هل ينصح بالجماع في الأيام الأولى من الحمل
هل ينصح بالجماع في الأيام الأولى من الحمل؟ وهل الجماع يتسبب في الإجهاض؟ إن هذه الأسئلة تعد بالغة الأهمية بالنسبة إلى الرجل والمرأة خلال فترة الحمل وخاصةً في بدايته.
لذا سنجيب لكم عبر منصة وميض عن سؤال هل ينصح بالجماع في الأيام الأولى من الحمل أم لا، كما سنوضح كل ما يتعلق بالعلاقة الجنسية بين الأزواج من بداية الحمل وحتى نهايته.
هل ينصح بالجماع في الأيام الأولى من الحمل؟
إن الإجابة عن سؤال هل ينصح بالجماع في الأيام الأولى من الحمل هي نعم بلا شك ولا يوجد ما يمنع ذلك إطلاقًا، ولكن هناك بعض الأزواج يعتقدون أن ممارسة العلاقة الحميمية بينهما في الأيام الأولى من الحمل ستتسبب وبلا شك في فقدهم للجنين، اعتقادًا منهم بأنه سوف يتأثر وبشدة من حركة الجماع، ولكن هذا المعتقد الشائع لا يمت للحقيقة بصلة.
إن السبب وراء كون الإجابة عن سؤال هل ينصح بالجماع في الأيام الأولى من الحمل هي نعم، يرجع إلى طبيعة خلق الأطفال في أرحام أمهاتهم، فإن الطفل بمجرد أن يضع الله بذرته في رحم أمه يكون عبارة عن نطفة صغيرة من الدم المتجمد اللين، ويتولى الله سبحانه وتعالى بنفسه أمر تلك النطفة حتى تكتمل في النمو وتصب إنسانًا صغيرًا داخل أحشاء أمه.
إن الطفل في رحم أمه خلال الأيام الأولى من الحمل وحتى نهايته يكون محميًا من عند الله من خلال عضلات الرحم، بالإضافة إلى كيس السائل الأمنيوسي الذي يكون محيطًا بالجنين، هذا إلى جانب أن العضو الذكري للرجل لا يستطيع تجاوز ما بعد قناة المهبل إلى الرحم، حيث إن عضلات عنق الرحم المخاطية تكون مسدودة بشكل قوي من الخارج، مما يضمن سلامة الجنين من التعرض إلى أي خطر خارجي إليه حيث يكون في الداخل.
إن أبرز الأدلة التي يمكن الاستناد إليها في تأكيد الإجابة عن سؤال هل ينصح بالجماع في الأيام الأولى من الحمل بالنفي، هي قوله الحق سبحانه وتعالى:
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ*)
[سورة الأحقاف: الآيات رقم 12، 13، 14]
تلك الآية لوحدها كفيلة بأن تقطع الشك بهذا الأمر اليقيني وتؤكد حقيقة أن الجماع خلال الأيام الأولى من فترة الحمل لا يؤثر بالسلب على الجنين، فليس على الأزواج حرج من أن يمارسوا العلاقة الجنسية خلال فترة الحمل بأكملها، ولكن وفقًا بعض المعايير التي تتماشي مع طبيعة المرأة التي تتغير خلال هذه المرحلة من حياتها.
اقرأ أيضًا: الشهر السابع من الحمل والجماع فوائده ومتى يجب الامتناع عنه
الجماع وأعراض الأيام الأولى من الحمل
إن المرأة خلال الأيام الأولى من فترة الحمل تعاني من بعض الأعراض المؤرقة والمتعبة، وقد تجعلها تلك الأعراض مضطربة متخوفة من فكرة الجماع وتلك الأعراض يعد من أهمها هو تغير في حالة الرغبة الجنسية لدى المرأة، أما أعراض الحمل خلال الأيام الأولى التي يجب على الرجل معرفتها وإدراكها فهي:
- تغير لون حلمة الثدي إلى اللون الداكن.
- ظهور بعض الدرنات البيضاء الصغيرة على الهالة المحيطة بحلمة الثدي.
- نزول بعض قطرات الدم الخفيفة.
- زيادة وانتفاخ حجم الثدي، مع الشعور ببعض الألم فيه.
- الإحساس بوخز خفيف بعد أخر مرة في الجماع، وهذا نتاج عن تخصيب الحيوان المنوي للبويضة.
- خروج بعض الإفرازات من حلمة الثدي.
- نزول بعض الإفرازات الكثيفة البيضاء أو المائلة إلى الصفرة من المهبل.
- الشعور ببعض الألم في الجزء السفلي من منطقة البطن أو الظهر، وتكون قريبة الشبه من آلام الدورة الشهرية.
- الإحساس ببعض التعب والإرهاق، الناتج بشكل طبيعي عن التغير الهرموني.
