طبقات الأرض فوق المقابر الفرعونية
طبقات الأرض فوق المقابر الفرعونية، قد تختلف من منطقة إلى أخرى حسب طريقة الدفن وما إذا كان الشخص الذي تم دفنه من طبقة الملوك والنبلاء أو من طبقة الفقراء، ويمكن القول بأن المقابر الفرعونية مثالًا لتطبيق المعتقدات الدينية التي تتحدث عن أفكار المصري القديم في نظرية البعث والخلود لتصبح من أبرز الآثار والحضارات القديمة إلى يومنا هذا، ولمعلومات أكثر حول هذا الموضوع تابعونا عبر منصة وميض.
اقرأ أيضًا: هل يوجد مقابر فرعونية في أرض طينية
طبقات الأرض فوق المقابر الفرعونية
لقد كان الهدف الأساسي من طرق الدفن المتنوعة عند القدماء المصريين في المقام الأول، هو المحافظة على جثامينهم من التلف كاعتقاد بأن هناك بعث وخلود ولابد عند عودة الروح مرة أخرى أن يكون الجسد بكامل هيئته كما كان.
بالإضافة إلى أن الملوك والفراعنة كانوا يقومون بدفن أموالهم وممتلكاتهم في مقابر دفنهم، منعًا لتبديدها أو سرقتها من اللصوص آنذاك، لذلك تم وضع طبقات الأرض فوق المقابر الخاصة بالفراعنة وكانت مُرتبة كـ التالي:
طبقة الخرسان
هذه أول طبقات الأرض الملامسة لسقف المقبرة، حيث تكون طبقة صلبة للغاية ومن الصعب اختراقها أو إتلافها بسهولة.
طبقة الرمل اللامعة
تعد ثاني طبقات الأرض وهي عبارة عن طبقة رملية مخلوط معها مادة لامعة تكون من الذهب أو الفضة، ويتم وضعها فوق الطبقة الخرسانية لسقف المقبرة نفسه.
طبقة الحناء
يتم وضع طبقة الحناء عند مدخل المقبرة لحمايتها من الرطوبة، بالإضافة إلى منع دخول أي شيء قد يضر المقبرة، وقد اعتاد المصريين القدماء استخدام الحناء من ضمن طبقات الأرض فوق المقابر الخاصة بالفراعنة.
طبقة الصخور
تعد هذه الطبقة جزء من تكوين طبقات الأرض، حيث تعمل على حماية المقبرة من أن يتم اختراقها أو سرقتها.
طبقة الطين
تتكون الطبقة الطينية نتيجة فعل التيارات الهوائية، مما يؤدي هذا التكوين إلى أن تصبح الطبقة العليا من طبقات الأرض.
اقرأ أيضًا: طريقة فتح سقف مقبرة فرعونية
أنواع المقابر الفرعونية وتكوينها
لقد كان المصري القديم صاحب التطور والازدهار والحداثة والتشييد، وغيرها الكثير من الأمور التي لازال علماء الآثار مُتحيرين منها، خاصة في طريقة الدفن والتحنيط، وبينما تختلف طبقات الأرض فوق المقابر الفرعونية، فإن هذا جعل بنايات المقابر تتخذ أشكالًا وأنواعًا مختلفة، نذكر منها ما يلي:
مقابر العصور الوسطى
هذه إحدى اشكال المقابر الفرعونية، وهي عبارة أهرامات صغيرة تم تكوينها من الطوب اللبن والحجر بها نقوش داخلية، وأيضًا الكثير من الحجر لدفن الموتى، وتم الاهتمام بالرسومات في الداخل لتعبر عن البعث والحياة الأخرى.
مقبرة الهرم الأكبر
تم تشييد هذه المقبرة من خلال الملك خوفو وتوجد في هضبة الجيزة، حيث تم بناؤها على مساحة 10 فدان وبارتفاع 146 متر، ولكن نتيجة عوامل التعرية الهوائية أصبح ارتفاع المقبرة 138 متر.
مقبرة سنفرو
تعرف هذه المقبرة بالهرم الأحمر نظرًا لاستخدام الحجارة ذات اللون الأحمر في البناء، وهي خاصة بالملك سنفرو، وتوجد المقبرة في منطقة دهشور.
مقابر الهرم المنحني
يعد سبب تسمية هذه المقابر بالهرم المنحني هو تغير زاوية الهرم نتيجة ثقل الحجارة أثناء البناء، فحدث انكسار أو انحناء فعرف فيما بعد بالهرم المنحني.
مقابر الهرم الشكلي الكامل
توجد في منطقة ميدوم وصولًا إلى جنوب دهشور، وهي إحدى مراحل البناء الثانية للمقابر الهرمية، وتم إضافة بعض تغييرات جعلت منه بناء متطور بدرجة كبيرة.
مقابر الهرم المدرج
بعد أن تطور بناء المقابر من المصطبة المكونة من الطوب اللبن وصولًا إلى الهرم المدرج المبني من الحجر الجيري، وأول من أسس هذا الهرم هو المهندس إمحوتب الذي أحدث تطورًا في بناء المقابر، حتى أنه قام ببناء العديد من المقابر للملك زوسر في منطقة سقارة.
مقبرة البئر
البئر هي الجزء الذي يصل إلى أسفل المقبرة لينتهي بحجر الأساس والدفن، حيث يتم بناءه باستخدام الطوب اللبن وكان يتم تشييده بشكل عمودي، ثم تطور الأمر إلى أن تم إنشائه بشكل منحدر، ثم أن وصل إعداده على هيئة دَرج هابط ليصل إلى حجرة الدفن.
