هل تحديد نوع الجنين حرام
هل تحديد نوع الجنين حرام؟ وما الأدلة الدينية حول تحديد نوع الجنين؟ من الأمور المحيرة للعديد من السيدات والرجال أمر تحديد نوع الجنين، حيث إنهم يميلون نحو تحديد الجنين ولكن يخافون من حكم الشرع بهذا الأمر، ومن خلال منصة وميض سوف يتم التعرف إلى إجابة هل تحديد نوع الجنين حرام بالأدلة الشرعية.
هل تحديد نوع الجنين حرام
هناك العديد من الشيوخ، والمفتيين، وكبار العلماء المتخصصين في أمور الدين الذين اهتموا بإبداء آرائهم مع إبراز الأدلة الدينية الخاصة بإجابة سؤال هل تحديد نوع الجنين حرام.
فإن إجابة هذا السؤال لا تقتصر فقط على قول نعم أو لا، وإنما إجابته تشمل العديد من الاستشهادات الخاصة بالكثير من العلماء والمفتين، ومن خلال السطور التالية سوف يتم التعرف إليها تفصيلًا.
اقرأ أيضًا: هل من الممكن أن يخطأ السونار الرباعي في تحديد نوع الجنين
رأي أمين الفتوى
مدير إدارة الأبحاث الشرعية الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوي في دار الإفتاء المصرية كان من رأيه استنادًا للأدلة الدينية أن هذا الأمر لا يوجد به ما هو حرام شرعًا، ويجوز فعله.
أما عن رأي أمين الفتوى الدكتور محمد وسام فإنه قال إنه جائزًا ولا يوجد ما يمنع هذا الأمر في الشرع، ولا يوجد في الشرع ما نهى عن فعل ذلك.
الشيخ عويضة عثمان وهو أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية قال إن الشرع لم يحرم ذلك أيضًا، وقال إن هذا الفعل جائز، ولا حرج به، فمن الممكن من يُريد تحديد نوع الجنين أن يقوم بذلك.
لكن الشيخ عويضة عثمان أن جميع هذه الأمور ما هي إلا احتمالات، ومن يستطيع أن يقوم بتحديد الجنين، والمقدر لذلك هو الله سبحانه وتعالى، فهو من يرزق الإنسان، ومن يضع النطفة في بطن الحامل، وهو القادر فقط على أن يُحدد نوع الجنين سواءً كان ذكر أو أنثى.
قال الشيخ محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في إجابة سؤال هل تحديد نوع الجنين حرام أن هذا الأمر جائز شرعًا، وقام بتنبيه الناس بعد أن قال ذلك إن هذا الأمر احتمالًا وليس أكيدًا.
كان الشيخ محمود شلبي مُتفقًا مع تنويهات الشيخ عويضة عثمان في أن هذا الفعل احتمالات ولا يستطيع تحدد الجنين سوى الله سبحانه وتعالى، ومهما فعل الإنسان فإن من يُقدر له الرزق بالذكر أو الأنثى هو الله سبحانه وتعالى فقط.
قال الإمام القرطبي أن ذلك الأمر استدلالًا فقط، ولا يعلم الغيب سوى الله سبحانه وتعالى، وأشار في إجابته إلى أنه إذا كان هذا الأمر على المستوى الفردي فلا يوجد ما يمنع في الشرع عن فعل ذلك.
كما قال الشيخ محمود شلبي وهو أيضًا أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن هذا الفعل يجوز شرعًا، ولا مانع به، مُتفقًا مع آراء الشيوخ السابقين بأنه لا يوجد في الشرع ما يمنع، وأن الذي يرزق بالذكر والأنثى هو الله الواحد الأحد لا شريك له.
كما قال إن جميع ما يفعله الأشخاص في هذا الأمر ما هو إلا احتمالات، وتوقعات، وأن المقدر هو الله سبحانه وتعالى، وقد أكد على هذا القول كثيرًا أثناء إجابته عن سؤال هل تحديد نوع الجنين حرام.
رأي الدكتور شوقي علام
كان لمفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام إجابة واضحة وبينة بخصوص السؤال عن هل تحديد نوع الجنين حرام، والتي كان بها التأكيد على آراء الشيوخ الآخرين.
حيث إنه قال إنه يجوز التدخل الطبي من أجل تحديد نوع الجنين، في حال أن الاختيار لا يُشكر أمر عام، وتم نشر هذا الرأي بناءً على السؤال الذي قد ورد لمجلة الأزهر.
كما قام مفتي الجمهورية بالاستشهاد ببعض الآيات القرآنية التي توضح أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان متوازنًا، وميز كل شخص عن الآخر بخصائص خاصة به، وذكر في حديثه الآيات الآتية:
- بسم الله الرحمن الرحيم (يا أيها النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكم الذي خَلَقَكم مِن نَّفسٍ واحِدةٍ وخَلَقَ منها زَوجَها وبَثَّ منهما رِجالًا كَثِيرًا ونِساءً واتَّقُوا اللهَ الذي تَساءَلُونَ به والأَرحامَ إنّ اللهَ كان عليكم رَقِيبًا) صدق الله العظيم [سورة النساء: الآية 1].
