هل يجوز ذبح العقيقة عند الجزار
هل يجوز ذبح العقيقة عند الجزار؟ وما شروط العقيقة؟ فعندما يرزق الشخص بمولود جديد لا بد أن نتبع سنة الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ ليبارك فيه ويحفظه، ولكن ذلك وفقًا لبعض من الشروط التي فًرضت وسوف نتعرف عليها من خلال منصة وميض.
هل يجوز ذبح العقيقة عند الجزار
فئة من الناس قد تظن أنه لا يمكن ذبح العقيقة عند الجزار ولا بد أن تكون أمام المنزل، ولكن هذا غير صحيح، فمن الجائز والممكن ذبح العقيقة عند الجزار، أمام المنزل أو في أي مكان.
اقرأ أيضًا: هل يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات
ما هي العقيقة
إن العقيقة هي ما يتم ذبحه عندما يرزق الشخص بمولود جديد، والذي يكون في اليوم السابع من الولادة، الخامس عشر أو الحادي والعشرين، ويكون ذلك الأمر حمدًا لله على نعمته، وتعتبر العقيقة سنة مؤكدة عن الرسول الكريم حيث إنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ ذبح العقيقة عند مولد الحسن والحسين.
مفهوم العقيقة عن المذاهب الأربعة
بعد التعرف على إجابة سؤال هل يجوز ذبح العقيقة عند الجزار، فيجب التحدث عن مفهوم الخاص بالعقيقة عند الأئمة، والذي يتمثل في الآتي:
1- العقيقة عند المالكية
هو ذبح الحيوان عندما يتم المولود يومه السابع، ولا يجوز أن يكون من الوحوش أو الطيور.
2- العقيقة عند الشافعية
عرفت عند مذهب الإمام الشافعي بأنها اسم أو تعريف لما يتم ذبحه عندما الشخص بطفل جديد، وذلك عندما يتم يومه السابع وهو يوم حلق رأسه.
3- مفهوم العقيقة عند الحنابلة
عُرفت بأنها ذبيحة التي تم ذبحها فرحةً بالمولود الجديد، أو الطعام الذي يدعوه الأهل الناس من أجل الفرحة بالمولود.
4- العقيقة عند الحنفية
طعام يتم دعوة الناس عليه عندما يتم حلق رأس المولود في يومه السابع بعد ولادته.
اقرأ أيضًا: ما يقال عند ذبح العقيقة وما هي مشروعية العقيقة وأهم شروطها
شروط العقيقة
من الجدير بالذكر من خلال التعرف على إجابة هل يجوز ذبح العقيقة عند الجزار، التعرف على الشروط التي يجب اتباعها عند الشروع في عمل العقيقة للمولود الجديد والتي تتمثل في الآتي:
1- نوع العقيقة
من الجدير بالذكر أن العقيقة التي ستذبح لا بد أن تكون من الماعز أو من الأبقار أو الإبل أو الضأن كما يجب ألا تكون غير تلك الأنواع، حيث إن ذلك ورد في سنة الرسول الكريم
فعن عائشة أم المؤمنين ـ رضي الله عنها ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال “ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ أمرَهُم عن الغُلامِ شاتانِ مُكافِئتانِ، وعنِ الجَّاريةِ شاةٌ [يعني في العقيقةِ ] “[صحيح الترمذي].
لكن كما أشارنا أنه يكن أن تكون من الأبقار أو الأبل، فبعض العلماء يقولون إنه يجب الاقتصار على ذبح الشاة على حسب ما ورد عن الرسول، ولكن حين ذكرت الشاة فكان السبب أن يخفف الرسول على أمته فهي الأقل في الثمن.
2- خلوها من العيوب والأمراض
من أهم شروط ذبح العقيقة عند الرزق بمولود جديد هو وجوب صحتها وخلوها من العيوب، حيث إن ذلك الأمر يكون هبة لله والتقرب منه؛ لذلك يجب أن تكون وسيلة التقرب سليمة طيبة لا يشوبها العيوب والأمراض.
