هل يجوز قراءة أذكار الصباح قبل صلاة الفجر
هل يجوز قراءة أذكار الصباح قبل صلاة الفجر؟ وهل يجوز قضاؤها؟ أُمرِنَا في الدين الإسلامي أن نجري الذكر على ألسنتنا لِما فيه من بركة وتحصين وحفظ للنفس من ترديده في كل الأحوال، لكن لكل وقت ذكره وفرضه ونوافله وفيما يخص الذكر سنوضح عبر منصة وميض جواب سؤال هل يجوز قراءة أذكار الصباح قبل صلاة الفجر؟ أم لا.
هل يجوز قراءة أذكار الصباح قبل صلاة الفجر؟
عندما يقوم المرء بأداء الفعل في غير وقته فهو يخرج عن الحكم، لذا عندما يقوم بأداء الذكر في غير وقته يكون قد خرج على المعتاد، لذا يكون الجواب على سؤال هل يجوز قراءة أذكار الصباح قبل صلاة الفجر؟ هو لا يجوز أن يتم الذكر قبل الفجر لأننا لا زلنا داخل وقت الليل.
يمكن لكل من يفوته القيام بالذكر في وقته ان يقضيه فور تذكره مع أولوية ذكرها في وقتها للحصول على البركة والثواب المتحصل منها، لأن أداء العبادات في وقتها يكون الأولى ثوابً عن قضائها.
وقد ذكر الإمام النووي أن كل من يتعود على الاتيان بالذكر في وقته يعتاد عليه بما يستدعى القيام به كروتين يومي في اليوم والليلة ولا يفوت المرء أي منه خلال يومه وليلته.
اقرأ أيضًا: أذكار الصباح والمساء ابن عثيمين
هل يجوز قراءة أذكار الصباح بعد الشروق؟
ترتبط الإجابة على هذا السؤال بإجابة تساؤل هل يجوز قراءة أذكار الصباح قبل صلاة الفجر؟ المطروح، وهو ما نوضحه عبر النقاط التالية:
- إن الأذكار يتم عمله في الوقت المحدد لها.
- عند النسيان يتم ذكرها متى تذكرها المرء.
- يكون وقت الأذكار الخاصة بالصباح من بعد صلاة الفجر حتى شروق الشمس.
- حالة الذكر بعد الشروق يكون في غير وقتها ويكون ذلك قضاءً وليس أداءً.
- بعض الفقهاء يرون أن وقت الصباح يكون من الفجر حتى انتهاء وقت الضحى.
الوقت المحدد لأذكار الصباح
هناك آراء بين العلماء في تحديد وقت أذكار الصباح، لذا بعد الجواب على سؤال هل يجوز قراءة أذكار الصباح قبل صلاة الفجر؟ نذكر آراء العلماء في أذكار الصباح عبر النقاط التالية:
- ذكر بعض العلماء أن أذكار وأدعية الصباح لها وقتًا خاصًا بها ما بين الفجر وشروق الشمس.
- يرى بعضهم أن وقت الأذكار الصباحية من بعد صلاة الفجر حتى وقت شروق الشمس.
- ذكر فريق آخر أن وقت أذكار الصباح من الفجر حتى انتهاء وقت الضحى.
هل يجوز قراءة الأذكار وقت الحدث الأكبر؟
بعد التعرف على جواب سؤال هل يجوز قراءة أذكار الصباح قبل صلاة الفجر؟ نتوجه للتعرف على حكم قراءة الأذكار وقت الحدث الكبر (النفاس – الحيض – الجنابة) لكل من الرجل والمرأة عبر النقاط الآتية:
- الأذكار حالة الجنابة للرجل والمرأة جائزة لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ علَى كُلِّ أحْيَانِهِ”.
- أما الأذكار وقت الحيض والنفاس للمرأة جائزة حتى وإن كان فيها آيات قرآنية، لأن ما يحرم عليه هو الإمساك بالمصحف فقط، ولكونها في هذه الحالة تقرأ الآيات على مونها ذكر وليست قراءة مباشرة من المصحف.
اقرأ أيضًا: أوراد الصباح والمساء مكتوبة كاملة من القرآن والسنة
الآداب التي يجب التحلي بها وقت الذكر
هناك الكثير من الآداب التي يمكن أن يقوم المرء بعملها وقت الذكر، وهي المتمثلة فيما يلي:
- يجب أن يكون المرء على حالة من الطهارة في البدن من الحدثين الأصغر (موجبات الوضوء) والأكبر (موجبات الغسل).
