هل يجوز الصلاة قبل الأذان
هل يجوز الصلاة قبل الأذان؟ وهل الوقت سببًا لوجوب الصلاة؟ إن الصلاة هي الركن الأول بعد الشهادة في ترتيب الأركان الخمسة ولها قواعد وشروط يجب الالتزام بها لتحقيق ما ترجوه منها، والإجابة على سؤال هل يجوز الصلاة قبل الأذان؟ لها عدة حالات وأحكام مختلفة، نوضحهم تفصيليًا من خلال منصة وميض، عبر السطور الآتية.
هل يجوز الصلاة قبل الأذان؟
اختلف العلماء في هذه المسألة وفيها حكمان، ولهما حالات مختلفة، نوضح الإجابة عن هل يجوز الصلاة قبل الأذان؟ من خلال السطور التالية:
1- عدم الجواز مطلقًا
لأن للصلاة أوقات محددة نتوصل إليها عن طريق مجموعة من العلماء الأجلاء معتمدين على أمرين، الأمر الأول هو ما أخبرنا به النبي في الكثير من الأحاديث من تحديد أوقات صلاة، فعن عبد الله بن عمرو قال:
(سُئِلَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن وَقْتِ الصَّلَوَاتِ، فَقالَ وَقْتُ صَلَاةِ الفَجْرِ ما لَمْ يَطْلُعْ قَرْنُ الشَّمْسِ الأوَّلُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الظُّهْرِ إذَا زَالَتِ الشَّمْسِ عن بَطْنِ السَّمَاءِ، ما لَمْ يَحْضُرِ العَصْرُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ العَصْرِ ما لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، وَيَسْقُطْ قَرْنُهَا الأوَّلُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ المَغْرِبِ إذَا غَابَتِ الشَّمْسُ، ما لَمْ يَسْقُطِ الشَّفَقُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ العِشَاءِ إلى نِصْفِ اللَّيْلِ).
أما عن الأمر الثاني وهو علم الفلك الذي يراقب حركة الشمس مستندين للمعادلات الرياضية لتحديد أوقات بداية كل صلاة ونهايتها، فلا تجوز الصلاة قبل الأذان وإذا صليتها فعليك إعادتها مرة أخرى.
اقرأ أيضًا: هل يجوز قول اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد
سبب عدم الجواز
بعد أن أجبنا عن سؤال هل يجوز الصلاة قبل الأذان؟ وجب بيان سبب الجواز في المسألة حتى لا ينخدع الناس في الأوقات فمثلًا يمكن أن يختلط على البعض وقت صلاة الفجر بسبب رؤيتهم للفجر الكاذب الذي هو قبل موعد الصلاة المكتوبة، فلا يجوز تحديدها بتصريف من الشخص نفسه.
فلا تجوز الصلاة قبل دخول وقتها حتى ولو بدقيقة وذلك لقوله تعالى: (إنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا)، أي في وقت محدد لها، وتبعًا للدليل فلا يجوز الآتي:
- لا تجوز الصلاة قبل الأذان بحجة الاستعجال، لأي سبب كان فيجب على المسلم تأديتها في الوقت المحدد لها.
- لا تجوز الصلاة قبل الأذان حتى لو كان الإنسان مريضًا يجب عليه تحري الوقت أولًا.
- إذا صليتها قبل تحري وقتها ثم جاء وقتها لا تسقط عنك الصلاة بل أنت ملزم بإعادتها مرة أخرى.
2- جواز الصلاة قبل الأذان
للإجابة عن سؤال هل يجوز الصلاة قبل الأذان؟ وجب بيان الحالة الثانية ولها ضوابط محددة نذكرها فيما يأتي:
- الجواز في حالة أن المؤذن قد تغافل عن الأذان سهوًا وأنت لديك العلم الحقيقي بموعد الصلاة المكتوبة فيمكن الصلاة قبل سماع الأذان في تلك الحالة فقط.
- الجواز في حال عذر يقتضي التقديم مثل السفر ويسمى القصر في الصلاة وهي رخصة للمسلمين الذين يشق عليهم السفر، ولهذا السفر ضوابط محددة منها المسافة التي يقطعها المسافر ويعتمد على إذا كان ذاهبًا للإقامة في هذا المكان أم لزيارة لا تدوم أكثر من يوم.
- يجوز للمؤذن الذي نسى الأذان عند الوقت المحدد أن يصلي قبل أن يؤذن لأن الصلاة تجب عند تحري وقتها.
- إذا كان مريضًا وتحرى الوقت وتبين أن وقت الصلاة دخل ولم يسمع الأذان يمكنه الصلاة حينها، ما دام تحرى وقت الصلاة الصحيح، والأفضل هو انتظار سماع الأذان.
هل الوقت سببًا لوجوب الصلاة؟
بعد الإجابة عن سؤال هل يجوز الصلاة قبل الأذان؟ وجب الإجابة عن هل الوقت سببًا لوجوب الصلاة؟ فكلمة سبب تعني وصف محدد منضبط ووجد ليتعلق به الحكم، والسبب ما يلزم وجوده الوجود ومن عدمه العدم.، فالوقت سبب لوجوب الصلاة المفروضة، ففي عدم وجود وقت فلا توجد صلاة.
