هل يجوز الوضوء في الحمام
هل يجوز الوضوء في الحمام؟ وهل يشترط وصف معين للحمام؟ وهل ينطبق الحكم في كل الحالات؟ يختلط على البعض فكرة الوضوء داخل الحمام لما فيها من أوصاف قديمة وحديثة، كما يختلط عليهم أيضًا الحكم المترتب على هذا الوصف عند ذكر الوضوء، لذا من خلال منصة وميض سنُجيب على سؤال هل يجوز الوضوء في الحمام في كل حالاته، في الفقرات الآتية.
هل يجوز الوضوء في الحمام
لمعرفة إجابة هذا التساؤل يجب علينا أولًا توضيح المقصود بالحمام، فهو يعني المكان الذي يقوم الإنسان بقضاء حاجته فيه، وكان في القديم عبارة عن موضع واحد لقضاء الحاجة ووجود الصنبور بجواره، فالحكم على هذا الوصف لا يجوز الوضوء فيه، لاجتماع الطهر مع النجاسة في موضع واحد، وعدم جواز ذكر الله في أول الوضوء والتشهد في آخره.
يوجد في العصر الحالي شكل آخر لوصف الحمام وهو موضعين منفصلين داخله، أحدهما لقضاء الحاجة به، وموضع آخر للاستحمام وغسيل الأيدي من خلاله، والحكم في هذا النوع من الحمامات جائز، نظرًا لوجود انفصال مكاني قضاء الحاجة والاغتسال عن بعضهما البعض مع جواز ذكر الله في أول الوضوء والتشهد في آخره.
وعليه فإن حكم الوضوء في وصف الحمامات الموجود حاليًا منفصل مكان لقضاء الحاجة عن الاغتسال، أو وجود مكان اغتسال فقط جائز ولا شيء فيه، والتسمية أفضل أن تكون خارجة للاحتراز، وهذا يعد جوابًا لسؤال هل يصح الوضوء في الحمام.
اقرأ أيضًا: هل يشترط الوضوء لسجود التلاوة
حكم الوضوء في الحمام لابن الباز
عند طرح سؤال هل يجوز الوضوء في الحمام؟ يرد عليه ابن الباز بقوله يصح الوضوء في الحمام إذا اقتضت الضرورة لذلك مع مراعاة التسمية وتكون قبل الدخول، ويكون التشهد الذي يعقب الوضوء بعد الخروج من الحمام، نظرًا لأن الحمام في الأصل هو موضع قضاء الحاجة، لكن في حالة الحمام المصمم للوضوء فقط فيصح تسميته وتشهده داخله.
هل يجوز الوضوء في الحمام والقدم عارٍ؟
توجد حالات يصعب فيها على المريض نتيجة كبر السن أو الإصابة بمرض مزمن كالسكري عدم القدرة على لبس شيء في القدم لدخول الحمام للوضوء بها، نظرًا للتورم أو عدم احتمال الألم، فما الحكم في هذه الحالة هل يصح الوضوء؟
إذا تيقن الفرد من نظافة الحمام وعدم وصول أي نجاسة للقدمين العاريين، صح الوضوء، لأن حكمة الوضوء تكمن في تطهير الجسد للذهاب لمقابلة الله وقت الصلوات، لذا في حالة تحقق طهارة الحمام صح الوضوء.
حكم الوضوء داخل الحمام عاريًا
اتفق الفقهاء على جواز الوضوء داخل الحمام بدون ملابس، نظرًا لأن الحكمة في الوضوء هي الأفعال التي يأتي بها المرء قبل الذهاب للصلاة ويتساوى فيه وضعا اللبس أو التعري، على خلاف الصلاة التي يُشترط فيها ستر العورة، وهذا للرد على هل يؤخذ بالوضوء في الحمام.
الشريعة الإسلامية هي نصوص وشروحات مُعتدلة وواضحة، تدعو المُسلم إلى سلك الطريق القويم لتصحيح مساره في الدنيا، لذا في حالة عدم اقتضاء الضرورة لا يجب التسلط عليه كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- “لا يُشاد الدين أحدًا إلا غلبه”، لذا يجب عدم القول بجواز الوضوء في الحمام لابسًا أو عاريًا إلا من قِبل المتخصصين فقط.
حكم الوضوء داخل الحمام عاريًا قبل أو بعد الاغتسال
الوضوء ركن أصيل من أركان الاغتسال ولا يصح إلا به، فيبدأ بتنظيف موضع النجاسة والوضوء بعده ثم تعميم البدن بالماء بعد ذلك، لذا يكون الوضوء شرط لصحة الاغتسال لأنه جزء منه، فإن كان التعري في الحمام من أجل الغُسل لا يجب الوضوء قبله ولا بعده لأنه جزء أصيل منه.
وردت العديد من الأحاديث التي تروي فعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- للوضوء قبل الاغتسال وليس بعده، ومن هذا يُمكن القول بجواز الوضوء قبل التعري في حالة عدم الاغتسال “الاستحمام العادي”، أما في حال دخول الحمام والتعري بنية الاغتسال يكون الوضوء جزء منه.
