هل تحرم الزوجة على زوجها إذا جامعها من الخلف
هل تحرم الزوجة على زوجها إذا جامعها من الخلف؟ ولماذا حرم الله أن يأتي الزوج امراته من الدبر؟ فالأحكام التشريعية التي سنها الله عز وجل في أمر الزواج من الضروري ألا يتهاون المسلم في تنفيذها، حتى لا يصيب حد من الحدود التي ذكرها الله عز وجل في محكم التنزيل فتكون له العاقبة التي لا يحسد عليها، لذا ومن خلال منصة وميض سنجيب على كافة التساؤلات التي تدور حول ذلك الأمر.
هل تحرم الزوجة على زوجها إذا جامعها من الخلف
يقول الله جل في علاه في محكم التنزيل في سورة البقرة الآية رقم 223:” نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ” أي أن الله عز وجل عندما شرع للمؤمن أن يتزوج، كان الأمر مقتضي على القبل وهو موضع الحرث.
كما أنه له يستمتع بها من خلال ملامستها ومداعبتها كيفما شاء، إلا أن الوطء من الخلف من الأمور التي حرمها الله عز وجل تحريمًا قطعيًا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، في رواية عبد الله بن عمر: “لا ينظرُ اللهُ إلى رجلٍ أتى رجلًا أو امرأةً في الدَّبُرِ“.
إلا أن ذلك لا يجعل امرأته محرمة عليه، فلا يوجد هناك نص ديني من شأنه أن يقر بذلك، إلا أنه من وقع في ذلك الإثم عليه أن يتوب إلى الله عز وجل التوبة النصوح، وذلك من خلال كثرة الاستغفار والتوبة على ما اقترف والعزم على عدم تكراره مرة أخرى.
المحرمات في العلاقة الزوجية
بعد أن تعرفنا على جواب سؤال هل تحرم الزوجة على زوجها إذا جامعها من الخلف، علينا أن نعرف أنه هناك الكثير من الأمور التي حرمها الله عز وجل في العلاقة الحميمة، والتي من الضروري التعرف عليها من أجل عدم الوقوع فيها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية النعمان بن البشير:
“ الحلالُ بيِّنٌ والحرامُ بيِّنٌ وبينَهُما مشتَبِهاتٌ لا يعلمُها كثيرٌ منَ النَّاسِ فمنِ اتَّقى الشُّبُهاتِ استبرَأ لدينِهِ وعِرضِهِ ومن وقعَ في الشُّبُهاتِ وقعَ في الحرامِ كالرَّاعي حولَ الحِمى يوشِكُ أن يرتَعَ فيهِ ألا وإنَّ لِكُلِّ ملِكٍ حِمَى ألا وإنَّ حِمَى اللَّهِ محارمُهُ ألا وإنَّ في الجسَدِ مُضغةً إذا صلُحَتْ صلُحَ الجسَدُ كلُّهُ وإذا فسَدَت فسَدَ الجسَدُ كلُّهُ ألا وَهيَ القَلبُ” (صحيح).
لذا على المسلم أن يراعي أن تكون كافة الأمور التي يقوم بها هي التي أحلها الله عز وجل، حتى ينال ثوابها، فممارسة العلاقة الحميمة دون أن يكون هناك أي من الأمور التي حرمها الله عز وجل تكون سببًا في أن يحصل المسلم على الثواب مثلما يجمع الذنوب حال الوقوع في المعصية.
لذا ومن خلال ما يلي سوف نتعرف على المحرمات في العلاقة الحميمة بخلاف الإتيان في الدبر، وذلك من خلال ما يلي:
1- الجماع أثناء الدورة الشهرية
في سياق التعرف على جواب سؤال هل تحرم الزوجة على زوجها إذا جامعها من الخلف، يجب أن نعرف أن المرأة من شأنها أن تمر بالعديد من التغيرات الهرمونية، ومن أهمها الدورة الشهرية التي تأتي إليها لتمنعها من الصلاة والصوم برخصة من الله عز وجل، كما تمنعها من ممارسة العلاقة الحميمة كونها تتسبب في الكثير من الأضرار في تلك الأيام للطرفين.
