هل الزواج نصيب أم سعي
هل الزواج نصيب أم سعي؟ وهل يمكن أن يتغير نصيبي بالدعاء؟ هناك الكثير من الأسئلة المتداولة بين الفتيات يوميًا، حيث تخشى بعض الفتيات من الواقعات في الحب مع شابٍ ما ألا يكون هو نصيبها في الحياة، وتبدأ في التساؤل بهل الزواج نصيب أم سعي من الطرفين؟ هذا يكون نتيجة لقلة الإيمان لديها، لذا من خلال منصة وميض سنوضح بشيء من التفصيل الإجابة على تلك الأسئلة.
هل الزواج نصيب أم سعي؟
لا يمكن الإنكار أن الزواج هو نقطة تحول في حياة الفتيات العازبات وأن اختيارهن سوف يترتب عليه باقي حياتهم، فإن تم اختيار الشخص الخاطئ فإما ستتطلق الفتاة بعد القليل من الوقت أو ستكمل حياتها تعيسة مع شخص لا يستطيع إسعادها، ولكن هل الزواج نصيب أم سعي؟ هل يعتمد الزواج على القدر المكتوب أم يعتمد على اجتهاد الفتاة في الاختيار؟
يجب العلم أن كل شيء في حياة الإنسان منذ أن يخلق في بطن أمه وحتى يموت مكتوب عند الله وأن ما قدر الله له أن سيحدث مهما دارت الحياة وتغيرت فهي في النهاية تسير كما قدر الله لها أن تسير، لذا فتكمن الإجابة هنا أن الزواج هو نصيب مُقدر من الله تعالى، ليس فقط لسعي كلا الطرفين.
اقرأ أيضًا: هل الزواج نصيب أم اختيار للشيخ الشعراوي
هل الزواج قدر مثل الموت؟
قال رسول الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: “قدر الله المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة”، وقال الله تعالى: (إن كل شيءٍ خلقناه بقديٍ) سورة القمر/الآية 49.
استكمالًا للإجابة على سؤال هل الزواج نصيب أم سعي؟ فإن الزواج من المقادير التي قدرها الله قبل خلق السماوات والأرض تمامًا كالموت ولكن هذا لا يعني أن للعبد إرادة واختيار في كل أمور حياته فمثلًا يمكن أن ترتبط الفتاة بشاب على خلق ودين وتستمر علاقتهم طويلًا ثم ينفصلان فجأة وهذا مُقدر له من الله تعالى.
كما من الممكن أن يصل الأمر للزواج ثم ينفصل الزوجان بسبب مشكلة بسيطة ولكن السبب الحقيقي هو أن نصيبهما مكتوب بأن ينفصلا الآن وليس بسبب أي مشكلة أخرى أكبر حدثت من قبل، فإن المسببات لِما يحدُث هي ما يرسله الله في طريق البشر ليجدوا تفسير منطقي له.
هل الدعاء يغير الأقدار؟
هناك نوعان من الأقدار، نوع وجب حدوثه وهذا لا يرده دعاء مهما كان قويًا وخارجًا من القلب، وهذا النوع من القدر لا يحتاج لمسببات أو أسباب ليحدث.
أما عن النوع الآخر من الأقدار هو الذي يمكن للعبد تغييره بناءً على طريقة عيشه وتصرفاته في حياته ويمكن الأخذ بالأسباب للابتعاد عنه، كما أن أكثر ما يمنع هذا النوع من الأقدار أن يحدث هو الدعاء.
لذا في سياق الإجابة على سؤال هل الزواج نصيب أم سعى؟ فقال الله تعالى في سورة غافر الآية 60: (وقال ربكم ادعوني أستجيب لكم)، وقال رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم: “ولا يرد القدر إلا بالدعاء”.