اقرأ أيضًا: ما هي شروط الوضوء؟ وسنن الوضوء المستحب القيام بها
حكم الوضوء داخل الحمام بملابس خفيفة
الأصل في ستر العورة هو أداء الصلاة وليس الوضوء، لذا يجوز قياسًا على مسألة الوضوء في الحمام في حالة التعري، يكون الوضوء في الحمام في حالة الملابس الخفيفة، أما إذا كانت الملابس التي يرتديها المرء عند ذهابه للوضوء في حالة تعري أو شفاف الملابس، جاز وضوؤه ولا شيء عليه.
حكم تكرار الوضوء داخل الحمام عاريَا
عندما يسأل سائل عن هل يقبل الوضوء في الحمام؟ تكون الإجابة بإيجاز القبول لأن الأصل في ستر العورة يكون في الصلاة وليس الوضوء؛ لكن هل تكرار هذا الوضوء جائز في كُل الأوقات؟
تكون الإجابة هنا أن الوضوء في حالة التعري يكون في حالتي الاغتسال أو الاستحمام، لكن تكراره غير مستحب لعدم الحاجة لذلك، لأن حال المؤمن دائمًا ما يُبنى على الستر، لذا يكون من الأفضل الوضوء مرتديًا الملابس استحياءً من الله.
حكم الوضوء داخل الحمام عاريَا أمام أحد
لا يجوز الوضوء عاريًا أمام أحد إذا كان هذا الشخص غير محلل “زوج أو زوجة” لأن الأصل في الوضوء التطهر للذهاب لمقابلة الله في بيته والقيام بأحد العبادات، أما في حالة وجود مُحلل “زوج أو زوجة” داخل الحمام المتعري به أحد الطرفين يجوز الوضوء في حالة أمن الشهوة، لأن التعري أولى بحدوث شهوة بين الطرفين، لذا في حالة أمن الشهوة جاز الوضوء في حالة التعري أمام المُحلل.
ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- عن معاوية بن حيدة أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولُ الله، عَوْرَاتُنَا مَا نَأْتِي مِنْهَا وَمَا نَذَرُ؟ قالَ: “احْفَظْ عَوْرَتَكَ، إِلاّ مِنْ زَوْجَتِكَ، أَوْ مما مَلَكَتْ يَمينُكَ”. فَقَالَ: الرّجُلُ يَكُونُ مَعَ الرّجُلِ؟ قالَ: “إن اسْتَطَعْتَ أَنْ لاَ يَرَاهَا أَحَدٌ، فَافْعَلْ”. قلت: فالرّجُلُ يَكُونُ خَالِيًا، قالَ: “فَالله أَحقّ أَنْ يستحيا مِنْهُ” رواه الترمذي وأحمد، وأبو داود.
يؤخذ من هذا الحديث الدلالة على صحة الوضوء أمام المُحللين للمرء، لكن الأفضل أن يكون المرء في حالة التعري منفردًا خاصةً وقت الوضوء استحياءً من الله.
حكم دخول الحمام بعد الوضوء
هناك حالتان لدخول الحمام بعد الوضوء نوضحها في السطور الآتية:
- الحالة الأولى: أن يدخل المرء الحمام وهو على وضوئه ولا ينوي التغوط أو ملامسة قدمه أو جسمه لنجاسة داخل الحمام، ويكون دخوله لغسل اليد أو الفم أو غيره، فهذا جائز ولا ينقض الوضوء.
- الحالة الثانية: أن يقوم المرء بدخول الحمام بنية التغوط أو إخراج ريح، وهذا حكمه نقض الوضوء وإعادته عقب الانتهاء من التغوط أو إخراج الريح، وذلك لأن الأصل في الوضوء التخلص من نجاسة الغائط لدى المرء.
اقرأ أيضًا: هل يجوز النوم على جنابة
حكم سقوط الماء على الملابس خلال الوضوء في الحمام
بعد معرفة الإجابة على سؤال هل يجوز الوضوء في الحمام؟ وجد طرح آخر عن حالة ماء الصنبور الموجود بالحمام في حالة سقوطه على الملابس بعد ملامسة الأرض وقت التوضؤ نفسه، صح الوضوء والصلاة في حالة كون المكان الذي يقوم الشخص بالوضوء فيه طاهرًا غير نجس، فإذا كان الحمام طاهرًا ونزلت المياه عليه ثم ردت لملابس المتوضأ صح وضوءه وصلاته.
أما إذا كان المكان الذي يقوم فيه الشخص بالوضوء غير طاهر أو غير متأكد من طهارته بأن يكون موضع قضاء الحاجة مكشوفًا، ولا يأمن الطهارة وجب إعادة الوضوء مع الاحتراز من الأماكن.
عندما يطرح تساؤل هل يجوز الوضوء في الحمام؟ يجب العلم أن الوضوء أحد أهم أركان صحة الصلاة فبدون وضوء لا صلاة، لذا يجب على المرء التأكد من صحة حالة وضوئه حتى يستطيع أداء صلاته.