد الرابع وبداية الخامس فتنخفض هذه النسبة بشكل كبير ليتراوح مُعدل نجاح الزرع على إثر التقدم في العُمر إلى ما بين 13 وحتى 18% فقط، وعلى الرغم من ذلك تبقى هذه النسبة كبيرة مُقارنةً باحتمال الحمل الطبيعي بكُل تأكيد.
اقرأ أيضًا: أسباب ألم الرجلين عند النساء وعلاجه
على الرغم من كثرة ما قد يظهر على السيدة من أعراض مثل ألم الرجلين بعد الحقن المجهري، نزيف الانغراس وانقطاع الدورة الشهرية ونزيف الطمث إلا أن بعض الحالات قد لا تُعاني على الإطلاق من أي أعراض، ولكن هذا لا يدعو إلى القلق، فقد يكون السبب وراء ذلك قُدرة الجسم على التأقلم مع ارتفاع الهرمونات ليس إلا.