هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام
هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام؟ وما هو حكم الجمع في السفر؟ فعلى الرغم من أن الله تعالى قد جعل للمسلم رخص للتيسير والتخفيف عنه في مثل وقت السفر.
إلا أن هناك بعض الشروط التي تسقط تلك الرخصة، وفيما يلي سوف نتناولها من خلال إجابتنا عن سؤال هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام من خلال منصة وميض.
هل يجوز الجمع والقصر في السفر لمدة ثلاث أيام؟
قال تعالى في كتابه الكريم: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا) [سورة النساء الآية 101].
قد وضع الله تعالى للمسلمين بعض التشريعات التي يقوم عليها الدين الإسلامي، والحدود الواجب على المسلم اتباعها أو الأخذ بها لكي يزيل من عليه الحرج وتُجنبه الإثم.
فالجمع والقصر في السفر من الرخص التي أتاحها الله تعالى للمسلم، حتى يزيل المشقة من على عاتقه، فأجاز أن يجمع المسلم بين صلاة المغرب والعشاء، أو الظهر والعصر في حالة كان مسافر، كذلك أجاز القصر في الصلوات وجعل الرباعية اثنتين.
ذلك إن كان المسلم مسافرًا لمدة ثلاث أيام أو غير مقيم في البلد الآخر، على هذا فإن الإجابة عن سؤال هل يجوز الجمع والقصر في السفر لمدة ثلاثة أيام هي لا.
فقد أجمع جمهور الفقهاء على أنه لا يجوز للمسلم أن يجمع الصلوات إن كان مسافرًا لأكثر من ثلاثة أيام، فعليه أن يصلي الصلوات في موعدها
كذلك أشاد الفقهاء بأن قصر الصلوات غير مستحب، والأحوط أن يقوم بأداء الصلاة سواء كانت الظهر، العصر أو العشاء أربعًا، خاصةً إن مكث في البلد الآخر أكثر من أربعة أيام متتالية.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الجمع والقصر بعد الوصول من السفر
متى يزول جواز القصر والجمع؟
من الهام على المسلم العلم أن رخصة قصر الصلوات اثنتين أو جمع الصلوات تقع عن العبد في حالة دام السفر لأكثر من 3 أيام متتالية، أو في حالة الإقامة المطلقة، أما في حالة كان السفر لمدة ثلاثة أيام فقد أحل الله ذلك، وكان النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ يقصر، فعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ: “ صحبتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فكان لا يزيدُ في السفرِ على ركعتينِ وأبا بكرٍ وعمرَ” [حديث صحيح عارضة الأحوذي].
حكم الصلوات المقصورة بعد عقد نية المكوث
بعد التعرف إلى إجابة سؤال هل يجوز الجمع والقصر بين الصلوات في السفر أكثر من ثلاث أيام، فمن الجدير بالذكر العلم أن جمهور الفقهاء قد أشادوا بأن هناك حالات مختلفة بالنسبة لحكم القصر والجمع حسب النية.
بمعنى أنه في حالة كان المسافر لم يعزم نية المكوث في مكان السفر لأكثر من يومين أو ثلاثة فليس عليه حرج أن يصلي الصلوات قصرًا وجمعًا ما دام لم يعقد نية المكوث، ولا يكون واجب إعادة الصلوات الفائتة.
أما في حالة كان المسافر قد عزم نية المكوث أو الإقامة في البلد من بداية ما خطى فيها، فعليه أن يصلي الصلوات أربع كما هي، والأحوط أن يترك الجمع إن تأكد من مكوثه لأكثر من ثلاثة أيام.
علاقة حكم الجمع بالقصر
لفهم إجابة سؤال هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام، من الواجب توضيح حكم الجمع والقصر فمن أُتيح له القصر يجمع.
لكن قد أجمع جمهور الفقهاء على أنه في حالة كان المسلم عاقد نية الإقامة، أو يشك حتى في ذلك فعليه ترك الجمع حيطةً، وأن يتم أداء الصلاة في وقتها فهو أفضل.
حكم الجمع والقصر في المذاهب الفقهية
لم يرد بخصوص الجمع والقصر الحكم القاطع من الفقهاء، فقد اختلف كل من فقهاء المذاهب الأربعة بخصوص وجوب قصر الصلاة للمسافر أو جمعها.
