تجاهل الزوج لزوجته وقت الزعل

تجاهل الزوج لزوجته وقت الزعل له صور عديدة، فمن المعروف أن أقوى أنواع العقاب التي يلجأ لها أغلب الأزواج أثناء فترة خلافهم هو التجاهل لترك المساحة للزوجات بالاقتناع بخطئهن وبدء الصلح وعودة الأمور لوضعها الطبيعي، فعبر منصة وميض سوف نذكر لكم كيف يكون تجاهل الزوج لزوجته عند نشوب الخلافات الزوجية.

تجاهل الزوج لزوجته وقت الزعل

إن الخصام يعد من أبرز الأوقات التي تساهم في ظهور مدى قوة العلاقة والحب بين الزوجين، حيث ينبغي خلاله أن يكون التصرف بحذر شديد وذلك لكيلا تؤدي المشاعر السلبية المتراكمة إلى تهديد استقرار الحياة الزوجية.

فعلى الرغم من هذا الأمر إلا أن الكثير من الأشخاص يلجئون إلى التعامل بشكل مزعج، وذلك من خلال اتخاذ التجاهل كتصرف مناسب لعقاب الطرف الآخر وجعله يتنازل عن تمسكه بفكرة أنه ليس مخطئ.

فلقد أوضح أخصائيو العلاقات الزوجية أن التجاهل سلاح ذو حدين فهو من الممكن أن يجعل الأمور تهدأ بمرور الوقت وتمر بسلام، ومن الممكن أن يزيد من الشعور بالغضب ومن حجم المشكلة.

من الجدير بالذكر أن هناك بعض الإحصائيات تنتج عن التحليل العميق للأبحاث الحديثة بواسطة أحد العلماء وأثبتت أن تجاهل الزوج لزوجته وقت الزعل هو الأكثر شيوعًا.

ذلك لأن الزوج بطبعه جاف المشاعر ولديه القدرة على الصمت لوقت طويل، كما أنها وضحت أن هناك أسباب عديدة من شأنها أن تتسبب في تجاهل الزوج لزوجته وقت الزعل، وهي كالآتي:

1- اتهام كل طرف للآخر

في بعض الأحيان ما يجعل الزوج يلجأ إلى الصمت وتجاهل زوجته هو إلقائه اللوم والعتاب عليها وقيامها هي الأخرى بنفس الشيء أي أن كلا الطرفين يحملان بعضهما البعض المسؤولية والذنب على الخلاف الذي دار بينهما.

حيث يرى الزوج أن بتجاهله لها سوف يجبرها على الشعور بالذنب والاعتبار بأنها السبب وراء المشكلة التي حدثت ويجعلها تبادر هي بالصلح وحينها سوف يغفر لها ما حدث وتعود الأمور بشكل طبيعي.

اقرأ أيضًا: صفات الزوج الذي يحب زوجته

2- شعوره بأنها كثيرة النقد

قد يكون تجاهل الزوج لزوجته وقت الزعل بسبب كونها من الشخصيات المتطلبة والتي تفضل الانتقاد بشكل مستمر ووصفه بطريقة سلبية.

إذ إن الزوج يرى أن التجاهل هو الحل الأمثل معها حتى تتمكن من تغيير شخصيتها والإقلاع عن هذه السمة السيئة والتي لا تظهر سوى وقت الخلافات.

فمما لا شك فيه أن إبدائها للتصرفات التي قد تصل إلى حد التجريح أو ربما كشف نقاط ضعفه ومعايرته بها من الأمور التي تجعل النفوس مليئة بأثر الخلاف.

كما تحولها كالقنبلة الموقوتة تنفجر بسهولة عند التعرض لأي مشكلة ولو بسيطة فيما بعد، فالصمت هو مفتاح الحل وطريق الهداية.

