كيف تدور الارض حول الشمس
كيف تدور الارض حول الشمس؟ ومتى يستطيع كوكبنا أن يُكمل دورة كاملة حول الشمس؟ في واقع الأمر يُعتبر علم الفضاء والكواكب من أبرز صور العُلوم التي يسعى المرء للتعرف عليها بشكلٍ كبير، وعلى إثر ذلك يتم طرح العديد من الأسئلة، وعبر منصة وميض سنُحاول تسهيل الإجابة عن أبرز هذه الاستفسارات والتعمق في معلوماتها في آنٍ واحد.
كيف تدور الارض حول الشمس
مُنذ نعومة أظافرنا ونحن ندرس في المراحل الابتدائية علمنا كون الأرض تدور حول محورها وحول الشمس، ودورانها حول محورها يتسبب في تعاقب الليل والنهار مع استمرار العملية حتى يشاء الله، أما فيما يخص الدوران حول الشمس فهو ما يخلق الأعوام والفصول الأربعة الخاصة بكُل سنة.
فهمنا من ذلك كون دوران الأرض حول محورها يستغرق يومًا كاملًا، أما عن الدوران الذي يقوم به كوكبنا حول الشمس فيحتاج عامًا بالتمام والكمال حتى ينتهي، ولكن كيف تدور الارض حول الشمس؟ وما هي القوى التي تؤثر على النظام الشمسي وتمنع الكواكب من أن تشذ عن مسارها وتضيع في الفضاء الرحب؟
العامل الرئيسي هُنا هو الكُتلة، فوفقًا لعلوم الفيزياء كُلما زادت كُتلة الجسم كانت جاذبيته للأجسام الأُخرى أكبر، وفي مجرتنا بأكملها لا نعرف جسمًا أكبر من ناحية الكُتلة عن الشمس، فهي تفوق الأرض في كُتلتها بثلاثمائة ألف ضعف تقريبًا.
ما يتسبب في خلق قوة جاذبية ليس لها مثيل في مجرتنا بأكملها، لكن بالاطلاع على الجاذبية في كوكبنا نرى أن الأجسام تسقط أرضًا ولا تدور، فكيف تدور الارض حول الشمس؟
يرجع السبب وراء ذلك إلى القوى الأُخرى التي تتزامن مع الجاذبية في الفضاء، فالأرض تتحرك وتدور بشكلٍ طبيعي بسبب السُرعة التي اكتسبتها في بداية تكونها وقبل دخولها حيز النظام الشمسي، ولا يوجد في الفضاء ما يُمكن الاحتكاك بها لإبطاء سُرعة حركتها ودورانها.
فجاذبية الشمس على الرغم من قوتها إلا أنها لا تستطيع كبح السُرعة الجانبية للكوكب، ما يمنح الأرض حركة زخم زاوي بالنسبة للشمس، ومن دونه لسقطت الأرض داخل الشمس، وهذا ما يُعد الإجابة الأبرز عن سؤال كيف تدور الارض حول الشمس.
اقرأ أيضًا: هل الأرض مسطحة أم كروية مع الدليل
كوكب الأرض لا يدور بشكل عمودي
بالبحث عن إجابة لسؤال كيف تدور الارض حول الشمس وحول محورها سنُلاحظ كون الأرض لا تدور بشكل ثابت أو عمودي، إذ إنها تميل بشكل محوري عن الوضع العمودي بما يُعادل 23.4 درجة مئوية تقريبًا، وهذا الميلان يتسبب في اختلاف وصول أشعة الشمس إلى بقاع الأرض.
فمع دوران الأرض حول محورها بشكلٍ دائري مُنتظم يكون هُناك وجه مُقابل للشمس بشكل دوري وهو الوجه الذي يكون فيه الصباح، وبإكمال كوكب الأرض نصف دورة حول محوره يُصبح الوجه المُعتم مواجهًا للشمس والعكس صحيح، ما يجعل الليل يحل في المكان الذي كان نهارًا والعكس.
لكن هذا يسري على جانبي الكوكب، أما الجُزء العُلوي والسُفلي منها واللذان هُما الأقطاب الأرضية فإنها تتعرض لأقل كم مُمكن من حرارة الشمس نظرًا لكونها لا تواجه الشمس كما هو الحال مع جانبي الأرض.
في الوقت ذاته نجد أن الأرض تميل بدرجاتها عن المحور الخاص بها من الناحية العُلوية أو ما يُعرف بالقُطب الشمالي، وهو ما يجعل هذا القُطب وعلى الرغم من برودته أكثر حرارة من القُطب الجنوبي لكونه يميل بعيدًا عن الشمس.
