هل الشكل مهم في اختيار الزوج
هل الشكل مهم في اختيار الزوج؟ وما هي معايير الزواج؟ حيث تنقسم الآراء حول ما إذا كان الشكل من معايير اختيار الزوج أم يمكن الاعتماد على الصفات الجوهرية بشكل أكبر، وذلك ما سوف نتعرف عليه بشكل مفصل عبر منصة وميض.
هل الشكل مهم في اختيار الزوج
الزواج هو طبيعة فطرية تتواجد بداخل كل بني أدم، وذلك من أجل تكوين أسرة قائمة على الحب والمودة والطمأنينة، وهو العلاقة التي يتم من خلالها مشاركة الأحزان والأفراح والتقليل من ضغوط الحياة، فضلًا على أن تبني وتعيش في المجتمع بشكل صحي وسليم.
لذا اختيار الزوج أو الزوجة من أهم العوامل التي يجب أن تقوم على الكثير من المبادئ المختلفة وأهمها الديني والأخلاق، فلا يجوز عدم النظر إلى الأخلاق الاجتماعية والدينية في الزواج حيث إن ذلك من شأنه أن يؤدي إلى الكثير من المشكلات فيما بعد.
من ناحية أخرى عندما تلتقين بشريك حياتك، فسوف تشعرين كونه لا يوجد به غلطه، فكل حواسك تنجذب إليه بدايةً من العيون إلى صوته، ومن ثم تريدين التعرف عليه بشكل أكبر، فثبت من خلال العديد من الدراسات المختلفة أن المظهر هو أول من يلفت انتباه النساء في الرجال.
على الرغم من ذلك قد نجد أن المرأة بطبيعتها عاطفية وهذا يجعلها تنجذب بشكل كبير إلى التصرفات والسلوكيات الأنيقة والرقيقة من الرجل، الأمر الذي يجعلها تقع في حبه.
اقرأ أيضًا: سر السعادة الزوجية في الفراش
معايير اختيار الزوج المناسب
من خلال تعرفنا على هل الشكل مهم في اختيار الزوج؟ نقدم لكم من خلال هذه الفقرة أهم المعايير الأساسية التي يجب اِتباعها في حالة اختيار الزوج الصالح، والتي تتمثل فيما يلي:
1- المعيار الديني
واحد من أهم المعايير التي يجب أن تضع في المقدمة في حالة اختيار الزوج أو الزوجة بشكل عام، لأنه من المهم أن يكون شريك الحياة على دين وخلق عالي، حتى يعين شريكه على الحياة، والوصول إلى آخرته والجنة بإذن الله.
أما في حالة الزوجة فيجب أن تكون على دين وخلق عالي من أجل أن تصون شرفها وعلى كرامة زوجها، مما يزيد بينهم المودة والرحمة، وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم على اختيار الأزواج وفقًا إلى الأسس الدينية، فقد ذكر أكثر من عامل مختلفة يقوم يجب الاعتماد عليه عند اختيار الزوج أو الزوجة بشكل عام، وذلك حين قال:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك”.
كما ذكر عن أبي حاتم المزني رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد” وفي رواية: “وفساد عريض”.
2- الأصول والحسب
مازلنا نتعرف على هل الشكل مهم في اختيار الزوج؟ وقد نجد أن هناك معايير أخرى يجب أن تتوفر في شريك الحياة أهم من الشكل والمظاهر الخارجية، وعلى رأسها الحسب والأصل، فقد أمرنا الدين الإسلامي أن ننظر إلى معدن وأصل الأشخاص قبل الدخول معهم في علاقات أسرية.
حيث أكد الإمام الغزالي على أن الزوجة نسيبة، بمعنى أنه يجب أن تكون خارجة من بيت مليء بالدين والأخلاق الصالحة، وذلك لأنه يعتمد عليها في تربية الأبناء كذلك الأمر مع الزوج، فيجب أن يكون ذو أصل وحسب، حتى يكون قدوة إلى أبنائه.
حيث أوصى عثمان بن أبي العاص الثقفي أولاده في تخير النطف فقال: “يا بني الناكح مغترس فلينظر امرؤ حيث يضع غرسه والعرق السوء قلما ينجب فتخيروا ولو بعد حين”، “وسئل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما حق الولد على أبيه؟ فأجاب بقوله: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه القرآن”.