فقد قال الله عز وجل في محكم التنزيل في سورة البقرة الآية رقم 222:” وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ“.
الجدير بالذكر أنه هناك الكثير من الرجال الذين يتحايلون على الدين، فيقومون بشراء الواقي الذكري من أجل استعماله في تلك الأيام من أجل الممارسة الحميمية، إلا أن ذلك الأمر يعتبر استهانة بأحكام الله عز وجل وتشريعاته، وفي تلك الحالة يقع المسلم في الإثم المبين.
كذلك على المرأة ألا تطيع زوجها في ذلك الأمر، فالإجماع على ما حرم الله عز وجل لا يحله، بل يجب على كل مسلم ومسلمة أن يكونا ملتزمين بتعاليم دينهما، وذلك امتثالًا لقول الله عز وجل:
” ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ” سورة الحج الآية رقم 32.
من الضروري على المرأة أن تعرف أنه هناك فروقات بين دم الحيض والنزيف، حيث إنه من حق الرجل أن يعاشرها إن لم تكن في أيام الحيض، والذي أتى وصفه في الحديث الشريف في رواية أبو إمامة الباهلي:
” دمُ الحيضِ أسودُ خاثِرٌ تعلوهُ حُمرةٌ ودمُ الاستحاضةِ أصفرُ رقيقٌ وفي لفظٍ لهُ دمُ الحيضِ لا يكونُ إلَّا دمًا أسودَ عبيطًا تعلوهُ حمرةٌ ودمُ المستحاضةِ رقيقٌ تعلوهُ صفرةٌ“.
إلا أنه من باب أولى ألا تقوم بالمعاشرة الحميمة إلى أن ينتهي ذلك النزيف تجنبًا للمخاطر الصحية.
اقرأ أيضًا: هل تختار المرأة غير زوجها في الجنة
2- الجماع في نهار رمضان
على الرغم من أن العلاقة الحميمة قد شرعها الله عز وجل ما دام الرجل يأتي من قبلها، وهو الأمر الذي تعرفنا عليه من خلال الجواب على سؤال هل تحرم الزوجة على زوجها إذا جامعها من الخلف، إلا أن الله عز وجل قد حرم على الزوج أن يجامع زوجته في نهار رمضان، فقد قال الله عز وجل في محكم التنزيل في سورة البقرة الآية 187:
” أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ“.
لذا على المسلم أن يعلم أنه كما منعه الله من الطعام والشراب في نهار رمضان، فإنه يمنع من المعاشرة الزوجية، وأنه عليه التوبة إن وقع في ذلك الأمر، وذلك من خلال التعرف على كفارته التي قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال الحديث الشريف الذي جاء في رواية أبي هريرة:
” عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمثلِه، يعني حديثَ: أنَّ رَجُلًا قال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي وَقَعتُ بأَهْلي في رَمَضانَ، قال: أعتِقْ رَقَبةً، قال: ما أجِدُها يا رسولَ اللهِ، قال: فصُمْ شَهرَينِ مُتَتابعَينِ، قال: ما أستطيعُ، قال: فأطعِمْ سِتِّينَ مِسكينًا، قال: ما أجِدُه يا رسولَ اللهِ، قال: فأُتِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمِكتَلٍ فيه قَدْرُ خَمسةَ عَشَرَ صاعًا تَمرًا، قال: فخُذْ هذا، فتصدَّقْ به، قال: على أحوَجَ مِنِّي وأهْلِ بَيتي، قال: فكُلْه أنتَ وأهْلُ بَيتِكَ، وصُمْ يومًا مكانَه، واستغفِرِ اللهَ عزَّ وجلَّ”.
اقرأ أيضًا: أسباب تجعل المرأة تطلب الطلاق
اقرأ أيضًا: متى تحرم الزوجة على زوجها حرمة أبدية؟
يجب على المسلم أن يخضع لما أمر الله سبحانه وتعالى، وليعلم أنه مع منعه من شيء إلا كان له الضرر البالغ، كما في الجواب على سؤال هل تحرم الزوجة على زوجها إذا جامعها من الخلف