فقد ذهب جمهور الحنابلة إلى أن جواز الجمع والقصر للصلاة يسقط عن المسافر في حالة دام سفره لأكثر من أربعة أيام، واستدلوا على ذلك بفعل النبي – عليه الصلاة والسلام – في فترة حجة الوداع.
بينما أشاد الحنفاء بأن المسافر إن مكث في البلد الأخرى لأكثر من خمسة عشرة يومًا فعليه أن يتم الصلوات أربع وفي ميعادها، وأجمع بعضهم على جواز الجمع والقصر حسب نية المكوث.
كذلك أشاد المالكية بأن القصر سنة عن النبي – عليه الصلاة والسلام – واستدلوا في ذلك بالأحاديث النبوية الشريفة التي تم نقلها عن ألسنة الصحابة.
أي يمكننا الفصل هنا بأن القصر عند الحنابلة والمالكية سنة عن النبي – عليه الصلاة والسلام – بينما الشافعية والحنابلة رأوا أن القصر رخصة، فللمسافر أن يتم أو يقصر حسب رغبته، وهو أفضل مطلقًا لدى الحنابلة.
ما الإقامة التي تسقط حكم الجمع؟
من الجدير بالذكر التنويه على معنى الإقامة المذكورة في سؤال هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام، فالمقصود هنا هي الإقامة المطلقة.
يكون المسلم في الإقامة المطلقة ذاهب لتلك البلد للحصول على العلم، أو لطلب الرزق، ففي تلك الحالة يكون مطالب بأن يؤدي الصلاة في وقتها، وألا يقصر أو يجمع بحجة السفر.
اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة سنة الفجر بعد الفرض
مسافة السفر المسموح فيها القصر
من الواجب علمه أثناء الحديث عن سؤال هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام، أن يتم التنويه على الأحكام الواجب توافرها في السفر لكي يجوز للمسلم القصر أو الجمع، وتتمثل تلك الأحكام فيما يلي:
- يجب ألا يكون السفر بقصد المعصية، أي لا يكون الشخص مسافر ويرتكب في ذلك السفر أفعال محرمة.
- المسافة المسموح فيها القصر أو الجمع في السفر هي 83.5 كيلو متر.
هل يمكن قصر صلاة المغرب والفجر؟
حكم الجمع والقصر يكون للمسافر بالنسبة الصلوات الرباعية – أي التي يكون عددها أربع ركعات – وعلى هذا فلا يجوز للمسلم أن يقصر صلاة المغرب أو الفجر – الصبح -.
كيفية قصر الصلوات أثناء السفر
بعد الإلمام بإجابة سؤال هل يجوز الجمع والقصر في السفر أكثر من ثلاث أيام، فمن الهام العلم أن الجمع يكون ما بين الظهر والعصر، إما المغرب والعشاء.
بينما يكون القصر بأن يتم أداء الصلوات الرباعية ركعتين فقط، وفي حالة الجمع يجب على المسلم أن يعقد النية بجمع الصلاة.
فإن كانت نيته أن يجمع بين الصلوات جمع تأخير، فعليه أن ينوي صلاة العشاء أولًا مثلًا ومن ثم يصلي المغرب وهكذا.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الجمع والقصر في السفر لمدة أسبوعين
الحكمة من جواز قصر الصلاة
إن حدود الله التشريعية جميعًا تمتاز بالحكمة في اختيارها وسببها، فلم يطالب الله تعالى أو يرخص للعبد أمر إلا وفيه صالح له.
ففي القصر تخفيف على العبد السفر، وتسهيلًا له لكي يؤدي العبادة في وقتها، كما أن في تلك الرخصة مراعاة من الله تعالى للحالة النفسية التي يكون فيها المسلم بسبب بعده عن وطنه.
يجوز للمسلم أن يقصر الصلاة في سفره؛ لكي يخفف عن نفسه وطأة الغربة والعبادة، ولا يتاح القصر في حالة الإقامة المطلقة، ويأخذ العبد من أقوال المذاهب ما يتماشى مع عقيدته وفكره.