هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة
هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة؟ وما هي أنواع الإفرازات التي توجب الغسل؟ تعتبر العملية الجنسية لها عدة مراحل وتشمل الإثارة ما قبلها والجماع وما بعده في كل خطوة من تلك الخطوات، وهناك العديد من الموجبات للغسل، فهل إفرازات الشهوة توجب الاغتسال؟ هذا ما سنتطرق إليه من خلال منصة وميض، عبر الفقرات القادمة تفصيليًا.
هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة؟
يمكن الإجابة على سؤال هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة؟ بأنه يجب توضيح أن ما يخرج من المرأة أو الرجل بسبب الشهوة نوعين هم المني والمذي ويمكن توضيح كلًا منهما في الآتي:
1- تعريف المني
هو عبارة عن ماء غليظ يستمتع كلًا من الرجل أو المرأة بخروجه بينما تختلف طبيعة المني المتدفقة من الرجل عن المني المتدفق من المرأة لأن المني في الرجل عبارة عن سائل غليظ لزج لونه أبيض.
بينما يميل لونه إلى الأصفر في المرأة ويعتبر أقل غلظة، يعتبر المني طاهر في قول العلماء لكن يجب التطهر والاغتسال منه لأداء الفرائض التي تحتاج إلى الطهارة مثل الصلاة والصوم وقراءة القرآن والطواف لأنه يعتبر حدث أكبر.
اقرأ أيضًا: هل يجب الغسل بعد المداعبة
2- تعريف المذي
هو ماء لزج لونه أبيض يخرج من الرجل أو المرأة في حالة الاستثارة الجنسية عند الشعور بالشهوة أو أثناء الملاعبة ويمكن ألا يشعر المرء بخروجه، يعتبر المذي نجس ولا يوجب الاغتسال منه، لكن في حال اختلاطه بالثياب يجب غسله وتبديل الثياب للقيام بالفرائض التي تحتاج إلى الطهارة.
حيث قال فيه سيدنا علي بن أبي طالب: (كُنْتُ رَجُلًا مَذَّاءً وكُنْتُ أسْتَحْيِي أنْ أسْأَلَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لِمَكَانِ ابْنَتِهِ فأمَرْتُ المِقْدَادَ بنَ الأسْوَدِ فَسَأَلَهُ فَقالَ: يَغْسِلُ ذَكَرَهُ ويَتَوَضَّأُ)
لذلك يمكن الإجابة عن سؤال هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة؟ بأنه يجب الاغتسال عند نزول المني بينما المذي لا يجب الغسل فيه، والتخلص من آثاره والوضوء فقط وذلك لعدة لِما ذُكره في كتابه الكريم فيما يلي:
- قوله تعالى: “وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا” [سورة المائدة].
- قوله تعالى: “لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا” [سورة النساء].
موجبات الاغتسال
في سياق الإجابة عن سؤال هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة؟ يجدر بنا توضيح موجبات الغسل الأخرى، والتي تُعتبر بمثابة إجابة تفصيلية على السؤال، وذلك من خلال اتباع السطور التالية:
1- خروج المني
في سياق الإجابة على سؤال هل يجب الاغتسال عند نزول إفرازات الشهوة؟ فيجب الاغتسال إن كان الإفرازات مني إن كان من الرجل أو المرأة بينما روت أم سلمة رضي الله عنها:
(جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحِي مِنَ الحَقِّ، فَهلْ علَى المَرْأَةِ غُسْلٌ إذَا احْتَلَمَتْ؟ فَقالَ: نَعَمْ، إذَا رَأَتِ المَاءَ)، لكن في مذهب الحنابلة قد وجب الاغتسال عند الشعور به لكن لو احتلم دون نزول المني لا يجب الاغتسال وذلك ما قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث السابق.
2- الحيض والنفاس
تعتبر فترات الحيض والنفاس تتطلب الاغتسال فور الانتهاء منهم ولا جدال في ذلك حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم:
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّـهُ) وما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا أقْبَلَتِ الحَيْضَةُ، فَدَعِي الصَّلَاةَ، وإذَا أدْبَرَتْ، فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وصَلِّي)
3- التقاء الختانين
حيث يعتبر ذلك وفق قول أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جَلَسَ بيْنَ شُعَبِها الأرْبَعِ ثُمَّ جَهَدَها، فقَدْ وجَبَ عليه الغُسْلُ. وفي حَديثِ مَطَرٍ: وإنْ لَمْ يُنْزِلْ) بل الالتقاء لا يقصد به الملامسة لأن الملامسة لا توجب الغسل لكن الدخول في الفرج.
