مقدمة تعبير عن الرسول صلى الله عليه وسلم
يُمكن إنشاء مقدمة تعبير عن الرسول صلى الله عليه وسلم تعبيرًا عن مكارم أخلاقه، فمن لا يحب خير الأنام محمد -صلى الله عليه وسلم-؟ ومن لا يعرف كل التضحيات التي قدمها لنشر الدين الله وإيصاله لنا حتى يومنا هذا؟ من لا يعرف ولو القليل عن رقة قلبه وحسن أخلاقه؟ من هنا سنتعرف على مقتطفات من سيرته العطرة من خلال منصة وميض.
مقدمة تعبير عن الرسول صلى الله عليه وسلم
يرسل الله الأنبياء والرسل لإنذار عباده ولإرشادهم للطريق القويم، وكل نبي أرسله الله كان يواجه التكذيب والسخرية من قومه ولا تؤمن معه ألا فئة قليلة مستضعفة وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز:
{وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهۡلِكَ ٱلۡقُرَىٰ حَتَّىٰ یَبۡعَثَ فِیۤ أُمِّهَا رَسُولࣰا یَتۡلُوا۟ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتِنَاۚ وَمَا كُنَّا مُهۡلِكِی ٱلۡقُرَىٰۤ إِلَّا وَأَهۡلُهَا ظَـٰلِمُونَ} [سُورَةُ القَصَصِ: ٥٩]
محمد كغيره من الرسل حين بدأ بنشر رسالته كذبه قومه واستخدموا شتى الطرق لإبعاده عن تبليغ الرسالة، واستخدموا الكثير من المغريات حتى أنه كان يرد عليهم لو وضعوا الشمس بيميني والقمر بشمالي على أن أترك هذا الدين ما تركته، وحين لم تنفع الطرق السلمية بدأوا باستخدام وسائل التعنيف، فكانوا يضعون الشوك في طريق لمنزله والفضلات عند باب بيته، وإذا ذهب لصلاة الفجر في الكعبة وضعوا على ظهره حين يركع أمعاء الحيوانات حتى تأتي بنته فاطمة وترفعها عنه.
بعد أن تعرض لكل أنواع الظلم والقسوة من كبار كفار قريش بدأ -صلى الله عليه وسلم- يقوم بجوالات للدعوة في المناطق المحيطة بمكة، وفي السنة العاشرة بعد نزول الوحي قام برحلة إلى الطائف وهناك لم يدع شخصًا إلا وحاول هدايته للإسلام، ولكنهم أيضا قاموا بإهانته والسخرية منه حتى أنهم شجعوا الأطفال بتتبعه ورميه بالحجارة حتى نزفت قدماه، فحزن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ورفع يده وقام بالدعاء:
“اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين وأنت ربي إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل على سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك“
قال تعالى في القرآن المجيد:
{مَاۤ أَنزَلۡنَا عَلَیۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لِتَشۡقَىٰۤ} [سُورَةُ طه: ٢]
وكانت مناسبة هذه الآية حسب رواية أحد الصحابة، أن أبو جهل قال لرسول -صلى الله عليه وسلم- “إنَّك لشقيٌّ بتركِ ديننِا” فأنزل الله هذه الآية تدعيمًا للرسول ولشدًا لأزره.
لم يقابل نبي من الأنبياء ما قابله محمد من أمة ورغم ذلك لم يدعي عليه يومًا لم يرد لهم سوءًا قط أملا في أن يأتي من نسلهم ولو عبد صالح واحد يؤمن بالله.
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن المولد النبوي الشريف
مقدمة تعبير عن أمانة الرسول صلى الله عليه وسلم
شهد جميع من قابل محمد قبل وبعد الدعوة بحسن خلقه وأمانته حتى أنهم كانوا يلقبونه بالصدق الأمين، وكان الجميع يأتمنه على الأسرار والأموال وحين بعثه الله جمع الناس عند جبل الصفا وأخبرهم:
“أرَأَيْتَكُمْ لو أخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلًا بالوَادِي تُرِيدُ أنْ تُغِيرَ علَيْكُم، أكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ قالوا: نَعَمْ، ما جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إلَّا صِدْقًا”
ولكن حقا أنها لا تعمى الأبصار ولكن القلوب التي في الصدور، فرغم كل ما يعرفونهم عنه من خلق وتقوى وورع ألا أنهم لم يؤمنوا به وازدادوا غلظة وتعنت.
حين أمره الله بالهجرة رغم تعذيبهم له وتكذيبهم لرسالته ألا أنه لم يرحل دون أن يرد لهم أماناتهم، وكلف على ابن أبي طالب بهذه المهمة قبل ذهابه، يكفي قول الله تعالى في القرآن الكريم
وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِیم [سُورَةُ القَلَمِ: 4]
كدليل دامغ عن أخلاق النبي -صلى الله عليه وسلم- وفضائله.
