هل المثانة العصبية مرض مزمن
هل المثانة العصبية مرض مزمن؟ وما هي أسباب الإصابة بها؟ تقع ضمن أكثر الأسئلة الشائعة التي يربط البعض بينها وبين التقدم في السن ورغم أنه أحد العوامل إلا أنه يُمكن لصغار السن أيضًا الإصابة به، لذلك كان من الضروري التعرف على الأعراض الظاهرة والعمل على العلاج السريع لها وتعلّم كيفية إدارة المرض والسيطرة عليه، وهو ما سوف نتعرف عليه باستفاضة من خلال منصة وميض.
هل المثانة العصبية مرض مزمن
تعتبر المثانة من أهم أعضاء الجسم التي تعمل على تخزين البول ثم تستجيب لرسائل وإشارات معينة من الجهاز العصبي عن طريق الحبل الشوكي والدماغ إلى انبساط عضلاتها بشكل يعمل على إزالة البول المُختزن، لذلك تُشير الإصابة بالمثانة العصبية إلى حدوث خلل في الجهاز العصبي يؤثر بشكل كبير على طريقة عمل المثانة، فهي ضمن الأمراض المزمنة.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع المثانة العصبية
أنواع المثانة العصبية
يتوقف الخلل الحادث في وظيفة المثانة على نوعية الأعصاب المُصابة وشدة الضرر وطبيعة تأثيره، ويمكن وفقًا لذلك تقسيم إضرابات المثانة العصبية إلى نوعين رئيسيين هما:
- فرط نشاط المثانة، ويتميز بحدوث تشنجات انعكاسية شديدة.
- نقص نشاط المثانة، ويتميز بالخمول والارتخاء.
أسباب الإصابة بالمثانة العصبية
هناك العديد من الأسباب التي تسبب في حدوث المثانة العصبية، حيث يعمل كل سبب من تلك الأسباب على الإجابة بشكل كبير عن سؤال هل المثانة العصبية مرض مزمن، ومن تلك الأسباب يُمكن أن نذكر ما يلي:
- أكثر الفئات المُعرضة للإصابة بالمثانة العصبية من يعانون من إصابات في النخاع الشوكي التي تتسبب في حدوث اختلالات في وظائف المثانة وذلك على حسب شدة الضرر الواقع على النخاع الشوكي.
- الإصابة بأمراض الجهاز العصبي تنعكس بشكل رئيسي على الإصابة بالمثانة العصبية، مثل السكتات الدماغية وكذلك مرض باركنسون المعرض بالشلل الرعاش وما ينتج عنه من تدهور شديد في أجزاء الدماغ المختلفة.
- إجراء عمليات جراحية في العمود الفقري قد يكون من ضمن مضاعفتها الإصابة بالمثانة العصبية.
- الإصابة بالتصلب المتبع بضعف عضلات المثانة.
- الصدمات المرتبطة بالحوادث التي قد أضرار جسيمة بالجهاز العصبي المركزي.
- حدوث أورام في الجهاز العصبي المركزي.
- الحالات المُتقدمة جدًا من مرض السكر المزمن يُمكن أن ينتج عن كثرة التبول عدم القدرة على التحكم عضلات المثانة والتي تؤدي في النهاية إلى الإصابة بالمثانة العصبية.
- العيوب الخلقية التي قد ينشأ عنها بتطور نمو الطفل مرض المثانة العصبية وقد تشمل أحد الحالات الآتية:
– السنسنة المشقوقة والتي تعتبر من أكثر العيوب الخلقية الشائعة وتتميز بعدم التطور الكامل للعمود الفقري بشكل طبيعي خلال أشهر الحمل والذي يؤثر فيما بعد على كفاءة عمل المثانة.
– عدم اكتمال تكون الفقرات العجزية أسفل العمود الفقري للجنين.
– إصابة الطفل بالشلل الدماغي أثناء فترات نموه الأولي نتيجة الإصابات الشديدة للمناطق الحركية في الدماغ التي تؤدي إلى الإصابة المثانة العصبية وفقد السيطرة على عضلاتها.