ناهيك عن كون هذا القُطب يرتفع عن سطح البحر بمقدار 3 كم تقريبًا، ومن المعروف كون درجة الحرارة تنخفض مع الارتفاع داخل طبقة الغلاف الجوي، كما أن تغطية المُحيط المُتجمد الشمالي للقُطب يجعله دافئًا أكثر من الجنوبي لانتقال الدفء النسبي الخاص به إلى اليابس.
اقرأ أيضًا: كم تبعد الشمس عن الأرض
مدارات كوكب الأرض
اتفق العُلماء نظرًا لميلان كوكب الأرض على تقسيم المناطق الجُغرافية إلى دوائر عرض رئيسية خمسة تُعرف باسم المدارات، ومن خلالها يتم تحديد الإحداثيات الخاصة بكُل منطقة ودرجات الحرارة فيها، وتُعرف هذه المدارات بداية القمة العُليا لكوكب الأرض وحتى الأسفل بالترتيب كما يلي:
- المدار الشمالي.
- مدار السرطان.
- خط الاستواء.
- مدار الجدي.
- المدار الجنوبي.
بحديثنا عن الوجه الذي يُقابل أشعة الشمس من الأرض نجد أن الأشعة تتركز بشكل أكبر على مناطق خط الاستواء الذي يُنصف الأرض ويشطرها إلى قسمين، وهو الجُزء الأقرب للشمس.
بالارتفاع أو النزول عن هذه الدائرة التي تُمثل إحدى دوائر العرض الرئيسية تزداد درجة الميلان والابتعاد عن الشمس ما يجعل الحرارة أقل حتى الوصول إلى أقصى الشمال والجنوب وبلوغ حد التجمد والبرد القارس.
اقرأ أيضًا: الحمم البركانية التي تندفع من باطن الأرض
مثال على الزخم الزاوي للأرض
قد تكون الإجابة عن سؤال كيف تدور الارض حول الشمس مُعقدة بعض الشيء نظرًا لما تشتمل عليه من مُصطلحات مثل قوانين الكُتلة وما يرتبط بها من جاذبية بالإضافة إلى السُرعة الزاوية وما تخلقه من زخم، ولكن هُناك طُرق مُبسطة أكثر للتعرف على الحركة.
من أبرز هذه الطُرق ما يُعرف باسم مثال السلسلة، وفيه يُمكنك بشكلٍ كبير مُحاكاة ما تقوم به الشمس مع كوكب الأرض وغيره من الكواكب الأُخرى في المجموعة الشمسية.
لتطبيق هذه الطريقة كُل ما عليك القيام به هو ربط كُرة أو أي جسم دائري آخر ضئيل الحجم في طرف للخيط، ومن ثُم القيام بلف هذا الخيط بسُرعة وباستمرار حول رأسك.
ما ستُلاحظه هُنا هو كون الكُرة تدور حول رأسك في مدارٍ ثابت بشكلٍ مُستمر، وذلك على الرغم من كونك تقوم بجذبها نحوك باستعمال الخيط، ولكن ما خلق لها هذا المسار أو المدار الثابت هو السُرعة التي قُمت بمنحها إياها نتيجة الدوران المُستمر.
على الرغم من كونك أقوى من الكُرة من ناحية الجذب وأكبر من ناحية الكُتلة إلا أنها ستستمر بهذا الدوران، قُم فقط بالتوقف بشكلٍ مُفاجئٍ عن الدوران وسترى هذه الكُرة تتجه نحو المركز الخاص بالمدار والذي هو يدك في هذه الحالة وسترى الكُرة ترتطم بيدك على الفور.
الأمر سيان في الواقع بالنسبة لعلاقة الشمس والأرض، فدوران الأرض حول محورها هو ما يضمن دورانها حول الشمس، كما يُعتبر العامل السحري الذي يُجيب عن سؤال كيف تدور الارض حول الشمس.
من الجدير بالذكر كون نمط الدوران هو النهج الخاص بكافة الكواكب في المجموعة الشمسية داخل مجرة درب التبانة، فالأرض تعمل على تطبيق قوتها وسُلطتها التي كسبتها نتيجة حجمها وجاذبيتها على القمر، فهذا الجُرم لا يدور حول الأرض إلا لكونها أكبر منه كُتلة، ما يعني أنها أكثر جاذبية منه.