- بسم الله الرحمن الرحيم (وأَنَّه خَلَقَ الزَّوجَينِ الذَّكَرَ والأُنثَى مِن نُطفَةٍ إذا تُمنَى) صدق الله العظيم [سورة النجم: الآية 45 – 46].
- بسم الله الرحمن الرحيم (ومِن كُلِّ شَىءٍ خَلَقنا زَوجَينِ لَعَلَّكم تَذَكَّرُونَ) صدق الله العظيم [سورة الذريات: الآية 49].
- بسم الله الرحمن الرحيم (للهِ مُلكُ السَّمَواتِ والأَرضِ يَخلُقُ ما يَشاءُ يَهَبُ لمَن يَشاءُ إناثًا ويَهَبُ لمَن يَشاءُ الذُّكُورَ أو يُزَوِّجُهم ذُكرانًا وإناثًا ويَجعَلُ مَن يَشاءُ عَقِيمًا إنَّه عَلِيمٌ قَدِيرٌ) صدق الله العظيم [سورة الشورى: الآيات 49 – 50].
إن التنوع من أمر الله سبحانه وتعالى، لا يمكن الاعتراض عليه، ولا يستطيع أحد التحكم به، ومهما فعل الإنسان من أشياء يقوم من خلالها باختيار أمر لا يكتبه له الله، لا يمكن الحصول عليه، فجميع ما يحدث بأمر الله ولكنها أسباب.
اقرأ أيضًا: طريقة مضمونة 100 لمعرفة نوع الجنين
شرط تحديد نوع الجنين
على الرغم من إباحة تحديد نوع الجنين الذي لا يتعارض مع الشرع، على أساس أقوال المفتين والشيوخ، إلا أن هناك شرط مُحدد يجب الالتزام به، وعدم فعله يجعل أمر تحديد الجنين حرام، ولا يجوز.
هذا الشرط يتضح في وجوب أن تكون الطريقة المستخدمة لا تعود بالضرر على الجنين، ولا تجعله محط أذى في مُقتبل عمره، وبداية أيامه في الدنيا.
تم التأكيد على هذا الشرط بقول إن الإنسان ليس محطًا للتجارب، فقد عزز الله البشر، وأكرمهم، ولا داعٍ للتسبب في الأذى ما دام الله سبحانه وتعالى من يتحكم ويُسيطر على الأمور.
ضوابط إباحة تحديد نوع الجنين
في إطار الإجابة عن هل تحديد نوع الجنين حرام، يجب العلم أن هناك العديد من الضوابط التي يجب الالتزام بها عند قيام المرأة بتحديد نوع الجنين، وهذه الضوابط تؤثر كثيرًا في الحكم على حرمانية وإباحة تحديد نوع الجنين، حيث قال المركز الإلكتروني لفتوى الأزهر أن لا وجود لمنع مشروعية تحديد نوع الجنين، ولكن عند إجراء هذا التحديد لا بُد من:
- أن يكون هناك حاجة ضرورية ومُلحة لفعل ذلك.
- إذا كان الرجل يمتلك من الذرية بنات فقط، ولا يوجد لديه بنين، وكان يُريد بنين.
- أو يكون الرجل لديه بنين فقط ويُريد الحصول على بنات.
- في حالة أن يكون أمر عدم اختلاط الحيوانات المنوية للزوج بحيوانات منوية لرجل آخر أمر مؤكد.
- في حال لم يتم كشف العورات أمام من لا يحق لهم رؤيتها عندما لم يكن هناك ضرورة لذلك.
- يتم هذا الأمر بطريقة علمية مُثبتة النجاح، ويكون الفعل قد تم تجربته مُسبقًا ونتيجته مؤكدة.
أكد الأزهر على أنه من الضروري أن يتيقن الزوجان أن هذا الأمر ما هو إلا أخذ بالأسباب ولا بُد من التوكل على الله سبحانه وتعالى والرضا بقضائه واختياره، وأن جميع هذه الأمور متوقفة على مشيئة الله لا غير ذلك.
كما أن الأزهر أشار إلى أنه إذا تم اختلاط الحيوانات المنوية للزوج بحيوانات منوية خاصة برجل آخر يصبح الأمر حرامًا، ولا يجوز شرعًا فعل ذلك، ويجب التأكد أن العينات خاصة بالزوجين.
قال تعالى: (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) صدق الله العظيم [سورة مريم: الآية 6].
هذه الآية تؤكد على أهمية أن يكون الإنسان متوكلًا على الله، ويجب عند طلب الذرية سواءً كان ذكر أو أنثى أن يتم طلبها من الله سبحانه وتعالى، ولكن لم يُذكر في القرآن الكريم ما يدل على حرمانية تحديد نوع الجنين.