الأعراض المختلفة للمثانة العصبية
تعتبر أعراض الإصابة بالمثانة العصبية واضحة ويسهل تمييزها واستخدامها كدلالات قوية لتشخيص الإصابة بسهولة، ومن تلك الأعراض يُمكن أن نذكر ما يلي:
- تُعتبر أكثر الأعراض شيوعًا لمرضي المثانة العصبية هي عدم القدرة على التحكم في التبول.
- الإلحاح وعدم القدرة على الاحتفاظ بالبول نهائيًا والشعور بالحاجة للتبول على الفور.
- فقدان السيطرة في أغلب الأحيان وحدوث تسرب في البول.
- كثرة عدد مرات التبول وزيادة المعدل يوميًا.
- ضعف مجرى البول بشكل كبير وكذلك ضعف في عضلات المثانة.
- الشعور بالألم عند التبول والآلام في منطقة الحوض، والذي قد يُنذر بوجود التهابات شديدة في المسالك البولية.
- الاستيقاظ أكثر من مرة ليلًا للتبول.
- تقلصات لا ارادية في المثانة.
- تدفق البول بشكل تدريجي مصحوب بشد في المثانة وصعوبة إفراغ المثانة بشكل كامل.
- حدوث مشاكل في بدء التبول أو عند الإفراغ الكامل للمثانة.
- زيادة احتمالية حدوث حصوات الكلى.
- فقدان الإحساس التام بامتلاء المثانة.
اقرأ أيضًا: علاج التهاب المثانة وحرقان البول
مضاعفات المثانة العصبية
قد تتسبب شدة المرض في حدوث العديد من المضاعفات، وقد تشمل المضاعفات ما يلي:
- الالتهابات الشديدة سواء كان ذلك في الكلى أو المثانة أو الحالبين وذلك نتيجة لحبس واحتجاز البول لوقت طويل داخل الجسم.
- عدم إدراك عضلات المثانة إلى أنها ممتلئة ولابد من تفريغها مما يعمل على تسرب البول بكميات كبيرة، كما يعمل ذلك على إعادة رجوع البول إلى الكلى مرة أخرى مُتسببًا في حدوث ضغط إضافي شديد على الأوعية الدموية حتى يؤدي ذلك إلى التلف الشديد في الأوعية الدموية الدقيقة.
طرق تشخيص المثانة العصبية
هناك العديد من الطرق التي يمكن اتباعها فور التعرف على أحد أعراض المذكورة وتم الاشتباه في الإصابة باضطراب المثانة العصبية، حيث يتم إجراء سلسلة من الفحوصات والاختبارات للتأكد من صحة التشخيص، ومن تلك الاختبارات يُمكن تقسيم ذلك إلى نوعين من الفحوصات:
1- فحوصات مبدئية عامة
يتم إجراء تلك الفحوصات في البداية قبل التطرق لاختبارات المثانة وقد تشمل الآتي:
- التاريخ الطبي السابق وتشمل الأمراض التي يُعاني منها الشخص وما إذا خضع قبلًا إلى أنواع معينة من الجراحات.
- إجراء فحص للجهاز العصبي المركزي للتحقق من عدم وجود مشاكل في النخاع الشوكي أو العمود الفقري التي تعكس ردود أفعال غير طبيعية.
- الفحص الجسدي المبدئ الذي يشمل فحص المستقيم ومنطقة الحوض.
- أخذ عينة بول من المريض وفحصها للتحقق من عدم وجود التهابات أو بقع دم.
2- فحوصات المثانة
ويتم إجرائها لاختبار كفاءة عمل وظائف المثانة، وتشمل ما يلي:
- يمكن استخدام منظار أو تلسكوب صغير يستخدم لفحص المثانة من الداخل للتعرف على موضع المشكلة.
- استخدام الموجات فوق الصوتية أو سلسلة من الأشعة السينية وانعكاس الموجات والإشارات المختلفة على شاشة كمبيوتر لإنتاج صور ثلاثية الأبعاد توضح كيفية التبول وكمية البول وكذلك المتبقي في المثانة بعد التبول وغيرها من القياسات التي تعكس حالة المثانة.
