هل يجوز مساعدة الأب في ثمن الأضحية
هل يجوز مساعدة الأب في ثمن الأضحية؟ وما هي شروط الأضحية؟ وكيف تُقسم؟ ففي تلك الأيام المباركة ونحن نقترب من عيد الأضحى يتبادر في أذهان الكثير من المسلمين العديد من التساؤلات حول الأضحية وشروطها وإمكانية المشاركة فيها وكل تلك التساؤلات سوف نجيب عليها من خلال موقعنا وميض.
هل يجوز مساعدة الأب في ثمن الأضحية
أن عيد الأضحى هو إحياء لسنة سيدنا إبراهيم حينما فدى الله سبحانه وتعالى أبنه إسماعيل بكبش من السماء، والأضحية هي ذبح بهيمة في أيام عيد الأضحى ولقد حثنا النبي على تلك السنة وذلك في قوله: “من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا” [رواه أبو هريرة، والمحدث: موفق الدين ابن قدامة] ويمكن للمسلم أن يذبح في أي يوم بداية من أول يوم في عيد الأضحى وحتى أخر يوم من أيام التشريق.
وبصدد الرد على التساؤل المطروح من إمكانية مشاركة الأبن لأبيه في الأضحية، هي نعم يمكن للأبن أن يشارك والده في الأضحية أو يكون له أهمية خاصة بها إذا كان هذا الأبن له دخله الخاص به وتطبق عليهما أحكام مشاركة الأضحية.
أما في حالة كان الأبن ليس له دخل خاص به أي أنه غير مستقل فيمكن للأب أن يشرك أبنه في الثواب فقط حيث يمكن لأهل البيت أنا يساهموا في ثمن الأضحية من باب مساعدة الأب وليس المشاركة فيها بأحكام الشريعة ويثاب كلا من شارك فيها.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الحلق قبل ذبح الأضحية لغير الحاج
شروط الأضحية
بعد الإجابة على سؤال هل يجوز مساعدة الأب في ثمن الأضحية أن نعرض الشروط التي أوجبها الشرع في الأضحية.
- أن تكون الأضحية من بهائم الأنعام ” البقر، الجواميس، الإبل، الغنم، الماعز” ولا يصح للمسلم أن يُضحي بغير ذلك، وذلك لما جاء في
[سورة الحج :10] (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}. - وجوب شرط العمر للبهيمة وهو أن تكون ثنية أو فوق الثنية وذلك بالنسبة للإبل والماعز والبقر اما بالنسبة للغنم الضأن فيجب ان تكون جذعة أو فوق الجذعة، حيث
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تَذبَحوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ تَعسُرَ عليكم، فتَذبَحوا جَذَعةً منَ الضَّأْنِ”. - للتوضيح أكثر؛ يكون المسن من الأبل ما أتم العام الخامس أو السادس، أما البقر فهي التي تدخل في العام الثالث، وبالنسبة للماعز هو ما دخل في العام الثاني، وبالنسبة للضأن هو ما دخل الشهر السابع.
- أن تكون خالية من الأمراض ولا تكون عوراء أو عرجاء أو مقطوعة اللسان أو جدعاء وهي التي يكون مقطوع أنفها أو أذنها فعن البراء بن عازب رضي الله عنه:
“أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم- سُئِل: ماذا يُتَّقَى من الضَّحايا؟! فأشار بيده، فقال: أربعًا: العَرْجاءُ البَيِّنُ ظَلْعُها والعَوْراءُ البَيِّنُ عَوَرُها، والمرِيضةُ البَيِّنُ مَرَضُها، والعَجْفاءُ الَّتِي لا تُنْقِي” - أن يكون صاحب الأضحية اشتراها من ماله الخاص وليس بالدين أو ما شابه.
- لا تكون مرهونة للغير.
- أن يقوم صاحب الأضحية بالذبح في أحد أيام التشريق فلا يجوز له التضحية قبل أو بعد ذلك.
حكم المشاركة في الأضحية
استرسالًا في عرض هل يجوز مساعدة الأب في ثمن الأضحية أن نقوم بعرض حكم مشاركة الأضحية حيث يجب أن يتم ذلك وفقا لبعض الضوابط الشرعية.
فإذا أراد أكثر من شخص المشاركة في الأضحية والتضحية بها فيمكن ذلك في أضحية البدنة أو البقرة، حيث يمكن تجزئتها على سبعة أشخاص فيما أقل ولكن لا أكثر من ذلك، أما بالنسبة للشاه فلا يمكن المشاركة فيها فهي تخص الشخص وحده.
