هل مرض الجرب خطير
هل مرض الجرب خطير؟ وما هي أعراضه وكيف يمكن علاجه؟ من المعروف أن الجرب هو أحد الأمراض الجلدية المعدية التي يتخوف منها الجميع، ويعمل جاهدًا من أجل وقاية نفسه وأهله ومنزله من الإصابة بهذا المرض، ولكنه غالبًا ما لا يعرف ما إن كان بالغ الخطورة أم لا، وهذا ما سنوضحه بالتفصيل من خلال منصة وميض.
هل مرض الجرب خطير؟
إن الإجابة عن سؤال هل مرض الجرب خطير هي نعم وبكل تأكيد، وتكمن خطورة هذا المرض في أنه من الأمراض الجلدية المعدية سريعة وشديدة الانتشار، التي من شأنها أن تنتقل بسرعة البرق من شخص لآخر، وخاصةً بين الأهل في المنزل أو بين الأطفال في المدرسة، أو في حضانات الأطفال أو في دور رعاية المسنين.
يمكن اختصار خطورة هذا المرض الجلدي أيضًا في أنه يتفشى وينتشر في جسم المصاب من مكان إلى مكان بسرعة، مسببًا له آلامًا وحكة لا تطاق ولا تحتمل، فلا يكون الفرد قادرًا على الجلوس أو الأكل أو الشرب أو النوم أو التركيز في أي شيء بسبب الحكة الشديدة المزعجة في كل وقت.
اقرأ أيضًا: علاج الجرب بزيت الزيتون
ما هو الجرب؟
لا يمكننا أن نكتفي بالإجابة عن هل مرض الجرب خطير من دون أن نتطرق إلى الحديث عن هذا المرض بوجه عام، ويمكن تعريف الجرب على أنه إحدى الأمراض الجلدية التي تنشأ بفعل طفيليات يطلق عليها اسم السوس، وأهم ما يميز تلك الطفيليات هو قدرتها على التكاثر في طبقات الجلد من الداخل مسببة طفح جلدي شديد.
هذا المرض غالبًا ما يصيب المواضع الرقيقة من جسم الإنسان مثل الساعد وجوانب الأصابع، والفخذين وباطن الرسغ والإبطين والإليتين وباطن الفخذين، والأعضاء التناسلية والسرة وما حول حلمات الثدي.
تسمى تلك الطفيلة أيضًا بحمك الجرب الذي تعمل أنثاه على ثقب الجلد والدخول من خلاله، وتبقى فيه لكي تتمكن من حفر نفق قصير يوازي الجلد تقريبًا بهدف تخزين بيضها فيه.
بمرور القليل من الأيام تفقس هذه البيوض لكي تخرج منها حمكات أخرى صغيرة الحجم، تقوم بدورها بالانتقال إلى سطح الجلد لكي تكمل نموها في فترة زمنية قصيرة نسبيًا، لتدخل في نفس الدورة بنفسها فتخرق الجلد وتضع بيضها ومن الممكن رؤية تلك الحشرات الصغيرة باستخدام المجهر أو العدسة المكبرة العادية.
من الممكن أيضًا أن تبقى هذه الطفيليات في الجسم لفترة تتراوح فيما بين أربع وعشرين وحتى ستة وثلاثين ساعة في أغلب الأحيان، وهي تتحرك من خلال القيام بالزحف حيث إنها لا تستطيع أن تقفز أو تطير.
هذا بالإضافة إلى أنها لا يمكن أن تتحرك في درجة حرارة تقل عن عشرين درجة مئوية، بالرغم من كونها قادرة على البقاء قيد الحياة لفترة زمنية طويلة في تلك الدرجة.
أسباب الإصابة بالجرب
إن الإجابة عن سؤال هل مرض الجرب خطير بالتأكيد أو بالنفي وفقًا لسبب الإصابة من الأساس، فهذا المرض لا يصيب الإنسان من دون سبب فمن أشهر أسبابه:
العدوى بالملامسة
إن الجرب قد ينتشر من شخص لآخر نتيجة للإصابة بأحد أنواع السوس أو العث وهي عبارة عن مجموعة من الطفيليات الشبيهة بالحشرات الصغيرة التي يطلق عليه اسم حمك الجرب، إلا أنها تمتلك ثمانية أرجل وليس ستة، كما ويطلع عليها علميًا اسم القارمة الجربية.
بمجرد أن تخترق تلك الطفيلة جلد الإنسان وتعشش فيه، ثم تنتقل العدوى عند الاتصال بشكل مباشر مع شخص مصاب بالجرب أو حتى بإحدى الحيوانات التي تعاني من هذا المرض، ومن الممكن أيضًا أن ينتقل بين الأفراد البشريين نتيجة الاتصال الجنسي.