هذا يثبت إمكانية تغير الفتاة لقدرها أو تغيير الشاب لقدره عن طريق كثرة الدعاء فالله يسمع لدعاء عباده وإن كان العبد لحوحًا في الدعاء بأمرٍ ما وكان هذا الأمر خيرًا فقد يستجيب الله له ويعطيه ما يتمنى.
لكن كون الإنسان لا يعلم الغيب يجعله ذلك يدعي بأمر إلحاحًا على الرغم من عدم معرفته بخير هذا الأمر من شره، فربما يدعي الشاب بأن يتزوج من فتاة ولا يستجيب الله له، هذا ليس لأنه لا يمكن تغيير قدره بل لأن ما دعا به كان شر والله لا يكتب لعبده إلا الخير.
اقرأ أيضًا: خط الزواج في اليد اليمنى أم اليسرى
أهمية الدعاء للمؤمن
الدعاء من أكثر العبادات التي تعطي الإنسان حسنات سواء باستجابتها أو بعدم استجابتها فهي بكل الحالات تفيد المؤمنين كما سنذكر فيما يلي:
- يعطي الدعاء لحياة الإنسان معنى، حيث إن الدعاء يجعل الإنسان كثير الذكر لله وكثير التقرب إلى الله وكلما احتاج شيئًا ذهب إلى الله ليدعوا له إلحاحًا.
- إذا استجاب الله للدعاء فسيفرح المؤمن ويحمد ربه ويكثر من الدعاء بأي شيء آخر وهذا يزيد المؤمن الكثير من الحسنات.
- في حالة لم يستجيب الله للدعاء وتراكمت الأدعية الغير مستجابة فإنها تتحول يوم القيادة إلى جبل حسنات يضاف إلى ميزان المؤمن.
- كما أن دعاء المسلم لأخيه المسلم بالخير ترد الملائكة عليه بأن له المثل ولكن في حالة الدعاء بالشر على أحد مهما كان حجم أذيته للداعي فالملائكة ترد الدعاء.
اقرأ أيضًا: تجارب الزواج من رجل ستيني
هل يدخل الاختيار في تغيير النصيب؟
ذُكرت بعض الأقاويل أن الزواج قسمة ونصيب، ولكن يجب العلم أن للإنسان القدرة الكاملة على الاختيار، وهذا لِما ذُكر في الحديث الشريف حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها وجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك” متفق عليه.
كما جاء في أحد الأحاديث الشريفة الأخرى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “إذا أتاكم من ترضون خُلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض” رواه الترمذي وغيره.
بهذا الحديث يعلم الرسول الكريم اُمته كيف يختارون أزواج بناتهن أو زوجات أبنائهن وكيف يحسنون الاختيار، وهذا يثبت أن الزواج يعتمد على الاختيار كما يعتمد على النصيب، فالزواج في كل الأحوال سيتم كما كتبه الله في قدره ولكن يجب العلم كيف يتم اختيار شريك الحياة بناءً على المعايير التي حددها رسول الله لأمته.
تكمن هذه المعايير في كون المسلم مؤمنًا صالحًا، حيث لا يمكن أن يختار الأب لابنته زوج بلا دين وبلا خلق والعكس صحيح، كما حدد النبي الكريم المعايير التي يجب على أساسها أن يختار الشاب زوجته المستقبلية وهي معايير إيمان المرأة التي ذكرها الله في كتابه ذكرها رسوله في سنته.
كما علم الرسول الشباب بأن يدخلوا البيوت من أبوابها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن” صحيح، وبسبب اتباع كلا الجانبين المعايير التي أمر بها الله ورسوله في الزواج، فسوف يبارك الله في هذا الزواج ويكون خير قدر وخير حياة.
إن الله يكتب المؤمنين للمؤمنات والطيبين للطيبات لذا يجب على الشباب والفتيات الحفاظ على قلوبهم والابتعاد عن الحرام قدر الإمكان حتى يأتي الحب الحلال فيبارك الله لهم في حياتهم وزواجهم.