اقرأ أيضًا: هل يجوز توزيع الأضحية على الأقارب
آداب ذبح الأضحية
بعد عرضنا الإجابة على سؤال هل يجوز مساعدة الأب في ثمن الأضحية، أن نوضح الآداب التي يجب على المسلم الالتزام بها حتى ينال ثواب الاضحية كامل، فسنة عن سيدنا الحبيب المصطفى أن من يقوم بالتضحية عليه أن يشهد على ذبحها أن لم يقدر هو ذبحها بنفسه ويقول بعض الأدعية التي تم ذكرها في السنة النبوية ومن تلك الادعية: “بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، هذا عني، اللهم تقبل من فلان وآل فلان. ويذكر اسمه واسم من يريد له ثواب الأضحية من أهل بيته”.
كما أن هناك بعض الآداب التي يفضل الالتزام بها فعَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النبي صلى الله عليه وسلم:
«مَا أَنْهَرَ الدَّمَ وَذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ فَكُلْ، لَيْسَ السِّنَّ وَالظُّفُرَ». [أخرجه البخاري في صحيحه].
عن أنسٍ، قال:” كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم يضحِّي بكبشينِ أملحَينِ أقرنَينِ سمينَينِ، ويسمِّي اللهَ، ويكبِّرُ، ولقد رأيتهُ واضعًا قدميهِ على صِفاحِهِما”[المحدث: ابن حجر العسقلاني].
ومن تلك الآداب التي يجب على المسلم الالتزام بها أيضًا ما يلي:
- أن تنام الأضحية على الجانب الأيسر من الجسم
- أن تكون الأضحية والمضحي يستقبلان القبلة
- أن يسن المضحي السكين حتى لا يعرض البهيمة للتعذيب أثناء الذبح.
- ألا ترى البهيمة السكين، حتى لا يُثار فيها الفزع والهلع.
- عدم ذبحها أمام الأنعام الأخرى.
- إذا كانت الأضحية أبل فيجب أن تنحر نحرا أما البهائم تذبح.
- ألا يقطع منها لحمًا أو جلدًا حتّى تفارق الرّوح جسدها.
- من الأفضل للمسلم أن يُصلي أولًا ثم ينحر،
عنْ جُنْدُبِ بْنِ سُفْيَانَ الْبَجَلِيّ َنَّهُ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَوْمَ أَضْحَى، قَالَ: فَانْصَرَفَ فَإِذَا هُوَ بِاللَّحْمِ، وَذَبَائِحُ الْأَضْحَى تُعْرَفُ، فَعَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنَّهَا ذُبِحَتْ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَقَالَ: مَنْ كَانَ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيَذْبَحْ مَكَانَهَا أُخْرَى، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ ذَبَحَ حَتَّى صَلَّيْنَا فَلْيَذْبَحْ بِاسْمِ اللَّه”
اقرأ أيضًا: ماذا يقال عند ذبح الأضحية
تقسيم الأضحية
إكمالًا لما نعرضه عن الرد على تساؤل هل يجوز مساعدة الأب في ثمن الأضحية، علينا أن نوضح كافة الجوانب التي تخص تلك السنة العظيمة التي نُحيها، وحتى ينال العبد رضا الله يجب أن يعرف كيفية تقسيم الاضحية كما ذكر لنا الشرع، وتعددت آراء الأئمة على توزيع الأضحية، فانقسموا إلى ثلاثة أقوال، يُمكنك تتبع أحد تلك الآراء:
- الرأي الأول: حيث يرى كلا المذهبين الحنبلي والحنفي أنه يجب تقسيم الأضحية إلى ثلاث أقسام [ثلث للفقراء، وثلث لمضحي، وثلث للأقارب “الهدايا”] ومن الممكن للمسلم أن يتصدق بالثلثين.
- الرأي الثاني: والذي ينتمي للمذهب الشافعي حيث يرى أنه من الأفضل تقسيم الأضحية على المساكين والفقراء وأن يأخذ منها المضحي جزأً ضئيلًا.
- الرأي الثالث: للمالكية حيث يروا أن للمسلم مطلق الحرية في توزيع الأضحية كما يشاء فيتصدق بجزء، ويهدي جزء، ويحتفظ بجزء كما هو يرى.
جديرًا بالذكر توضيح أن أغلب المسلمين في كافة انحاء العالم يتبعون الراي الأول في تقسيم الاضحية إلى ثلاث أجزاء.
تُعد الأضحية أحد شعائر التي تساعد في التقرب من الله عز وجل، كما أنها سنة مؤكدة على المسلم القادر القيام بها، ويقوم بها مرة واحدة وعليه أن يلتزم بالموعد الذي أوضحه الشرع بالنسبة لوقت الذبح.