هل يجوز صلاة سنة الفجر بعد الفرض
هل يجوز صلاة سنة الفجر بعد الفرض؟ وهل تحسب قضاءً أم أداءً؟ تعتبر صلاة الفجر من أهم الصلوات التي يؤجر عليها المسلم لِما لها من فضل على سائر الصلوات الأخرى، وسنوضح من خلال منصة وميض جواب هل يجوز صلاة سنة الفجر بعد الفرض؟ وكل ما يدور حوله من أحكام أخرى عبر السطور الآتية.
هل يجوز صلاة سنة الفجر بعد الفرض؟
الأصل في الصلوات ترتيبها فالصلاة المتكونة من: (سنة قبلية ثم الفريضة) تصلى بنفس الترتيب، والصلاة المتكونة من: (سن ثم فريضة ثم سنة تصلي بنفس الترتيب) لكن هناك حالات قد يتقدم فيها الفرض على سنته لضرورة الصلاة وهنا يجوز صلاة السنة بعد الفرض للإجابة على سؤال هل يجوز صلاة سنة الفجر بعد الفرض؟
عندما يدخل الرجل للمسجد في صلاة الفجر وتكون الصلاة مقامة يسرع المرء للدخول فيها ليلحق أداء الفريضة، ثم يأتي بالسنة القبلية بعد الفراغ من هذه الصلاة والافتاء على هذا، لكن هناك آراء في هاتين الركعتين أهما قضاءً أو أداءً من قِبل المصلي وأدلة ذلك ما يأتي:
1- أدلة من يرى أن الصلاة (سنة الفجر) أداء
توجد الكثير من الأدلة الواردة في السنة النبوية التي توضح فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- لهذا وأنه قد صلى سنة الفجر عقب الفريضة أداء وليس قضاءً ومن الأدلة الواردة على هذا ما يأتي:
- روى عن السيدة عائشة أنها قالت: “لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- على شيء من النوافل أشد منه تعاهداً على ركعتي الفجر وبين فضلها فقال -صلى الله عليه وسلم- ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها” رواه البخاري ومسلم.
- يرى كلٍ من الشافعية والحنابلة: أن من فاته صلاة سنة الفجر لضيق الوقت وللحاق الجماعة، صلى الفريضة مع الجماعة ثم يصلي السنة بعدها وتكون بمنزلة الأداء خارج الوقت، ولا يأثم بتأخيرها مادام الوقت (وقت الفريضة) لم ينقض.
- ذكر النووي رحمه الله: قال أصحابنا: يدخل وقت السنن التي قبل الفرائض بدخول وقت الفرائض ويبقى وقتها ما لم يخرج وقت الفريضة، لكن المستحب تقديمها على الفريضة، ويدخل وقت السنن التي بعد الفرائض بفعل الفريضة، ويبقى مادام وقت الفريضة وبهذا قطع الأكثرون. (المجموع للنووي 2/157).
- قال ابن قدامة رحمه الله: كل سنة قبل الصلاة، فوقتها من دخول وقتها (وقت الصلاة) إلى فعل الصلاة، وكل سنة بعدها، فوقتها من فعل الصلاة إلى خروج وقتها (المغنى لابن قدامة 3/231)، وهذا جزء من الجواب على سؤال هل يصح صلاة سنة الفجر بعد الفرض.
اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة سنة الفجر بعد الفرض وبعد إقامة الصلاة؟
2- أدلة من يرى أن الصلاة (سنة الفجر) قضاءً
توجد بعض الآراء التي ترى أن الأصل ثابت (السنن القبلية تكون قبل الفريضة لا بعدها) وأن فعل النبي ليس بدليل على كونه أداها لكنها قضاها لإظهار أهميتها بين كل النوافل، فلم يثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- قضاء نوافل إلا سنتي الفجر والعصر، لذا يكون من الأدلة الواردة على هذا ما يأتي:
- قوله تعالى“ إنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا” (النساء – الآية :103) أي في وقتها.
- روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم: “نام عن ركعتي الفجر فقضاهما بعد ما طلعت الشمس” رواه ابن ماجه.
- قال أحمد: لم يبلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى شيئًا من التطوع، إلا ركعتي الفجر، والركعتين بعد العصر.
- قال ابن حامد: تقضى جميع السنن الرواتب في جميع الأوقات إلا أوقات النهي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بعضها، وقسنا الباقي عليه (المغنى لابن قدامة 3/231).
اقرأ أيضًا: هل صلاة العصر لها سنة
هل يجوز صلاة سنة الفجر عقب طلوع الشمس؟
بعد التعرف على جواب سؤال هل يجوز صلاة سنة الفجر بعد الفرض؟ وجب أن نذكر أن الأصل في الفجر صلاة سنته ثم الإتيان به هكذا فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- أما حالة صلاة الفجر عقب طلوع الشمس حالة النوم، فهنا تصلى سنة الفجر قضاءً لما ورد من الأدلة الآتية:
- قوله تعالي ” إنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا” (النساء – الآية :103) أي كل صلاة تصلى في وقتها.
