صلاة الشفع والوتر جهرا أم سرا
صلاة الشفع والوتر جهرا أم سرا سوف نتعرف على إجابة هذا السؤال عبر موقع وميض ، حيث إن الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي أول ما يُسأل عنه المرء المؤمن يوم القيامة، كما أن السنن الرواتب تعتبر من أهم الصلوات بعض الفرائض، لذلك فإن أكثر المسلمين عادةً ما يتساءلون عن صلاة الشفع والوتر جهرا أم سرا!
اقرأ أيضًا: كيفية الخشوع في الصلاة
هل صلاة الشفع والوتر جهرا أم سرا
الجواب هنا أن جميع السنن الرواتب سرية، ومن الممكن أن يجهر المصلي بعض الشيء ليسمع نفسه بالقراءة حتى يزيد من خشوعه، بشرط ألا يزعج بقية المصلين الموجودين في المحيط به سواء كان في المسجد أو في المنزل.
السنن يصليها المرء بمفرده بدون جماعة بعد الفرض، سواءً كانت أداة صلاة الفرد في المنزل منفردًا، او كانت جماعةً في المسجد، فبعد الانتهاء من صلاة الجماعة للفرض، يقوم المرء المسلم بصلاة السنة قبل الخروج من المسجد، بل ومن الممكن أن يعمل على صلاة السنة في منزله.
أما بالنسبة لصلاة الشفع والتور التي هي من السنن المؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن المسلم يُسن له أن يؤدي صلاة الشفع والتور في الليل جهرًا في بعض الأحيان، أو يؤديها سرًّا كذلك في أحيان أخرى، فالأمر مخيرٌ للمصلي كما ينبغي أن يفعل.
ومن هذا دليل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية السيدة عائشة رضي الله عنها أم المؤمنين بأن رسولنا الكريم قد ورد عنه التالي، حيث تقول:
“رُبَّما أوتَرَ أوَّلَ اللَّيلِ، ورُبَّما أوتَرَ مِن آخِرِه. قُلتُ: كيفَ كانتْ قراءتُه؛ أكانَ يُسِرُّ بالقراءةِ أم يَجهَرُ؟ قالتْ: كلَّ ذلكَ كان يَفعَلُ، رُبَّما أسَرَّ، ورُبَّما جهَرَ، ورُبَّما اغتَسَلَ فنامَ، ورُبَّما تَوضَّأ فنامَ”.
اقرأ أيضًا: دعاء الرسول بعد صلاة الفجر مكتوب
تعريف صلاة الشفع
إن الشفع في اللغة يعني: الزوج من الشيء، أو ما يطلق عليه العدد الزوجي.
وفي الاصطلاح يعني الشفع: هي الصلاة التي يقوم المسلم بتأديتها قبل أداء الوتر، وبعد صلاة السنة التي تصلى بعد صلاة العشاء مباشرةً.
تعريف صلاة الوتر
بالنسبة لتعريف الوتر فيتم تعريف الوتر في اللغة: على أنه العدد الفردي، وهذا عكس الشفع.
أما عن التعريف الاصطلاحي للوتر، فالمراد به: صلاة التطوع التي يتم تأديتها ليلًا من خلال الصلاة بعدد ركعات فردية، حيث وصى النبي عليه الصلاة والسلام بأهمية صلاة الوتر وبين أن لها الكثير من الثواب والأجر، حيث ورد عن النبي بأنه قال:
“يا أَهْلَ القرآنِ أوتِروا فإنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ وِترٌ يحبُّ الوترَ”.
اقرأ أيضًا: متى ينتهي وقت صلاة الفجر
حكم صلاة الشفع والوتر
نحن نعلم بالطبع بأن الفرائض هي الصلوات الخمسة (الفجر، الظهر، العصر، المغرب، العشاء)، وتعتبر صلاة الشفع والتور من السن التي تصلى بعد صلاة العشاء، ولكنها من السنن المؤكدة، أي أنها من أهم النوافل على الإطلاق لما لها من الفضل العظيم.
فإن الله سبحانه وتعالى يذكرهما في كتابه المحفوظ في سورة الفجر:
﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾ [الآية: 3].
وفي هذا الذكر في القرآن الكريم دليل على أهمية صلاتي الشفع والوتر، ودليل كبير على أن لهما من الفضل على الإنسان ما لا يعد ولا يُحصَى.
اقرأ أيضًا: صفة صلاة عيد الأضحى
فضل أداء صلاة الشفع والوتر
إن لصلاة الشفع والوتر الكثير من الفضل العظيم، حيث إن الله سبحانه وتعالى يحب من يتقرب إليه بالنوافل، وتعتبر الشفع والتور من أعظم النوافل التي يحثنا عليها الرسول صلى الله عليه وسلم.
