هل المرأة تحتلم في المنام

تحرير: عمرو في 20 مايو 2023 0

هل المرأة تحتلم في المنام؟ وما هو حكم الدين حول اغتسال الشخص المحتلم؟ حيث يتم تعريف الاحتلام من حيث المصطلحات واللغة بأنه القيام بمعاشرة الرجل أي الجماع الكامل أثناء النوم، ويعد هذا الأمر أحد علامات البلوغ لدى الرجل، أما من خلال منصة وميض سنتعرف أكثر على هذا الموضوع ونجيب عن سؤال هل المرأة تحتلم في المنام.

هل المرأة تحتلم في المنام

تم تعريف الاحتلام لدى أهل العلم على أنه رؤية الشخص في منامه أنه يباشر الجماع أو يجامع شخصًا، وفي الكثير من الأحيان قد يستيقظ الشخص ويرى أثر الجماع على ثيابه، وهذا الأمر غالبًا ما يحدث للرجل عند سن البلوغ، وقد قام الدين الإسلامي بوضع بعض القواعد والأحكام الخاصة بالاحتلام والتي يجب على كل مسلم أن يكون على دراية بها.

لكن السؤال الذي يُسأل بكثرة هو هل المرأة تحتلم في المنام كما يحدث مع الرجل، والإجابة هي نعم، وهذا الأمر قد تم إثباته في الدين والعلم، وقد جاء ذلك في أحد أحاديث صحيح البخاري الذي ينص على:

عن أم سلمة هند بنت أبي أمية -رضي الله عنها- قالت: “جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ إلى رَسولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ! إنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، فَهلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا احْتَلَمَتْ؟ قَالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: إذَا رَأَتِ المَاءَ فَغَطَّتْ أُمُّ سَلَمَةَ، تَعْنِي وجْهَهَا، وقَالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ أوَ تَحْتَلِمُ المَرْأَةُ؟ قَالَ: نَعَمْ، تَرِبَتْ يَمِينُكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا ولَدُهَا” وقال أحد الشيوخ في تفسير هذا الحديث إن المرأة ترى ما يراه الرجل من الجماع أو تمثيله إذن فهي تحتلم.

تعريف الاحتلام

بعد التعرف على إجابة هل المرأة تحتلم في المنام، فقد يكون مصطلح الاحتلام لدى البعض غريب ولا يعرفون معناه، حيث يعرف الاحتلام اصطلاحًا في أنه أن يرى الرجل الجماع في منامه فيخرج المني منه، وفي حال احتلم الرجل للمرة الأولى فإنه قد بلغ، حيث يعد الاحتلام أحد علامات البلوغ، ويقول أحد الشيوخ أن تعريفه في الشرع هو: “اسم لما يراهُ النَّائم من المباشرة، فيحدثُ معه إنزالُ المنيِّ غالبًا”

أسباب حدوث الاحتلام

أما عن الأسباب التي تجعل الرجل أو المرأة يحتلم في منامهم أو يرون الأحلام المثيرة للشهوات تتمثل فيما يلي:

قد يكون السبب هو بعض وسوسات الشيطان.
طبيعة الإنسان من امتلاك غريزة جنسية قوية.
من الممكن أن يكون ناتجًا عن حديث النفس.
كثرة التفكير في الأمور الجنسية.

هل يأثم المحتلم؟

مما سبق نجد أن كافة الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الاحتلام تكون خارج إرادة الشخص سواءً كان الرجل أو المرأة، كما أنه أمر يحدث للشخص أثناء نومه فلا يكون على دراية به من الأساس، لذا فلا يأثم من يحتلم ولا يكون عليه ذنب، إنما يفضل فقط الابتعاد عن التفكير في الأمور الجنسية لكيلا يتكرر الأمر.

الأحكام التي ورد في الدين حول الاحتلام

كانت الأحكام المختلفة التي وردت في الدين الإسلامي من رؤية الجماع المباشر في المنام وحدوث الاحتلام منقسمة إلى أربع حالات وأحكام تختلف حسب كل حالة، وتتمثل هذه الأحكام المختلفة في كلٍ مما يلي:

1ـ الاحتلام ونزول المني

الحالة الأولى هي أن يرى الشخص الاحتلام وعندما يفيق من نومه يجد أن المني قد نزل منه نتيجة الشهوة التي شعر بها، وفي هذه الحالة أوجب الدين عليه الاغتسال والطهارة وهذا بإجماع كافة المذاهب الإسلامية وآراء الشيوخ، وذلك تبعًا لما ورد في الحديث الذي سبق ذكره عن أم سلمة عندما سألت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: “فَهلْ علَى المَرْأَةِ مِن غُسْلٍ إذَا احْتَلَمَتْ؟”، فأجابها النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ: “إذَا رَأَتِ المَاءَ”.

