هل يجب النوم بعد صلاة الاستخارة
هل يجب النوم بعد صلاة الاستخارة؟ وما هي علامات قبولها؟ فمن الجدير بالذكر أن صلاة الاستخارة هي من أهم الوسائل التي يعتمد عليها المسلم في تحديد الخيار الأفضل له، حيث إن الله سبحانه وتعالى هو من يعرف ما هو الخير لنا، وفي منصة وميض سوف نتعرف إلى الإجابة عن ذلك السؤال وكيفية أداء صلاة الاستخارة.
هل يجب النوم بعد صلاة الاستخارة؟
يمكن القول إن صلاة الاستخارة من السنة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وهي عبادة يلجأ إليها المسلم في حالة تردده حيال اتخاذ قرار معين، فيلجأ إلى الله حتى يختار عنه الأخير له.
كما أن الله سبحانه وتعالى يجيب الاستخارة على هيئة انشراح الصدر تجاه الأمر الذي يحتار فيه المرء، أو انقباض صدره، ولكن ليس شرطًا أن تكون الإجابة من خلال الرؤيا، أو الأحلام كما يزعم الكثير من الناس.
فعلى ذلك إن الإجابة عن سؤال هل يجب النوم بعد صلاة الاستخارة هي لا، حيث إن الإجابة عن الاستخارة من الله سبحانه وتعالى ليس شرطًا أن تكون على هيئة حلم.
اقرأ أيضًا: متى يبدأ قيام الليل وما فضله وما هي كيفية الحفاظ عليه؟
وقت صلاة الاستخارة
كانت الإجابة عن سؤال هل يجب النوم بعد صلاة الاستخارة تستند إلى أن صلاة الاستخارة من الممكن أن تصلى في أي وقت خلال اليوم، فيما عدا الأوقات التي يكره فيها الصلاة بشكل عام، وتتمثل تلك الأوقات فيما يلي:
- الفترة التي بين صلاة العصر وصلاة المغرب.
- كذلك الوقت بين صلاة الفجر، وطلوع الشمس.
- كما أن الوقت قبل صلاة العصر بربع ساعة لا يتسحب فيه الصلاة.
فيما عدا تلك الأوقات يمكن أن يصلي المسلم صلاة الاستخارة في أي وقت من اليوم، وسوف تكون مستجابة إن شاء الرحمن.
شروط صلاة الاستخارة
انطلاقًا من الإجابة عن سؤال هل يجب النوم بعد صلاة الاستخارة، فمن الجدير بالذكر أن صلاة الاستخارة لها بعض الشروط من أجل إثبات صحتها، وتتمثل تلك الشروط في النقاط التالية:
- النية هي أول شرط للاستخارة، فلا بد أن ينوي الشخص أن تلك الصلاة من أجل الاستخارة، وفي حالة الشك في النية لا بد من إعادة الصلاة مرة أخرى.
- لا بد أن يتوضأ المسلم قبل أداء صلاة الاستخارة.
- يجب أن يصليها باتجاه القبلة.
- لا بد من قراءة دعاء الاستخارة صحيحًا لا يزيد عليه شيء، ولا ينقص منه شيء.
- لا بد أن يكون المرء لديه ثقة في رب العالمين بأنه سوف يجيب الدعاء، وسوف يوجهه تجاه الاختيار الأصلح له.
اقرأ أيضًا: كيف نعرف نتيجة صلاة الاستخارة؟ وكيفية تأديتها
كيفية أداء صلاة الاستخارة
صلاة الاستخارة كغيرها من النوافل، فهي صلاة من ركعتين، ولكنها تختلف بعض الاختلافات البسيطة عن النافلة العادية، ويمكن اتباع الخطوات التالية من أجل أداء صلاة الاستخارة بشكل صحيح:
- لا بد أولاً من عقد النية بأن تلك الصلاة من أجل استخارة رب العالمين.
- الركعة الأولى يقرأ المسلم الفاتحة، وما تيسر من القرآن الكريم، ويفضل قراءة سورة الكافرون.
- الركعة الثانية يقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن الكريم، ويفضل قراءة سورة الإخلاص.
- بعد الانتهاء من الركعة الثانية يسلم المسلم ومن ثم يقول دعاء الاستخارة، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا الِاسْتِخَارَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، كَمَا يُعَلِّمُنَا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ يَقُولُ: ((إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ، وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العَظِيمِ، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَتَعْلَمُ وَلاَ أَعْلَمُ، وَأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي – أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ – فَاقْدُرْهُ لِي، وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ، وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي – أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أَرْضِنِي به ))، قَالَ: ((وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ)).
فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا كان في حيرة من أمر ما، فإنه كان يصلي صلاة الاستخارة، وكان يقول هذا الدعاء، وهو واثق في أن الله عز وجل سوف يهديه إلى الطريق الصحيح.
من الجدير بالذكر أن دعاء الاستخارة يمكن أن يتم قراءته قبل التسليم، أو بعده، ومن الممكن أن يقرئه المسلم من كتاب أو ورقة، في حالة عدم حفظه، ولكن من الأفضل أن يحفظه.
كيف تعرف أن صلاة الاستخارة تم قبولها من الله سبحانه وتعالى؟
في إطار الإجابة عن سؤال هل يجب النوم بعد صلاة الاستخارة، فمن الجدير بالذكر أن من يصلي صلاة الاستخارة يكون في تتبع أي علامة تدل على قبولها، أو أي إشارة إلى الخيار الأفضل الذي احتار فيه.
فمن الضروري معرفة أن علامات استجابة الاستخارة تتجلى في رحابة صدر المسلم، أو انقباضه من ناحية الأمر الذي احتار فيه، فكما نعلم أن المرء إذا استخار الله في شيء ما، فإنه بمثابة سؤال لله عز وجل عن الاختيار الأفضل له.
ففي حالة إن شعر المسلم بارتياح نفسي وانشراح صدر تجاه تلك الخطورة التي يقبل عليها، فإن تلك تكون علامة على أن الله اختار له أن يقدم على تلك الخطوة.
أما إذا شعر الشخص بأنه غير راضٍ على القدوم على فعل هذا الشيء، فإن هذا الأمر يدل على أن هذه الخطوة من الممكن أن تكون مضرة له، وهذا يكون بمثابة تحذير من الله سبحانه وتعالى لعبده بألا يقوم بفعلها.
من الجدير بالذكر أن الكثير من الناس يعتقدون أن الأحلام والرؤى هي العلامة الوحيدة على قبول الاستخارة، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ.
فليس شرطًا أن يحلم المرء بإجابة الرحمن، ولكنه يستشعرها، لذلك لا يجب أن ينتظر المسلم أن يحلم بالإجابة، ولكنه لا بد أن يتبع إحساسه بعد صلاة الاستخارة.
اقرأ أيضًا: هل يجوز قراءة دعاء الاستخارة من الهاتف
معلومات لا بد من معرفتها عن صلاة الاستخارة
إلى جانب الإجابة عن سؤال هل يجب النوم بعد صلاة الاستخارة، فمن الجدير بالذكر أن هناك بعض الأمور التي لا بد من معرفتها حول صلاة الاستخارة، وتتمثل تلك الأمور في النقاط التالية:
- لا بد أن يعتاد المسلم على الاستخارة، حتى في الأمور التي يراها لا تستحق.
- من الضروري أن يكون المسلم لديه يقين بأن الله سبحانه وتعالى سوف يختار له الأفضل.
- لا يمكن قول دعاء الاستخارة بعد أداء الفرائض، بل يجب أن يقوم المسلم بأداء ركعتي الاستخارة، ومن ثم قراءة الدعاء.
- كما من الممكن الاستخارة بعد ركعتي النوافل، ولكن لا بد من استحضار النية للاستخارة قبل البدء في الصلاة.
- إذا كان هناك مانع من الصلاة، ولا يمكن تأجيل الاستخارة، فيجوز الاستخارة بالدعاء فقط.
- إذا لم يتبين القرار بعد أداء صلاة الاستخارة، لا بد من تكرار الاستخارة مرة أخرى.
- كما يجب ألا يستخير المرء وهو متخذ القرار، فلا بد أن يكون هناك صدق في الاستخارة، وترك الاختيار على الرحمن سبحانه وتعالى.
- كذلك إذا تعددت الأشياء التي يحتار فيها المسلم، من الأفضل أن كل شيء يكون له استخارة منفصلة، وعدم الجمع بين الأشياء في صلاة استخارة واحدة.
إن صلاة الاستخارة سنة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، حينما كان في حيرة تجاه أمر ما، فمن الضروري أن نحتذي به، ونتبع خطاه، ولا بد من اتباع الشروط الضرورية لصحة الاستخارة، وإخلاص النية لله.