3- نشأة الفجوة الكبيرة بينهما

إن كان هناك فجوة بين الزوجين كبيرة، فمن المتوقع أن يتم تجاهل الزوج لزوجته وقت الزعل، وذلك لأن هذه الفجوة قد تجعله لا يتمكن من فهم المشكلة جيدًا أو إيجاد الحلول المناسبة لها.

كما قد تخلق داخله الفتور والذي بدوره يؤدي تدريجيًا إلى غياب التواصل بينهما الضروري لدعم العلاقة وتقويتها وملئها بالحب والجمال بالإضافة إلى التسبب في ميله نحو الصمت ورفضه التام للمواجهة.

4- وجود أطفال صغار في المنزل

في حالة إن كان المنزل مليء بالأطفال الصغار أو حتى طفل واحد، فإن تجاهل الزوج لزوجته وقت الزعل يكون من الحلول المناسبة والجيدة، وذلك حتى لا يتم إظهار الغضب والحزن أمام الأبناء وبالتالي التأثير على نفسيتهم بالسلب.

حيث إن الكثير من الأزواج يفضلون عقاب الزوجات بالصمت في مثل هذه الحالة بدلًا من الصراع بشكل مؤذٍ في محاولة منهم أيضًا لترك الأمور تمر بهدوء وسلام وانتهاء الخصام والتعامل بشكل طبيعي مرة أخرى.

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الزوجة العنيدة والعصبية

تعامل الزوجة مع زوجها إذا تجاهلها وقت الزعل

بعد أن تعرفنا إلى أسباب تجاهل الزوج لزوجته وقت الزعل، فلا بد وأن نشير إلى الطريقة السليمة والمثالية التي ينبغي على الزوجة اتباعها لتفادي الأثر السلبي الذي ينتج عن التجاهل، وهي تتمثل في الآتي:

1- عدم التصرف وكأن شيئًا لم يحدث

من الأخطاء الشائعة والتي تقع فيها العديد من الزوجات هو القيام بعدم الالتفات إلى وجود خلاف بينهما أو حدوث التجاهل من طرف الزوج والتعامل بشكل طبيعي وكأن لم يحدث أي شيء ظنًا منهن أن هذه الطريقة ستنهي المشكلة.

ففي حقيقة الأمر لقد وصف الأخصائيون هذه الحالة بالقيام بتغطية الأوساخ بواسطة غطاء نظيف حتى تظهر الأرض نظيفة وهي غير نظيفة، كما قالوا بأنه في حالة إزالة هذا الغطاء ستتناثر الأوساخ في كل مكان.

فإن لم يتم مناقشة الخلاف وحله ستظل المشاعر السلبية عالقة داخل كلا الطرفين وسيؤدي تراكمها إلى الانفجار مع أول سبب تافه يحدث، لذا فمن اللازم أن تقوم الزوجة بمناقشة ما حدث مع زوجها والتحدث عما جعلها تشعر بالضيق.

إلى جانب الاستماع له جيدًا واعتراف كل منهما بخطئه والتواصل معًا إلى الحلول المرضية لكل منهما لضمان استقرار نجاح العلاقة الزوجية.

2- تجنب تغير الروتين اليومي

إذا تجاهل الزوج لزوجته وقت الزعل فيجب ألا يتم السماح لهذا التجاهل بتغير الروتين اليومي، حيث لا ينبغي على الزوجة أن تنام في غرفة منفصلة على سبيل المثال أو تقوم بتناول الطعام بمفردها، أو ترفض أن تحضر له الطعام، فهذه الأمور من الممكن أن تزيد الفجوة بينهما وتجعل فكرة الصلح صعبة.

إذ يفضل أن تمارس حياتها بشكل طبيعي لا سيما إن كانت في الأساس على علاقة جيدة من زوجها، فسيفيد الأمر في مرور المشكلة وأثرها من النفوس وستظل العلاقة سليمة.