اقرأ أيضًا: مقدمة تعبير عن الاسراء والمعراج
مقدمة تعبير عن الصبر الرسول صلى الله عليه وسلم
تميز محمد -صلى الله عليه وسلم- بصفة الصبر حيث إنه تحمل خسارة كل عزيز على قلبه، فقد ولد يتيم الأب والأم ومن أعظم أمثلة الصبر في السيرة النبوية ليس أنه تحمل أذى قومه ومن بينهم عمه أبو لهب.
لكنه أيضا تحمل حصار دام لمدة 3 سنوات، قام به كفار قريش بعدما وجدوا تأييد بنى عبد مناف له اتخذوا قرار بعمل مقاطعة لمحمد وكل التابعين لهم فلا يشتروا منهم أو يبيعوا لهم، وكانت مجاعة وعذاب شديد تحمله كل المؤمنين حتى أنهم كانوا يربطون الصخور الثقيلة على بطونهم لتهدئة آلام الجوع.
بعد انقضاء هذا الحصار تعرض محمد -صلى الله عليه وسلم- لابتلاء آخر وهو موت عمه أبو طالب وزوجته خديجة الذين كانا أعظم داعمين له، حتى أن هذا العام لقب بعام الحزن ولكنه صبر واحتسب.
حين مات ابنه إبراهيم في السنة العاشرة للهجرة لم يجزع، ولكنه قال إن العين لتبكي وأن القلب ليحزن على فراقك يا إبراهيم ولكن لا نقول ألا ما يرضى ربنا، وتحمل محمد -صلى الله عليه وسلم- محن وابتلاءات أخرى شديدة ولكن بجلد وصبر ورضا عن الله سبحانه وتعالى ومشيئته.
اقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن شهر رمضان بالعناصر
مقدمة تعبير عن الرسول صلى الله عليه وسلم كقدوة
تظهر لنا السيرة النبوية الشريفة العديد من المواقف والقصص التي يجب أن نأخذ منها عبر ودروس نطبقها في حياتنا اليومية، فلو حاول كل شخص اتباع نهج النبي -صلى الله عليه وسلم- في نواحي حياته المختلفة لحصل على السكينة والراحة التي نسعى خلفها جميعا.
إن الرسول كان سهل المعشر وقد قال في حديث له:
“حَرُم على النارِ كلُّ هيِّنٍ لينٍ سهلٍ قريبٍ من الناسِ”
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخيط نعله بيده، وكان يتلطف مع زوجاته وعن أَبي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قبَّل النَّبِيُّ ﷺ الْحسنَ بنَ عَليٍّ رضي اللَّه عنهما، وَعِنْدَهُ الأَقْرعُ بْنُ حَابِسٍ، فَقَالَ الأَقْرَعُ: إِنَّ لِي عَشرةً مِنَ الْولَدِ مَا قَبَّلتُ مِنْهُمْ أَحدًا، فنَظَر إِلَيْهِ رسولُ اللَّه ﷺ فقَالَ: مَن لا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمْ متفقٌ عَلَيهِ.
كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يستشير الصحابة في كل أمور الدنيا حيث في غزوة بدر حين أخبرهم بمكان المعسكر، سأله الحباب بن منذر إن كان هذا الاختيار أمر من الله أمر قرار الرسول فأخبره أنه قراره، وعندما نصحه بتغير مكان المعسكر ليكونوا هم عند البئر ويمنعوا الماء عن الكفار لينهكوا قواهم فالحرب خدع ومكايد، لم يعترض النبي ولكنه وافق ببساطة ونفذ النصيحة التي كان لها دور كبير في النصر.
من الآيات التي توضح عمق آثر النبي في نفوس اتباعه قوله تعالى:
{ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولࣱ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ أَفَإِی۟ن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰۤ أَعۡقَـٰبِكُمۡۚ وَمَن یَنقَلِبۡ عَلَىٰ عَقِبَیۡهِ فَلَن یَضُرَّ ٱللَّهَ شَیۡـࣰٔاۗ وَسَیَجۡزِی ٱللَّهُ ٱلشَّـٰكِرِینَ }[سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ١٤٤]
أننا في العصر الحالي بحاجة للتمسك بخلق النبي وبسنن الشريفة، لأنها ليست مجرد أحاديث تعلمنا أمور الدين فقط ولكنها قواعد ومنهاج يجب أن يسير عليه كل مسلم ليحقق السعادة في الدارين.
يحكى أن النبي بكى يوما فسأله من حوله من الصحابة حينها عن سبب بكائه، فقال لهم أنه اشتاق لأحبابه وحين سألوا من هم يا رسول الله، أجابهم أنهم قوم يأتون من بعده لا يرونه ولكن يصدقوه ويؤمنوا به.
الرسول ضحى بنفسه لأجل أن تصل الرسالة إلينا على أطباق من ذهب دون أن نعاني للحفاظ على ديننا كما كان الصحابة يفعلون، لذا علينا التمسك بهذا الدين والالتزام بتعاليمه تكريمًا لكل هذه التضحيات.