هل يجوز الصيام بدون طهارة
هل يجوز الصيام بدون طهارة؟ وما هي الحالات التي يفسد فيها الصوم؟ فمع اقتراب دخول شهر رمضان المُعظّم أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات تتزايد مُعدلات طرح الأسئلة الخاصة بضوابط الصيام ما بين موانعه وشروطه، ويبحث في ذلك الأمر الكبير قبل الصغير، فهل يجوز الصيام بدون طهارة؟ يُجيبكم منصة وميض عن هذا السؤال.
هل يجوز الصيام بدون طهارة
“الصيام” يُعتبر من أهم العبادات التي يقوم بها المرء في الدين الإسلامي، وهو في مُعجم اللغة العربية الامتناع عن شيء والكف عن القيام به، وورد في الكثير من المصادر الدينية والتشريعات الإسلامية، ويُعد أبرزها بلا شك قول الله الحكيم في القُرآن الكريم بالإضافة إلى ما جاء من دُرر نبوية في الحديث والسُنة الشريفة.
نعلم نحن المُسلمون أن الصيام له ضوابط عِدة وشروط بالإضافة إلى بعض الموانع التي يبطل الصيام في حال ما توافرت، ولا يصح إذا صحبته، ولكن هل يجوز الصيام بدون طهارة؟ أم أن عدم الاغتسال من الحيض أو كون المرء على جنابة قبل أذان الفجر يحيل دون إكمال المرء لصيامه وإتمامه له؟
جاء في هذا الشأن العديد من الأقاويل والفتاوى من أهل العلم وأئمة الدين الإسلامي بالاستناد إلى مصادر التشريعات، والجدير بالذكر أن كافة هذه الفتاوى أقرت بجواز الصيام دون طهارة، فالصيام لا يُشترط فيه أن يكون المرء طهورًا أو على وضوء كما هو الحال في الصلاة، فنوم المرء مثلًا يجعله يمتنع عن الصلاة حتى يتوضأ مرةً أُخرى، ولا يُطبق هذا على الصوم.
عندما تم طرح أحد المُستفسرين لسؤال هل يجوز الصيام بدون طهارة على دار الإفتاء المصرية أجاب أمين الفتوى العامة للديار الدكتور محمد شلبي عبر مقطع فيديو مُسجل قائلًا إن صيام الجُنب لا شيء فيه وهو صيام صحيح.
ما يعني أن الصوم دون الاغتسال من الحدث الأكبر أو الأصغر لا ضرر فيه ولا يُبطله على الرغم من كون الطهارة أحب، وفيما يلي من سطور مقالنا هذا سنستعرض لكم ما جاء من ضوابط شرعية للصيام بين الموانع والشروط الواجبة التي يبطل الصيام بغيابها.
اقرأ أيضًا: دعاء نية الصيام في الأيام العادية
الصيام بين المُباح والمحظور
نزول دم الحيض خلال الصوم يُبطله، ولكن الصوم بعد وجود دم الحيض بالفعل وانتهاء نزوله لا ضرر فيه، فالفيصل هُنا كما نُلاحظ هو متى حدث انعدام الطهارة، وبعد ذكر الجنابة ودم الحيض اللذان يتسببان في بُطلان الصيام بحدوثهما خلال نهار رمضان نتطرق فيما يلي إلى الحديث عن باقي مُبطلات الصوم أو المُفطرات، فهي تشتمل على ما يلي:
- الأكل والشرب وما وصل عمدًا إلى الجوف، مع التركيز على التعمد هُنا، فدون التعمد يسقط هذا الشرط ويكون صيام من شرب أو أكل سهوًا لا شيء فيه، والجدير بالذكر أن الجوف يشمل الأنف والأذن أيضًا، فالدواء عبر الأنف إفساد للصوم، وما وصل إلى الدماغ عبر الأذن يبطله أيضًا.
- الارتداد عن دين الحق والشريعة الإسلامية تُبطل الصوم، فاختيار الكفر الصريح لا يتناسب مع إحياء شعائر الله وما جاء في كتابه الحكيم وسُنة عبده الكريم.
- إنزال المني وكون المرء على جنبه عمدًا يُعتبر من صور المُفطرات المُفسدات للصوم، والجدير بالذكر أن الإنزال هُنا يُقصد به الإخراج المُتعمد للمني عن طريق شهوة مُباشرة، فالصيام إمساك عن شهوتي البطن والفرج.
- الجنون ولو كان لحظيًا يُبطل الصوم ويُفسده، كما أن الإغماء في نهار رمضان وخلال فترة الصوم له نفس الأثر، ولكن وجب أن يكون الإغماء لما بعد المغرب، ويجب قضاؤه، لكن الإغماء اللحظي لا يُبطل الصوم، والأمر سيان بالنسبة لنوبات السكر.
- خروج دم الحيض أو النفاس وحتى ولادة السيدة الحامل جميعها يُفسد الصوم، فالصيام لا يصح من حائض أو نفساء، ولكن الولادة تُبطله فور الخروج فقط، واليوم التالي تصومه إن استطاعت.
اقرأ أيضًا: الفرق بين السنة والشيعة في الصيام
صيام السيدة بعد الحيض
علمنا بالإجابة عن سؤال هل يجوز الصيام بدون طهارة أن بدء الصيام مع وجود رجس أو نجس يُعد جائزًا، ولكن من الضروري أن يكون الحدث قد حصل قبل الصيام، فقد أجمع عُلماء الدين الإسلامي وفقهاؤه إلى أن انقطاع دم الحيض عن السيدة قبل انشقاق الفجر ولو بلحظة يوجب عليها الإمساك عن الطعام والشراب وإعلان نية الصيام.
فمن من شروط صحة صومها هو أن تنوي خلال جُزءٍ من أجزاء الليل، والجدير بالذكر أن الاغتسال من حيضها لا يُعد شرطًا ضروريًا لصحة صومها كما هو الحال مع الجنابة، فيُمكنها أن تغتسل بشكل طبيعي خلال ساعات الصوم بعد أذان الفجر وإشراق شمس اليوم.
جاء على لسان إمام الإسلام مالك في المدونة أنه قال: “إذا رأت المرأة الطهر قبل الفجر اغتسلت بعد الفجر وصيامها مجزئ عنها” فيعني ذلك أنه حتى وإن اغتسلت المرأة خلال ساعات الصيام بعد أن تبينت قبل الفجرة كونها طهور كان صيامها كاملًا ولا نقص أو خلل فيه.
فيُسقط ذلك عنها التكليف وتعويض اليوم، وأكد الشيخ خليل على قول الإمام مالك بأنه قال إن صيام السيدة واجب عليها وتُحاسب على تركه، حتى وإن توقف حيضها وطهرت قبيل أذان الفجر بثوانٍ معدودة.
ترك المرأة بعد انتهاء حيضها أو الرجل بعد إنزاله للصيام والصلاة يُعد إثمًا كبيرًا يحاسب الله عليه من يقوم به، والجدير بالذكر أن التيمم في مثل هذه الحالات لا يجوز، فالاغتسال لا بُد أن يكون بالماء النقي الطاهر، وتذكر أن مُقابلة الله في صلاتك وفيك رجس إثم كبير.