أعراض الإصابة بالجرب
في حال إصابة الشخص بمرض الجرب الجلدي فإن هذا المرض يأتي مصحوبًا ببعض الأعراض مثل:
1- القرح الجلدية
من الممكن أن يتسبب خدش الطفح الموجود على الجلد حكة تكون تقرحات فيما بعد، ومن الممكن أن تتطور هذه العدوى وتتقدم نتيجة لظهور القروح.
2- الخدوش الثابتة
من الوارد جدًا أن ينتج عن الحكة القوية خدشًا ثابتًا مع الحكة نتيجة استمرارها، ونتيجة لذلك تتطور العدوى الجلدية وقد يؤدي الخدش المستمر إلى حدوث تعفن في الدم، وتلك الحالة بالغة الخطورة إذ ينتج عنها وجود تهديد لحياة الإنسان بسبب وصول العدوى إلى الدم.
3- ظهور قشور جلدية سميكة
يعتبر الجرب المتقشر من أصعب تطورات مرض الجرب، إذ ينتج عنه تشكل قشور غليظة وسميكة بسبب تواجد أعداد كبيرة جدًا من السوس المختبئ في طبقات الجلد، ونتيجة لذلك تكون الحكة والطفح الجلدي شديد جدًا.
4- الطفح الجلدي
أغلبية الأشخاص الذين يصابون بالجرب ينتج لهم عنه ظهور بعض المطبات على الجلد التي تأخذ شكل الخط، ومن الممكن أن تكون تلك المطبات آخذة لشكل بثور أو لدغة صغيرة أو خلية نحل أو حبوب أو عقدة أسفل الجلد، ومن الممكن أن تكون المطبات أيضًا آخذة لشكل البقعة القشرية قريبة الشبه من الأكزيما.
5- الحكة
الحكة تعتبر من أشهر أعراض مرض الجرب على الإطلاق، حيث أنها تكون شديدة جدًا وتتزايد وتيرتها وتتسارع وتصبح أقسى خلال فترة الليل، مما يسلب القدرة من المصاب على النوم بارتياح.
اقرأ أيضًا: هل الجرب يعيش في الملابس
أعراض الجرب وفقًا للفئة العمرية
في إطار الإجابة عن سؤال هل مرض الجرب خطير أم لا، يجدر بنا الإشارة إلى أن أعراض هذا المرض تختلف بين الأشخاص وفقًا للفئة العمرية، وهذا ما يتضح من خلال الآتي:
أعراض الجرب عند الأطفال والرضع
إن مرض الجرب عندما يصيب الأطفال الصغار جدًا أو الرضع، فإنه غالبًا ما يصيب مواقع معينة من الجلد مثل:
- الرقبة أو العنق.
- فروة الرأس.
- القدمين.
- الوجه.
- راحة اليد.
أعراض الجرب عند الأطفال الكبار والبالغين
أما بالنسبة إلى الأطفال الأكبر سنًا وكذلك الأشخاص البالغين، فإن الجرب يصيب أماكن معينة من أجسامهم مثل:
- الركبتين.
- شفرات الكتف.
- دواخل المعصمين.
- أسفل الإبطين.
- في محيط الخصر.
- الأرداف.
- محيط الثديين لدى المرأة.
- حول المنطقة التناسلية عند الرجال.
- القدمين.
- المرفقين.
- بين الأصابع.
اقرأ أيضًا: مراحل الشفاء من الجرب
أعراض متداخلة عند الفئتين
هناك بعض الأعراض الخاصة بمرض الجرب، والتي يمكن أن تصيب كلًا من الأطفال وكذلك الأشخاص البالغين، ومن بين تلك الأعراض:
- انتشار الطفح الجلدي فيما بين أصابع اليدين أو القدمين.
- ظهور التقرحات الجلدية.
- عدم القدرة على النوم من شدة الحكة.
- انتشار الخطوط الرفيعة الشبيهة بالقلم الرصاص على الجلد.
- ظهور البثور على الكتفين أو الراحتين أو الرأس أو الرقبة.
مضاعفات الإصابة بالجرب
هناك الكثير من المضاعفات المتوقع حدوثها للمصاب أثناء الإصابة بالجرب أو حتى بعد الشفاء منه مثل:
- الإصابة بالالتهابات الجلدية من النوع البكتيري، كتلك التي تنتج عن المكورات العقدية أو العنقودية الذهبية.
- حبوب في الجلد بعد التعافي.