ذلك لأن الأصل والحسب هما الأساس في تكوين الأسرة الناشئة بعد، ومن ثم يصبح هناك بيئة صالحة لنمو الأطفال والأبناء والترعرع وسط العادات والتقاليد الإسلامية الصحيحة.
3- المال والمعيشة
في ظل حديثنا المستمر حول هل الشكل مهم في اختيار الزوج؟ قد نجد أن هناك أمور أخرى أهم من الشكل يمكن أن تهتم بها المرأة عند اختيار الزوج، ومن أهمها المال، حيث هناك الكثير يفضلون الزواج من الرجل الغني، الذي يوفر لهم الحياة الكريمة، وفي بعض الأحيان يتنازلون عن بعض المعايير الأخرى والتي من بينها الأخلاق والمال.
انتشرت هذه العادات بين الكثير من الأسر الآن، فهناك الكثير من الأسر تقوم على الأساس المالي وليس الجوهري، وذلك من أجل التباهي والتفاخر بالأثاث والذهب والفضة والألماس وغيرها من المظاهر التي لا حقيقة لها، فلا يوجد أصل أفضل من الدين والأخلاق في اختيار الزوج وشريك الحياة.
4- الجمال والشكل
من خلال عرضنا إلى هل الشكل مهم في اختيار الزوج؟ نجد أن عنصر الجمال من المعايير التي يعتمد عليها الكثير من الأشخاص بشرط ألا يتعارض مع الدين والأخلاق، بمعنى أنه إذا كان الرجل يمتلك القدر الكافي من جمال الملامح، ولكن لا يوجد له دين أو أخلاق في شخصيته، فلا يوجد فائدة إلى هذا الجمال من الأساس.
قد ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على هذا الخطى الحديث الشريف “تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك”، حيث ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم الصفات التي أصبح الجميع يلجأ إليها عند اختيار شريك الحياة، لكنه وضح في النهاية ما ينبغي أن يظفروا به حيث قال: “فاظفر بذات الدين تربت يداك“.
على الرغم من ذلك لا مانع أن يجتمع الدين مع الجمال والمال والحسب والأصول، أما في حالة وجود المال وحده دون دين هو ما قد نهى عنه الدين الإسلامي وحذر منه حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“لا تزوجوا النساء لحسنهن فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين، ولأمة جارية سوداء ذات دين أفضل”.
اقرأ أيضًا: الرجل قبل الزواج وبعده
5- زواج البكر
بالإضافة إلى المعايير التي قد تم ذكرها من قبل، نجد أن هناك الكثير من السيدات يفضلون الزواج من الرجل البكر، بمعنى أنه لا يسبق له الزواج من قبل وكذلك الحال مع المرأة، حيث قد ورد في تفضيل الأبكار على غيرهن حديث:
“عليكم بالأبكار، فإنهم أعذب أفواها وأنتق أرحامًا وأرضى باليسير” ومعنى كونهن أعذب أفواهًا: أطيب حديثًا وقولا، وأنتق أرحامًا أي: أكثر أولادًا، وعندما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم جابرًاـ رضي الله عنه ـ:” هل تزوجت؟ فقال جابر: نعم يا رسول الله، قال: بكرًا أم ثيبًا؟ قال: بل ثيبًا، قال: فهلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك؟”
اقرأ أيضًا: كيف تملكين قلب زوجك للمتزوجات فقط
6- الودود والولود
نستكمل معًا أهم المعايير التي يتوقف عليها اختيار الزوج الصالح، بعدما تعرفنا على هل الشكل مهم في اختيار الزوج؟ ونجد أن الدين الإسلامي قد دعا إلى التركيز على صفات الودود والولود، بمعنى الذي يمتلك القدرة للحفاظ على العشرة والألفة وبقاء المودة بين الطرفين.
ففي حالة تواجد الود، فنجد أن الإنسان قد وصل إلى الغاية من الزواج، للحفاظ على شكل وهيئة العلاقة الإنسان، فلقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد خطب امرأة عقيمًا، فقال للرسول صلى الله عليه وسلم:
“إني أصبت امرأة ذات حسب ومنصب إلا أنها لا تلد أفأتزوجها؟ فنهاه، ثم أتاه الثانية فنهاه، ثم أتاه الثالثة فقال: “تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم”.
هناك العديد من المعايير التي يجب أن تتوفر في شريك الحياة بعيدًا عن الشكل والمظاهر الأخرى، وذلك من أجل بناء أسرة سليمة وفقًا إلى معايير الدين الإسلامي.