- ما ورد عن أبو دواد وغيره عن أبي قتادة أنَّ النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – كانَ في سَفَرٍ له…..، فقال: “احفَظُوا علينا صلاتَنا” يعني صلاةَ الفَجرِ، فضُربَ على آذانِهم فما أيقَظَهم إلا حَرٌّ الشَّمس…..، فتَوَضَّؤوا، وأذَّنَ بلالٌ فصَلّوا ركعَتَي الفَجرِ، ثمَّ صَلَّوُا الفَجرَ ورَكبُوا، فقال بعضُهم لبعضٍ: قد فَرّطنا في صلاتِنا، فقال النبيّ – صلى الله عليه وسلم -: “إنه لا تفريطَ في النَّومِ، إنَّما التَّفريطُ في اليَقَظَةِ، فإذا سَهَا أحدُكم عن صَلاةٍ فليُصَلِّها حين يَذكُرُها..”.
- يدل هذا الحديث على قضاء سنة الفجر قبله؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بلالًا بالأذان ثم صلى سنة الفجر ثم تمت إقامة الصلاة بعد ذلك فصلى الفريضة بعدها.
لذا بعد التعرف على جواب سؤال هل يجوز صلاة راتبة الفجر بعد الفرض؟ يكون الحكم يجوز صلاة سنة الفجر عقب طلوع الشمس وتكون قبل أن يأتي المسلم بصلاة الفريضة وبنية القضاء.
حكم صلاة الفجر بعد طلوع الشمس مع التعمد
عرفنا جواب سؤال هل يجوز صلاة سنة الفجر بعد الفرض؟ ونتطرق هنا إلى التعرف على جواب صلاة الفجر قضاءً عن تعمد وليس فيه أخذ بالأسباب أو عن طريق الكسل يجب على المسلم التعرف على النقاط التالية:
- أقر التشريع بعد أن جاء بأن كل الصلوات يجب أن تؤدى في وقتها المخصص لها وثبت ذلك في الكتاب والسنة والإجماع ولا غبار فيه.
- شدد النبي – صلى الله عليه وسلم- على صلاة الفجر لما يتحصل فيها من البركة الدائمة على المسلم.
- حالة كون المسلم كان نائمًا غير متعمد ترك الفجر، فلا شيء عليه لِما ورد من الحديث الشريف: “رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يعقل” (رواه الإمام أحمد في مسنده) وهذا دلالة على صحة الصلاة مع عدم تعمد الترك والأخذ بالأسباب.
- حالة التعمد في ترك صلاة الفجر دون صلاتها في وقتها قد أتى بذنب كبير وخسر ثوابًا عظيمًا يتحل من البركة الحاصلة للمسلم لِما في الفجر من بركة ورحمة وخير يعود على المسلم في كل نواحي حياته.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الجمع والقصر بعد الوصول من السفر
متى يكون وقت صلاة الفجر؟
بعد التعرف على جواب سؤال هل يجوز صلاة سنة الفجر بعد الفرض؟ نذهب لتحديد وقت صلاة الفجر كما ورد بالسنة النبوية في الكثير من الأحاديث الواردة عن النبي صل الله عليه وسلم في كون الوقتين مطلقات على فريضة واحد بعدة ألفاظ، ومن هذه الأمور ما يلي:
- وقت صلاة الفجر والصبح هو وقت واحد لأن صلاة الصبح وصلاة الفجر هما تسميتان لصلاةٍ واحدةٍ، فقد ورد في الأحاديث النبوية الشريفة إطلاقُ التسميتين على الصلاة نفسها، لما رُوي عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: “مَن صلَّى الصُّبحَ في جَماعةٍ فَهوَ في ذمَّةِ اللَّهِ تعالَى”.
- يجب على كل مسلم أن يراعي صلاة الفجر في وقتها لما ورد من أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: “فضلُ صلاة الجميعِ صلاةَ أحدِكم وحدَه، بخمسةٍ وعشرين جزءًا، وتَجتمع ملائكةُ الليلِ وملائكةُ النهارِ في صلاةِ الفجرِ”.
- لذا يكون وقت صلاة الفجر والصبح هو الوقت الذي يكون فيه المسلمون نائمين، وجهاد النفس فيه على الصلاة من أعظم طرق جهاد النفس وتهذيبها، فعندما يعمل المسلم على قطع النوم والراحة وأداء الفريضة ابتغاءً لمَرضات الله، وطلبًا لمغفرته ورحمته وطمعًا بجنته، ولهذا اعتبر أداء صلاة الفجر هو الحد الفاصل بين الإيمان والنفاق كما ورد في السنة.
تعد صلاة الفجر من أهم الصلوات التي يجب على المرء صلاتها في وقتها لما فيها من البركة المتحصلة على المؤمن عند المداومة عليها طوال حياته.