- وجود ندوب وقشور للجروح نتيجة كثرة الحكة والخدش خلال الإصابة.
- ظهور طفح جلدي بعد الشفاء.
- جفاف البشرة وتقشرها أو تهيجها..
- الحكة.
اقرأ أيضًا: مواضع الحجامة لسحر تعطيل الزواج
طريقة الكشف عن الإصابة بالجرب
بمجرد معرفة هل مرض الجرب خطير أم لا والتبين من وجود أعراضه بالفعل، يجب التوجه على الفور إلى طبيب الجلدية، الذي يقوم بالكشف عن وجود المرض من خلال الفحص السريري للمريض وتسجيل كل الأعراض التي يعاني منها، بعد ذلك يقوم الطبيب بأخذ خزعة بسيطة من الجلد المصاب بالجرب لكي يتم فحصه ووصف العلاج المناسب.
طرق علاج الجرب
من الممكن القضاء على مرض الجرب من خلال علاجه دوائيًا أو منزليًا، وتلك الطرق العلاجية تتمثل في:
1- العلاج الدوائي
يمكن علاج مرض الجرب باستخدام بعض الأدوية أو المستحضرات الطبية الآتية:
- استخدام دواء إيفرمكتين.
- استخدام مرهم الكبريت.
- استخدام مستحضر بنزيل البنزوات.
- المضاد الحيوي.
- استخدام الكريمات الستيرويدية للحد من الحكة والتورم.
- استخدام الأدوية المضادة للهيستامين.
- استخدام محلول يندين.
- استخدام كريم كروتاميتون.
- غسول براموكسين للحد من الحكة الشديدة.
2- العلاج المنزلي
من الممكن أن تتم معالجة الجرب منزليًا من خلال اتباع إحدى الطرق الآتية:
غمر الجسم بالماء البارد
يتم هذا عن طريق قيام المصاب بالنول إلى الماء البارد، فتلك الطريقة من شأنها أن تحد من الشعور بالحكة الجلدية الشديدة، كما ويمكن تطبيق قطعة من القماش النظيف المبللة بالماء البارد على المنطقة المصابة بالجرب.
استخدام فلفل الحريف
أثبتت بعض الدراسات أن الفلفل الحريف يعمل على التخلص من العثة المسببة للجرب، بالإضافة على أنها تعمل على الحد من الشعور بالألم والحكة الموجود في الجلد.
جل الألوفيرا
جل الألوفيرا أو هلام الصبار إحدى العلاجات الطبيعية التي توصف من أجل علاج الجرب وأعراضه، من خلال وضعه على المنطقة المصابة الجرب للحد من التهيج والطفح الجلدي.
زيت القرنفل
يعمل زيت القرنفل على التخلص من حشرة العثة بشكل فعال لكونه يعد من مبيدات الحشرات الطبيعية، هذا إلى جانب عمله كمضاد حيوي طبيعي من شأنه أن يهدئ من حدة الالتهاب الجلدي الناتج عن لإصابة بالجرب، وخاصة عند مزجه بزيوت طبيعية أخرى مثل زيت جوزة الطيب أو زيت الخزامى أو زيت الزعتر.
زيت شجرة الشاي
من الممكن أن يعمل زيت شجرة الشاي الطبيعي على التخلص من الطفح الجلدي الناتج عن الجرب، إلا أنه لا يمكن أن يساعد في التخلص من الجرب المنتشر تحت سطح الجلد.
اقرأ أيضًا: علاج الطفح الجلدي في الوجه
الوقاية من الجرب
كما توجد أسباب للإصابة بمرض الجرب الجلدي، توجد في المقابل طرقًا وقائية يمكن اتباعها بهدف الوقاية من هذا المرض، وبعد معرفة هل مرض الجرب خطير أم لا، يمكننا السيطرة عليه ومنعه من الظهور عن طريق اتباع الآتي:
- الاستحمام وغسل وتنظيف الجسم جيدًا.
- استعمال ليفة خشنة ومعقمة عند الاستحمام.
- تعقيم المنزل بالكامل.
- غسل الملابس وتنظيفها جيدًا بدرجات عالية من الحرارة مع استخدام مواد معقمة تقوم بالقضاء على حشرة العثة.
- البعد كل البعد عن الأشخاص المصابين بالمرض.
بعد معرفة هل مرض الجرب خطير أم غير خطير، يمكننا القول بأن تلك المشكلة تصيب أغلب الناس في فترة من حياتهم، ومن الممكن أيضًا أن تشفى من تلقاء نفسها من دون أن يشعر بها الشخص.