- يستحضر الذاكر عظمة الله وفضله للحصول على الثواب والوصول لدرجة الخشوع المطلوبة وقت الذكر.
- تنظيف الفم بالسواك لأنه من أسباب طيب الفم وطهره.
- تكرار طلب العون من الله في كل أمور الدنيا.
- خلو الذهن من أمور الدنيا والتفرغ للعبادة عن طريق الذكر.
- استقبال القبلة والتضرع للخالق عز وجل.
- اختيار الأوقات المناسبة التي حثنا عليها النبي مثل يوم الجمعة بين الأذان والإقامة وقت السحر عقب كل صلاة، لما فيها من البركة.
- البكاء والتذلل للخالق عز وجل لِما في هذا من تحصيل الفضل والبركة من الذكر.
الأدلة على فضل عبادة الذكر
هناك العديد من أنواع الذكر التي من الممكن أن يقوم بها المرء خلال اليوم والليلة من القرآن والأدعية وغيرها من الطرق التي يمكن أن يتقرب بها العبد من ربه، ونذكر عبر الأدلة التالية:
- ورد فضل الذكر في القرآن الكريم في الكثير من الآيات مثل قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا” (الأحزاب- 41) للحث على ذكر الله في كل الأوقات من قِبل المسلمين في اليوم والليلة والإكثار من ذلك.
- ذكر الفضل الكبير عند الذكر وقت لقاء الأعداء في قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (الأنفال – 45).
- ورد في الكثير من الآيات أن أفضل وقت للذكر قبل الفجر وقبل المغرب كما جاء في قوله تعالى: “وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا”.
- توجد الكثير من الأحاديث التي بينت فضل الذكر منها قوله صلى الله عليه وسلم: “ألَا أدُلُّكَ علَى كَلِمَةٍ هي كَنْزٌ مِن كُنُوزِ الجَنَّةِ؟ لا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَّا باللَّهِ” للدلالة على فضل الحوقلة عند تكرارها في اليوم والليلة من قِبل المسلم.
- ورد في السنة حالة من التخصيص لبعض الأذكار والكلمات بصفة خاصة لِما لها من منزلة ومكانة رفيعة في الثواب والتقرب من الله ومنها ما ورد في الحديث: “كَلِمَتانِ حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ: سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ“.
أفضل أنواع الذكر
اتفق الفقهاء وأهل العلم أن أفضل أنواع الذكر للتقرب من الله عز وجل، والتي نذكرها عبر النقاط التالية:
- القلب مع اللسان: الذكر أنواع وحالات ومن أفضل أنواع الذكر هو اجتماع الذكر باللسان مع القلب لأن الجوارح كلها تكون مجتمعة على الذكر مما يزيد من درجة الخشوع والتدبر.
- خشوع القلب: هناك نوع الذكر بالقلب عبر التفكر والتدبر والتفكير مع استحضار العظمة الإلهية وجلال الخلق والكون وكل ما يحيط بالمرء.
- تذكر القلب: يوجد نوع ذكر بالقلب يكون من خلال استحضاره بالقلب عبر الأوامر والنواهي فقط.
- ذكر اللسان: هناك نوع أدنى وهو الذكر باللسان دون التركيز أو التدبر لكنه لتحصيل الفضل والبركة.
اقرأ أيضًا: متى تقال أذكار الصباح ؟ وما هي الآيات التي تحث على الذكر ؟
مستحبات أداء الذكر
بعد التعرف على جواب سؤال هل يجوز قراءة أذكار الصباح قبل صلاة الفجر، نتطرق بالحديث عن الأمور المستحبة والتي يجب أن يقوم بها المسلم وقت إتيانه بالذكر، والتي يعتبر من أهمها ما يأتي:
- عدم الذكر بتسرع للحصول على السكينة والخشوع المطلوبين.
- يستحب الذكر منفردًا لعدم ورود ما يدل على الإتيان بالذكر في جماعة.
- التدبر والتفكر في كل ما يلفظه المرء من ذكر للوصول لمراحل عالية من اليقين والتقوى.
- الذكر بصوت منخفض حتى يسمع نفسه فقط.
- عدم رفع اليدين لعدم استحبابها وقت الذكر.
الذكر من أرفع العبادات التي يقوم بها المسلم في حياته لِما فيه من استمرارية في ذكر الخالق عز وجل والوصول إلى غاية الخشوع النفسي والقلبي للإنسان.