2ـ الاحتلام دون رؤية المني

الحالة الثانية هي أن يرى الشخص في منامه الرؤيا الخاصة بالجماع كاملًا، وهنا يكون الحكم في الدين عكس الحكم الذي سبق ذكره، أي لا يجيب الدين على المرء في هذه الحالة الاغتسال، وذلك أيضًا باتفاق أهل العلم والمذاهب الأربعة الفقهية.

3ـ عدم تذكر الاحتلام ووجود المني

في بعض الأحيان قد يرى الشخص المني عند استيقاظه من النوم لكنه لا يتذكر أنه رأى الجماع في منامه، وهنا كان من واجب الشخص أن يغتسل ويتطهر من هذا الماء الذي مؤكد أنه ماء المني، فالنائم لا يشعر به عند نزوله وهو أحد الأشياء النجسة التي تمنع الصلاة لذا في كل الأحوال يجب عليه الاغتسال.

اقرأ أيضًا: هل مداعبة الذكر توجب الغسل

4ـ رؤية الماء والشك ما إذا كان الاغتسال واجب أم لا

قد يرى البعض نزول الماء عند الاستيقاظ ولكنه لا يعرف ما إذا كان هذا الماء هو المني ويوجب عليه الاغتسال أم لا، ويقال بين أهل العلم أنه لا يجب عليه الاغتسال في هذه الحالة وهذا هو القول الأشهر، ولا يوجب الإسلام الغسل إلا في حال التأكد من أن هذا الماء هو المني، وهو ما ورد عن حديث أم سلمة الذي سبق ذكره، وأيضًا هذا هو الرأي الذي اتفق عليه علماء جميع المذاهب الفقهية.

حكم الاحتلام في نهار رمضان

ماذا إذا حدث الاحتلام في نهار رمضان أو نهار أي يوم يصوم فيه المسلم، فهل يكون الاحتلام هنا مبطلًا للصيام؟ والإجابة هي لا، فكما سبق وذكرنا أنه أمر يكون خارج عن إرادة الشخص ولا يمكنه التحكم فيه، وهنا استند العلماء إلى الآية الكريمة الواردة في سورة البقرة حين قال الله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [سورة البقرة: الآية 286].

هنا نجد أن الاحتلام عكس الاستمناء، حيث يعني الاستمناء أن يقوم الشخص بإنزال شهوته أو المني عن قصد، وهو ما يعرف بالعادة السرية، حيث يتم هذا الأمر عن عمد ويكون الشخص في وعيه الكامل وهي من الأشياء التي تنقض الصيام، أما النائم المحتلم فيرفع عنه القلم، وذلك تبعًا لما ورد عن النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين قال:

“رفِع القلمُ عن ثلاثةٍ: عن المجنونِ المغلوبِ على عقلِه وعن النَّائمِ حتَّى يستيقظَ وعن الصَّبيِّ حتَّى يحتلِمَ” [رواه بن حبان عن على بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ بإسنادٍ صحيح].

طرق الاغتسال من الاحتلام

هناك طريقتان للغُسل بعد حدوث الاحتلام ونزول المني لتطهير الجسم من كل ما هو نجس، وهما الغسل المجزئ الواجب والغسل الكامل، والكامل هو ما يجمع بين كل ما هو واجب ومستحب في الغُسل، والفرق بينهما يكمن فيما يلي:

الغسل المجزئ: يجب في بداية وضع نية طهارة الجسم من الحدث، ثم يتم غسل الجسم كله بالمياه سواءً عن طريق الاستحمام أو السباحة بنفس النية، فطالما وجدت نية الطهارة ترفع النجاسة والحدث عن الجسد.
الغُسل الكامل: فهو الغسل الذي كان يفعله رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو الطريقة الأفضل في الغسل، ويبدأ بنية الغسل ثم يليها غسل مكان وجود النجاسة جيدًا وبعد ذلك يجب غسل اليدين جيدًا، بعد ذلك يقوم المسلم بالوضوء الكامل كوضوء لإقامة الصلاة، ومن الممكن أن يتم تأخير غسل القدمين في الوضوء إلى نهاية الغُسل.

بعد ذلك يتم صب الماء على كامل الجسد من الرأس وحتى القدمين ثلاث مرات وبعدها يغسل كل نصف من الجسد وحده، بدايةً من نصف الجسم الأيمن فيضاف إليه الماء ونفس الشيء بعدها في النصف الأيسر، وهذه الطريقة هي الأكمل والأفضل.

إذن نعم المرأة تحتلم كما يحدث تمامًا مع الرجل، وفي كل الحالات يجيب الدين على الرجل أو المرأة الاغتسال بنية الطهارة عند خروج المني في الواقع بعد الاحتلام، وهذا ما ورد في جميع مذاهب الفقه الأربعة.