- يمكن أن يتم الفحص دون استخدام الاشعة السينية وذلك عن طريق التصوير الداخلي للمثانة باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي.
- استخدام أنواع معينة من الاختبارات الديناميكية والتي يكثر استخدامها لتشخيص سلس البول وغيرها من المشاكل في المسالك البولية، ويعمل اختبار ديناميكا البول على قياس ما يلي:
- معدلات الضغط داخل المثانة وحولها وضغط نقطة التسرب لمعرفة مدى جودة تخزين المثانة وكذلك معدل تصلبها ومعرفة ما إذا كان هناك تقلصات عضلية غير إرادية، ويمكن إجراء ذلك باستخدام قسطرة معقمة لملء المثانة بكمية من المياه الدافئة وعن طريق نوع معين من المستشعرات قياس الضغط يتم تحديد مقدار الضغط المبذول من قبل المثانة لإفراغها تمامًا من البول.
- معدلات وسرعة تدفق البول، حيث يتم التبول داخل جهاز قياس مخصص لمعرفة معدلات تدفق البول.
- وظائف الأعصاب والعضلات.
- كمية البول المتبقي في المثانة ودراسات تدفق الضغط.
العلاجات الشائعة لمرض المثانة العصبية
الإجابة بنعم على سؤال هل المثانة العصبية مرض مزمن جعلت العلاج غير مُجدي في كثير من الحالات، ويقتصر في أغلب الأحيان على تعلّم كيفية إدارة المرض والسيطرة على الأعراض شأنه شأن الأمراض المزمنة الأخرى، ومن الطُرق التي يمكن اتباعها للعلاج ما يلي:
- استخدام أدوية أو حقن علاج المثانة العصبية التي من شأنها تحسين وظائف المثانة وترفع من قدرتها على تخزين البول، أو التدخل باستخدام المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات الحادثة.
- استخدام القسطرة بانتظام لتصريف البول.
- التدخل الجراحي، حيث يتم إزالة أجزاء من القولون وربطها بجدران المثانة والذي من شأنه أن يعمل على زيادة حجم المثانة إلى درجة تعمل على تقليل الضغط الداخلي للمثانة.
- استخدام العلاج بالتحفيز الكهربائي لإعادة برمجة الدماغ لإرسال الرسائل العصبية للمثانة لإخبارها بضرورة التبول.
اقرأ أيضًا: أفضل دواء لعلاج المثانة العصبية
نصائح للحفاظ على صحة المثانة
بالحديث عن أسباب الإصابة بالمثانة العصبية والأعراض المختلفة المُصاحبة لها كانت الإجابة عن تساؤل هل المثانة العصبية مرض مزمن أم لا غير مهمة بقدر أهمية العمل على الحفاظ على صحة وعمل الأعضاء المختلفة للوقاية من الإصابة بالمثانة العصبية، ومن تلك النصائح يُمكن اتباع ما يلي:
- الحرص على التبول كل فترة والتأكد من عدم امتلاء المثانة.
- القيام ببعض التمارين التي تعمل على تقوية عضلات المثانة.
- تغيرات في نمط الحياة للتعايش مع المرض عن طريق تجنب بعض الأطعمة التي قد تتسبب في تهيج المثانة.
- محاولة التوقف عن تناول الكافيين وغيرها من المنتجات المدرة للبول.
- الحفاظ على وزن مثالي مُتبع بنظام غذائي جيد والانتظام على ممارسة الرياضة.
- إدارة الحالات المزمنة من مرض السكري، لذلك يجب الحفاظ على مستويات جلوكوز الدم قدر الإمكان.
- تجنب شرب كميات كبيرة من الماء قبل النوم.
- محاولة الحفاظ على صحة العمود الفقري والنخاع الشوكي وتوخى الحذر بشأن العمليات الجراحية.
مرض المثانة العصبية ضمن قائمة الأمراض المزمنة، لذا كان من الضروري التعامل معه بحرص شديد واتباع طرق العلاجات قدر الإمكان.