- الاضطرابات المزاجية المتتابعة، والتي تطغى عليها العصبية المفرطة والشعور بالحزن.
- الاستنفار من روائح الطعام والمشروبات حتى وإن كانت المفضلة عادًة، وهذا نتيجة للنشاط الذي يطرأ على الحواس في تلك الفترة.
- الشعور بالتعب والضعف والإعياء.
- الشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ وخاصةً في الصباح.
- الإحساس بصداع قوي ومستمر.
- زيادة نسبية في درجة حرارة الجسم.
- التعرض إلى نوبات متكررة من الإمساك.
- الإحساس بطعم معدني في الفم.
- انسداد في الأنف لأن زيادة إنتاج هرمون الاستروجين في الجسم، تؤدي إلى تضخم الممرات الموجودة في الجيوب الأنفية.
- زيادة في عدد مرات التبول.
الجماع الآمن في الأيام الأولى من الحمل
بالرغم من إن الإجابة عن سؤال هل ينصح بالجماع في الأيام الأولى من الحمل هي لا، إلا أن هناك بعض حالات الحمل يتوجب عليها أن تتوقف تمامًا عن ممارسة الجنس خلال الأيام الأولى من الحمل، وتلك الحالات على سبيل المثال وليس الحصر التي حملت فيها السيدات بعد تدخل جراحي أو استخدام تقنية الحقن المجهري وحقن الأجنة وغيرها.
لا ينصح بممارسة الجنس للسيدات الحوامل اللاتي تم تشخيص حالتهن على أنها أعراض للمشيمة المنزاحة أو قصور في عنق الرحم أو الإصابة بالتهاب ما في المهبل أو عنق الرحم، بالإضافة إلى أن الجماع يحظر تمامًا طوال فترة الحمل إذا لزم الأمر في حال كان الزوج مصابًا بالهربس التناسلي أو الثالول التناسلي.
يجدر بنا الإشارة إلى أن هناك بعض الوضعيات التي يجب على الزوجان أخذها إذا ما أرادوا ممارسة الجماع خلال الأيام الأولى من الحمل، فبدلًا من أن تأخذ الزوجة وضعية النوم على الظهر بينما يستلقي الرجل فوقها، يحبذ أن يكون الأمر على العكس بأن يستلقي الزوج على ظهره بينما تكون المرأة جالسة فوقه.
إن الهدف من ذلك هو تجنيب المرأة للألم الذي تشعر به بسبب أعراض الحمل، فهي تعاني من آلام في الثدي الذي تستعد أنسجته وهرمونات جسمها بالكامل من أجل الرضاعة، وفي حال اتبع الزوجان نفس الطريقة العادية في الجماع، فإن هذا لن يتسبب في إجهاض الجنين، وإنما سيتسبب في شعور الأم الحامل بالكثير من الآلام.
إذا أردنا أن تكون الإجابة عن سؤال هل ينصح بالجماع في الأيام الأولى من الحمل أكثر دقة وشمولًا، فإنه يجدر بنا الإشارة إلى أن الجماع إذا تم منعه في الفترة الأولى من الحمل فإنه يمنع لأنه قد يزيد من قوة الأعراض التي تعاني منها المرأة خلال هذا الوقت بطبيعة الحال عند الحوامل.
إن الحامل في بداية حملها تعاني من التعب والضعف العام والإعياء والغثيان أو القيء الشديد بالإضافة على الدوخة، والجماع من الأمور المرهقة جدًا والتي تحتاج إلى طاقة جسدية عالية لكي تتم بشكل طبيعي، إذًا الجماع هنا خلال فترة الحمل إذا كان يزيد من تعب المرأة ويضاعف شعورها بالضعف فيفضل التوقف عنه قليلًا ريثما تهدأ الأعراض الأولى في الحمل.
اقرأ أيضًا: تجربتي مع العزل لمنع الحمل
الجماع وخطورة الولادة المبكرة
إن السيدات اللاتي يطرحن سؤال هل ينصح بالجماع في الأيام الأولى من الحمل يتطرقن إلى المعرفة أكثر، حول كل ما هو متعلق بالعلاقة الحميمة طوال فترة الحمل بشكل عام وليس في الأيام الأولى من الحمل فقط، وفي الحقيقة إن الجماع لا يتسبب مطلقًا في التعرض إلى الطلق المبكر أو الولادة المبكرة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل أي في الثلث الأول من طور الحمل.
لكن الجماع قد يشكل خطورة حقيقة ودافعًا قويًا لحدوث الطلق المبكر أو الولادة المبكرة بدءًا من الثلث الثاني من فترة الحمل ويتزايد خطره خلال الثلث الأخير منها، وذلك لأن السائل المنوي يحتوي على مادة تسمى البروستاغلاندينات ومن المعروف عن تلك المادة أنها تعمل عمل المحفز لنشاط الرحم، وتلك المادة تستخدم طبيًا في مراحل متباينة من فترة الحمل لكي تتسبب في الولادة.