من الجدير بالذكر أن جمهور العلماء والفقهاء أجازوا إن ما يتم تجنبه في الأضحية يجب تجنبه في العقيقة وذلك كما جاء في سنة الرسول الكريم عن البراء بن عازب ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
“ سألتُ البَراءَ بنَ عازبٍ: ما لا يجوزُ في الأَضاحيِّ؟ فقال: قام فينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأصابعي أقصَرُ مِن أصابعِه، وأَنامِلي أقصَرُ مِن أنامِلِه، فقال: أربعٌ لا تجوزُ في الأَضاحيِّ: العَوْراءُ بيِّنٌ عَوَرُها، والمريضةُ بيِّنٌ مرَضُها، والعَرْجاءُ بيِّنٌ ظَلْعُها، والكَسيرُ التي لا تُنْقي، قال: قلتُ: فإنِّي أَكْرَهُ أنْ يكونَ في السِّنِّ نقصٌ، قال: ما كَرِهتَ فدَعْه، ولا تُحرِّمْه على أحدٍ.
3- السن الشرعي للعقيقة
من الجدير بالذكر بعد التعرف على هل يجوز ذبح العقيقة عند الجزار، فلا بد من التعرف على أهم شروط ذبح العقيقة، ألا وهو أن تكون بالغة السن المناسب والذي يختلف على حسب نوع الحيوان الذي سيتم ذبحه:
- العقيقة البقرة في عمر السنتين أو عند دخول السنة الثالثة.
- الماعز في حالة إتمامها السنة أو عند الدخول في السنة الثانية.
- في حالة ذبح الإبل فلا بد أن تكون أتمت السنة الخامسة أو في عمرها السادس.
- الضأن يكون في عمر 6 أشهر أو السابع.
اقرأ أيضًا: هل يجوز ذبح العقيقة قبل اليوم السابع
كيف يتم تقسيم لحم العقيقة
بعد التعرف على إجابة تساؤل هل يجوز ذبح العقيقة عند الجزار، فيجب التنويه على أمر هام أن العقيقة بعد ذبحها لها أسس وسنن في التقسيم، وذلك الأمر الذي تعددت فيه الكثير من الأقاويل بين العلماء والمذاهب الأربعة حيث تم ذكر الآتي:
1- القول الأول في تقسيم العقيقة
يقول مذهب المالكية إنه من المستحب الجمع بين الأكل والإخراج الصدقة والإطعام، ولكن بدون تحديد قدر معين حيث إن الإمام المالكي استدل على ذلك من خلال قوله تعالي:
{لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}[سورة الحج الآية: 28].
2- القول الثاني في تقسيم العقيقة
يقول الإمام أبي حنيفة والإمام أحمد بن حنبل إنه يكون مستحبًا تقسيم لحم العقيقة إلى 3 أجزاء، الثلث الأول للصدقة والثاني للإهداء، والثالث للأكل واستدلوا على ذلك من خلال قوله تعالي:
{فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[سورة الحج الآية: 36].
3- رأي الشافعية في تقسيم لحم العقيقة
يجب العلم أن الإمام الشافعي له رأي مخالف للآخرين حيث إنه يرى أن العقيقة لا بد أن تقسم على نصفين يكون نصف منهم للصدقة والآخر للشخص المضحي، واستدل على ذلك الأمر من خلال قوله تعالى:
{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} [سورة الحج الآية: 28].
حكم طبخ العقيقة
بعد ذبح العقيقة تقربًا إلى الله بعد الرزق بالمولود فقد اختلف العلماء في إرسال لحم العقيقة للصدقة، حيث يرى كل من:
1- الرأي الأول لطبخ العقيقة
يرى كل من الحنفية والمالكية والحنابلة أنه يستحب إرسال لحم العقيقة مطبوخ أو مطهو، ولا يستحب إرساله نيئًا.
اقرأ أيضًا: دعاء عند ذبح العقيقة
2- الرأي الثاني في طريقة إرسال العقيقة
يرى الإمام الشافعي جوتز إرسال لحم العقيقة إما عن طريق طبخها أو تركها نيئة، وذلك في كل الأحوال سواء للأكل، الصدقة أو الإهداء.
العقيقة هي هبة لله من الشخص الذي رزقه الله في بمولود جديد، ولكن لا بد أن تكون وفق السنة والأحكام الشرعية التي نسير على نهجها، وذلك في كل الأحكام التي نمتثل لها كي يتقبل منا الله سبحانه وتعالى.