لكن دخول الوقت ليس ركنًا من أركان الصلاة بل سببًا في وجوبها، فالركن هو الجزء أو الأجزاء التي تتكون منها الصلاة والوقت سبب يجب تحققه قبل القيام بأركان الصلاة والبدء فيها، وتجب الصلاة على مسلمين بمجرد حلول وقتها.
حكم الصلاة أثناء الأذان
تجوز الصلاة أثناء الأذان ويمكن للمصلي عدم الانتظار لنهاية الأذان، فالأصل في الأذان هو الإعلام بدخول وقت الصلاة، فيمكن للمصلي عند سماع كلمة (الله أكبر) يذهب مباشرةً للصلاة إذا كان توضأ، ويمكنه الذهاب مباشرةً للبدء في الوضوء أثناء الأذان والصلاة حينها.
لكن من السنة أن ينتظر المصلي لِما بعد فراغ المؤذن من الأذان ليردد معه الأذان وقول الدعاء وتصلي السنة ومن ثم الفريضة.
اقرأ أيضًا: هل يجوز ذكر الله على جنابة
حكم أداء الصلاة في آخر الوقت
الصلاة واجبة على كل مسلم بالغ عاقل بعد دخول وقتها مباشرةً إلى نهايته، لكن اختلف العلماء في وقت أدائها بعد حلول وقت الصلاة على أقوال:
- قال بعض علماء المالكية: لا يجوز تأخير الصلاة الى نهاية وقتها إلى الوقت الذي يمكن أن تسقط فيه من المسلم بدون عذر قوي وإلا يكون الأنسان آثمًا.
- قال بعض علماء الحنابلة: لا يجوز تأخير وقت الصلاة ولا بعضها إلى نهاية الوقت مالم يتواجد العذر القهري على ذلك.
- قال بعض علماء الشافعية: إخراج الصلاة أو بعضها عن وقتها يأثم لحرمته، ويعد النسيان عند الشافعية سببًا للتأخير الناتج عن التقصير، فعلى المسلم تحري وقت الصلاة دائما مخافة فواتها.
ليس من شيم الصالحين تحري البحث عن الرخص والجواز ويترك المستحبات والفضائل بل من شيم الكسالى، وتأخير الصلاة إلى حين وقت انتهائها مع إجازته إلا إنه مكروه لأنه يصليها في وقت والضرورة وهو ضيق جدًا.
حيث يمكن أن يدخل عليه وقت الصلاة الثانية وهو ما زال في الصلاة الأولى، فالأصل هو الإسراع للصلاة حين دخول وقتها فهكذا نقتدي بالنبي وأصحابه والتابعين لهم، فكانوا يبادرون مباشرةً عند سماع الأذان.
حكم الصلاة في غير وقتها
بعد الإجابة عن سؤال هل يجوز الصلاة قبل الأذان؟ يجدر بنا الإشارة إلى حكم من قام بأدائها في غير وقتها، فأداء الصلاة على وقتها من الأمور التي يجب على المسلم الالتزام بها والتحري عنها دائمًا مخافة أن تفوته تلك الصلاة، فلا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها حتى إلا بعذر قوي.
هذا في حالتي الخوف الشديد من تربص أحد الأعداء بالإنسان، أو شدة المرض، لقوله تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)، فقد تعهد الله لهم بالعذاب الشديد في وادي في جهنم يسمى الويل، والسهو المذكور في الآية الكريمة معناه الغفلة أو التهاون المتعمد فيما هو واجب.
الدليل على جواز تأخير الصلاة بعذر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة الأحزاب، عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قال: (كُنَّا مع النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ الخَنْدَقِ، فَقَالَ: مَلَأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ وبُيُوتَهُمْ نَارًا، كما شَغَلُونَا عن صَلَاةِ الوُسْطَى حتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ. وهي صَلَاةُ العَصْرِ).
أما من نام عن الصلاة أو نسيها غير متعمدٍ، فعليه أن يدركها حين يتذكرها لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “من نامَ عن صلاةٍ أو نسيَها فليصلِّها إذا ذَكرَها. فإنَّ ذلِكَ وقتُها“، فوقت الصلاة يدرك بركعة أي إذا نام الإنسان واستيقظ في آخر الوقت وشرع في الصلاة وانتهى من الركعة الأولى ثم دخل الوقت التالي للصلاة الآتية حسبت له الصلاة.
قيل إن وقت الصلاة يدرك عند شروعك في الصلاة فإذا بدأت في التكبيرة الأولى ودخلت الصلاة ثم أذن المؤذن للصلاة التالية حسبت لك صلاة تبعًا لإدراكه جزءً منها، ولكن بعض الفقهاء لم يعتبر بتلك المسألة ويقول أصبحت تقضى فائتة.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الصوم بدون سحور
فضل الصلاة في وقتها
فضل أداء الصلاة في وقتها وبدون تأخير، فضل عظيم فقد سأل عبد الله بن مسعود فقال (سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي).
فبدأ -صلى الله عليه وسلم- بالصلاة ويدل هذا على أن إقامة الصلاة في وقتها من أفضل وأحب الأعمال إلى الله، وعن رافع بن خديج قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أصبِحوا بالصبحِ فإنه أعظمُ لأجورِكم أو أعظمُ للأجرِ).
فالصلاة ركن من أركان الإسلام يجب علينا احترام وقتها والمبادرة والتنافس للحاق بأوله، التهاون المتعمد في حقها له حسابه عند الله سبحانه وتعالى.