هل يجوز الكذب على الزوجة
هل يجوز الكذب على الزوجة؟ وما هي الحالات التي أبيح فيها الكذب؟ استنادًا إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كونه من أقبح العادات التي حثنا ديننا القويم على الابتعاد عنها، لذا ومن خلال منصة وميض سوف نتعرف على الحالات التي أبيح للمسلم أن يكذب فيها، وهل منهم أن يقوم الرجل بالكذب على زوجته.
هل يجوز الكذب على الزوجة
على الرغم من أن الكذب بشكل عام من المحرمات، إلا أن هناك بعض الحالات التي أبيح لنا فيها أن نتطرق إليه، لكننا سنتعرف عليها بشيء من التفصيل بعد أن نقوم بالجواب على السؤال السابق طرحه.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف برواية أسماء بنت يزيد:” لا يصْلُحُ الكَذِبُ إلَّا في ثلاثٍ: كذِبُ الرَّجلِ مع امرأتِه لتَرْضَى عنه، أو كذِبٌ في الحَرْبِ، فإنَّ الحربَ خُدعَةٌ، أو كذِبٌ في إصلاحٍ بينَ النَّاسِ” (صحيح).
من خلال الحديث الشريف يتبين لنا أنه من الممكن أن يكون كذب الزوج على زوجته حلالًا إن كان أملًا في إرضائها، ومنعًا لحدوث المشكلات التي من شأنها أن تكون سببًا في نزع استقرار البيت.
اقرأ أيضًا: عظم حق الزوج على الزوجة
حالات الكذب المباح
بعد أن تعرفنا على جواب سؤال هل يجوز الكذب على الزوجة مجد أنه من الهام أن نعرف كل شيء بالتفصيل عن الحالات الأخرى التي أباح لنا الدين أن نقوم بالكذب فيها، على الرغم من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال الحديث التالي في رواية عبد الله بن مسعود:
“ إنَّ الصِّدْقَ برٌّ، وإنَّ البِرَّ يَهْدِي إلى الجَنَّةِ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ، حتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وإنَّ الكَذِبَ فُجُورٌ، وإنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إلى النَّارِ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَحَرَّى الكَذِبَ، حتَّى يُكْتَبَ كَذّابًا” (صحيح).
إلا أن دين الإسلام دين اليسر وليس العسر، وإلا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أباح الكذب في المواضع التالية في الحديث الشريف الذي روته أم كلثوم بنت عقبة، حيث قالت:
” ما سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُرخِّصُ في شَيءٍ من الكَذِبِ إلَّا في ثَلاثٍ، كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: لا أعُدُّه كاذبًا، الرَّجُلُ يُصلِحُ بيْنَ النَّاسِ، يقولُ القولَ ولا يريدُ به إلَّا الإصلاحَ، والرَّجُلُ يقولُ في الحَربِ، والرَّجُلُ يُحدِّثُ امرأتَه، والمرأةُ تُحدِّثُ زَوجَها” (صحيح).
لذا ومن خلال ما يلي سوف نتعرف على الحالات الأخرى التي شرع فيها الكذب بعد أن قمنا بتسليط الضوء عليها.
1- الإصلاح بين الناس
أجاز لنا الدين الإسلامي أن نقوم بالإصلاح بين الناس من خلال الكذب إن استدعى الأمر، فمثلًا إن حاول أحد الأشخاص أن يصلح بين صديقين قد دخل الشيطان بينهما، فكان سببًا في عدواتهما لفترة، فقام هذا الشخص بالصلح بينهما، فقل كل منهما الكثير من الكلام السيء على الآخر.
إلا أن الشخص الذي يُصلح قد كذب في الأمر من أجل الإصلاح، فكان يخبر كل منهما أن صديقه يشكر فيه ويذكر محاسنه، فإنه في تلك الحالة لا يحاسب على الكذب، بل إن الله عز وجل من شأنه أن يجازيه بخير الثواب.
2- الكذب في الحرب
أباح أيضًا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون هناك كذبًا في الحرب، حتى لا يعلم العدو الموعد الذي ستتحرك فيه الجيوش الإسلامية فيه، أو أي من المعلومات التي من شأنها أن توقع الضرر عليهم خلال خوض تلك الحرب.
فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:” أنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، وكانَ قَائِدَ كَعْبٍ مِن بَنِيهِ: قالَ: سَمِعْتُ كَعْبَ بنَ مَالِكٍ حِينَ تَخَلَّفَ عن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولَمْ يَكُنْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُرِيدُ غَزْوَةً إلَّا ورَّى بغَيْرِهَا” (صحيح).
3- إباحة كذب الزوج على الزوجة والعكس
فيما سبق من خلال الجواب على سؤال هل يجوز الكذب على الزوجة، تبين لنا أن الأمر قد أباحه الإسلام، إلا أنه يجب أن يكون مقيد بالعديد من المعايير، حتى لا يدخل في إطار الأمور التي حرمها الله عز وجل، حيث أتت تلك الشروط على النحو التالي:
- يجب ألا يكون الكذب من شأنه أن يلحق الضرر بأحدهما، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:” لا ضَرَرَ ولا ضِرَارَ” (صحيح) رواه عبد الله بن عباس وعبادة بن الصامت.
- أن يكون الهدف من الكذب إرضاء أي منهما، دون أن يكون هناك أمرًا مخفيًا من شأنه أن يحزن من تم الكذب عليه.
- ألا يكون الكذب على أي من خلق الله سواها.
- من الممكن أن يكون الكذب على هيئة المدح، كأن يقول لها إنها أجمل ما رأت عينيه على الرغم من أنها ليست جميلة، فهو يفعل ذلك من أجل توطيد العلاقة فيما بينهما.
اقرأ أيضًا: هل تقبيل الزوجة يبطل الوضوء
أسباب كذب الزوج على الزوجة
بعد أن تعرفنا على جواب سؤال هل يجوز الكذب على الزوجة من الناحية الدينية، يجدر بنا أن نعرف أن هناك الكثير من الأسباب التي من شأنها أن تدفع الزوج إلى الكذب على الزوجة، والتي تتمثل فيما يلي:
1- عدم الرغبة في افتعال المشكلات
من الممكن أن يلجأ الزوج إلى أن يقوم بالكذب على الزوجة، كونه يعلم أنها ستقوم بافتعال مشكلة كبيرة جراء ذلك، فمثلًا إن تأخر مع أصدقاءه في أحد المقاهي، فإنه يقول لها إن أحد الأصدقاء قد تعرض لحادثة سير وأنهم كانوا معه في المستشفى لساعة متأخرة.
قد يجنبه الأمر الوقوع في مشكلة، لكن على الزوجة أن تكون متفهمة أكثر من ذلك، حتى لا يلجأ الزوج إلى فعل ذلك في العديد من المواقف، مما يكون سببًا في نزع ثقتها فيه إن اكتشفت الأمر، فهو لم يرتكب الكارثة التي تستحق أن يتهرب منها بالكذب.
2- إخفاء أمر ما
أيضًا من الممكن أن يكون سبب كذب الرجل على امرأته أنه يود ألا تعرف أمر ما، كونه لا يأتمنها على أسراره، ويرجع ذلك تبعًا للعديد من الدراسات إلى أن الزوج يخشى أن تقوم زوجته بقول السر لأي من الأشخاص دون أن يكون للزوج الرغبة في ذلك.
اقرأ أيضًا: متى تحرم الزوجة على زوجها حرمة أبدية؟
3- المساحة الشخصية
في بعض الأحيان يرى الرجل أن من حقه أن تكون له المساحة الشخصية، فلا يشعر أنه محاصر من قبل زوجته التي لا تتهاون في أن تتعرف على كافة خطواته.
فتلك الطريقة من شأنها أن تدفع الزوج إلى الكذب رغمًا عنه، فهو لا يشعر بأن له المساحة التي من شأنه أن يتحرك داخلها دون أن يشعر بالتقيد.
لذا على المرأة أن تراعي أن كثرة الأسئلة التي تشعر الرجل بأنها تقتحم خصوصياته، تكون سببًا لأن يكذب عليها في المستقبل من أجل أن يشعر بالقليل من الحرية.
في ضوء الإجابة عن سؤال هل يجوز الكذب على الزوجة، يجب العلم ألا يجب على الزوج استحلال الكذب على الزوجة، لأن عواقب ذلك وخيمة كونه استغل رخصة الله على النحو الخاطئ.