نصائح للمرأة في الأيام الأولى من الحمل
في إطار الإجابة عن سؤال هل ينصح بالجماع في الأيام الأولى من الحمل، يجب علينا أن نقدم بعض النصائح إلى الزوجين، لكي يتمكنا من التعامل مع بعضهما البعض خلال هذه الفترة المتوترة في بداية الحمل وفهم الوضع بشكل صحيح، فعلى المرأة الحامل أن:
- تحرص على شرب كمية وفيرة من الماء على مدار اليوم.
- تحرص كل الحرص على عدم زيادة الوزن بنسبة كبيرة، فهذا يزيد من الخطورة التي تحيط بعملية الولادة.
- تلتزم بحمية غذائية مثالية لمد الجسم والجنين بما يحتاجانه من عناصر غذائية.
- تتناول الأطعمة التي تحتوي على الحديد مثل السبانخ والبنجر.
- تتناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة من الألياف مثل الخيار والتفاح.
- تكف عن تناول أي دواء أو عقار طبي، من دون أخذ الإذن من الطبيب المختص.
- تتوقف تمامًا عن التدخين والإقلاع عنه، فهو قد يتسبب بنسبة كبير في إصابة الجنين بالتشوهات، كما يجب عدم التواجد في الأماكن التي يمكث فيها المدخنون.
- تتجنب تناول المشروبات الكحولية بشكل تام.
- تتوقف عن تعاطي أي نوع من أنواع المواد المخدرة.
- تمارس بعض التمارين الرياضية الخفيفة المناسبة للحوامل.
- تنام عند الحاجة، فهذا من شأنه أن يريح الجسم كثيرًا.
- تتجنب تناول الوجبات السريعة، وكذلك الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكربوهيدرات أو الدهون المشبعة.
- تشرب العصائر الطبيعية.
- تمتنع عن بذل مجهود شاق.
- تقلل من تناول المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية، من الكافيين مثل الشاي أو القهوة أو المياه الغازية.
- تبتعد عن كل ما يثير قلقها وتوترها.
- تبتعد عن العوامل المسببة للضغط وسوء الحالة المزاجية.
اقرأ أيضًا: هل ينزل دم الحمل في موعد الدورة
نصائح للزوج خلال الفترة الأولى من حمل الزوجة
أما بالنسبة إلى الرجل فهناك عدة نصائح يجب عليه أخذها في عين الاعتبار لكي يتمكن من فهم الوضع الذي تكون زوجته عليه خلال هذه الفترة، وليعرف كيفية التعامل معها بشكل صحيح حتى تتجاوز هذه الفترة الصعبة، وتلك النصائح للرجل تتمثل في:
- تقدير انخفاض معدل الرغبة الجنسية عند الزوجة خلال الفترة الأولى من الحمل، لأن ذلك يحدث بسبب الهرمونات ولا دخل للزوجة فيه على الإطلاق.
- الاكتفاء بممارسة العلاقة الحميمية بمعدل منخفض عن العادة كي لا تتأثر طاقة الزوجة بالسلب.
- الحرص على تغيير وضعيات الجماع العادية واستبدالها بوضعيات أخرى لا تتطلب الكثير من النشاط من ناحية الزوجة، كالجماع في مواجهة بعضكما البعض أو الجماع من الخلف أو على أحد الجنبين.
- تقبل التغيرات المزاجية الغريبة واللا مبررة التي تحدث للزوجة بصدر رحب والعلم بأن الأمر خارج عن إرادتها.
- تبادل أطراف الحديث واستشارة الزوجة في كل ما يتعلق بأمر ممارسة العلاقة الجنسية خلال فترة الحمل، وسؤالها عن الوضعيات التي تميل إليها والوضعيات التي تتسبب في شعورها بالتعب والحرص على تجنبها.
- تقبل حقيقة أن جسم المرأة يتغير من الخارج ويتأثر من فعل الحمل وإدراك ذلك بشكل أكثر تحضرًا، مع العلم بأن الزوجة تنزعج وتحزن كثيرًا بسبب هذا وربما لا تطيق الجماع خوفًا من الانتقاد أو خجلًا من التغيرات التي طرأت على جسمها، فعلى الزوج هنا أن يتعامل مع زوجته وكأنه لا يرى تلك التغيرات أصلًا ويستمر في مداعبتها والثناء على جمالها الذي جعله الحمل مضاعفًا.
من خلال الإجابة عن سؤال هل ينصح بالجماع في الأيام الأولى من الحمل أصبح بإمكان كلٍ من الزوجين فهم أن التغيرات التي تحدث لعلاقتهما الحميمية خلال الحمل هي أمر طبيعي.