فإن الله سبحانه تعالى يقول في الحديث القدسي:
“وَمَازَالَ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمِعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدُهُ الَّتِي يَبْطَشُ بِهَا، وَرِجْلُهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأَعِيذَنَّهُ”.
إذن فإن الفضل الأول والأهم في صلاة الوتر على اعتبارها من إحدى النوافل، هو التقرب إلى الله جل وعلا أكثر، وهذه بقية الفضائل التي تأتي من الانتظام على صلاة الشفع والوتر.
- كما أن قضاء النوافل يعمل على جبر النقص في الصلوات الفرائض، والشفع والوتر من أعظم النوافل التي يؤديها المسلم بعد صلاة العشاء.
- النوافل أيضًا سببًا من أسباب دخول الجنة، فيقول أبو هريرة رضيَ الله عنه بأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
“منْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ”، فهذا فضل عظيم من أفضال النوافل التي من على رأسها صلاتي الشفع والوتر.
وقت صلاة الوتر
إن صلاة الشفع والوتر تكون في الليل، وإذا تمت صلاة الوتر في الثلث الأخير من الليل، فمن الممكن أن يكون في هذا استجابةً كبيرةً في الدعاء؛ لأن الدعاء في هذا الوقت يتقبل بإذن الله تعالى، ففي الثلث الأخير من الليل هو وقت من أوقات استجابة الدعاء.
حيث ينزل الله سبحانه وتعالى بجلاله وقدرته إلى السماء الدنيا لعباده في هذا الوقت، ومن هذا الدليل على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم على فضل الدعاء في الثلث الأخير من الليل:
“ينزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيهِ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ، حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْر”.
الفرق بين صلاة الجهر والسر
أولًا لا بد أن نتعرف على معنى كل من السر والجهر، وهو كالتالي:
1- الجهر
وهو رفع الصوت في الصلاة، بحيث يقوم المصلي بسماع نفسه أثناء الصلاة أو سماع غيره له، بصوت غير مزعج كثيرًا أثناء تأدية الأركان والواجبات في الصلاة، وهذه الكيفية تعتبَر في بعض الصلوات الفرائض كصلاة المغرب والعشاء والفجر.
وهذا بالنسبة لصلاة الفرد منفردًا، أم بالنسبة لصلاة الجماعة فإن الصلوات الجهرية يتم فيها رفع الصوت من الإمام أثناء القراءة فقط، ولا يرفع المأمومين صوتهم أثناء القراءة في الركعتين الأخيرتين أو في قراءة التشهد مثلا أو الأدعية أو التسليم.
2- الإسرار
هو خفض الصوت أثناء الصلاة حيث لا يسمع المصلي نفسه بصوت عالٍ بل يسمع نفسه بصوت شديد الانخفاض، ولا يسمع غيره أثناء القيام بأركان الصلاة، وأما عن صلوات المفروضة السرية فهي الظهر والعصر.
وبالنسبة لأداء الصلاة السرية للفرد المنفرد في المنزل فهو يعمل على إسرار القول كما ذكرنا، وكذلك في الصلاة الجماعة فيتم فيها الإسرار أثناء قراءة السور من الإمام، ويجهر فقط بالتكبيرات، والإسرار في السور والتكبيرات يكون من نصيب المأمومين دون الإمام.
هذا بالنسبة لمعنى الجهر والسر، وهنا السؤال الذين يطرحه الكثير من المتعلقين بالسنن بالرواتب، هل صلاة الشفع والوتر جهرا أم سرا؟ سوف نتعرف عليه الآن.
الهدف من السر أو الجهر في الصلوات
إن سؤال هل صلاة الشفع والوتر جهرا أم سرا لا يتم على الشفع والوتر فقط، بل إن جميع الصلوات سواء كانت الرائض أو النوافل يتم فيها هذا السؤال، أي من الصلوات جهرية، وأي منها سرية!
وفي هذا الأمر حكمة دينية عظيمة، حيث إن جميع الصلوات الجهرية تكون ليلية؛ لأن وقت الليل هو وقت سكون وهدوء وخشوع، والتدبر، وهو وقت مناسب لاستماع المسلمين للعبادة وتدبرها والإنصات لها وحدها.
أما عن الصلوات السرية التي تكون في النهار، حيث نرى كثرة المشاغل التي نراها في النهار، مما لا يساعد المرء على التدبر، لذا فيشرع له الصلاة السرية حتى يسلم قلبه كاملًا لله سبحانه وتعالى ويطمئن قلبه قليلًا، ويستطيع التركيز جيدًا في العبادة وفي الخشوع فيها.
اقرأ أيضًا: هل يجوز صلاة سنة الفجر بعد الفرض
إذن في الجواب عن السؤال هل صلاة الشفع والوتر جهرا أم سرا؟ نجد بأن ديننا الحنيف أعطانا حرية التصرف في الجهر أو الإسرار بنافلة الشفع والوتر.