يرى العلماء إن وجد الرجل حائل يمنعه من الدخول فلا يجب الغسل لكن إن كان الحائل رقيق يسمح له بالاستمتاع يجب الاغتسال، لكن في الشافعية وجب الغسل في الحالتين بينما في الحنابلة لا يوجب الغسل في الحالتين.
4- عند الموت
حيث اتفق العلماء إلا المالكية أن غسل الميت سنة وذلك عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عند وفاة إحدى بناته: (اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا، أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِن ذلكَ)
5- دخول الغير مسلم في الإسلام
اختلف العلماء في تلك الحالة بوجوب الغسل ومنهم من قال إنه لازم عند حدوث إحدى موجباته ويستحب الغسل في الشافعية والحنابلة حتى إن لم يكن جنبًا.
اقرأ أيضًا: حكم نزول ماء من المهبل عند البنات
شروط الاغتسال
هناك بعض شروط للاغتسال وهي كالتالي:
- يجب الاغتسال في حال وقع موجبات الغسل في المسلم.
- لابُد أن يكون الماء المُغتسل به خالي من النجاسة.
- من شروط الاغتسال هو أن يكون المسلم عاقل بالغ يميز ما حوله جيدًا، جديرًا بما يفعله.
- لابُد من استحضار النية قبل الاغتسال.
- عند اغتسال المرأة أو الرجل على سواء لابُد من إزالة أي شيء قد يعيق الماء إلى وصولها للبشرة.
- من أهم شروط الاغتسال وأبرزها والمتعارف عليها هو أن يكون المغتسل مسلم.
اقرأ أيضًا: هل الإفرازات المهبلية تبطل الصلاة
طريقة الاغتسال الصحيحة
هناك طريقة صحيحة للاغتسال وتتطابق مع غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك ما ذكرته السيدة عائشة رضي الله عنها في قولها:
(كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ يَبْدَأُ فَيَغْسِلُ يَدَيْهِ. ثُمَّ يُفْرِغُ بيَمِينِهِ علَى شِمَالِهِ فَيَغْسِلُ فَرْجَهُ. ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ. ثُمَّ يَأْخُذُ المَاءَ فيُدْخِلُ أصَابِعَهُ في أُصُولِ الشَّعْرِ، حتَّى إذَا رَأَى أنْ قَدِ اسْتَبْرَأَ حَفَنَ علَى رَأْسِهِ ثَلَاثَ حَفَنَاتٍ. ثُمَّ أفَاضَ علَى سَائِرِ جَسَدِهِ. ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ. وفي رواية: أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ، فَبَدَأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوَ حَديثِ أبِي مُعَاوِيَةَ ولَمْ يَذْكُرْ غَسْلَ الرِّجْلَيْنِ“، حيث يجب أن يتوافر فيه ويتبع الآتي:
- النية، حيث لا تقبل أي عبادة من المسلم بدون النية ويكفي التفكير في الشيء لوجه الله.
- التسمية، وهي البسملة أي قول بسم الله الرحمن الرحيم بدايةً.
- غسل اليدين ثلاث مرات.
- غسل المكان الذي به أذى: والمقصود به الفرح والأذى أي ما يوجب الغسل.
- الوضوء، يمكن أن يقوم المسلم بوضوء كامل صحيح مثل ما يقوم به للصلاة كامل وبالترتيب لكن يمكن أن يؤجل غسل القدمين إلى آخر الاغتسال.
- الحث على رأسه ثلاث مرات، والمقصود بذلك غمر الرأس بالماء وغسل الشعر من أطراف إلى جذوره.
- تدفق الماء على سائر الجسد، والمقصود بذلك تعميم الماء على كل الجسم لإزالة النجاسة وتحقيق الطهارة وهو الركن الأهم في الاغتسال.
- يبدأ بنصفه اليمين، يبدأ المسلم في الاغتسال بغمر الماء على نصفه اليمين بيده اليمين.
- ثم ينتقل على نصفه اليسار ويجب أن يكرر ما قام به في نصفه اليمين في نصفه اليسار وهو غمره بالماء باستخدام يديه.
- أن يقوم بغسل قدميه وبذلك يكون وصل إلى نهاية الاغتسال.
هناك بعض الثوابت التي توجب الغسل لكن عند الشك في بعض الأمور إن كانت توجب الغسل أم لا يفضل الاغتسال بشكل احتياطي حتى لا يصاب المسلم بالوسوسة ويشعر بأن عمله غير مقبول.