مقابر المصطبة
في بادئ الأمر كانت المقابر الفرعونية يتم بناؤها على هيئة مصطبة، أي أن المقبرة فوق سطح الأرض كانت تأخذ شكل المستطيل، ويكون هذا هو الجزء العلوي للمقابر.
اقرأ أيضًا: عجائب الدنيا السبع القديمة مع الصور
طبقات الدفن عند الفراعنة حسب الطبقة الاجتماعية
اختلف بناء المقابر الفرعونية وتطور إلى أن أصبحت أبنية أثرية ذات فخامة لا مثيل لها بفضل الرسومات والنقوش الموجودة عليها، ولكن في حالة أن كان هناك موتى من طبقة اجتماعية كبيرة إلى طبقة اجتماعية أقل، فحينها تختلف طرق الدفن، إلى جانب أنهم كانوا يقومون بدفن موتاهم حسب طبقات الأرض فوق المقابر الفرعونية، ومن بين طرق الدفن حسب الطبقة الاجتماعية للمصري القديم نذكر ما يلي:
الطبقة الفقيرة
تتنوع طريقة التحنيط والدفن بالنسبة لأصحاب الطبقة الفقيرة من حيث القيام بتنظيف المعدة والأمعاء، ثم وضع الجسد كاملًا في محلول ملح النطرون لمدة 60 يومًا، كما كانوا يقومون باستخدام الأقمشة والمنسوجات العادية في تغطية الموتى بدلًا من استخدام الكتان.
الطبقة المتوسطة
في هذه الطبقة الاجتماعية يتم استخدام حقنة بزيت الأرز للحفاظ على كافة أعضاء الجسم من الداخل، فلا تتلف كما كانوا يستخدمون ملح النطرون داخل الجسم لعدد من الأيام، ثم يتم شفط زيت الأرز من الجسم بالكامل، حتى لا يتبقى سوى العظم والجلد، ويتم دفنهم داخل توابيت أو صناديق مصنوعة من الخشب.
الطبقة الخاصة بالملوك والنبلاء
تختلف طرق الدفن بالنسبة لهذه الطبقة عن غيرها من الطبقات الاجتماعية السابق ذِكرها، حيث يتم إزالة كل أعضاء الجسم الداخلية باستثناء عضو القلب، ثم البدء في تنظيف الجسد بشكل دقيق للغاية من الداخل من خلال استخدام مواد طبيعية من العطور والنباتات المخصصة لذلك.
ثم يتم لف الجثمان في قماش من الكتان ووضعه في الصندوق حسب درجة المتوفى بين أسرته من الملوك والنبلاء، فمنها توابيت مصنوعة من الذهب ومنقوش عليها شكل الملك، كما كان يتم وضع الممتلكات والثروات الخاصة بهذا الملك، لاعتقادهم بحياة البعث والخلود من جديد.
اقرأ أيضًا: كيف تعرف مكان الكنوز بالقران
أشكال التربة وطبيعتها عند دفن الموتى عند الفراعنة
عندما استخدم القدماء المصريين طبقات الأرض فوق المقابر الفرعونية، كان ذلك من خلال دراسة استطاعوا بها أن يحددوا نوع أو شكل التربة المناسبة لدفن الموتى حسب طبيعتها.
وكان هذا بغرض الحفاظ على جثامين الموتى خاصة من أصحاب طبقة الملوك والحكام الفراعنة الذين كان لهم دور بارز في تلك الفترة، إلى جانب اعتقادهم بفكرة البعث والحياة الأخرى، وتوجد 3 أنواع من التربة نذكر منها ما يلي:
التربة الطينية
لم يتم استخدام هذه التربة بشكل كبير في دفن الموتى الفراعنة خاصة الملوك، وهذا لأنها تربة غير متماسكة ولكنها كانت أكثر استخدامًا في الزراعة، وتوجد التربة الطينية بجانب نهر النيل.
وقد أكد علماء الآثار على أن الجثامين المدفونة للفراعنة في هذه التربة كان من السهل اختراقها والتعدي عليها بسرقتها مما كان يتسبب هذا في اتلافها.
التربة الرملية
بسبب نوع هذه التربة المرنة والغير جيدة لدفن الموتى الفراعنة، فلم يتجه المصري القديم إلى استخدامها، نتيجة للتغييرات التي كانت تحدث بفعل العوامل البيئية المختلفة، مما كان يؤثر ذلك على حماية الجثامين من الملوك والملكات.
التربة الصلبة
تتكون هذه التربة من الخرسان والصخر المتماسك الذي يصعب اختراقه، لذلك كان يعتمد المصري القديم على استخدام هذه التربة في دفن الموتى لتمتعها بالصلابة، وهذا يساعد كثيرًا على حماية جثث الموتى الفراعنة وممتلكاتهم ومجوهراتهم.
تعتبر التربة الصلبة هي الأفضل لأنها خالية من العوامل التي تعمل على رطوبة المقابر، ومن ثم فإنها حصن قوي لحماية الجثث من التلف والعوامل البيئية المختلفة.
اقرأ أيضًا: كم تبعد الشمس عن الأرض
وفي النهاية لا يسعنا إلّا أن نقول بأن المصريين القدماء كانوا عباقرة عصرهم، حينما قاموا بتطوير طبقات الأرض فوق المقابر الفرعونية من خلال تحديد نوع التربة المناسبة لدفن موتاهم، كما أنهم صنعوا تاريخًا من التطور والازدهار وطرق للدفن باستخدام المواد الكيميائية المتنوعة والمميزة تاركين خلفهم ثروة وقيمة أبهرت العالم ولا زالت.