3- التغاضي عن الأمور البسيطة

في حالة إن كان الخلاف لا يستدعي النقاش فمن الممكن أن يتم التغاضي عنه، وذلك لأن مناقشة كل كبيرة وصغيرة بلا شك أمر مرهق وسوف يجعل الزوج في كل مرة يلجأ إلى مصالحة الزوجة رغمًا عنه لتفادي النقاش معها.

فلقد قيل إن التغافل هو نصف العافية، فإن كان تجاهل الزوج نابعًا عن خلاف دار بسبب حدوث مكالمة هاتفية سريعة وباردة بينهما أو لعدم مقابلتها له بابتسامة عند عودته من العمل فهنا يحبذ عدم الالتفات للأمر وخلق المشكلات المختلفة.

4- النقاش في المشكلة

عقب حصول كلا الزوجين على الوقت الكافي للهدوء والاستقرار والاختلاء بالنفس ومراجعتها فهنا يلزم نقاش المشكلة معًا لتفريغ المشاعر السلبية، ويجب أن يكون أسلوب الحوار هادئًا.

فلا يجوز أن يبدأ الحديث بإلقاء اللوم أو ببعض الكلمات العنيفة والتي لا تساهم في كسر حاجز الخلاف والخصام، كما يفضل أن تحضر الزوجة كوبين من الشاي على سبيل المثال وتجلس معه في مكان مُريح حتى تأتي الكلمات الحنون من تلقاء نفسها.

من الجدير بالذكر أن استخدام الذكاء والتمتع بخفة الظل عند إنهاء الخلاف أو الرغبة في المصالحة سيساعد في النجاح في عدم تجاهل الزوج لزوجته وقت الزعل مرة أخرى.

5- تجنب استخدام صفحات التواصل لضغط الزوج

بعض الزوجات يفضلن نشر تفاصيل حياتهن الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما عند وقوع أي خلاف بينهن وبين أزواجهن فهذه الطريقة سيئة للغاية وخاطئة تمامًا.

حيث إنها ستزيد من تجاهل الزوج ومن حجم الخلاف فالرجال لا يفضلون نشر أسرار البيوت بسهولة على الملأ، بل يشجع أغلبهم المواجهة المباشرة والتحدث بكل صراحة.

6- الاعتراف بالخطأ

لا يجب أن تلزم الزوجة الكبرياء حتى لا تعترف بخطئها حيث إن هذا الأمر سيجعل الزوج يصمت بشكل أكثر ويبتعد عنها لذا فإنه من الضروري أن تجلس مع نفسها وتصارحها وتعترف بخطئها وتقنعها بأهمية ذلك.

فهو أمر لا يقلل من شأنها مطلقًا كما أن اعتذارها لزوجها سيجعلها تكبر في نظره وقد يؤدي إلى اعتذاره هو لها في المرات القادمة حتى وإن لم يخطئ وذلك تقديرًا لها.

اقرأ أيضًا: سر تعلق الزوج بزوجته حتى لو ماكانت حلوة

7- عدم إثارة الأمور القديمة

من أكثر الأخطاء التي تقع فيها أغلب الزوجات هو انتظار حدوث أي خلاف جديد للتحدث عن الخلافات القديمة أو الأمور التي تتسبب في شعورهن بالألم الشديد والجرح بسبب عدم تفريغ ما بداخلهن حينها.

فمن الضروري أن يتم طي صفحة الماضي نهائيًا وتجنب إثارة الأمور القديمة لأن هذا الأمر بلا شك لا يأتي بأي نفع بل سيجعل المشكلة تتفاقم سوءًا، ويجب العلم بأن النقاش وتفريغ الحزن والمشاعر السلبية لن يسمح مطلقًا باستعادة الخلافات القديمة.

قد يزيد التجاهل وقت الخصام من الجفاء بين الزوجين إن كان لمدة طويلة ودون التحدث حول ما حدث ومحاولة حله، فلا يجب ترك الفرصة له لنمو المشاعر السلبية في النفوس ويفضل أن يتم اعتباره كوسيلة لأخذ المساحة الشخصية للهدوء فقط.