تبرير إباحة تحديد الجنين
استند المفتي في الإجابة عن سؤال هل تحديد نوع الجنين حرام على تبرير قام بتوضيحه، وهو أنه إذا كان على المستوى الفردي فلا مشكلة به، وقام بتبرير ذلك قائلًا إن:
- الإنسان يستطيع اختيار ما هو في صالحه، وهذا الاختيار سمح الله به للإنسان في جميع أمور حياته فإذا كان يريد الزواج فليتزوج، وإذا كان غير راغب بذلك فلا يفعل، فليس هناك ما يجبره على الزواج.
- كما أنه قال إن الإنسان إذا كان يُريد أن يُنجب فليفعل، وإذا كان لا يُريد الإنجاب فليس هناك من يجبره على ذلك، وإذا أخذ قرار الإنجاب وأنجب يمكنه تحديد النسل، في حال إذا كان يميل نحو تحديد النسل، وإذا لم يميل لذلك فلا يفعل.
- فإن كل شخص في الدنيا يأخذ القرارات التي تتناسب مع حياته، ومع ظروف معيشته، كما أن للإنسان الإباحة في أن يقوم بالعمل على زيادة النسبة التي تساعد على تحديد نوع الجنين على أساس ما يقوم به الأطباء من توجيهات تساعده على ذلك.
- تكون التوجيهات من حيث نوع الغذاء، وقد تكون من حيث إنه تم توجيه الزوج نحو توقيت الجماع الصحيح، أو قد يحدث من خلال القيام بعمل غربلة للحيوانات المنوية، ويمكن أن يتم التحديد بوسائل أخرى طبية عديدة.
- كما أنه ذكر من ضمن الطرق طريقة التحديد المجهري من خلال العملية المجهرية التي يقوم بإجرائها الطبيب، ويتم بها التعامل مع الكروموسومات من أجل أن تم تحديد نوع الجنين، طالما لم يحدث أي مخالفة في الأمر، مما تم ذكرها بشروط وضوابط تحديد الجنين.
- كما أن المفتي قد أكد على الفرق الواضح بين القيام بتحديد نوع الجنين في حالة المستوى الفردي، وفي حالة الجماعي وهذا ما اختلفت الفتوى عليه، وهو أمر التعلق بالفرد فقط على المستوى الشخصي، والأمة أجمع.
- لقد تم العلم بحكم الشرع على المستوى الفردي، ولكن في أمر المستوى الجماعي فقد أشاروا إلى أنه من الممكن أن يحدث خلل في التوازن البيئي الذي خلق الله سبحانه وتعالى البشرية عليه.
- كما أنه سوف يؤدي إلى الاضطراب الواضح في الفارق العددي بين الذكور والإناث، والذي قد خلقه الله بطريقة متناسبة من أجل إحداث التوازن بالبيئة، والذي يتبين في الاستمرار في التناسل.
- هذا هو الهدف الذي قد خلق الله سبحانه وتعالى البشرية من أجله وهو تعمير الأرض، حيث إنه يجب على الإنسان أن يلتفت جيدًا إلى ذلك، ولا ينشر الأمر فيما بينه حتى لا تقتصر البشرية على نوع محدد، ويحدث خلل بالنظام الذي أوجده الله سبحانه وتعالى.
- حيث إن الأمر هنا يكون مخلوطًا بشيء من الكفر بالله سبحانه وتعالى، والاعتراض على أمره وخلقه، والتخريب في نظامه الكوني الذي خلق البشرية عليه.
- فعلى الرغم من عدم حرمانية هذا الفعل ولكن يجب على الإنسان أن يتذكر ضرورة الإيمان بقضاء الله سبحانه وتعالى، ويضع في تفكيره قبل أخذ ذلك القرار قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) صدق الله العظيم [سورة الأعراف: الآية 32].
اقرأ أيضًا: جدول أم زياد لمعرفة نوع الجنين
شروط إباحة إنجاب الذكر
يوجد بعض الشروط الخاصة بإنجاب الذكر والتي تؤكد على أن الله سبحانه وتعالى لم يمنع من تحديد النسل، والتي تؤكد على إجابة سؤال هل تحديد نوع الجنين حرام، وهذه الشروط تشمل الآتي:
- أن يكون إنجاب الذكر بغرض المحافظة على العائلة، وأن يحفظ اسمها.
- بغرض أن يكون الولد ذخيرة الإسلام.
- أن يكون إنجاب الولد بهدف أن يرعى أخواته عند الكبر، ويكون عونًا لهم وسندًا.
- بهدف تربيته تربية إسلامية صالحة يؤجر عليها.
لا يوجد حرج على الإنسان المُسلم أن يقوم بتحديد نوع الجنين، ولكن يجب الالتزام بمشروعيته، ومن الأفضل أن يرضى بقضاء الله سبحانه وتعالى وانتظار ما يهبه للإنسان سواءً ذكر أو أنثى.